شیعة فی ایران دراسة تاریخیة منذالبدایة حتی القرن السابع الهجری نسخه متنی

اینجــــا یک کتابخانه دیجیتالی است

با بیش از 100000 منبع الکترونیکی رایگان به زبان فارسی ، عربی و انگلیسی

شیعة فی ایران دراسة تاریخیة منذالبدایة حتی القرن السابع الهجری - نسخه متنی

رسول جعفریان؛ مترجم: علی هاشم الأسدی

| نمايش فراداده ، افزودن یک نقد و بررسی
افزودن به کتابخانه شخصی
ارسال به دوستان
جستجو در متن کتاب
بیشتر
تنظیمات قلم

فونت

اندازه قلم

+ - پیش فرض

حالت نمایش

روز نیمروز شب
جستجو در لغت نامه
بیشتر
لیست موضوعات
توضیحات
افزودن یادداشت جدید



و امتد التشيع الامامي منذ اواخر القرن الثالث في نقطة نائية بخراسان , تقع حوالي سمرقند, و كش و يـعـود ذلـك الى النشاط العلمي الذي مارسه محمد بن مسعود العياشي صاحب تفسيرالعياشي الذي
وصـفـت داره بانها كانت مرتعا للشيعة و اهل العلم ((1830)) و قال ابن النديم فيه : من فقها الشيعة
الامـامية , اوحد دهره و زمانه في غزارة العلم و لكتبه بنواحي خراسان شان من الشان ((1831))
و كتب مادلونغ في هذا المجال قائلا : نماالمذهب الامامي وازدهر في اقصى الشرق , و بالتحديد في
مـاورا الـنهر كتيار مستقل خلال القرن الرابع , و انتشر بسمرقند, و كان ذلك ـ دقيقا ـ بعد بدايته
الـمـحـدودة فـي اواخرالقرن الثالث و يعود الفضل فيه الى محمد بن مسعود العياشي و كان رجلا
وجـيـها, و ثريا, وحديث العهد بالمذهب الامامي ((1832)) , و نشيطا في العقود الاولى من القرن
الرابع الهجري و كان في ايام شبابه ذا حصيلة واسعة من الحديث السني قبل ان يتشيع و بعدمدة قليلة
كان يعقد للشيعة مجالس خاصة بهم الى جانب مجلس الحديث الذي يقيمه لاهل السنة و انتشرت كتبه
الـعـديـدة فـي شـمـال شرق ايران بيد ان علما الامامية في العراق و غرب ايران بعامة لم ياخذوا
بروايته , لا نه كان يروي عن رواة ضعفا ((1833)) و كان ابو عمرو محمد بن عمر الكشي ـ او
الـكـشـي ـ احـد تـلاميذه الذين لا حصر لهم والكشي من مدينة كش في ماوراالنهر و له كتاب في
الرجال يعد احد الكتب الاربعة الاساسية للشيعة في الرجال بعد ان اجرى عليه الشيخ الطوسي قليلا
مـن الاصـلاح ((1834)) وقـال النجاشي في داره : و كانت داره كالمسجد بين ناسخ او مقابل او
قارئ او معلق مملؤة من الناس ((1835)) .


و كـان ابـو نـصر احمد بن يحيى السمرقندي احد تلاميذ العياشي ايضا و في ضؤ ماقاله الطوسي
عـنـه , فـانـه كان يفتي للعامة [و لعل المقصود بهم هنا الحنفيون ] على مذهبهم ,و يفتي للحشوية و
الـشـيـعـة عـلـى مـذهـبـهـم ايـضـا ((1836)) و لا يـعـلم الى اي وقت ظلت مدرسة العياشي
قائمة ((1837)) .


و نعرف من كش , و سمرقند رجالا يدل وجودهم في هاتين المدينتين على امتدادنطاق التشيع فيهما
مـنهم : الحسين بن اشكيب المروزي المقيم بسمرقند و كش و هو احدمصنفي الشيعة البارزين , و
له كتب منها: الرد على الزيدية , والرد على من زعم ان النبي كان على دين قومه ((1838)) و منهم
ابـو سـعـيـد عـثـمان بن حامد من اهالي كش و عرف انه ثقة ((1839)) و منهم : علي بن محمد
الـفـيـروزان الـقمي المقيم بكش ((1840)) ومنهم : علي بن اسماعيل الدهقان , و علي بن حسنويه
الكرماني , و عبداللّه بن طاهر النقارالحلواني , و عمروالخياط, و عبداللّه الصيدلاني , و عد الشيخ
الطوسي هؤلا من اصحاب العياشي ((1841)) و منهم : علي بن الحسين بن علي من اهل سمرقند, و
عـرف بـانـه ثـقة وكيل ((1842)) و منهم : علي بن محمد الخلقي الذي كان من شيعة سمرقند, و
ذكـره الـشـيـخ الطوسي في فهرسه ((1843)) و كان ابراهيم بن علي الكوفي , الموصوف با نه
راومصنف زاهد عالم , من القاطنين بسمرقند.


و قـيـل : ان نصر بن احمد الساماني والملوك بعده كانوا يحترمونه ((1844)) و من النقاط المهمة
هنا هي التواصل الفكري الجدير بالاهتمام بين قم , و سمرقند و كان هذاالتواصل وليد الهجرة التي
قام بها بعض القميين الى تلك الارجا.


