شیعة فی ایران دراسة تاریخیة منذالبدایة حتی القرن السابع الهجری نسخه متنی

اینجــــا یک کتابخانه دیجیتالی است

با بیش از 100000 منبع الکترونیکی رایگان به زبان فارسی ، عربی و انگلیسی

شیعة فی ایران دراسة تاریخیة منذالبدایة حتی القرن السابع الهجری - نسخه متنی

رسول جعفریان؛ مترجم: علی هاشم الأسدی

| نمايش فراداده ، افزودن یک نقد و بررسی
افزودن به کتابخانه شخصی
ارسال به دوستان
جستجو در متن کتاب
بیشتر
تنظیمات قلم

فونت

اندازه قلم

+ - پیش فرض

حالت نمایش

روز نیمروز شب
جستجو در لغت نامه
بیشتر
لیست موضوعات
توضیحات
افزودن یادداشت جدید


و هـو مـن نـسل الامام الحسين ـ عليه السلام ثار بالطالقان من خراسان سنة 219 ه و نسب اليه ا نه يرى راي الزيدية , بل كان من الفرقة الجارودية كما نقل الاصفهاني ((693)) و كان ابتدا امره ا نه
لازم الـمدينة , فاتاه رجل من خراسان قد شغفه حبافقال له : انت احق بالامامة من كل احد, تعال معي
الـى خـراسان و بايعه , ثم جا الى خراسان فبايعه عدد من اهلها ((694)) و كانت دعوته ـ كدعوة
اكثر العلويين ـ الى ((الرضامن آل محمدـ صلى اللّه عليه و آله ((695)) )).

و ذكـر ابـراهـيـم بـن عـبـداللّه الـذي كـان يـرافـقه ان سبعة عشر كوفيا كانوا معه و دعوا
الـنـاس بـخـراسـان الـيـه حـتى استجاب له اربعون الفا و قال المذكور: ((انزلناه في رستاق من
رسـاتـيـق مـرو و اهـلـه شيعة كلهم ((696)) )) و هذا معلم على اتساع نطاق النزعات الشيعية
بخراسان .

و كـان عبداللّه بن طاهر واليا عليها من قبل المعتصم آنذاك , فتوجه الى محمد بجيش عظيم و بعد
وقعات جرت بين الطرفين , و دامت مدة من الزمن اندحر فيها جيش ابن طاهرمرات , تمكن الاخير
من هزيمة محمد و لعل سلوك محمد هو الذي فرق كثيرا من اصحابه عنه .

و قـال الطبري : فخرج بعد هزيمته يريد بعض كور خراسان , و كان اهله قد كاتبوه ,و طلبوا منه
الـتوجه اليهم ((697)) لكنه اعتقل في مدينة نسا, و وقع في قبضة عبداللّه بن طاهر فارسله الى
عـاصـمة الحكومة العباسية و سجن هناك , ثم هرب من السجن و لا نعلم شيئا عنه بعد ذلك و يذهب
الاصفهاني الى ا نه توجه تلقا واسط.

و كـان نـفـوذ الشيعة , او مودة اهل البيت ـ عليهم السلام ـ في الاقل , باعثا على ان يامرعبداللّه بن
طاهر باخذ محمد بن القاسم الى بغداد في جوف الليل لئلا يثير اتباعه مشكلة لهم ((698)) .

و احتفظ محمد بنفوذه بين الشيعة الزيدية في ايران حتى القرن الرابع الهجري يقول المسعودي في
حـوادث سنة 322 ه : و انقاد الى امامته خلق من الزيدية و يزعم بعضهم ا نه لم يمت , و ا نه مهدي
هـذه الا مـة و اكـثـر اتـبـاعـه يـتـواجـدون بـالكوفة , و طبرستان ,والديلم , و كثير من كور
خراسان ((699)) .

ان الاعتقاد بمهدويته ناتج عن اختفائه غالبا, بعد فراره من السجن , حتى اننا لم نحصل على معلومات
دقيقة عنه حينئذ.

حكومة العلويين في طبرستان .

حكومة العلويين في
طبرستان .


تـعـرضـت الـمناطق الشمالية في ايران للهجوم منذ اواخر عهد عثمان و تصالح اهالي مازندران مع الـمـسـلمين على دفع الجزية طيلة القرن الاول والثاني اما اهالي جيلان والديلم فقد صمدوا امامهم
ردحـا مـن الـزمـن و مـا استسلموا الا بقبول الاسلام الزيدي فحسب و ظلوا على عدائهم الشديد
لـلـمـسلمين حتى العصر الذي حكم فيه العلويون مناطقهم و كانوا يقومون بهجماتهم المستمرة ضد
الـمـنـاطـق الجنوبية , لا سيما قزوين التي كانت حصنا حصينا للمسلمين , والحد الفاصل بين الكفار
والمسلمين يومئذ و راينا قبل ذلك ان يحيى بن عبداللّه ثار فيها, ثم استسلم بعد حين .

و تـكشف لنا هذه الحركة نقطتين : الاولى : وجود عدد من العلويين في طبرستان والاخرى : العناية
الخاصة التي كان يوليها اهل الديلم بهم و من المحتمل ان احدالبواعث الرئيسة على هذه الوحدة (مع
ان الاسلام لم يتغلغل في تلك المنطقة بعد) هووجود العدو المشترك المتمثل بالعباسيين و كان لجؤ
العلويين الى هذه المنطقة بسبب عجز الجيوش العباسية من التسرب فيها يضاف الى ذلك , وجود العدا
بـيـن اهـلـهـا و بـيـن حـكـامهم و كانت منطقة طبرستان خاضعة لنفوذ الطاهريين و عندما ظفر
مـحمدبن عبداللّه بن طاهر بيحيى بن عمر الطالبي , اقطعه المستعين شالوس و كلار و وجه محمد
الـيـهـمـانـائبـه جـابـر بـن هـارون النصراني و حينما كان سليمان بن عبداللّه بن طاهر حاكما
عـلـى طـبـرسـتـان , فـان عـامـله فيها هو محمد بن اوس البلخي الذي كان مستحوذا عليه ففرق
اولاده الاحـداث في مدن طبرستان المختلفة , فاساؤوا الى اهلها مما ادى الى تشويه سمعة آل طاهر
و لم تقف اعتداات محمد بن اوس عند طبرستان فحسب , بل هاجم الديلم ايضا وآذى اهلها بالضرب
والشتم و سبى منهم جماعة ((700)) .

