موسوعة التاریخ الإسلامی جلد 2

اینجــــا یک کتابخانه دیجیتالی است

با بیش از 100000 منبع الکترونیکی رایگان به زبان فارسی ، عربی و انگلیسی

موسوعة التاریخ الإسلامی - جلد 2

محمد هادی الیوسفی

| نمايش فراداده ، افزودن یک نقد و بررسی
افزودن به کتابخانه شخصی
ارسال به دوستان
جستجو در متن کتاب
بیشتر
تنظیمات قلم

فونت

اندازه قلم

+ - پیش فرض

حالت نمایش

روز نیمروز شب
جستجو در لغت نامه
بیشتر
لیست موضوعات
توضیحات
افزودن یادداشت جدید


خراهم ووج ه رسول اللّه الى الشعب يريد اصحابه فيه «763» .

وهـذا قـول الواقدي نقلا لمعنى الخبر الاو ل عن رافع بن خديج , نعم زاداليه ذيله : وج ه رسول
اللّه الى الش عب بعد ما قال : ورسول اللّه يدعوهم في اخراهم وكان الرسول (ص ) حينما دعاهم
وهـم لا يـلوون عليه ولا احـد منهم اختزالا بدل الاختصار.

ثـم نـقل الواقدي عن عمر قال : كان عمر يقول : لم ا صاح الشيطان : ق تل محم د , اقبلت ارقى في
الجبل كان ي ا ر وى ة «764» فانتهيت الى النبي وهو يقرا :( وما محم د الا رسول قد خلت من
قبله الرسل ) «765» .

وفـي هذا عكس الامر فكان النبي كان قد سبق اصحابه الى الجبل قبل الصيحة اقـبـلـوا الـيه فنزلت عليه الايات من آل عمران ثم انتهوا اليه وهو يقرا بها ينكشفوا عن نبى ك من سفح الجبل حتى يعلونه بحج ة ان نبى ك قد سبقهم اليه فاقبلوا حتى انتهوا اليه
, ولـهم الحج ة ايضا : ان الشيطان او ابليس من الشياطين صاح او صرخ بقتل رسولك , وا ن ك اردت
من ذلك ا مورا , كما قالوها «766» .

هـذا , وقـبـل ان نـنتقل الى عرض اخبار الصيحة او الصرخة عرضنا لكثيرمن اخبار النكسة او
الـهـزيـمة ولم تصرح بصرخة ولا صيحة الا قول ابن قميئة با نه قتل محم دا , مع ا ن ها لو كانت
لكانت من اكبر اسباب الانكشاف عنه (ص )واهم عوامل القلاقل , فكيف يخلو خبر من علل انكسار
الكثرة وبقا القل ة عن اكبر اسبابه واهم علله ؟ ثـم كيف يصيح الشيطان ويريد الرحمان من ذلك ا مورا كما قالوا «767» , ثم هو يذكر ذلك في
آيات من كتابه ت تلى آنا الليل واطراف النهار الى يوم الخلود , يخل د فيها ذلك يلومهم بها ويؤن بهم
ويـقرعهم ويوب خهم ؟ الـمـعروف من فضلك , ولا م شبه لما عاملت به عبادك من فضلك وكرمك , وعطفك ولطفك ورافتك
ورحمتك .

ثم كيف يصيح الشيطان ويريد الرحمان من ذلك ا مورا , ثم يعاتبهم على ذلك ويتلو الرسول آياته تلك
عليهم وهم لا يحيرون جوابا يعتذرون به اليه , بل هم يسمعون فينصتون وينكصون ويسكتون ؟ ثم كيف يصيح الشيطان , ويصر ح المازني بان اللّه اراد من ذلك ا مورا «768» ولا ينقل مثل ذلك
او شي منه عن النبي وآله ولا ا ن هم سالوهم عنه ؟ ويكفينا هذا العرض لرد مثل هذه المزعمة التبريرى ة , وقالوا قديما :توجيه الغلط غلط آخر , بل
اكبر.

ولذلك لم يعتمد على ذلك المحق قون في السيرة والمغازي :.

قال ابن ابي الحديد : قرات هذه الغزاة ( ا ح د ) من كتاب الواقدي على النقيب ابي يزيد , وقلت له :
ان ي استعظم ما جرى لهؤلا في هذه الوقعة قال : بعد قتل اصحاب الالوية حمل قلب المسلمين على قلـب المشركين فكسره , فلو ثبتت مجن بتا
رسـول اللّه الـلـتان فيهما ا سيد بن ح ضير والحباب بن المنذر بازا مجن بتي المشركين لم ينكسر
عسكر الاسلام , ولكن م جن بتا المسلمين اطبقت اطباقا واحدا على قلب المشركين مضافا الى قلب
الـمـسـلـمـيـن , فصارعسكر رسول اللّه قلبا واحدا وكتيبة واحدة فلم ا رات مجن بتا قريش ان
لـيـس بـازائها احد استدارت المجن بتان من ورا عسكر المسلمين , وصمد كثير منهم للرماة الذين
كانوا يحمون ظهر المسلمين فقتلوهم عن آخرهم لا ن هم لم يكونوامم ن يقومون لخالد وع كرمة
وهما في الف ي رجل وان ما كانوا خمسين رجلا , لاسى ما وقد شره كثير منهم الى الغنيمة فترك
مـركـزه واكب على النهب فارسا شجاعاومعه خيل كثيرة ورجال ابطال موتورون , واستدار خلف الجبل فدخل من الثغرة التي
كـان الـرمـاة عليها فاتى من ورا المسلمين , وتراجع قلب المشركين بعدالهزيمة فصار المسلمون
بـينهم في مثل الحلقة المستديرة واختلط الناس , فلم يعرف المسلمون بعضهم بعضا وضرب الرجل
مـنـهـم اخـاه وابـاه بالسيف وهو لا يعرفه لشد ة النقع والغبار , ولما اعتراهم من الدهشة والعجلة
والـخـوف , فـكـانـت الدبرة عليهم بعد ان كانت لهم ومثل هذا يجري دائما في الحرب «769»
ولـيست الصرخة ولاالصيحة , الل هم الا تبريرا وتوجيها للغلطة , وتخفيفا لدور ابن الوليد يذكرالصرخة النقيب ابو يزيد , ولا استدرك بها عليه ابن ابي الحديد.

