الميلاد الميمون . - موسوعة التاریخ الإسلامی جلد 1

اینجــــا یک کتابخانه دیجیتالی است

با بیش از 100000 منبع الکترونیکی رایگان به زبان فارسی ، عربی و انگلیسی

موسوعة التاریخ الإسلامی - جلد 1

محمد هادی الیوسفی

| نمايش فراداده ، افزودن یک نقد و بررسی
افزودن به کتابخانه شخصی
ارسال به دوستان
جستجو در متن کتاب
بیشتر
تنظیمات قلم

فونت

اندازه قلم

+ - پیش فرض

حالت نمایش

روز نیمروز شب
جستجو در لغت نامه
بیشتر
لیست موضوعات
توضیحات
افزودن یادداشت جدید


اسـمـا من اسمائه , فان اللّه المحمودوهذا محمد «448» وفي هذا المعنى روى الطبرسي في
(اعلام الورى ) عن سفيان بن عيينه ا نه قال : احسن بيت قالته العرب هو قول ابي طالب للنبي (ص )
.

وشق له من اسمه كي يجله ـــــفذو العرش محمود وهذا محمد.

ثم قـال : وقال غيره : ان هذا البيت لحسان بن ثابت في قطعة له اولها :.

الم تر ان اللّه ارسل عبده ـــــببرهانه واللّه اعلى وامجد «449» .

وقال ابن اسحاق : ويتحدث الناس : ان آمنة بنت وهب كانت تحدث : ا نها حين حملت رات ا نه خرج
مـنها نور رات به قصور بصرى من ارض الشام , وقيل لها : انك قد حملت بسيد هذه الامة فاذا وقع
الى الارض فقولي : اعيذه بالواحد من شر كل حاسد , ثم سميه محمدا «450» .

ثم روى بسنده عن عبد اللّه بن جعفر بن ابي طالب ا نه حدث عن حليمة بنت ابي ذؤيب السعدية عن
آمـنـة بـنـت وهب ا نها قالت لها : رايت حين حملت به ا نه خرج مني نور اضا لي قصور بصرى من
ارض الـشام , ثم واللّه ما رايت من حمل قط كان اخف على ولا ايسر منه , ووقع حين ولدته واضعا
يديه على الارض رافعا راسه الى السما.

ثم روى بسنده عن ثور بن يزيد : ان نفرا من اصحاب رسول اللّه ـ صلى اللّه عليه [ وآله ] وسلم ـ
قـالـوا له : يارسول اللّه اخبرنا عن نفسك ,قال : نعم , انا دعوة ابي ابراهيم وبشرى اخي عيسى ,
وحـيـن حملت بي امي رات ا نه خرج منها نور اضا لها قصور الشام «451» فلعل قوله في بداية
هذاالحديث قبل ه ذا «ويتحدث الناس » ليس اشارة الى وهن الخبر بل الى اشتهاره بين الناس , كما
رواه الـطبرسي في (اعلام الورى ) وبدا بقوله : فمن ذلك ما استفاض في الحديث ان ام رسول اللّه
(ص ) لما وضعته رات نورا «452» .

وروى اليعقوبي عـن الصادق (ع ) : انه كان بين تزويج ابي رسول اللّه بامه وبين مولده عشرة اشهر
.

الميلاد الميمون .


قــال : وروى عن امه انها قالت : لما وضعته رايت نورا ساطعا بدامني حتى افزعني , ولم ار شيئا مما يرينه النسا.

قـال : وروى بـعـضهم : ا نها قالت : سطع مني النور حتى رايت قصورالشام ولما وقع الى الارض
قبض قبضة من تراب , ثم رفع راسه الى السما «453» .

حملت به امه في ايام التشريق عند الجمرة الوسطى وكانت في منزل عبد اللّه وولدته في شعب ابي
طـالـب فـي دار مـحـمـد بن يوسف «454» في الزاوية القصوى عن يسار الداخل للدار , وقد
اخرجت الخيزران ذلك البيت فصيرته مسجدا يصلي فيه الناس «455» .

ونـقـل المجلسي عن كتاب (حدائق الرياض ) و(التواريخ الشرعية ) للشيخ المفيد ا نه قال : السابع
عـشـر مـن ربـيـع الاول مـولـد سـيـدنا رسول اللّه (ص ) عندطلوع الفجر من يوم الجمعة عام
الفيل «456» .

وقال الطبرسي : ولد يوم الجمعة عند طلوع الشمس , السابع عشر من شهر ربيع الاول عام الفيل ,
وذلك لاربع وثلاثين سنة مضت من ملك كسرى انوشيروان «457» .

وقــال الـسـيد ابن طاووس في (الاقبال ) : ان الذين ادركناهم من العلما كان علمهم على ان ولادته
الـمـقـدسـة (ص ) كـانـت يـوم الـجـمـعـة السابع عشر من ربيع الاول في عام الفيل عند طلوع
فجره «458» .

ولذلك قال الشيخ المجلسي (قده سره ) : اعلم ا نه اتفقت الامامية ـ الا من شذ منهم ـ على ان ولادته
(ص ) كـانـت في السابع عشر من شهر ربيع الاول , وذهب اكثر المخالفين الى ا نها كانت في الثاني
عشر منه , واختاره الكليني (ره ) «459» .