و تـوجه عدد من الناس الى احد العلويين في طبرستان و يدعى : محمد بن ابراهيم ,و طلبوا منه ان
يقودهم بيد ا نه ارشدهم الى الحسن بن زيد الذي لقب بالداعي الكبير فيمابعد.

و يـمـكن ان تكون هناك بواعث عديدة ورا التوجه الى العلويين و اولها ان العلويين كانوا معروفين
بـالـنـزاهـة والعفة و في ضؤ ما نقله ابن اسفنديار فان الناس عندما كانوا يرون السادة المقيمين في
مـنـاطـقهم , يعتقدون بزهدهم و علمهم و ورعهم و كانوا يقولون : السادة هم الذين يمثلون السيرة
الاسـلامـية ((701)) ثانيا: كان العلويون يعارضون العباسيين ,والطاهريين على نحو خاص و قبل
ذلـك , كان محمد بن عبداللّه بن طاهر الحاكم الحقيقي لطبرستان , و ينظر اليه على ا نه قاتل يحيى
بـن عـمـر العلوي الذي خرج في الكوفة و من هذا المنطلق , كان الطالبية يشناون اولاد طاهر بن
الحسين دائما ((702)) و طبيعيا ان هؤلايستطيعون ان يخلصوا اهالي طبرستان من شرهم بالنظر
الى هذا الشنن .

و كان الحسن بن زيد يعيش في الري التي تمثل مركزا آخر من مراكز العلويين و قد تحسنت كثيرا
آنـذاك , و نـفـضـت عـنـهـا غـبـار الـنـصب (نصب العدا لاهل البيت ـعليهم السلام ) و مالت الى
العلويين ((703)) .

و رحـل الـحسن بن زيد الى طبرستان بعد دعوة اهلها اياه فاتخذت طابعا جديدابدخوله فيها و في
ضؤ ما قاله ابن اسفنديار, فان اهل طبرستان بجملتهم قبلوابيعته ((704)) .

و افلح في السيطرة على هذه المنطقة بعد اشتباكات و اصطدامات متكررة مع حكامهاالطاهريين .

و كـانـت آمل , و ساري , و حتى جرجان , و جيلان , والديلم من المناطق التي حكمهاالعلويون طيلة
عـشرين سنة , و قد تخللتها اصطدامات متفرقة مع الطاهريين حينا, و مع يعقوب بن الليث الصفاري
حـيـنـا آخـر, فـانـهزموا و تراجعوا بعد مدة بيد ان هذه المنطقة الوعرة ـ التي لم يتمكن احد من
السيطرة عليها الا الديالمة ـ ظلت بيد العلويين الذين كانوايتحببون الى الناس ((705)) .

و تـعـتـبر حكومة العلويين في طبرستان اول حكومة تاسست في الشرق الاسلامي بعيدة عن دعم
العباسيين لذلك لم ترقهم , فحرضوا يعقوب بن الليث الصفاري على الاطاحة بها ((706)) .

و كـان اضـطـراب الاوضـاع في العراق و جنوب ايران بسبب ثورة الزنج سنة 255 ه ,و كذلك
تـخلخل الوضع في خراسان نتيجة الاصطدامات القائمة بين الصفاريين و الطاهريين , كل ذلك ساعد
طـبـرسـتـان عـلى ان تعيش الهدؤ و الاستقرار و على حد تعبيرالمرعشي ((فان الداعي استقل
بالحكومة في طبرستان خلال تلك الفترة ((707)) )).

و اسـتطاع الداعي طيلة حكومته التي امتدت من سنة 250 حتى سنة 270 هـ ان يتغلب على مناطق
الري , و زنجان , و قزوين عدة مرات ((708)) و بعث في تلك السنة احدالعلويين , و هو محمد بن
جـعفر, الى المناطق المذكورة بيد ا نه وقع في فخ الطاهريين بعدحين ((709)) و نهض الحسين
بن احمد العلوي في قزوين سنة 251 ه , و طرد ولاة الطاهريين منها ((710)) كما ان الحسين بن
زيد, و هو اخو الحسن بن زيد, بويع في لاريجان , و قصران (شمال طهران الحالية ) و ذلك عندما
استولى اخوه على ساري آنذاك ((711)) .

هـذه الانتفاضات قامت ـ في الحقيقة ـ مع تحرك العلويين في شمال ايران و فجرالعلويون عشرات
الانتفاضات في مصر, والعراق , والحجاز, و ايران خلال تلك الفترة و ذكرها الطبري , و ابن الاثير
في كتابيهما.

و كان الحكام العباسيون يرون في طبرستان قاعدة لجميع هذه التحركات بخاصة ان حكومة العلويين
لم تعترف بالحكومة العباسية في بغداد و يمكن ان يشكل هذا التوجه انذارا بظهور حكومات مستقلة
اخـرى لا سيما ا نهم كانوا يشتبكون مع انصار الحكم العباسي بكل عنف كما نقل ابن اسفنديار ((ان
الـحـسن بن زيد كان يقتل كل متعاطف مع المسودة (العباسيين ), و ينحي باللائمة على كل واحد من
هؤلا حتى وجفت قلوب الناس , فلم يفكروا الا بطاعته و استرضائه ((712)) )).

مـن هـذا الـمـنـطلق كان العباسيون يرغبون كثيرا في قمع هذا التحرك و على الرغم من ا نهم لم
يعتبروا يعقوب بن الليث عنصرا صالحا, بيد ا نهم شجعوه و دعموه في تحركه نحو طبرستان لكنه
هـزم و رجـع خـائبا بعد ان قصدها في سنة 260 ه و قد سبق ان بعثواموسى بن بغا, و مفلحا قبله
لـلـقـضـا على الحكومة العلوية , و نجحا نوعا ما لولا موت المعتز الذي سبب رجوعهما الى بغداد,
فاستولى الحسن بن زيد مرة اخرى على طبرستان .