ويـنتبه ابن ابي الحديد في كتابه بعد هذا الى منافاة وتهافت في اخبارالصيحة , فيقول : سالت المحد
ث ابن النج ار عن هذا الموضع فقلت له : قص ة ا ح د تدل على ان الدولة بادئ الحال كانت للمسلمين ,
فـلم ا صاح الشيطان : ق تل محم د انهزم اكثرهم ثم ثاب اكثرهم فحاربوا حربا كثيرة طالت مد تها
حـتـى صـارآخـر النهار , ثم اصعدوا في الجبل ورسول اللّه معهم فتحاجزوا الا ان بعض روايات
الواقدي يقتضي غير ذلك , نحو روايته : ا ن ه لم ا صاح الشيطان : ان محم دا قد ق تل , كان رسول
اللّه ينادي المسلمين فلا يعر جون عليه فوج ه نحو الجبل فانتهى اليهم وهم اوزاع يتذاكرون القتلى
, فهذه الرواية تدل على ا ن ه ا صعد في الجبل حيث صاح الشيطان , وصياح الشيطان كان حال غشيان
خالد بن الوليدالمسلمين من ورا الجبل وهم مشتغلون بالنهب , فكيف هذا ؟.

فكان ابن النج ار لا يرى حلا للمشكل الا ان يدعى : ان الشيطان صاح دفعتين : في او له وآخره لم ا
تصر م النهار , وما اعتصم بالجبل في الصرخة الا ولى , بل ثبت ولم يفارق عرصة الحرب , وان ما
فارقها في صرخته الثانية حيث علم ا ن ه لم يبق له وجه م قام «770» .

واذ لـم ى ذكـر حـمـزة في الثابتين علم ا ن ه ق تل في الحملات قبل النكسة ,وقد يكون مقتله من
عوامل التراجع عند المسلمين والتجر ؤ لدى المشركين ,فلننتقل الى :.

مقتل حمزة (ع ) :.

مقتل حمزة
(ع ) :


قال القم ي في تفسيره : كان حمزة بن عبد المط لب يحمل على القوم فاذاراوه انهزموا ولم يثبت له واحد منهم .

وكان وحشي عبدا حبشى ا لجبير بن مطعم .

وكـانـت هـند بنت ع تبة قد اعطت وحشى ا عهدا : لئن قتلت محم دا او على ااو حمزة لاعطين ك
رضاك ؟ فـقـال وحشي : ام ا محم د فلا اقدر عليه , وام ا علي فرايته رجلا حذرا كثيرالالتفات فلم اطمع
فـيه فكمنت لحمزة فرايته يهد الناس هد ا , فمر بي فوطا على ج رف نهر فسقط , فاخذت حربتي
فهززتها ورميته بها فوقعت في خاصرته وخرجت مغم سة بالدم «771» .

وروى الـمـفيد في « الارشاد » بسنده عن زيد بن وهب عن عبد اللّه بن مسعود قال : كانت هند
بنت عتبة جعلت لوحشي ج علا على ان يقتل رسول اللّه او امير المؤمنين او حمزة بن عبد المط لب
ـ سـلام اللّه عـليهم ـ فقال : ام ا محم د ,فلا حيلة لي فيه لان اصحابه يطيفون به , وام ا علي فان ه
اذا قـاتـل كان احذر من الذئب , وام ا حمزة فان ي اطمع فيه , لا ن ه اذا غضب لم ى بصر بين يديه
وكان حمزة يومئذ قد اعلم بريشة نعامة في صدره .

فكمن له وحشي في اصل شجرة , فرآه حمزة فبدر اليه .

قال وحشي : وهززت حربتي حتى اذا تمك نت منه رميته فاصبته في اربيته فانفذته , وتركته حتى
اذا صرت اليه فاخذت حربتي , وشغل عن ي وعنه المسلمون بهزيمتهم .

وجـات هـند فامرت بشق بطن حمزة وقطع كبده والتمثيل به , فجدعوا انفه وا ذنيه ومث لوا به ,
ورسول اللّه مشغول عنه لا يعلم بما انتهى اليه امره «772» .

وقال الطبرسي في « اعلام الورى » : كان وحشي يقول : كنت عبدا لجبيرابن مطعم فقال لي : ان
على ا قتل عم ي ( ط عيمة ) يوم بدر , فان قتلت محم دافانت حر , وان قتلت عم محم د فانت حر ,
وان قتلت ابن عم محم د فانت حر.

قـال : وكنت لا ا خطئ في رمي الح راب تعل مته من الحبشة عندهم فخرجت مع قريش بحربة لي
الى ا ح د ا ريد العتق لا ا ريد غيره , ولا اطمع في محم د , ولكن ني قلت : لعل ي ا صيب من علي او
حمزة فازرقه وكان حمزة يحمل حملاته ثم يرجع الى موقفه «773» .

ثـم روى عـن الـصـادق (ع ) قـال : وزرقـه وحـشـي فـوق الـثـدي , فـسـقط , وشدوا عليه
فـقـتـلـوه «774» فـاخذ وحشي الكبد فشد بها الى هند بنت عتبة , فاخذتهاوطرحتها في فيها
فصارت مثل الداغصة ( عظم الركبة ) فلفظت ها وجا ابو سفيان على فرس وبيده رمح حتى وقف على حمزة فوجا به في شدق حمزة وقال : ذ ق ع قـق من يزعم ا ن ه سى د قريش ما يصنع بابن عم ه الذي صار لحما زل ة من ي «775» .