الوليد لدى جده وعمه :


قـال ابن اسحاق : فلما وضعته امه ـ صلى اللّه عليه [ وآله ] وسلم ـارسلت الى جده عبد المطلب : انه قد ولد لك غلام فاته فانظر اليه فاتاه فنظر اليه فحدثته بما رات حين حملت به وما قيل لها فيه
ومـا امـرت بـه ان تـسـمـيـه فـاخـذه عـبـد الـمطلب فدخل به الكعبة وقام يدعو اللّه ويشكر له
مااعطاه «460» .

روى ابن الشيخ في اماليه بسنده عن كتاب ابان بن عثمان الاحمرالكوفي مولى بني بجلة من اصحاب
الـصـادق (ع ) عـنـه قال : اتي به عبد المطلب لينظر اليه وقد بلغه ما قالت امه , فاخذه فوضعه في
حجره ثم عوذه باركان الكعبة وقال فيه شعرا :.

الحمد للّه الذي اعطاني ـــــهذا الغلام الطيب الاردان .

قد ساد في المهد على الغلمان «461» .

وروى ابن شهر آشوب عن (كتاب الابانة ) لابن بسطة قال : ولدالنبي (ص ) مقطوع السرة مختونا
, فحكي ذلك لجده عبد المطلب فقال :ليكونن لابني هذا شان «462» .

وروى الكليني بسنده عن الصادق (ع ) قال : لما جا آمنة بنت وهب دا المخاض حضرتها فاطمة بنت
اسد امراة ابي طالب فلم تزل معهاحتى طلقت ووضعت , فقالت احداهما للاخرى : هل ترين ما ارى ؟
فقالت :وما ترين ؟ قالت : هذا النور الذي قد سطع ما بين المشرق والمغرب وجاابو طالب فاخبرته
فـاطـمـة بـالـنـور الـذي قـد رات , فـقـال ابـو طـالـب : اما انك ستلدين غلاما يكون وصي هذا
المولود «463» .

وفاة عبداللّه :


روى الـيـعـقوبي عن الصادق (ع ) ا نه توفي بعد شهرين من مولد محمدـ صلى اللّه عليه [ وآله ] وسـلـم ـ ثم قال : وقال بعضهم : انه توفي قبل ان يولد , وهذا غير صحيح , لان الاجماع على ا نه
تـوفـي بـعـد مـولده النابغة بين اخواله بني النجار «464» .

والـمعروف ممن قـال ان عبد اللّه توفي قبل ان يولد محمد (ص ) محمد ابن اسحاق فقد ذكر ـ كما
فـي سـيـرة ابـن هشام والطبري والطبرسي ـ : ان عبد اللّه لم يلبث ان هلك وام رسول اللّه حامل
به «465» .

ثم الواقـدي , فقد روى الطبري عنه عن الزهري : ان عبد المطلب كان قد بعث عبداللّه الى المدينة
كي يحمل لهم تمرا فمات بالمدينة , فحين ابطا عبداللّه على عبد المطلب بعث ابنه الحارث في طلبه
فـوجـده قـد مـات ثـم قـال الـواقـدي : والـثـبت عندنا ان عبد اللّه بن عبد المطلب اقبل من الشام
فـي عيرلقريش , فنزل بالمدينة وهو مريض , فاقام بها حتى توفي , ودفن في الدارالصغرى للنابغة
على اليسار ا ذا دخلت الدار , ليس بين اصحابنا في هذااختلاف «466» .

ولـعل اليعقوبي يقابل بالاجـماع هذه الدعوى بعدم الخلاف في ذلك ,سيما وهو يروي خبره بوفاته
بـعـد ميلاد الرسول بشهرين عن الصادق جعفرابن محمد (ع ) فيرى على نفسه ان يدافع عنه ولو
بمقابلة دعوى عدم الخلاف بدعوى الاجماع .

ويـوافق اليعقوبي الكليني من دون نسبة الى الصادق (ع ) فيقول : وتوفي ابوه عبد اللّه بالمدينة عند
اخواله , وهو ابن شهرين «467» فلعله لم يعتد برواية اليعقوبي لارسالها , او لم يطلع عليها.

امـا الـمـسـعودي فقد ذهب الى ما ذهب اليه ابن اسحاق والواقدي اذقال : وكان ابوه عبد اللّه غائبا
بـارض الـشام فانصرف مريضا فمات بالمدينة ورسول اللّه (ص ) حمل ثم قال : ومنهم من قال : انه
مات بعد مولد النبي بشهر , ومنهم من قال : انه مات في السنة الثانية من مولده «468» .