و يـرى الـبـعض ان الحسن بن زيد كان زيدي الاتجاه بينما يرى آخرون ا نه من سادات الشيعة و
علمائهم , و احد ولاة الامامية ((713)) .

طـبـيعيا, اذا كان الحسن زيديا, فان فقهه فقه حنفي و بغض النظر عن تشابه الفقه الحنفي والزيدي
فـان لـلفقه الزيدي قواسم مشتركة مع الفقه الاثني عشري ايضا, لا تمت بصلة الى الفقه السني حتى
عـصـر زيد بن علي , بل هي مختصة بالشيعة و ظلت هذه القواسم وحدهاللزيدية من الفقه الشيعي ,
ولم يزيدوا عليها شيئا, و تمسكوا بالفقه الحنفي لاسباب مختلفة .

و نـقـل عـن عمر بن ابراهيم بن محمد ابي البركات الحسيني الزيدي الكوفي الذي كان احد علما
الـزيدية الكبار في القرن الخامس والسادس (م 539) ا نه قال : ((انا زيدي لكني افتي على مذهب
ابي حنيفة ((714)) )).

و نـلـحـظ هـذه الـقواسم في التعليمات الدينية للحسن بن زيد فقد ذكر ولاته كافة بعددمن النقاط
لـيـعـمـلـوا فـي ضوئها منها: العمل بكتاب اللّه و سنة رسوله ـ صلى اللّه عليه وآله ـ وما نقل عن
امـيـرالمؤمنين ـ عليه السلام ـ في الاصول والفروع بطريق صحيح , و تفضيل علي ـعليه السلام ـ
على جميع الامة الا رسول اللّه ـ صلى اللّه عليه و آله , و نهي الناس عن القول بالجبر و التشبيه , و
مـخـالـفة الموحدين الذين يعتقدون بالعدل والتوحيد, و كذلك نهيهم عن نقل الحديث في تفضيل اعدا
اللّه ((715)) و اعدا علي ـ عليه السلام و تكليفهم باجهار البسملة في الصلاة , و الاتيان بالقنوت في
الـصـلوات الخمس كلها (على عكس اهل السنة ((716))), والتكبير خمسا في صلاة الميت (عند
الـسـنة اربع تكبيرات ), و نهي الناس عن المسح على الجورب , و الزامهم باضافة ((حي على خير
الـعـمـل )) فـي الاذان والاقـامة , وتثنية الاذكار في الاقامة و اعلن في ختام تعليماته ان من خالف
امرهم , فهو ليس منهم ((717)) .

تـتـفق هذه الاحكام ـ كما مر بنا ـ مع فقه الشيعة الامامية لكنها لا تدل على تشيع امامي ,لان الزيدية
يعتقدون بهذه الاحكام نفسها في نطاق محدود و قال المرحوم الامين في الحسن بن زيد: اظهر مذهب
اهـل الـبـيت في الاصول والفروع , و دعا الى الرضا من آل محمد ((718)) و عندما نقوم بدراسة
دقـيـقـة لاحـدى رسائله المسماة بالحسبة , و كذلك لكتاب الابانة , فاننا نفهم منهما ا نه مؤلف الكتب
المهمة للزيدية ((719)) و بغض النظر عن نشاطاته الشيعية , فقد نقل ابن حوقل ا نه كان واسطة
لاسـلام جـمـاعة من الديالمة , في وقت كان الناس ما زالوا على كفرهم حتى تلك الفترة ((720))
يضاف الى ذلك , ا نه جاهد الكفار,و قتل منهم الفين , و وقعت غنائم كثيرة في يده قسمها على الديالمة
و بـذل جـهـوده لـرفـع الظلم عن طبرستان و محاربة الفساد فيها و عندما سمع ان بعض الديالمة
سـرقـوا, نـصـحـهـم فـي بـادئ الامـر و لما لم يقبلوا نصيحته , قطع ايدي و ارجل الف شخص
مـنـهـم ((721)) وفـي الـيـوم الاول الـذي بويع فيه , جعل اساس بيعته العمل بكتاب اللّه و سنة
رسوله ـصلى اللّه عليه و آله ـ والامر بالمعروف , والنهي عن المنكر ((722)) .

و قال ابن الاثير : ((الحسن بن زيد كان متواضعا للّه ((723)) )).

ان حـكـومـة العلويين في طبرستان شجعت كثيرا من السادة على التجمع فيها, و من ثم ارسا دعائم
التشيع هناك يقول المرعشي : ((لما كان الداعي رؤوفا بالسادة عطوفا عليهم ,التف حوله كثير منهم
فكان اذا ركب , ركب معه ثلاثمائة سيد مقاتل و هم يحملون سيوفهم ((724)) )).

و يـقول ابن اسفنديار ايضا : (( والتحق به يومئذ السادة العلويون و بنو هاشم من الحجازو اطراف
الشام والعراق , و عددهم عدد اوراق الاشجار, فبرهم و اكرمهم جميعا و كان كلما ركب , احاط به
ثلاثمائة علوي شاهرين سيوفهم ((725)) )).

و اسـتحكم الاساس العلمي للفقه و العقائد الشيعية في طبرستان من خلال كتب الحسن بن زيد نفسه
و نـسـب الـيـه ابـن النديم عددا من الكتب , منها: الجامع في الفقه , و كتاب البيان , و كتاب الحجة في
الامامة ((726)) .

و يـسـتشف من كتابه الاخير, بخاصة , نوعا من التشيع الذي يرى ان الامامة من اللّه و هذا التشيع لا
يـمـكـن ان يـكـون تـشيعا زيديا, اذ ان الزيدية لا يقرون بهذه الرؤية الصريحة في الامامة و لعل
الـمـقصود هو التشيع الاثنا عشري و يستخلص من رواية اخرى ا نه كان يناهض العقائد المضادة
للشيعة في طبرستان بكل قوة ((727)) .