وقـال الـقـم ي فـي تفسيره : وجات اليه هند فقطعت مذاكيره وقطعت ا ذنيه وجعلتهما خ رصين (
حلقتين ) وشد تهما في عنقها , وقطعت يديه ورجليه «776» .

مقتل حنظلة غسيل الملائكة :.

مقتل حنظلة غسيل الملائكة
:


ووقع الى جانب حمزة حنظلة بن ابي عامر , وقال القم ي في تفسيره عنه :.

لم ـا حضر القتال نظر حنظلة الى ابي سفيان على فرس يجول بين العسكرين , فحمل عليه فضرب
عـرقـوب فـرسه فاكتسعت الفرس وسقط ابوسفيان الى الارض وصاح : يا معشر قريش , انا ابو
سـفـيـان وهـذا حـنـظـلـة يريدقتلي الـمشركين فطعنه ,فمشى حنظلة مع طعنته الى طاعنه فضربه فقتله , وسقط حنظلة الى الارض
بين حمزة وعمرو بن الجموح وعبد اللّه بن حرام ( ابي جابر ) وجماعة من الانصار.

فقال رسول اللّه (ص ) : رايت الملائكة يغس لون حنظلة بين السماوالارض بما الم زن من صحائف
من ذهب «777» .

وقال الطبرسي في « اعلام الورى » : قال (ص ) : من ذلك الرجل الذي تغسله الملائكة في سفح
الجبل ؟ فسالوا امراته , فقالت : ان ه خرج وهوجنب «778» .

مقتل جمع من الشهدا :.

مقتل جمع من الشهدا
:


ام ا عمرو بن الجموح فان ه كان في الرعيل الاو ل مم ن ثاب من المسلمين بعد الانكشاف , كان يعرج وهو يقول : واللّه انا مشتاق الى الجن ة , واخذ ابنه يعدو في اثره حتى قتلا جميعا «779» .

ام ا عـبد اللّه بن جحش فان ه قبل يوم ا ح د بيوم قال لرسول اللّه : يا رسول اللّه , ان هؤلا قد نزلوا
حـيـث نـرى , وقـد سـالـت اللّه ـ عز وجل ـ فقلت : الل هم ان ي ا قسم عليك ان نلقى العدو غدا
فـيـقـتلونني ويبقرونني ويمثلون بي , فالقاك مقتولا قد ص نع بي ذلك فتقول : فيم ص نع بك هذا ؟
فاقول : فيك وانا اسالك ـ يا رسول اللّه ـ ا خرى , وهي ان تلي تركتي بعدي فقال رسول اللّه : نعم .

فبرز يوم ا ح د فقاتل حتى ق تل , وم ث ل به كل الم ث ل «780» .

وقـال الـواقـدي : قالوا : مر مالك بن الد خ ش م على خارجة بن زيد بن ابي زهير ـ وهو قاعد وبه
ثلاثة عشر ج رحا كل ها قد خلصت الى مقتل ـ فقال له : اما علمت ان محم دا قد ق تل : فان كان قد ق تل فان اللّه حي لا يموت , فقد بل غ محم د , فقاتل عن دينك ومـر عـلـى سعد بن الربيع ـ وبه اثنا عشر ج رحا كلها قد خلصت الى مقتل ـ فقال له : اما علمت ان
محم دا قد ق تل اللّه حي لا يموت .

ومـر انـس بن النضر بن ضمضم ـ عم انس بن مالك ـ على رهط من المسلمين قعود وفيهم عمر بن
الخط اب , فقال لهم : ما ى قعدكم ؟ قالوا : ق تل رسول اللّه , قال : فما تصنعون بالحياة بعده ؟ قوموا
فموتوا على ما مات عليه ثم قاتل حتى ق تل .

واقبل ثابت بن الد ح داحة والمسلمون اوزاع ( متفر قون ) قد س قط في ايديهم , فجعل يصيح : يا
مـعـشـر الانـصار , الي الي انا ثابت بن الدح داحة ,ان كان محم د قد ق تل فان اللّه حي لا يموت ,
فقاتلوا عن دينكم , فان اللّه م ظهركم وناصركم مـن الـمـسـلـمـيـن على المشركين , فوقفت لهم منهم كتيبة خشنا فيها رؤساؤهم : خالد بن الوليد
,وعـمـرو بـن الـعـاص , وع كـرمة بن ابي جهل , وضرار بن الخط اب ( اخو عمر ) ,فجعلوا
يناوشونهم حتى ق تل م ن مع ثابت من الانصار , وحمل خالد على ثابت بالرمح فطعنه فانفذه فوقع مى
تا فهؤلا آخر من ق تل من المسلمين ولم يكن بعدهم قتال .

ووصل حينئذ رسول اللّه مع اصحابه الى الش عب فتوق ف القتال «781» .

نهايات الحرب :.

نهايات
الحرب :


وتـراجـع الـمنهزمون من اصحاب رسول اللّه فصاروا على الجبل وصعدت جماعة من قريش على الجبل فيهم ابو سفيان , فنادى : اع ل ه بل ( اي اعل دينك يا ه بل ).

قـال الـقم ي في تفسيره : فقال رسول اللّه لامير المؤمنين (ع ) : قل له : اللّه اعلى واجل فقال علي
ذلك , فقال ابو سفيان : يا علي , ان ه قد انع م علينا :فقال علي (ع ) , بل اللّه انعم علينا.

ثم قال ابو سفيان : يا علي , اسالك باللات والع ز ى هل قتل محم د ؟.

فـقـال لـه علي (ع ) : لعنك اللّه ولعن اللّه اللات والع ز ى معك , واللّه ما ق تل محم د , وهو يسمع
كـلامك «782» ثم نادى ابو سفيان : موعدنا وموعدكم في عام قابل فقال رسول اللّه لعلي (ع ) :
قل : نعم «783» .