وروى الـمـجلسي عن (المنتقى في مولد المصطفى ) للكازروني من العامة :ان عبـد اللّه خرج الى
الـشـام في عير من قريش يحملون تجارات , ففرغوامـن تجاراتهم ثم انصرفوا فمروا بالمدينة ,
وعـبـد اللّه يومئذ مريض فقال اتخلف عند اخوالي بني عدي بن النجار فاقام عندهم مريضا شهرا ,
ومـضـى اصـحابه فقدموا مكة فسالهم عبدالمطلب عن عبد اللّه فقالوا : خلفناه عند اخواله بني عدي
وهو مريض فبعث اليه عبد المطلب اكبر ولده الحارث , فوجده قدتوفي , فاخبره اخواله بمرضه
وبـقيامهم عليه وما ولوا من امره حتى قبروه ,فرجع الحارث الى ابيه فاخبره فحزن عليه واخوته
واخواته حزناووجداشديدا ورسول اللّه يومئذ حمل ولعبد اللّه يوم توفي خمس وعشرون سنة ثم
قال : وروي : ا نه توفي بعد ما اتى على رسول اللّه سبعة اشهر ,ويقال : ثمانية وعشرون شهرا.

ثـم روى الـكازروني عن الواقدي : ان عبد اللّه ترك من الارث قطيع غنم وخمسة جمال ومولاته
بـركـة وهـي ام ايـمن حاضنة رسول اللّه «469» وقال الطبرسي : عاش (ص ) مع ابيه سنتين
واربعة اشهر ثم قال : وقيل :ان اباه (ص ) مات والنبي ابن سبعة اشهر «470» .

وقـال الاربـلـي : عـاش مـع ابـيـه سـنـتين واربعة اشهر ثم قال : وقيل :مات ابوه وعمره سبعة
اشهر «471» .

والاربـلـي فـي كـلامـه هـذا يحاكي كلام الطبرسي , والقول الاول هو قول هشام الكلبي كما قال
الـطـبـري : واما هشام الكلبي فا نه قال : توفي عبد اللّه ابو رسول اللّه بعد ما اتى على رسول اللّه
ثمانية وعشرون شهرا «472» وممايؤيد رواية ابن اسحاق بوفاة عبد اللّه قبل ميلاد الرسول ا
نا لا نعثر على اي خبر او اثر عن عبد اللّه حين ميلاد الرسول , وانما نجد جده عبد المطلب يلتمس
له المرضع .

رضاع النبي (ص ) :


روى الـمـجلسي عن الكازروني في (المنتقى ) عن برة الخزاعية : ان اول من ارضع رسول اللّه ـ صلى اللّه عليه [ وآله ] وسلم ـ ثويبة ـ مولاة ابي لهب عم النبي ـ بلبن ابن لها يقال له مسروح , قبل
ان تـقـدم حليمة , اياما وكانت قد ارضعت قبله حمزة بن عبدالمطلب وارضعت بعده ابا سلمة بن عبد
الاسدالمخزومي .

وكانت ـ ثويبة ـ تدخل على رسول اللّه ـ صلى اللّه عليه [ وآله ]وسلم ـ فيكرمها , وكان يبعث اليها
رسول اللّه بعد الهجرة بكسوة وصلة ,وكانت قد اسلمت , فماتت بعد فتح خيبر «473» .

وروى عـن الكليني في (فروع الكافي ) بسنده عن الصادق (ع ) قال :ان عليا ذكر لرسول اللّه ابنة
حـمـزة , فقال رسول اللّه (ص ) : اما علمت انها ابنة اخي من الرضاعة ثم قال الصادق (ع ) : وكان
رسول اللّه وعمه حمزة قدرضعا من امراة «474» .

وقـال الـيعقوبي : كان اول لبن شربه بعد امه لبن «ثويبة » مولاة ابي لهب وقد ارضعت ثويبة هذه
حمزة بن عبد المطلب , وجعفر بن ابي طالب , واباسلمة بن عبد الاسد المخزومي «475» .

والـطـبـري روى الـخبر نفسه الذي رواه الكازروني , بسنده الى برة ابنة ابي تجزاة عن طريق
الواقدي «476» .

وقـال الـطـبـرسي في (اعلام الورى ) : وكانت ثويبة مولاة ابي لهب بن عبد المطلب ارضعت النبي
(ص ) بـلـبن ابنها مسروح , قبل ان تقدم حليمة ,وتوفيت ثويبة مسلمة سنة سبع من الهجرة , ومات
ابـنـهـا قـبـلـهـا وكانت ثويبة قد ارضعت قبل حمزة بن عبد المطلب عمه , فلذلك قال رسول اللّه
لابنة حمزة : انها ابنة اخي من الرضاعة وكان حمزة اسن من رسول اللّه باربع سنين «477» .

وروى ابن شهر آشوب رواية الطبري «478» .

وقـال الاربـلـي في (كشف الغمة ) : ارضعته ثويبة مولاة ابي لهب , قبل قدوم حليمة اياما بلبن ابنها
مسروح , وتوفيت ثويبة مسلمة سنة سبع من الهجرة , ومات ابنها قبلها وكانت ثويبة قد ارضعت قبله
عـمه حمزة (ع ) ,فلهذا قال (ع ) وقد حودث في التزويج بابنة حمزة : انها ابنة اخي من الرضاعة
وكان حمزة اسن منه باربع سنين «479» .

الرضاع الميمون .


رضاعه من حليمة السعدية :.