و يـبـدو ان الـشيعة ذوي العقائد الامامية كانوا موجودين في بعض المدن و منها جرجان ,قبل قيام
حكومة العلويين في تلك الارجا ((728)) .

و كـان نـائب الـحـسن بن زيد اخاه محمد بن زيد الذي نصبه اخوه واليا على جرجان و اخذ الداعي
الكبير البيعة لاخيه عند دنو اجله بيد ان صهره ابا الحسين خرج بعد وفاته , و بايعه جماعة و لكنه
هرب الى شالوس بعد قدوم محمد من جرجان .

و كـانـت المناطق الشمالية في ايران يومذاك تعيش صراعا بين ثلاث قوى , يمثلها كل من عمرو بن
الـلـيث الصفاري , و رافع بن هرثمة , و محمد بن زيد و كانت بغداد من جانب آخر تحاول ان تستغل
الـخـلافـات الناشبة بين هؤلا الثلاثة لمصلحتها فتنصب احدهم والياعلى احدى المدن , و تحرض
الاخـر ضده ليخرج المدينة من قبضته علما ا نهم كانواانفسهم يتطلعون الى خراسان , والري ايضا
لذلك كانت الحروب قائمة بينهم باستمرارللسيطرة على المنطقتين المشار اليهما.

و اخـيرا, فر رافع بن هرثمة في احدى الحروب , ثم قتل و اما عمرو بن الليث فقد وقع في قبضة
السامانيين بخراسان و هكذا خلت طبرستان لمحمد بن زيد.

يقول المرعشي في هذا المجال : (( وصل في سنة 282 ه خبر مفاده ان اسماعيل بن احمد الساماني
قبض على عمرو بن الليث و قتله فتفرغ السيد من كل الجهات تماما, و ذاع صيته في الافاق ا نه ذو
هـمـة و مـرؤة و رغـب الـعرب , والعجم , والروم , والهنود, و الملوك ,و العلما في استرضائه و
مؤاخاته , فاشتهر بسمعته الطيبة ((729)) )).

و نـستنتج من هذا التعبير ا نه كان متواضعا مع الناس و ان حكومته كانت من الحكومات التي جسدت
العدل العلوي في ايران .

و نـقـل ابـن الاثـيـر روايـة تشعر ا نه كان يدعم العلويين الرازحين تحت نير الظلم في العراق ,
والحجاز, عبر ارساله المساعدات المالية اليهم ((730)) .

و عـنـدمـا احـكـم الـسـامانيون قبضتهم على منطقة ماوراالنهر, و تغلبوا على عمرو بن الليث في
خـراسـان , تـطـلعوا الى حكومة طبرستان فوجه اسماعيل بن احمد الساماني جيشا اليها, و حدثت
مـواجـهـة خطيرة بين الطرفين استشهد الداعي فيها من فوره و هكذااستولى السامانيون على هذه
المنطقة ايضا و سنتحدث عن استمرار الحكومة العلوية في القرن الرابع بعد.

مجالات تغلغل العلويين في المناطق الاسلامية .

مجالات تغلغل العلويين في المناطق
الاسلامية .


عـنـدمـا تـسلم العلويون مقاليد الامور في طبرستان سنة 250 ه , فان عددا كبيرا منهم قدثار في مناطق شتى و ينقل لنا التاريخ ان عام 251 ه وحده شهد خروج بعضهم و منهم :اسماعيل بن يوسف
العلوي , والحسين بن احمد بن حمزة , والحسين بن احمد بن اسماعيل العلوي , و اسماعيل بن يوسف
بن ابراهيم العلوي و ((خرج انسان علوي بنينوى ((731)) )) على حد تعبير ابن الاثير.

و بـلغت هذه الانتفاضات في الكثرة حدا جعل صاحب الزنج ينهض بنسب علوي و قاوم خمس عشرة
سنة تقريبا بعد توحيد الزنوج (255 ـ 270 ه ) و حكم في جنوب العراق و ايران ردحا من الزمن
بهوية علوية , الى ان قضي عليه في نهاية المطاف .

و تـدل هذه الحركات على ان الفكر الشيعي قد بلغ ذروته على صعيد واسع و هذاالشيع ليس تشيعا
عقيديا, بيد ا نه ـ في الاقل ـ تشيع سياسي يحمل تفضيلا للعلويين على غيرهم و من الجدير ذكره
ان هذه الانتفاضات لم تقتصر على ايران , والعراق , بل امتدت الى مصر, والحجاز, و شمال افريقية
ايـضا من هذا المنطلق , لا يمكن ان نعتبر هوية التشيع هوية فارسية , لان اكثر من سبعين بالمائة من
هـذه الانـتفاضات كان في العراق , والحجاز, وشمال افريقية , واليمن و لا نجد في ايران الا قسما
ظئيلا منها.

و عـندما عزم المعتضد العباسي سنة 284 ه على لعن معاوية بن ابي سفيان على المنابر, اعترضوا
عـلـيه و كان قد هم بانشا كتاب يستدل فيه باحاديث على جواز لعنه فانذربنشوب فتنة عامة يـقبل , الى ان قيل له : اذا فعلت هذا, فما تصنع بالطالبيين الذين يخرجون من كل ناحية و يميل اليهم
خـلـق كـثير من الناس لقرابتهم من رسول اللّه ـ صلى اللّه عليه و آله ؟ و لو سمع الناس ما في هذا
الكتاب , كانوا اليهم اميل فامسك المعتضد عن ذلك ((732)) .

والـطـريف هنا ا نه لم يخش تمرد الناس الذين يحبون معاوية لا نهم ليسوا ممن يؤبه لهم لكنه خشي
الناس الذين يميلون الى العلويين و يـدل هـذا التوجه على اتساع تلك الحركة و كان قبله المنتصر بن المتوكل قد سارخلاف سيرة
ابـيـه , و اظهر الميل الى اهل البيت ((733)) و يلحظ بين الحكام ايضا من كان محبا لاهل البيت ـ
عليهم السلام ـ كوالي سجستان في عصر من العصور ((734)) .