وروى الـطوسي في « التبيان » عن عكرمة عن ابن عب اس قال : لم ااصاب المسلمين ما اصابهم
وصعد النبي الجبل وجا ابو سفيان وقال : يا محم د ,يوم لنا ويوم لكم , فقال رسول اللّه : اجيبوه فقال
الـمسلمون : لا سوا , لا سوا ,قتلانا في الجن ة وقتلاكم في النار ع ز ى لـكـم قولوا له : اللّه اعلى واجل فقال ابو سفيان : موعدنا وموعدكم بدرالصفرا «784» .

وقال الطبرسي في « اعلام الورى » : نادى ابو سفيان : احي ابن ابي كبشة ؟.

فقال علي (ع ) : اي والذي بعثه بالحق وان ه ليسمع كلامك .

فقال ابو سفيان : ان ابن قميئة اخبرني ا ن ه قتل محم دا , وانت ابر عندي واصدق .

ثم قال : ان ه قد كانت في قتلاكم م ثلة , وواللّه ما امرت ولا نهيت .

ثم قال : ان ميعادنا بيننا وبينكم موسم بدر في قابل , هذا الشهر.

فـقـال رسـول اللّه لـعلي : قل : نعم فقال له علي : نعم فول ى الى اصحابه وقال لهم : ات خذوا الليل
جملا وانصرفوا «785» .

قريش الى اين ؟.

قريش الى
اين ؟


قـال القمي في تفسيره : وقال رسول اللّه (ص ) : م ن رجل ياتينا بخبرالقوم ؟ فلم يجبه احد : فقال امـير المؤمنين (ع ) : انا آتيك بخبرهم قال : اذهب ,فان ركبوا الخيل وجن بوا الابل فهم يريدون
الـمدينة , واللّه لان ارادوا المدينة لاياذن اللّه فيهم وان كانوا ركبوا الابل وجن بوا الخيل فان هم
يريدون مك ة .

فمضى امير المؤمنين (ع ) على ما به من الم الج راحات , حتى كان قريبا من القوم فرآهم قد ركبوا
الابـل وجـن بوا الخيل فرجع امير المؤمنين الى رسول اللّه فاخبره , فقال رسول اللّه : ارادوا مك
ة «786» .

وقال الطبرسي في « اعلام الورى » : ثم دعا رسول اللّه على ا (ع ) فقال له :ات بعهم فانظر الى
اين يريدون , فان كانوا ركبوا الخيل وساقوا الابل فان هم يريدون المدينة , وان كانوا ركبوا الابل
وسـاقوا الخيل فهم متوج هون الى مك ة ـ وقيل : ان ه بعث لذلك سعد بن ابي وق اص ـ فرجع فقال :
رايت خيولهم تضرب باذنابها مجنوبة مدبرة , ورايت القوم قد تحملوا سايرين فطابت انفس المسلمين
بذهاب العدو «787» .

تفق د الجرحى والقتلى :.

قـال الطبرسي في « اعلام الورى » : وطابت انفس المسلمين بذهاب العدوفانتشروا يتتب عون
قتلاهم , فلم يجدوا قتيلا الا وقد مثلوا به الا حنظلة بن ابي عامر , كان ابوه مع المشركين فت رك
له ووجدوا حمزة وقد ش ق بطنه وج دع انفه وق طعت ا ذناه وا خذ كبده «788» .

وقـال الواقدي : قال رسول اللّه : م ن له علم بذكوان بن عبد القيس ؟ فقال علي (ع ) : انا ـ يا رسول
اللّه ـ رايت فارسا يركض في اثره حتى لحقه وهو يقول :لا نجوت ان نجوت , وذكـوان راجـل , فـضربه وهو يقول :خذها وانا ابن علاج رجله بالسيف حت ى قطعتها عن نصف الفخذ ثم طرحته من فرسه فذففت عليه , واذا هو ابو الحكم
بن الاخنس بن شريق بن علاج الثقفي «789» .

وقـال الـقـمـي في تفسيره : وقال رسول اللّه (ص ) : م ن له ع لم بسعد بن الربيع ؟ فقال رجل : انا
اطلبه فاشار رسول اللّه الى موضع فقال : ا طلبه هناك ,فان ي قد رايته في ذلك الموضع قد ش رعت
حوله اثنا عشر رمحا «790» .

وروى الـصـدوق فـي « معاني الاخبار » بسنده عن خارجة بن زيد بن ثابت عن ابيه قال : بعثني
رسول اللّه في طلب سعد بن الربيع وقال لي : اذا رايت ه فاقراه من ي السلام وقل له : كيف تجدك ؟.

فـجـعـلت اطلبه بين القتلى حتى وجدته بين ضربة بسيف وطعنة برمح ورمية بسهم , فقلت له : ان
رسـول اللّه يـقرا عليك السلام ويقول لك : كيف تجدك ؟فقال : سل م على رسول اللّه , وقل لقومي
الانـصـار : لا عذر لكم عند اللّه ان و صل الى رسول اللّه وفيكم ش غ ر ى ط ر ف ه «791» فـجـئت الـى رسـول اللّه فـاخـبرته , فقال : رحم اللّه سعدا نصرنا حى ا واوصى بنا
ميتا «792» .

مصرع حمزة :.

مصرع
حمزة :


ثم قال رسول اللّه : م ن له علم بعم ي حمزة ؟ فقال الحارث بن الص م ة :انا اعرف موضعه فجا حتى وقف على حمزة فكره ان يرجع الى رسول اللّه فيخبره .

فـقال رسول اللّه لامير المؤمنين (ع ) : يا علي , اطلب عم ك فجا علي (ع )فوقف على حمزة فكره
ان يرجع اليه .

فجا رسول اللّه حتى وقف عليه «793» .