روى ابـن اسـحاق بسنده الى عبداللّه بن جعفر بن ابي طالب عن حليمة بنت ابي ذؤيب السعدية انها
كـانـت تقول : انها خرجت من بلدها مع زوجها الحارث بن عبد العزى من بني هوازن ومعها رضيعها
عـبـد اللّه بـن الـحـارث , ومـعـها نسوة من بني سعد كل واحدة منهن تلتمس رضيعا ترضعه ترجو
المعروف من ابيه وذلك في سنة مجدبة لم تبق لهم شيئا , وما ارض اجدب من بلاد بني سعد فما كان
في ثدييها ما يغني صبيها الرضيع حتى كانواما ينامون ليلهم من بكائه من الجوع , ومعها ناقة لها مسنة ما
ترشح بشي يغذيهم , وكانت هي على اتان يتخلف عن الركب ضعفا وهزالا.

حـتـى قـدموا الى مكة , فما بقيت امراة ممن مع حليمة الا اخذت رضيعالها سوى حليمة وكلما كـان
يـعرض رسول اللّه (ص ) على امراة منهن يقال لها انه يتيم , كـانت تاباه ليتمه وبقيت حليمة لم تاخذ
رضيعا , ولم يبق رضيع سوى رسـول اللّه (ص ) , قالت حليمة : فقلت لزوجي : واللّه اني لاكره ان
ارجـع وانـا بين صواحبي لم آخذ رضيعا , واللّه لاذهبن الى ذلك اليتيم فلاخذنه , قال صاحبي : لا
عـليك ان تفعلي عسى اللّه ان يجعل لنا فيه بركة قالت : فذهبت اليه فاخذته ـ وما حملني على اخذه
الا ا ني لم اجد غيره ـورجعت به الى رحـلي ووضعته في حجري واقبل عليه ثدياي بما شا من لبن
فشرب حتى روي , وشرب معه اخوه فروي وقام زوجي الى ناقتنا فاذاضرعها ملي باللبن فحلب ما
شرب وشربت معه حتى روينا , فقال لي صاحبي : يا حليمة لقد اخذت نسمة مباركة , فقلت واللّه اني
لارجو ذلك .

ثـم قـدمنا منازلنا من بلاد بني سعد , فلم نزل نتعرف من اللّه الزيادة والخير , و كانت غنمي ترجع
الينا بعد العصر شباعا قد امتلا ضرعها من اللبن , وترجع غنم القوم جياعا لا ترشح بقطرة لبن وكان
رسـول اللّه ـ صلى الل ه عليه [ وآله ] وسلم ـ يشب ما لا يشبه الغلمان , فلم يبلغ سنتيه من الرضاعة
حتى غلظ واشتد جسمه , حتى اذا مضت سنتاه وفصلته , فقدمنابه على امه ونحن احرص شي على
مكثه فينا لما نرجو من بركته , فكلمنا امه فلم نزل بها حتى ردته معنا فرجعنا به .

قالت حليمة : وبعد مقدمنا به باشهر احتملناه فقدمنا به على امه .

فقالت آمنة : ما اقدمك به وقد كنت حريصة عليه وعلى مكثه عندك ؟.

فقلت : قد بلغ اللّه بابني وقضيت الذي على , وتخوفت الاحداث عليه ,فاديته اليك كما كنت تحبين .

فـقالت : افتخوفت عليه الشـيطان ؟ قالت : قلت : نعم قالت : كلا واللّه ما للشيطان عليه من سبيل ثم
اخبرتها بما راته منه حين حمله ووضعه .

قـال ابـن اسـحـاق : حدثني بعض اهل العلم : ان مما هاج امه السعدية على رده الى امه : ان نفرا من
نـصـارى الحبشـة راوه فنظروا اليه وسالوها عنه وقلبوه ثم قـالوا لها : انه يكون لهذا الغلام شان
نحن نعرف امره , وارادوا ان ياخذوه الى بلدهم , حتى كادت ان لا تنفلت به منهم .

قـال ابـن اسـحـاق : يـتحدث الناس : انها لما قدمت به الى مكة نحو اهله افتقدته في الناس , وكلما
التمسته لم تجده , فاتت عبد المطلب فقالت له : اني قـد قدمت بمحمد البارحة , فلما كنت باعلى مكة
افتقدته فو اللّه ما ادري اين هو ؟.

فقام عبد المطلب عند الكعبة يدعو اللّه ا ن يرده عليه , فوجده رجلان من قريش احدهما ورقة بن
نـوفل بن اسد ـ ابن عم خديجة ـ فاتيا به عبدالمطلب فقالا له : هذا ابنك وجدناه باعلى مكة فاخذه
عبد المطلب فجعله على عنقه وطاف به الكعبة يعوذه ويدعو له ثم ارسل به الى امه آمنة «480» .