و نـقـرا عـن افـريـقية ايضا ان ابا عبداللّه الشيعي ثار في سنة 286 هـ بدعم الامام الاسماعيلي
عـبيداللّه بن المهدي , و استولى على افريقية , و المغرب الاقصى , و مصر,و الشام و ثار يحيى بن
الـحـسـيـن فـي الـيمن سنة 290 هـ, و اخضعها لسلطته ((735)) و في تلك الفترة نفسها اسس
الـعـلـويـون حـكومتهم في طبرستان فهذه كلها آيات على مدى النفوذ الذي كان يتمتع به العلويون
والافكار الشيعية في ارجا العالم الاسلامي من غربه الى شرقه و لم يرتبط بايران وحدها.

الاسرة الصفارية و التشيع .

الاسرة الصفارية و
التشيع .


ان احـدى الاسر الفارسية المستقلة الاخرى هي الاسرة الصفارية التي اطاحت بالاسرة الطاهرية من جهة , ثم الوى بها الدهر بعد مدة على يد السامانيين , من جهة اخرى بيد ان احفادهم ظلوا يحكمون
سـجـستان من قبل الغزنويين و غيرهم ردحا من الزمن و كان يعقوب بن الليث اول امير صفاري بدا
عـمـله بالدها, ثم اصبح اقوى حاكم في شرق ايران بعد ان اباد الاسرة الطاهرية توفي بفارس سنة
265 ه و خلفه اخوه عمرو الذي لقي حتفه على يد السامانيين .

و لا يـمكننا الادلا بحديث قاطع عن مذهب آل الصفار, اذ لم يستقروا على راي واحد, فمرة يبدون
للعباسيين رضاهم آنيا, و اخرى يصطدمون بالعلويين في طبرستان ((736)) , و يحترمون العلويين
في سجستان حينا, و يستعينون بالخوارج الذين كانوا بين كر و فر في المناطق الجنوبية من ايران
حـيـنا آخر فهذه المواقف المتناقضة تجعل الحكم عليهم عسيراو ينبغي ان نقول : انهم كانوا يرون
حـكـومتهم اهم من اي شي آخرفليس ضروريا عندهم التمسك باي مذهب من المذاهب و في الوقت
نـفـسه نلحظ ان الهوية الشيعية تلصق بهم من اطراف عديدة و كان هذا قد صدر غالبا عن اشخاص
كانوايهدفون الى تشويه سمعتهم في القرن الثالث بين اناس كانوا يعتنقون المذهب السني لذلك لا يمكن
التعويل على هذا الالصاق كوثيقة مقنعة تدل على تشيعهم .

و نـقـل عن سجستان ان اهلها امتنعوا على بني امية ان يلعنوا علي بن ابي طالب ـعليه السلام ـ على
منابرهم كما كان من عادتهم ان لا تخرج المراة من منزلها ابدا, فان ارادات زيارة اهلها فبالليل , و مع
زوجها ((737)) .

و عـرفت المدائن , و قم الشيعيتان بهذه الصفة ايضا و يمكن ان يشكل هذا معلما على ارضية التشيع
في المدن المذكورة .

و تحدث الخواجه نظام الملك عن دعوة القرامطة في بلاد ماورا النهر, فذكر شخصايدعى ابا بلال
كـان مـنـهمكا في الدعوة الاسماعيلية بهرات سنة 295 هـ, فوافت والي هرات محمد بن هرثمة
بـتـقـرير عن نشاطه و قال : قيل : ان ابا بلال هذا كان ينادم يعقوب بن الليث , و يدعو الى نيابته في
المذهب ((738)) .

و قـال فـي مـوضـع آخـر: ((خرج يعقوب بن الليث في مدينة سجستان و سيطر عليها, ثم جا الى
خـراسان فضمها الى حكومته و تحرك منها نحوالعراق و استولى عليه و خدعه دعاة الاسماعيلية
فبايعهم على الفور و لم يحسن نيته مع الحاكم العباسي و عزم على الذهاب الى بغداد فمنعه الحاكم ,
بـيـد ا نه لم يطعه فقال الحاكم : اخاله بايع الباطنية ثم جاو اراد الاطاحة بالحاكم العباسي , فارسل
الـحـاكـم الـى امرا جيشه يعلمهم ا نه قد اظهرعصيانه , و اتحد مع الشيعة , و عزم على الاطاحة
بالعرش , و اجلاس المخالفين عليه ((739)) )).

يـسـتـشف من هذا التعبير ان تهمة ((الرفض )) او ((الباطنية )) هي من مخترعات جهازالدعاية
العباسية و استغلت هنا لتشويه سمعة يعقوب عند السنة فاتهامه بالاسماعيلية ـ اذانظرنا الى الارتقا
النسبي للاسماعيليين بوصفه خطرا ـ يوضح لنا هذا الموضوع جيدا.

طبيعيا, من هذا المنطلق ذاته الصق المستوفي ايضا تهمة الرفض بالاسرة الصفارية ((740)) و لا
اسـاس لـهـا من الصحة , و قد ذهب المرحوم الشوشتري الى هذا الراي ايضا بقوله : ((لا يخفى ان
حكومة بني الليث في نيسابور كانت باعثا عظيما على بث المذهب الامامي الحق فيها ((741)) )) و
لـم يـشـر مـؤلف كتاب تاريخ سيستان الى مذهب يعقوب , الا في موضع واحد من كتابه ذكر فيه ان
الخوارج جميعهم اتحدوا مع يعقوب بن الليث ((742)) و قال يعقوب نفسه لاحد الخوارج : ((لابد
ان يـكـون لـك و لاصحابك قلوب قوية , فاكثر جندي و امرائهم منكم ((743)) )) و هذه القضية
لافـتـة للنظر اذا اخذنا بعين الاعتبار تغلغل الخوارج في سجستان آنذاك و جا في موضع آخر من
الكتاب ان يعقوب بن محمد بن عمرو بن الليث كان على مذهب اصحاب الراي غالبا و ان اخاه طاهرا
كـان عـلى مذهب اصحاب الحديث ((744)) و هذان الشخصان هما من احفاد عمرو بن الليث شقيق
يعقوب .