فروى العى اشي في تفسيره عن الحسين بن حمزة عن الصادق (ع ) قال : لم ا راى رسول اللّه ما ص
نع بحمزة بن عبد المط لب قال : الل هم لك الحمد واليك المشتكى وانت المستعان على ما ارى ثم قال
: لـئن ظفرت لا مثلن ولا مثلن فانزل اللّه : ( وان عاقبتم فعاقبوا بمثل ما عوقبتم بـه ولئن صبرتم
لهو خيرللصابرين ) «794» .

فقال رسول اللّه : اصبر , اصبر «795» .

قال القمي : فالقى رسول اللّه على حمزة ب ردة كانت عليه , فكانت اذا مدها على راسه بدت رجلاه
, واذا مد ها على رجليه بدا راسه , فمد ها على راسه والقى على رجليه الحشيش .

وامـر رسول اللّه ان يجمعوا القتلى فصل ى عليهم ( مع حمزة ) وكب ر على حمزة سبعين تكبيرة
ودفنهم في مضاجعهم «796» .

وخرجت فاطمة بنت رسول اللّه تعدو على قدميها حتى وافت رسول اللّه «797» .

فـنقل الطب رسي في « اعلام الورى » عن كتاب ابان بن عثمان الاحمرالبجلي الكوفي قال : لم ا
انـتـهت فاطمة وصفى ة الى رسول اللّه ونظرتا اليه ( ونظراليهما ) قال لعلي : ام ا عم تي فاحبسها
عن ي , وام ا فاطمة فد ع ها.

فـلـم ا دنت فاطمة من رسول اللّه وراته قد ش ج في وجهه وا دمي فوه ادما , صاحت وجعلت تمسح
الـدم وتـقول : اشتد غضب اللّه على من ادمى وجه رسول اللّه «798» وقال القمي : وقعدت بين
يديه فكان اذا بكى رسول اللّه بكت لبكائه واذا انتحب انتحبت «799» .

وقال القمي : ومر رجل من الانصار بعمرو بن وقش فرآه صريعا بين القتلى ( المسلمين ) وكان قد
تاخ ر اسلامه , فقال له : يا عمرو , انت على دينك الاو ل ؟ فقال : معاذ اللّه , واللّه ان ي اشهد ان لا
اله الا اللّه وان محمدا رسول اللّه ,ثم مات .

فسال رجل رسول اللّه , يا رسول اللّه ان عمرو بن وقش قد اسلم , فهوشهيد ؟.

فقال : اي واللّه ان ه لشهيد , وما رجل لم يصل للّه ركعة دخل الجن ة غيره «800» .

قال ابن اسحاق : وكان ممن ق تل يوم ا حد , مخيريق ( اليهودي ) من بني ثعلبة بن فطيون ( اسلم )
وغدا الى رسول اللّه فقاتل معه حتى قتل , فبلغنا ان رسول اللّه قال : مخيريق خير يهود «801» .

وبعض الن ف ل :.

روى الـواقـدي بـسـنـده عن عمر بن الحكم قال : ما بقي شي مع احد من اصحاب رسول اللّه الذين
اغاروا على النهب فاخذوا ما اخذوا من الذهب , الا رجلين :.

احدهما : عاصم بن ثابت بن ابي الاقلح , والاخر : عباد بن بشر , فانهمااتيا رسول اللّه با حد , فجا
عـباد بصر ة فيها ثلاثة عشر مثقالا كان قد القاها في جيب قميصه وفوقها الدرع قد حزم وسطه ,
وجا عاصم بمنطقة وجدها في العسكر فيها خمسون دينارا فشد ها على ح ق ويه من تحت ثيابه فنف
لهمارسول اللّه ولم ى خمس ه «802» .

بعض النسا المفجوعات :.

بعض النسا المفجوعات
:

روى القمي في تفسيره قال : واستقبلته ح م ن ة «803» بنت جحش , فقال لهارسول اللّه : احتس
بـي فقالت : م ن يا رسول اللّه ؟ قال : اخاك ( عبد اللّه بن جحش ) قالت : انا للّه وانا اليه راجعون ,
هنيئا له الشهادة ثم قال لها : احتسبي قالت : م ن يا رسول اللّه ؟ قال : حمزة بن عبد المطلب ( خالك
) قـالـت : انا للّه وان االيه راجعون , هنيئا له الشهادة ثم قال لها : احتسبي قالت : م ن يا رسول اللّه
؟قال : زوجك مصعب بن عمير قالت : وا حزناه فقيل لها : لم قلت ذلك في زوجك ( دون سواه ) ؟.

قالت : ذكرت ى تم ولده .

وقال رسول اللّه : ان للزوج عند المراة لحد ا ما لاحد مثله «804» .

ونقل الطبرسي في « اعلام الورى » عن كتاب ابان بن عثمان الاحمر البجلي الكوفي قال :.

ودنـت امـراة مـن بـنـي النجار قد قتل ابوها واخوها وزوجها مع رسول اللّه ,دنت من رسول اللّه
والمسلمون قيام على راسه فقالت لرجل منهم : احي رسول اللّه ؟ قال : نعم , قالت : استطيع ان انظر
اليه ؟ قال : نعم , فاوسعوا لها فدنت منه وقالت : كل مصيبة بعدك ج ل ل «805» .

رجوع الرسول من ا حد :.

رجوع الرسول من
ا حد :


قال الواقدي : فلم ا فرغ رسول اللّه من دفن اصحابه دعا بفرسه فركبه ,وخرج المسلمون حوله , عـامـتـهـم جـرحى , واكثرهم في بني س ل مة وبني عبدالاشهل فلم ا كانوا باصل الح ر ة ( اول
الحجارات السود ) قال : اصطف وافنثني على اللّه فاصطف الناس فرفع يديه فدعا :.