قصة شق الصدر .
ان خـبر رضاع النبي (ص ) من حليمة السعدية من المسلم به من اخبارالتاريخ اجمالا , الا ان عمدة ما ورد بتفصيل الخبر فيه خبران ذكرهماالطبري :.الـخبر الاول : رواية ابن اسحاق عن الجهم بن ابي الجهم عن عبد اللّه ابن جعفر بن ابي طالب , عن
حليمة السعدية وقد رواها الطبري عن ابن اسحاق يصف الجهم با نه مولى عبد اللّه بن جعفر , بينما
رواهـا عـنـه ابـن هشام في سيرته يصف الجهم با نه مولى الحارث بن حاطب الجمحي وفي الخبر
عن حليمة ا نها قالت : انه (ع ) كان ـ بعد رجوعنا به من امه باشهر ـ مع اخيه ـ عبد اللّه بن الحارث
الـسـعـدي ـ فـي بهم «481» لنا خلف بيوتنا اذ اتانا اخوه يشتدويقول : ان اخي القرشي قد اخذه
رجـلان عـلـيـهـمـا ثـيـاب بـيـض ,فـاضجعاه فشقا بطنه و قـائمـامـنتقعاوجهه بطني فالتمسا فيه شيئا لا ادري ما هو «482» .والخبر الثاني : رواية الطبري ايضا بسنده عن ثور بن يزيد الشامي ,عن مكحول الشامي , عن شداد
بـن اوس والـظاهر ان هذا الخبر هو ما رواه ابن اسحاق عن ثور بن يزيد ايضا الا ا نه نسي ما بعد
ثور من السند فقال «عن بعض اهل العلم , ولا احسبه الا عن خالد بن معدان الكلاعي » ثم اختصره
وتصرف فيه مـا قد نسيه كالسند , فقرب فيه من الخبر السابق اذقال فيه عن النبي (ص ) ا نه قال :
اسـترضعت في بني سعد , فبينا انا مع اخ لي خلف بيوتنا نرعى بهما لنا , اذ اتاني رجلان عليهما ثياب
بيض بطست من ذهب مملوؤة ثلجا , ثم اخذاني فشقا بطني , واستخرجا قلبي فشقاه ,فاستخرجا منه
علقة سـودا فطرحاها , ثم غسلا قلبي وبطني بذلك الثلج حتى انقياه «483» .بـيـنما نرى في رواية الطبري بسنده عن ثور بن يزيد نفسه عن مكحول الشامي عن شداد بن اوس
عن النبي ـ صلى اللّه عليه [ وآله ] وسلم ـ ا نه قال : وكنت مسترضعا في بني ليث بن بكر , فبينا انا
ذات يوم منتبذ من اهلي في بطن واد مع اتراب لي من الصبيان نتقاذف بالجلة «484» اذ اتانا رهط
ثـلاثة معهم طست من ذهب ملي ثلجا , فاخذوني من بين اصحابي , فخرج اصحابي هرابا حتى انتهوا
الـى شـفـير الوادي ثم انطلقوا هرابا مسرعين الى الحى يؤذنونهم ويستصرخونهم على القوم فعمد
احـدهـم فـاضجعني على الارض ثم شق ما بين مفرق صدري الى منتهى عانتي ثم اخرج احشا بطني
فـغسلها بذلك الثلج ثم اعادها مكانها ثم قام الثاني منهم ثم ادخل يده في جوفي فاخرج قلبي , فصدعه
ثم اخرج منه مضغة سودافرمى بها فاذا انا بخاتم في يده .فـختم به قلبي فامتلا نورا وذلك نور النبوة والحكمة , ثم اعاده مكانه فوجدت برد ذلك الخاتم في
قلبي دهرا ثم قام الثالث فامر يده ما بين مفرق صدري الى منتهى عانتي فالتام ذلك الشق باذن اللّه , ثم
اخذ بيدي فانهضني «485» .فـنرى رواية الطبري هذه عن شداد بن اوس تختلف عن رواية ابن اسحاق في : المكان الذي جرى
فيه الحادث , وفي : عدد الاشخاص الذين جاؤوه , وفي : الكيفية التي وقع عليها , الى غير ذلك مما
اشـتملت عليه رواية الطبري من الخصوصيات التفصيلية التي لم تتفق معها رواية ابن اسحاق , مع ان
كلتيهما تمران بثور بن يزيد الكلاعي الشامي المتوفى في 155 كما في كتب الرجال ومنها «تهذيب
الـتـهـذيب » , ولذلك نرى ابن اسحاق يسحق مواردالخلاف في هذا الخبر باختصاره للتفصيلات
الواردة فيه , وبالتصرف في عددالملائكة , فبينما نجد خبر ثور بن يزيد عن شداد بن اوس يذكر
عـدد الملائكة الحاضرين للقيام بالعملية على رسول اللّه : ثلاثة , نجد ابن اسحاق قد اعادالعدد الى
اثنين كي يتوافق العدد فيه مع ما في خبر الجهم عن عبد اللّه بن جعفر.وكـذلك في عدد من معه , فبينما نجد خبر ثور عن شداد يذكر «مع اتراب لي من الصبيان » نرى
ابـن اسحاق قد اعاد العدد الى فرد بنفس النسبة التي في خبر الجهم عن ابن جعفر «مع اخ لي » ,
وكـذلـك بـالـتـصـرف في المكان الذي جرى فيه الحادث , فبينما نجد خبر ثور عن شداد يذكر