تاريخ امتداد التشيع في الري .

تاريخ امتداد التشيع في
الري .


يـمـكـن ان تـشـكل دراسة التغييرات التي تطرا على الوضع الديني لمدينة ما جز من دراسة عامة للتطورات الدينية الكبيرة , كما يتسنى لها ان تقدم عونا مناسبا في تبيين اسبابها و نتائجها.

و من الجدير ذكره ان التغيير الديني قد يكون مفاجئا و منبعثا عن وضع قسري و عوامل خارجية , و
قد يكون تدريجيا و ناتجا عن اسباب داخلية و لكل منهما طبيعته الخاصة , و ينبغي دراسة كل واحد
منهما على حده .

و كان التطور الديني في مدينة الري تطورا تدريجيا امتد سبعة قرون بدا بالنزعة الناصبية (نصب
الـعـدا لاهل البيت ـ عليهم السلام ـ) و ختم بالتشيع الامامي و ان الاهتمام بالمقارنة الجوهرية بين
الـنـظـرتـين , و كذلك الاخذ بعين الاعتبار ان هذا التطور كان منبثقاعن ظروف داخلية و اسباب
طـبـيعية , كل اولئك يمكن ان يمثل تجربة قيمة في دراسة التطورات الدينية و قد لمسنا في تاريخ
ايـران و غيرها من الاقطار الاسلامية نزوعا من المذهب السني الى المذهب الشيعي او بالعكس , و
ذلك النزوع كان بفعل ظروف قسرية على سبيل المثال كان الناس في مدينة حلب من الشيعة و مازالت
مـعـالـم الـتشيع بادية فيها, بيد ان الضغوط التي مارستها الحكومة الايوبية ثم العثمانية قد ادت الى
افـول شـمس التشيع في هذه المدينة , و لم يبق فيها الا آثار ضئيلة منه علما بان اهالي بعض المناطق
الاخـرى قـد تشددوا في هذا المجال , و اصروا على مذهبهم تحديا منهم لتلك الضغوط و من هؤلا
اهالي جنوب لبنان و ان مثل هذه التجارب تقل قيمتها بالنسبة الى التطور الديني في الري , ذلك ان هذا
الـتـطـور ـ كـمـا مر بنا ـ كان تطورا تدريجيا و داخليا بدامن نقطة ((النصب )) و انتهى بنقطة
((الـتـشيع )) و من الطريف ان الضغوط الكثيرة التي مارسهاالغزنويون والسلاجقة ضد شيعتها لم
تقف عقبة في طريق نمو التشيع الامامي فيها.

و نستعرض في هذا الفصل المسيرة الدينية التحولية للري , و امتداد التشيع فيها,و اسبابه , و كذلك
نتحدث عن جانب من الجهود الثقافية لشيعتها.

الابتعاد عن التشيع .

الابتعاد عن
التشيع .


استقرت القبائل العربية في نقاط مختلفة من بلاد فارس بعد رسوخ الاسلام فيها,و فتح الري و كان حـكام الحواضر الفارسية ينصبون من قبل حكومة المدينة , ثم العراق ,والشام و نقرا في التاريخ ان
الولاة الذين حكموا خلال تسعين سنة من العهد الاموي (41 ـ132 هـ) كانوا ذوي نزعات اموية ,
و جهدوا في تربية الناس على اساس معتقداتهم الدينية و يستشف من اخبار متعددة ان عملهم التبليغي
ذلك قد ترك بصماته على الري .

و نـصـب كثير بن شهاب حاكما على الري من قبل المغيرة بن شعبة والي الكوفة و كان هذا الحاكم
يـسي الادب الى اميرالمؤمنين ـ عليه السلام ـ على المنبر عملا ببدعة معاوية التي طبقت في جميع
الامصار يومذاك .

و قـال ابـن الاثير فيه : كان يكثر من سب علي على منبر الري ((745)) و عرف عن هذاالرجل
سـوابـقـه الـسـيـئة فـي نـزعـتـه الـنـاصـبـيـة , فـهو احد الذين شهدوا على حجر بن عدي
في الكوفة ((746)) , و استشهد حجر على يد معاوية بشهادة الزور التي ادلى بها هو وامثاله و هو
الـذي صـعد على سطح قصر الامارة عندما حوصر القصر من قبل مسلم بن عقيل , و خذل الناس عن
مسلم حتى تفرقوا عنه ((747)) وهو الذي حرض اهل الكوفة على الذهاب لقتال الامام الحسين ـ
عـليه السلام ((748)) فان وجود امثال هؤلا الحكام في الري ادى الى طغيان الروح المعادية لاهل
البيت ـ عليهم السلام ـ فيها.

و نقرا خبرا آخر نقله ابو دلف , و ذكره ياقوت , وهو يحكي لنا بنحو من الانحامساهمة بعض الناس
مـن مـنـاطق الري في قمع انتفاضة يحيى بن زيد سنة 126 ه , قال ابو دلف في القرن الرابع : كانت
هـناك مدينة (الري ) تدعى سورين و رايت بنفسي ان اهل الري يتكرهونها, و يتطيرون منها, و لا
يـقـربونها فسالت عن السبب , فاجابني شيخ من تلك الارجا : ان السيف الذي قتل به يحيى بن زيد قد
غسل بمائها ((749)) و هذا الخبر ذوبعدين فهو يدل ـ من جهة ـ على ميول غير شيعية لقسم من
اهالي الري في القرن الثاني الهجري , و يشير ـ من جهة اخرى ـ الى حساسية اهاليها و ركونهم الى
اهل البيت ـ عليهم السلام ـ في القرن الرابع .