« اللهم لك الحمد كل ه , اللهم لا قابض لما بسطت ولا مانع لما اعطيت , ولام عطي لما منعت , ولا
هادي لمن اضللت ولا مضل لمن هديت , ولا مقر ب لماباعدت ولا م باعد لما قرب ت اللهم ان ي اسالك من بركتك ورحمتك , وفضلك وعافيتك .

اللهم ان ي اسالك النعيم المقيم الذي لا يحول ولا يزول الـلـهـم ان ي اسالك الامن يوم الخوف , والغنا يوم الفاقة , عائذا بك اللهم من شر ما اعطيتنا وشر ما
منعت من ا الل هم توف نا مسلمين .

الـلـهـم حـب ب الـينا الايمان وزى نه في قلوبنا , وكره الينا الكفر والفسوق والعصيان واجعلنا من
الراشدين .

اللهم عذ ب كفرة اهل الكتاب الذين يكذ بون رسلك ويصد ون عن سبيلك .

اللهم انزل عليهم رجسك وعذابك , اله الحق آمين » «806» .

قـال : وكـان ابـو سعيد الخ د ري يحد ث يقول : كنت من الذين رد هم رسول اللّه ولم ى جزهم مع
المقاتلين من موضع الشيخين ( في طريق ا حد ) فلما كان نهار احد وبلغ نا مصاب رسول اللّه وتفر
ق الـنـاس عنه , جئت مع غ لمان من بني خ د رة ( عشيرته ) ننظر الى س لامة رسول اللّه فنرجع
بذلك الى اهلنا , فلقيناهم بوادي بطن ق ناة فلما نظر الي رسول اللّه قال : سعد بن مالك ؟ قلت : نعم ,
بابي وا م ي ثم نظرت الى وجهه فاذا في كل وجنة من وجنتيه موضع ( حلقة المغفر )مثل الدرهم , واذا شج ة
عند ا صول الشعر ( في جبهته ) واذا شفته السفلى ت د مى , واذا ر باعيته اليمنى شظية , وعلى ج
رح ( جـبـهته ) شي اسود , فسالت : ما هذاعلى وجهه ؟ قالوا : حصير محترق وسالت : م ن دم ى
وجنتيه ؟ قيل ابن قميئة قلت : من شج ه في جبهته ؟ قيل : ابن شهاب قلت : من اصاب شفته ؟ قيل :
عتبة ( بن ابي وقاص الزهري اخو سعد ) فجعلت اعدو بين يديه «807» .

ونقل الطبرسي في « اعلام الورى » عن كتاب ابان بن عثمان الاحمر البجلي الكوفي قال :.

وانصرف رسول اللّه الى المدينة , فمر بدور بني الاشهل وبني ظفر فسمع بكا النوائح على قتلاهن
, فترقرقت عينا رسول اللّه وبكى ثم قال : لكن حمزة لا بواكي له اليوم وا سيد بن ح ضير قالا : لا تبكين امراة حميم ها حتى تاتي فاطمة فتسعدها «808» .

قال الواقدي : وخرج النسا ينظرن الى سلامة رسول الل ه .

فـروى عن ا م عامر من بني عبد الاشهل قالت : كن ا في نوح على قتلانااذ قيل لنا : قد اقبل النبي ,
فخرجنا ننظر اليه , فنظرت اليه والدرع عليه فقلت له :كل مصيبة بعدك ج ل ل وكـان رسـول اللّه على فرسه وسعد بن م عاذ آخذ بعنان فرسه , اذ خرجت ام ه تعدو نحوه , فقال
سعد : يا رسول اللّه ا م ي رايتك سالما فقد اشوت «809» المصيبة .

فعز اها رسول اللّه بابنها عمرو بن م عاذ ( اخي سعد ) فقال لها :.

يـا ا م سـعـد ابشري وبش ري اهليهم ان قتلاهم قد ترافقوا في الجن ة جميعا , وقد ش ف عوا في
اهليهم ( وكانوا اثني عشر رجلا ).

فقالت : رضينا يا رسول اللّه , ومن يبكي عليهم بعد هذا ؟ فقال : اللهم اذهب حزن قلوبهم واجبر مصيبتهم , واحس ن الخ لف على من خل فوا.

ثم قال لسعد بن م عاذ : خ ل يا ابا عمرو الداب ة فخل ى الفرس , وتبعه الناس فقال رسول اللّه له : يا
ابا عمرو , ان الجراح في اهل دارك فاشية وليس فيهم مجروح الا ياتي يوم القيامة ج رح ه كاغرز
مـا كان , اللون لون دم والريح ريح المسك , فمن كان مجروحا فليقر في داره وليداو ج رحه , ولا
يبلغ معي بيتي , ع زمة من ي فنادى فيهم سعد : ع ز مة رسول اللّه , الا يتبع رسول اللّه جريح من بني عبد الاشهل مجروح , وان فيهم لثلاثين جريحا ولكن سعد بن م عاذ مضى معه الى بيته «810» .

وروى عـن ابي سعيـد الخدري قال : جعلت اعدو بين يديه حت ى ا نزل ببابه يت كئ على السعدين :
سعد بن ع بادة وسعد بن م عاذ , ورايت ركبتيه مجروحتين «811» .

وروى الـمـفـيد في « الارشاد » قال : فاستقبلته فاطمة (س ) ومعها انا فيه ما , فغسل به وجهه
ولحقه امير المؤمنين وقد خض ب الدم يده الى كتفه , ومعه ذو الفقار , فناوله فاطمة (س ) وقال لها
: خذي هذا السيف فقد صدقني اليوم ,وانشا يقول :.

افاط م هاك السيف غير ذميم ـــــفلست برعديد ولا بمليم .

لعمري لقد اعذرت في نصر احمد ـــــوطاعة رب بالعباد عليم .

اميطي دما القوم عنه فان ه ـــــسقى آل عبد الدار كاس حميم .