مكان الحـادث «منتبذ من اهلي في بطن واد» نرى ابن اسحاق قد اعاده الى «خلف بيوتنا».وكـذ لـك بـالـتـصـرف في حال الرسول حينئذ : فبينما نرى خبر ثور عن شـداد يذكر «نتقاذف
بـالـجـلة » نرى ابن اسحاق قد ابى على النبي اللعب بالجلة ولو في صغره واصر على تكرير مافي
خبر الجهم «نرعى بهما لنا» اي نرعى الصغار مـن الغنم , وليت شعري اذا كان الذي او الذين معه
اترابه وهوكما في خبر الجهم بعد اشهر من فصاله فكيف يرعى الغنم ؟ وان هـذا لـعمري لدليل على وضع الخبر وقصر حبل الكذب التي تثير الشكوك حول هذه الحادثة , وبخاصة اذا نظرنا الى اسانيد هذه الروايات وعرضناها على
الاصـول التي لابد من توفرها لقبول الرواية , وان كان لم يقنع بهذا القدر من التشكيك كثير من كتاب
السيرة «486» .وحـيـنـما نراجع تراجم الرجال نجد ان ارباب التراجم قد رجموا ثور ابن يزيد با نه : شامى كان
يـرى الـقـدر , اي هـو مـن القدرية وانا ارى ان القدرية التي ينسب اليها الشاميون في شعاع افكار
الامـويـين هي ان اعمال العباد بقدرمقدر قد قضى به اللّه , لا القدر بمعنى يجتمع مع ارادة الانسان
واختياره .وعلى هذا فهو متهم بوضع مـا يؤيد به مذهبه القدري الجبري , كما قال السيد المرتضى العاملي :.«الا تعني هذه الرواية ا نه (ع ) كان مجبرا على عمل الخير , وليس لارادته فيه اى اثر او فعالية
او دور ؟ اللّه يـريـد ان لا يـكون عبده شريرا احتاج في اعمال قدرته الى عمليات جراحية كهذه على مراى
مـن الـناس ومسمع ؟ «487» هذا الى خمس نقاط اخرى نقد بها السيد المرتضى هذاالخبر
ولـعـلـه اخـذ هذا المعنى عن رواية جاهلية عن امية بن ابي الصلت : ا نه دخل على اخته فنام على
سرير في ناحية البيت , فانشق جانب من السقف في البيت , واذا بطائرين قد وقع احدهما على صدره
ووقـف الاخـر مـكانه , فشق الواقع على صدره صدره , فاخرج قلبه , فقال الطائر الواقف للطائر
الذي على صدره : اوعى ؟ قال : وعى , قال : اقبل ؟ قال : ابى , ثم ردقلبه بموضعه «488» .هـذا , وقـد روى الـمـجـلـسـي في بحاره هذا الخبر عن الكازروني في كتابه (المنتقى في مولد
المصطفى ) بنفس السند ثم علق عليه الكازروني يقول : هذاحديث حسن غريب بهذا السياق , يعد في
افـراد مـحـمـد بن يعلى , وكان يلقب بزنبور , وليس بذاك , ولمكحول عن شداد احاديث غير ا نها
مـرسـلـة ثـم عـلـق الـمـحـقـق الـربـانـي الشيرازي يقول : محمد بن يعلى ضعفه ابن حجر في
«الـتـقـريـب »وحـكـى عـن ابـي حـاتـم ا نـه قـال : مـتـروك , وقـال الـخطيب : يتكلم فيه
توفي205 «489» .امـا الـخـبـر الاول عن عبداللّه بن جعفر فهو عن مولاه الجهم بن ابي الجهم , وان كان عبد اللّه بن
جعفر يخالط بني امية بجسده ولا يخالطهم بفكره وعقيدته , فما مولاه من ذلك ببعيد «490» .ولا يـحـضـرني الان كتاب عبد الكريم الخطيب اذ نقل عنه السيدالمرتضى : ا نه ناقش في كتابه
ســند رواية ابن اسحاق اذ قال «عن بعض اهل العلم » «491» وكذلك محمد حسين هيكل في
كتابه «492» .وقـد نـاقـش هـذا الخبر الشيخ ابو رية , نقاشا موضوعيا سليما في كتابه القيم «اضوا على السنة
الـمـحمدية » فنقل تشكيك استاذه الشيخ محمد عبده في تفسيره اذ قال «والمحقق عندنا ا نه ليس
لـلـشـيـطـان سلطان على عباد اللّه المخلصين , وخيرهم الانبيا والمرسلون اما ما ورد في حديث
ازالـة حـظـالـشيطان من قلبه ـ صلى اللّه عليه [ وآله ] وسلم ـ فهو من الاخبارالظنية , لا نه من
رواية الاحاد , ولما كان موضوعها عالم الغيب , والايمان بالغيب من قسم العقائد , وهي لا يؤخذ فيها
بـالـظـن , لـقـولـه تعالى ( ان الظن لايغني من الحق شيئا ) كنا غير مكلفين بالايمان بمضمون تلك
الاحاديث في عقائدنا» «493» .والشيخ عبده اذ ينفي سلطان الشيطان على المخلصين من عباداللّه يستند الى ما جا في سورة الحجر
مـن الـكـتـاب الـعـزيـز فـي قـولـه سـبـحانه ( قـال رب بمـا اغويتني لازينن لهـم في الارض