و ثـمـة خبر آخر يحوم حول النزعة الناصبية في الري , و يعود الى عصر سقوط الدولة الاموية
عـلى يد قوات ابي مسلم الخراساني ففي هذا العصر زعم العباسيون و داعيتهم ابومسلم زورا ا نهم
يدافعون عن اهل البيت ـ عليهم السلام , و يدعون الى ((الرضا من آل محمد)), بينما كانوا يضمرون
الدعوة الى انفسهم .

تـوجـه حـسـن بن قحطبة من قبل ابي مسلم لاحتلال الري و قال ابن الاثير: و لما استقرامر بني
الـعـبـاس بالري , هرب اكثر اهلها لميلهم الى بني امية , لا نهم كانوا سفيانية و سلب جنود خراسان
امـوال الـنـاس فذهب اهل الري سنة 132 هـ الى الكوفة عند السفاح ,و تظلموا من ابي مسلم فامر
الـسفاح برد اموالهم فاعاد ابو مسلم الجواب مذكرا ا نهم اشدالاعدا, فلم يسمع قوله , و عزم على
ابي مسلم برد اموالهم ((750)) .

و يدل هذا الخبر بوضوح على الميول الاموية لاهل الري .

و نقرا خبرا آخر يعضد ما ذكرناه ـ بشان قسم عظيم من اهل المدينة في الاقل ـ وهوالخبر الذي
نـقـلـه ابـن الاسكافي عنها فقد ذكر ثلاث مدن بوصفها مدنا ناصبية قائلا : ((بلدان النصب : الشام
والري و البصرة ((751)) )) و من الضروري الالتفات الى ان ابن الاسكافي كان معتزليا شيعيا.

و يـدل وجـود عـدد من الروايات الماثورة عن آل محمد في ذم اهل الري على الاتجاهات والميول
غير الشيعية القائمة هناك .

يقول ابن الفقيه الهمداني : ورد في اخبار آل محمد ان الري ملعونة , و هي على بحرعجاج و تربتها
تربة ديلمية تابى ان نقبل الحق ((752)) .

و ذكر المقدسي ذلك من غير ان يشير الى القائل ((753)) و روى ياقوت عن الامام الصادق عليه
السلام ا نه قال : ((الري و قزوين و ساوه ملعونات مشؤومات ((754)) )) و كانت هذه الحواضر
الـثـلاث مـتـعـصـبـة فـي التسنن لا سيما ساوه التي كانت في صراع مع مدينة آوه التي كان فيها
شيعة ((755)) .

و جا في رواية اخرى عن الامام الصادق عليه السلام في اهل الري : و اهل مدينة تدعى الري , و هم
اعدا اللّه و اعدا رسوله و اعدا اهل بيته , يرون حرب اهل بيت رسول اللّه جهادا ((756)) و اثر
في رواية اخرى ان الايمان لا يدخل قلوب اهل الري ((757)) .

و يمكن ان يشير قول الامام : ((يرون حرب اهل بيت رسول اللّه )) بنحو من الانحا الى مشاركة ثلة
مـن اهل الري في قمع انتفاضة يحيى بن زيد, كما مر بنا و كذلك يمكن ان يعود ذم الري الى دورها
فـي واقـعـة كربلا, و قد وافق عمر بن سعد على قيادة الحرب ضداهل بيت رسول اللّه طمعا في
حكومتها ((758)) .

و اذا وضـعـنـا هذه الروايات الى جانب روايات اخرى اثرت عن الامام الصادق ـعليه السلام ـ في
فضيلة اهل قم و آوه , لاستبانت لنا بدقة الهوية المعادية للتشيع في الري .

و في الوقت نفسه ينبغي ان لا نغفل ان عددا من محبي اهل البيت كانوا موجودين في هذه المدينة ابان
العصر الاموي ايضا و قيل ان منهم من كان في صفوف انصار زيد بن علي و مبايعيه ((759)) .

و نـقـل لـنـا الـتاريخ ان عبداللّه بن معاوية بن عبداللّه بن جعفر سيطر على الجبل ((الري )),و
اصفهان , و فارس , و الدينور, و نهاوند سنة 127 هـ ((760)) , بيد ان حكومته لم تستمرطويلا.

تعرف الري على التشيع .

تعرف الري على
التشيع .


عـنـدمـا تقوضت اركان الدولة الاموية , قل الضغط على المحدثين الذين كان الامويون قد ارغموهم على بث فضائلهم , و وضع الاحاديث الباطلة , و منعوهم من نقل الروايات في فضائل اهل البيت و نقل
عدد من المحدثين السنة الذين كان لهم هوى في آل محمدعليهم السلام روايات في هذا الباب و كان
هؤلا يتهمون بالتشيع من قبل المتعصبين , و ان لم يكن تشيعهم بالمعنى المصطلح .

و ذكر الذهبي شخصا يدعى ((عبداللّه بن عبدالقدوس )) كان كوفيا, و سكن الري و قال عنه : كان
رافـضيا, و جميع احاديثه في فضائل اهل البيت و قدم ابن اسحاق صاحب السيرة الى الري في زمان
مـا, و قرا سيرته على البعض و اتهم بالتشيع ايضا لاسباب مماثلة ((761)) و هذا التشيع في نطاق
نقل شي من فضائل آل محمد عليه و عليهم الصلاة والسلام .

ان نقل فضائل اهل البيت ـ عليهم السلام ـ اول خطوة لالغا النزعة الناصبية , كما ا نه تمهيد لمراحل
مقبلة في بث التشيع .

و مـا ظـهـر مـن تشيع اصيل بالري في اواخر القرن الثاني الهجري يتمثل في اتصال بعض اهلها و
سـاكـنـيها بائمة الشيعة ـ عليهم السلام و اول رواية تحدثت عن الاتصال نقلت لنااتصال احد شيعة
الـري بـالامـام الـكاظم ـ عليه السلام و دلت هذه الرواية على ان حاكم الري آنذاك كان من الشيعة
ايـضا, و قد دعمهم ـــ في حجاب التقية و نلاحظ مثل هذا التغلغل والنفوذ في عهد الامام الكاظم ـ
عليه السلام و لعل قصة علي بن يقطين احدى مفرداته .