فـقـال رسـول اللّه : خـذيـه يـا فـاطـمـة , فـقـد اد ى بـعلك ما عليه , وقتل اللّه بسيفه صناديد
قريش «812» .

وقال ابن اسحاق : فلم ا رجع سعد بن م عاذ وا سيد بن ح ضير الى دوربني عبد الاشهل امرا نساهم
ان يتحز من ويذهبن ( ؟ ) فيبكين على عم رسول اللّه «813» .

وقـال الواقدي : ورجع ( سعد بن م عاذ ) الى نسائه فساقهن الى بيت رسول اللّه «814» ويقال :
وجـا م عـاذ بـن جـبـل بـنـسـا بـنـي سـلـمـة , وجـا عـبد اللّه بن رواحة بنسا بني الحارث بن
الخزرج «815» .

وروى عـن ابي سعيد الخ دري قال : فلم ا غربت الشمس واذ ن بلال بالصلاة خرج رسول اللّه على
مثل تلك الحال يتوك ا على السعدين , ثم انصرف الى بيته «816» .

قـال : فبكين النسا بين المغرب والعشا «817» وبقي الناس في المسجد يوقدون النيران يكم دون
بها الجراح .

ثم اذ ن بلال بالع شا حين غاب الشفق , وكان رسول اللّه نائما فلم يخرج ,فجلس بلال عند بابه حتى
ذهب ثلث الليل ثم ناداه : الصلاة يا رسول اللّه «818» .

قـال : وقام رسول اللّه حين فرغ من النوم لثلث الليل فسمع البكا فقال : ماهذا ؟ فقيل : نسا الانصار
يـبـكين على حمزة فقال لهن رسول اللّه : رضي اللّه عنكن وعن اولادكن وامر النسا ان يرجعن الى
منازلهن قالت ا م سعد بن م عاذ : فرجعنا الى بيوتنا معنا رجالنا «819» .

وقال الط برسي : فلم ا سمع رسول اللّه الواعية على حمزة على باب المسجد ـ وهو عند فاطمة ـ
قال لهن : ارجعن ـ رحمكن اللّه ـ فقد آسيتن بانفسكن «820» ورواه ابن اسحاق بسنده عن بعض
رجال بني عبد الاشهل ورواه ابن هشام عن ابي عبيدة «821» .

فروى الواقدي بسنده قال : لم ا كان ليلة الاحد وبلال جالس على باب النبي وقد اذ ن , وهو ينتظر
خروج النبي ـ صل ى اللّه عليه [ وآله ] وسلم ـ فلم ا خرج نهض اليه عبد اللّه بن عمرو بن عوف
الم ز ني فقال له : يا رسول اللّه ,اقبلت من اهلي حتى اذا كنت بم ل ل , فاذا قريش قد نزلوا ( فيه )
فقلت ( في نفسي ) : لادخلن فيهم ولاسمعن من اخبارهم فجلست معهم , فسمعت اباسفيان واصحابه
يقولون : ما صنعنا شيئا , اصبتم شوكة القوم وح د تهم , فارجعوانستاصل من بقي عليهم «822» .

ام ا عن كيفى ة خروجه لصلاة العشا ففي روايته عن ابي سعيد الخ دري قال : فخرج ( للعشا ) فاذا
هـو اخـف في مشيته منه حين دخل بيته , فصل يت معه العشا , ثم رجع الى بيته يمشي وحده , وقد
صف له الرجال ما بين م صلاه الى بيته حتى دخل بيته , وبقي وجوه الاوس والخزرج على باب النبي
يحرسونه ,خوفا من ان تكر عليهم قريش «823» وهم : سعد بن عبادة وسعد بن م عاذ , وح باب
بن المنذر , واوس بن خ و لي , وقتادة بن النعمان , وعبيد بن اوس «824» .

ونقل الطبرسي فيه عن كتاب ابان بن عثمان الاحمر البجلي الكوفي عن ابي نصير عن الصادق (ع )
قال : وكان ق زمان قد قتل ست ة او سبعة من المشركين وقاتل قتالا شديدا حتى اثخنته الجراح فاح
ت مـل الـى دور بـنـي ظفر , فقال له المسلمون : ابشر يا ق زمان رونـي ؟ الجراحة اخذ من كنانته م شقصا فقتل به نفسه فـا تي رسول اللّه وقيل : ان ق زمان استشهد , وذكر لرسول اللّه حسن معونته لاخوانه , فقال يفعل
اللّه ما يشا , ان ه من اهل النار «825» فقال : اشهد ا ن ي رسول اللّه .

وروى ابن اسحاق عن عاصم بن عمر بن قتادة الانصاري الظفري ( من بني ظفر ) عن ابيه عن جد
ه قال : كان منهم رجل ى دعى يزيد بن حاطب بن امى ة , اصابته جراحة يوم ا حد , فا تي به الى دار
قومه وهو في سكرات الموت ,فاجتمع اليه المسلمون من اهل بيته : ابشر يا بن حاطب بالجن ة وكان ابوه حاطب منافقا فاظهر يومئذ نفاقه فقال : باي شي تبشرونه ؟بجن ة من حرمل ( حول قبره
) ؟ واللّه غررتم هذا الغلام عن نفسه «826» .

وقـال الـواقـدي : لـم ا رجـع به قومه الى منزله , راى ابوه اهل الدار يبكون عنده , ولم يكن يقر
بالاسلام فقال لهم : واللّه انتم صنعتم به هذا فق تل , ثم صرتم تعدونه جن ة يدخل فيها ؟ «827» .

قـال : ويـقال : ان عبد اللّه بن عبد اللّه بن ا بي رجع وهو جريح وبات يكوي الجراحة بالنار وجعل
ابوه يقول : ما كان خروجك معه الى هذا الوجه براي كنت انظر الى هذا «828» .