ولاغوينهم اجمعين الا عبادك منهم المخلصين قـال هذا صـراط على مستقيم ان عبادي ليس لك عليهم
سـلـطـان الا من اتبعك من الغاوين ) «494» وقد جا ابو رية بهذه الايات ثم قال : فكيف يدفعون
الـكـتـاب بالسنة , او يعارضون المتواترالذي يفيد اليقين , باحاديث الاحاد التي لا تفيد الا الظن ان
صحت «495» .وقـال : وقـد نصت هذه الروايات على ان صدره ـ صلوات اللّه عليه ـقد شق واخرجت منه العلقة
الـسـودا مـرات عـديـدة بـلـغـت خمسا , اربع منها باتفاق كما يقولون : في الثالثة من عمره , وفي العاشرة ,
وعندمبعثه , وعند الاسرا , ومرة خامسة فيها خلاف وقد قالوا : ان تكرار الشق انما هو زيادة في
تشريف النبي «496» .وفي تفسير الاية الاولى من سورة الاسرا وبمناسبة حديث الاسراقال الشيخ الطبرسي في تفسيره
«وقد وردت روايات كثيرة في قصة المعراج في عروج نبينا الى السما ورواها كثير من الصحابة
وتنقسم جملتها الى اربعة وجوه » الى ان قال «ورابعها : ما لا يصح ظاهره ولايمكن تاويله الا على
الـتـعـسـف الـبـعيد , فالاولى ان لا نقبله » الى ان قال «واماالرابع : فنحو ما روي انه شق بطنه
وغسلته الملائكة , ذلك لانه (ع ) كان طاهرامطهرا من كل سؤ وعيب , وكيف يطهر القلب وما فيه
من الاعتقاد ,بالما «497» .ولهذا لم يذكر هذا الخبر ضمن اخباره عن النبي (ص ) في كتابه (اعلام الورى ).وفـي نفس الوقت نرى البعض يعتبر هذا الخبر من ارهاصات النبوة ومثار اعجاب وتقدير خص به
نـبينا (ص ) ولم يحصل لاى من الانبياالسابقين كالحلبي في كتابه : (انسان العيون في سيرة الامين
الـمـامون ) «498» والبوطي في كـتابه : (فقه السيرة ) «499» والسيد الحسني في كتابه :
(سيرة المصطفى ) مع الاعتراف بضعف مستنده «500» .وعـلق عليه السيد المرتضى فقال متسائلا : ولم اختص نبينا بهذه العملية ولم تحصل لاي من الانبيا
السابقين ؟ اكـمـلـهـم وافـضـلهم ؟ جراحية كهذه , ولذلك اصبح هذا افضلهم واكملهم ؟ «501» .ولا تـخـلـو كـتـب الـسيرة والحديث عند غير الامامية عن هذه الرواية غالبا حتى بعض الصحاح
كـصـحـيح مسلم , فقد روى بسنده عن انس بن مالك قال : ان رسول اللّه اتاه جبرئيل وهو يلعب مع
الغلمان فاخذه وصرعه فشق عـن قلبه فاستخرج القلب فاستخرج منه علقة فقال : هذا حظ الشيطان
منك ,ثم غسله في طست من ذهب بما زمزم , ثم لامه ثم اعاده الى مكانه وجاالغلمان يسعون الى امه ـ
يـعني ظئره ـ فقالوا : ان محمدا قد قتل , فاستقبلوه وهومنتقع اللون ذلك المخيط في صدره «502» وهي عند الامامية قصة لم يصححها حديث ولا اعتبار , وهم برآ
من هذه وامثالها وقد نقلها المحدث المجلسي في بحاره عن كتاب (فضائل شـاذان بن جبرئيل القمى )
نـقلا عمن يسـميه الواقدي ثم قال المجلسي : اقول : هذا الخبر ـ وان لم نعتمد عليه كثيرا , لكونه
من طرق المخالفين ـ انما اوردته لما فيه من الغرائب وعلق عليه المحقق الرباني الشيرازي يقول : نحن في غنى من ان نسردكل ما عثرنا عليه مما جا في
فضائله من المعاجز وخوارق العادات كما كان كاتبو سيرته مـن القدما يفعلون ذلك , فنحن لا نحتاج
في اثبات عظمته اليها , بعد ما ملات فضائله الافاق «503» .وايـن هـذه الصورة عن النبي (ص ) عن ذلك الوصف الذي يصفه به صنوه وصهره واخوه ثم وصيه
عـلـي (ع ) اذ قـال في كلام له «ولقد قرن اللّه به من لدن ا ن كان فطيما اعظم ملك من ملائكته ,
يسلك به طريق المكارم ومحاسن اخلاق العالم ليله ونهاره » «504» .وروى ابـن ابي الحديد : ان بعض اصحاب الامام الباقر (ع ) ساله عن قوله سبحانه ( الا من ارتضى
مـن رسـول فانه يسلك من بين يديه ومن خلفه رصدا ) «505» ؟ فقال (ع ) : «يوكل اللّه تعالى
بـانبيائه ملائكة يحصون اعمالهم ويؤدون اليهم تبليغ الرسالة , ووكل بمحمد ملكا عظيما منذ فصل
مـن الـرضـاع ,يـرشـده الـى الـخـيـرات ومـكـارم الاخـلاق , ويـصـده عـن الـشـرـلام ه ئايبناـب
ومكاره الاخلاق » «506» . وفود عبد المطلب على سيف بن ذي يزن :