و نـنقل فيما ياتي الرواية المشار اليها في حديثنا: نقل احد اهالي الري قائلا: ولي علينابعض كتاب
يـحيى بن خالد البرمكي , و كان علي بقايا يطالبني بها, و خفت من الزامي اياهاخروجا عن نعمتي , و
قيل لي : انه ينتحل هذا المذهب فخفت ان امضي اليه و امت به اليه ,فلا يكون كذلك فاقع فيما لا احب
فـاجـتـمـع رايـي عـلـى ا نـي هربت الى اللّه تعالى و حججت و لقيت مولاي الصابر ((762)) ـ
عـليه السلام ـ فشكوت حالي اليه فاصحبني مكتوبا نسخته :اعلم ان للّه تحت عرشه ظلا لا يسكنه
الا مـن اسـدى الـى اخـيـه معروفا, او نفس عنه كربة ,او ادخل على قلبه سرورا و هذا اخوك ,
والسلام .

قـال ذلـك الـشـخـص : فعدت من الحج الى بلدي و مضيت الى الرجل ليلا و استاذنت عليه , و قلت :
رسول الصابر ـ عليه السلام فخرج الي حافيا ماشيا, ففتح لي بابه و قبلني ,و ضمني اليه , و جعل يقبل
عيني و يكرر ذلك كلما سالني عن رؤيته ـ عليه السلام ـ و كلمااخبرته بسلامته و صلاح احواله ,
اسـتـبـشـر و شـكـر اللّه تـعالى , و صدرني في مجلسه ,و جلس بين يدي , فاخرجت اليه كتابه ـ
عليه السلام ـ فقبله قائما, و قراه ثم استدعى بماله و ثيابه فقاسمني دينارا دينارا و درهما درهما و
ثوبا ثوبا, و في كل شي من ذلك يقول : يااخي , هل سررت ؟ فاقول : اي واللّه .

ثم استدعى العامل فاسقط ما كان باسمي , و اعطاني براة مما يوجبه علي منه و اخبرته بلقائي الصابر
ـ عليه السلام ((763)) .

و من المؤسف ان اسم الحاكم المشار اليه لم يرد في هذه الرواية .

و نـلـحظ بين اصحاب الامام الكاظم ـ عليه السلام ـ من كان يلقب بالرازي و هؤلا اماكانوا من اهل
الري , او ا نهم اقاموا فيها برهة فلقبوا بذلك اللقب و منهم : حسين بن محمدالرازي , علي بن عثمان
الرازي , و عمرو بن عثمان الرازي ((764)) , و بكر بن صالح الرازي ((765)) .

و كـذلـك كان عدد منهم بين اصحاب الامام الرضاـ عليه السلام ـ كابي الحسين الرازي ,و حسن بن
عبداللّه الرازي , و عبداللّه بن محمد الرازي ((766)) .

و نـطالع رواية اخرى تحكي لنا اتصال بعض شيعة الري بالامام الجواد ـعليه السلام يقول الحر بن
عثمان الهمداني : دخل اناس من اصحابنا من اهل الري على ابي جعفر الجواد ـ عليه السلام ـ و فيهم
رجـل مـن الزيدية فسالناه مسالة , فقال ابو جعفر لغلامه :خذ بيد هذا الرجل فاخرجه , فقال الزيدي
(الذي عرف امامة الامام و علمه بنحو من الانحا): اشهد ان لا اله الا اللّه و اشهد ان محمدا عبده و
رسوله , و ا نك حجة اللّه ((767)) .

و نـلـحـظ في عداد اصحاب الامام الجواد ـ عليه السلام ـ محمد بن اسماعيل الرازي الذي عد من
اهالي الري , و منصور بن عباس ((الرازي )) الذي كان يقطن في بغداد ((768)) .

و نقرا عددا من اصحاب الامام الهادي ـ عليه السلام ـ كانوا يلقبون بلقب الرازي ايضا,و هم : حسين
بـن مـحـمد الرازي ((769)) , و ابوبكر الرازي ((770)) , و ابو محمدالرازي ((771)) , و
احـمـد ابـن اسـحـاق الرازي الذي كان من اصحابه الثقات , و احد وكلائه ,و كان له اتصال حميم
بالناحية المقدسة ((772)) .

و كـان سـهـل بن زياد الادمي احد المحدثين الذين اخرجهم احمد بن محمد بن عيسى من قم بتهمة
الـغـلـو و قـد مضى هذا الرجل الى الري و سكن فيها و قال عنه النجاشي : كاتب الامام العسكري ـ
عليه السلام ـ بواسطة محمد بن عبدالحميد العطار سنة 255 ه ق , وا لف كتابين هما : التوحيد, و
النوادر ((773)) .

و كـان الـسيد عبدالعظيم الحسني احد الوجوه البارزة بين اصحاب الائمة و عد في اصحاب الامام
الرضا, والامام الجواد, و الامام الهادي عليهم السلام و قد اثنوا عليه كثيرا.

و كان قدوم السيد عبدالعظيم الى الري معلما على وجود التشيع في تلك المدينة , كماكان ممهدا لنمو
الـدعـوة الـشيعية هناك و لما توفي اصبح قبره مركزا للشيعة , و كان له اثره في استقطاب الشيعة
الـقـاطنين في تلك المناطق و وردت ترجمته بايجاز في كتابات الصاحب بن عباد, والنجاشي و نقل
احـمـد بن محمد بن خالد البرقي ا نه ورد الري هاربامن السلطان , و سكن سربا في دار رجل من
شـيـعة الري بمحلة ((سكة الموالي )) فكان يعبداللّه في ذلك السرب و يصوم نهاره و يقوم ليله , و
كان قريبا من ذلك البيت قبر يزوره ,و يقول هو قبر رجل من ولد موسى بن جعفر ـ عليه السلام فلم
يـزل يـاوي الـى ذلـك الـسرب و يقع خبره الى الواحد بعد الواحد من شيعة آل محمد حتى عرفه
اكثرهم ((774)) .

/ 33