قال : ويقال : ان ابا سلمة بن عبد الاسد ( زوج ا م سلمة ) اصابه ج رح باحد , فلم يزل جريحا حتى
مات به بعد ذلك ( بسنة ) «829» .

غزوة حمرا الاسد «830» :.

نقل الطب رسي في « اعلام الورى » عن كتاب ابان بن عثمان الاحمر البجلي الكوفي قال : خرج
ابـو سفيان ( بالمشركين ) حتى اذا انتهى الى الروحا «831» فاقام بها وهو ى هم بالرجعة على
رسول اللّه ويقول : قد قتلنا صناديد القوم , فلورجعنا استاصلناهم «832» .

وقال في « مجمع البيان » : لم ا انصرف ابو سفيان واصحابه من ا حد فبلغواالر وحا , ندموا على
انـصـرافهم عن المسلمين وتلاوموا فقالوا : لا محم دا قتلتم ,ولا الكواعب اردفتم قتلتموهم حتى
اذا لم يبق منهم الا الشريد تركتموهم ,فارجعوا فاستاصلوهم «833» .

وقـال الـقـمي في تفسيره : نزلت قريش الروحا , فقال ع كرمة بن ابي جهل , والحارث بن هشام ,
وعـمـرو بـن الـعـاص , وخـالـد بـن الـولـيـد : نـرجـع فنغيرعلى المدينة فقد قتلنا س راتهم
وكبشهم «834» .

قال : ونزل جبرئيل على رسول اللّه فقال له : ان اللّه يامرك ان تخرج في اثرالقوم , ولا يخرج معك
الا من به جراحة «835» .

وقال الطب رسي : فبلغ ذلك الخبر رسول اللّه فاراد ان ى رهب العدوويريهم من نفسه واصحابه قو
ة فندب اصحابه للخروج في طلب ابي سفيان وقال :.

« الا عصابة تشد د لامر اللّه تطلب عدو ها ؟ فانها انكى للعدو وابعدللسمع » «836» .

وقـال الـقـمي : فامر رسول اللّه مناديا ينادي : يا معشر المهاجرين والانصار , من كانت به جراحة
فليخرج , ومن لم تكن به جراحة فليقم «837» .

وفـي خـبـر الطبرسي عن كتاب ابان البجلي الكوفي قال : فلم ا كان الغد من يوم ا حد , نادى منادي
رسول اللّه في المسلمين : ( ان يخرجوا على عل تهم )فخرجوا على عل تهم وما اصابهم من القرح
والجرح وقد م على ا براية المهاجرين حتى انتهوا الى حمرا الاسد «838» .

وقال الطبرسي في « مجمع البيان » : ونادى منادي رسول اللّه : الا لايخرجن احد الا من حضر
يـومنا بالامس فانتدبت عصابة منهم مع ما بهم من الق راح والجراح الذي اصابهم يوم ا حد فخرج في
سبعين رجلا , حتى بلغ حمرا الاسد , وهي من المدينة على ثمانية اميال «839» .

قـال الـقمي : فوافاهم رجل خرج من المدينة , فسالوه الخبر فقال : تركت محم دا واصحابه بحمرا
الاسد يطلبونكم جد الطلب «840» .

وفي خبر الطبرسي عن كتاب ابان البجلي الكوفي قال : والتقى بابي سفيان معبد الخ زاعي فقال له : ما
وراك يـا معبد ؟ فقال معبد : قد واللّه تركت محم داواصحابه وهم يحر قون عليكم , وهذا علي بن
ابي طالب قد اقبل على مقد مته في الناس , وقد اجتمع عليه من كان تخل ف عنه , وقد دعاني ذلك الى
ان قلت شعرافي ذلك .

قال ابو سفيان : وما قلت ؟ قال : قلت :.

كادت ت ه د من الاصوات راحلتي ـــــاذ سالت الارض بالج رد الابابيل .

ت ردي با سد كرام لا تنابلة ـــــعند اللقا ولا خرق معازيل «841» .

فظلت ع د وا اظن الارض مائلة ـــــلم ا س م وا برئيس غير مخذول .

وقلت : ويل ابن حرب من لقائكم ـــــاذا تغطمطت البطحا بالجيل «842» .

اني نذير لاهل الب س ل ضاحية ـــــلكل ذي اربة منهم ومعقول «843» .

من جيش احمد لا وخش تنابلة ـــــوليس يوصف ما اثبت بالقيل «844» .

فثنى ذلك ابا سفيان ومن معه «845» .

قال القمي : وقال ابو سفيان : هذا النكد والبغي , قد ظفرنا بالقوم وبغينا ,واللّه ما افلح قوم قط بغوا ووافاهم ن عيم بن مسعود الاشجعي , فقال ابو سفيان : اين تريد ؟ قال :المدينة لامتار لاهلي طعاما
قـال : هل لك ان تمر بحمرا الاسد وتلقى اصحاب محمد وتعلمهم ان حلفانا وموالينا من الاحابيش قد
وافوا حتى يرجعوا عن ا ,ولك عندي عشرة قلايص ( من الابل ) املؤها زبيبا ( وتمرا ؟ نعم .

فـوافـى مـن غـد ذلك اليوم حمرا الاسد فقال لاصحاب محم د : اين تريدون ؟ قالوا : قريشا قال :
ارجعوا , فان قريشا قد اجنحت اليهم حلفاؤهم ومن كان تخل ف عنهم , وما اظن [الا ان ] اوائل القوم
قد طلعوا عليكم الساعة «846» .

وفـي خـبـر الـطـبـرسي عن كتاب ابان الاحمر البجلي الكوفي قال : فمر به ركب من عبد القيس
يـريـدون الميرة من المدينة , فقال لهم ابو سفيان : ابلغوا محم دا : ا ن ي اردت الرجعة الى اصحابه
لاستاصلهم , وا وقر لكم ركابكم زبيبا اذا وافيتم ع كاظ

/ 31