روى الـصـدوق في (اكمال الدين ) بسنده عن ابن عباس قال : لما ظفرسيف بن ذي يزن بالحبشة ـ وذلك بعد مولد النبي (ص ) بسنتين ـ اتاه وفدالعرب واشرافها وشعراؤها بالتهنئة , تمدحه وتذكر
ماكان من بلائه وطلبه بثار قومه .

فـاتـاه وفـد من قريش ومعهم عبد المطلب بن هاشم , وامية بن عبدشمس , وعبد اللّه بن جدعان ,
واسـيـد بن خويلد بن عبد العزى (كذا) ,ووهب بن عبد مناف (ابو آمنة ام النبي ) واناس من وجوه
قريش .

فقدموا عليه في صنعا , فاستاذنوا فاذا هو في راس قصر يقال له (غمدان ) فدخل عليه الاذن فاخبره
بـمـكـانهم فاذن لهم , فلما دخلوا عليه دناعبد المطلب منه فاستاذنه في الكلام , فقال : ان كنت ممن
يـتـكلم بين يدي الملوك فقـد اذنا لك فتكلم عبد المطلب فقال فيما قال : نحن ـ ايها الملك ـاهل حرم
اللّه وسـدنـة بـيته , اشخصنا اليك الذي ابهجنا من كشف الكرب الذي فدحنا , فنحن وفد التهنئة لا
وفـد الـمرزئة قال : وايهم انت ايهاالمتكلم ؟ قال : انا عبد المطلب بن هاشم فاقبل عليه وعلى القوم
فـقال :مرحبا واهلا ومستناخا سهلا , قد سمع الملك مقالتكم وقبل وسيلتكم , فلكم الكرامة مااقمتم
والحبا اذا ظعنتم .

ثم امر بهم الى دار ضيافة الوفود فاقاموا شهرا لايصلون اليه ولاياذن لهم بالانصراف , ثم انتبه لهم
فارسل الى عبد المطلب فاخلى له مجلسه وادناه , ثم قال له : يا عبد المطلب : اني مفوض اليك من سر
على امر ما لوكان غيرك لم ابح له به , ولكني رايتك معدنه فا طلعتك عليه , فليكن عندك مطويا حتى
يـاذن اللّه فـيـه فـان اللّه بـالـغ امره : اني اجد في الكتاب المكنون والعلم المخزون الذي اخترناه
لانفسـنا وحجبناه دون غيرنا خبرا عظيماوخطراجسيما فيه شرف الحياة وفضيلة الوفاة , للناس
عامة ولرهطك كافة ولك خاصة .

فقال عبـد المطلب : فما هو ؟ فقال : اذا ولد بتهامة غلام بين كتفيه شامة ,كانت له : الامامة ولكم به
الـدعامة الى يوم القيامة هذا حينه الذي يولد فيه او قد ولد , اسمه محمد , يموت ابوه وامه ويكفله
جده وعمه وقد ولدسراراواللّه باعثه جهارا وجاعل له منا انصارا , ليعز بهم اولياه ويذل بهم اعداه
, يـضـرب بـهـم الناس عن عرض «507» ويستبيح بهم كرائم الارض ,يكسر الاوثان ويخمد
النيران ويعبد الرحمان ويزجر الشيطان , قوله فصل وحكمه عدل , يامر بالمعروف ويفعله وينهى
عن المنكر ويبطله .

فقال عبد المطلب : فهل الملك ساري بافصاح فقد اوضح لي بعض الايضاح ؟.

فقال ابـن ذي يزن : والبيت ذي الحجب , والعلامات على النصب , انك يا عبدالمطلب لجده غير كذب
, فخر عبد المطلب ساجدا للّه ابـن كنت به معجبا وعليه رفيقا , فزوجته بكريمة من كرائم قومي : اسمها آمنة بنت وهب , فجات
بغلام سميته محمدا , مات ابوه وامه , وكفلته انا وعمه فـقـال سيف بن ذي يزن : ان الذي قلت لك كما قلت , فاحتفظ بابنك واحذر عليه اليهود فانهم له اعدا
ولن يجعل اللّه لهم عليه سبيلا ثـم امر لكل رجل من القوم بعشرة اعبد وعشر اما وحلي من البرودومائة من الابل وخمسة ارطال
ذهـب وعشرة ارطال فضة وكرش مملوؤة عنبرا حال الحول فاتني فمات ابن ذي يزن قبل ان يحول الحول «508» .

/ 37