و كان عدد من الشيعة يسكنون سرخس احدى المدن التابعة لمحافظة خراسان ,و هؤلا هم في عداد
مـصنفي الشيعة و رواتهم منهم : داود بن ابي هند القشيري السرخسي ((1845)) , و ابو الحسين
البلدي الذي وصف با نه من اهل الادب و المعرفة في وقت الطاهرية ((1846)) و منهم ابراهيم بن
علي بن كلثوم الذي اتهم بالغلو ((1847)) و منهم جبرئيل بن احمد السرخسي الذي نفاه اسماعيل
بن احمدالساماني ((1848)) .


و ذكـرت كتب الرجال الشيعية شخصيتين من مدينة بلخ , و كلاهما متهم بالغلواحدهماآدم بن محمد
القلانسي الذي كان من اهل بلخ , و قيل عنه ا نه كان يقول بالتفويض اي :الغلو ((1849)) .


و الاخر نصر بن الصباح , و هو مرمي بالغلو ايضا ((1850)) .


و نقرا في رواية حضور رجل من اهل بلخ عند الامام الصادق ـ عليه السلام ((1851)) .


و كان بين اصحاب الائمة ـ عليهم السلام ـ من يعرف بالسندي , مثل ابان السندي ,و خالد السندي , و
فـرج الـسندي و يرى رضوي ان وجود هؤلا الاشخاص دليل على اول اتصال للتشيع الامامي بهذه
المنطقة ((1852)) و جا حول سلالة شنسبانية و ملوك غور ما نصه : انهم يدعون شنسبانية نسبة
الى ابيهم (يقال ): انه كبر, و شهم , و قوي , واشتهر بعد انتقال اولاد الضحاك الى بلاد غور و اغلب
الـظـن ا نه اسلم على يد علي كرم اللّه وجهه في ايام خلافته رضي اللّه عنه و اخذ منه عهدا و لواا
فـكـان كل من يتقلد الامر من آل شنسب , يسلم اليه عهد علي و لواؤه و كان حب الائمة من اهل بيت
الـمـصـطـفـى ـصـلـى اللّه عليه و آله و سلم ـ عقيدة راسخة في قلوبهم ((1853)) و تحدث
المؤلف الذي نقل هذا النص عن دعم آل شنسب لتولي العباسيين الحكم بوصفه دعما لاهل بيت النبي ـ
((1854)) .
نحن نعلم ان طبرستان كانت مركزا للتشيع الزيدي , او الامامي احيانا منذ منتصف القرن الثالث و اول
قـائد علوي فيها هو الحسن بن زيد و نطالع في تاريخ جرجان ا نه كان متشددا على النواصب [الذين
ينصبون العدا لال محمد ـ صلى اللّه عليه و آله , و هم ائمة اهل البيت ـ عليهم السلام ] و كان جعفر
بـن احـمد بن بهرام الباهلي الملقب بابي حنيفة الشهيد الاسترآبادي من فقها اصحاب الراي و مفتيهم
بـاسترآباد فسعيه عند الحسن بن زيد العلوي انه يبغض اهل البيت , فحبسه في سجنه حتى مات , ثم
امـر به فصلب بجرجان ,فذهب جماعة من اهل استرآباد, فسرقوه ليلا و دفنوه ((1855)) و لم
يتشدد الحسن بن زيدعلى النواصب فحسب , بل كان متشددا على الامامية ايضا و ذكر راويا التفسير
الـمـنـسـوب الـى الامام العسكري ـ عليه السلام ـ ما نصه : كان ابوانا اماميين , و كانت الزيدية هم
الـغالبون في استرآباد و كنا في امارة الحسن بن زيد العلوي الملقب بالداعي الى الحق امام الزيدية و
كان كثير الاصغا اليهم يقتل الناس لسعاياتهم , فخشينا على انفسنا فخرجنا باهلينا الى حضرة الامام ابي
محمد الحسن بن علي ابي القائم عليهم السلام ((1856)) و اذا صح هذا الخبر,فانه يدل على تشدد
الحسن بن زيد على الامامية و كان الخلاف عميقا يومئذ بين الزيدية بوصفهم اصحاب السيف , و بين
اصحاب الائمة بوصفهم اصحاب الامامة .


و عـلـى الـرغـم مـن ان قزوين كانت تعرف بدار السنة , بيد ان شيعة كثيرين كانوايسكنونها منذ
عـصرالائمة عليهم السلام و نطالع في فهرست النجاشي , و كذلك فهرست الشيخ الطوسي و رجاله
اسما ما يربو على خمسين شخصا كانوا يلقبون بلقب القزويني وبينهم بعض الوجوه الشيعية المتالقة
و مـن المناسب ان ننقل ما ذكره ابن الفقيه الهمداني في قزوين قال : و حكي ان عمال خالدبن عبداللّه
الـقـسـري في قزوين لعنوا علي بن ابي طالب على المنبر, فقام حبيش بن عبداللّه , و هو من موالي
الجنيد و ابن عمه , فاخترط سيفه و ارتفع الى العامل فقتله , و قال : لا نحتملكم على لعن علي بن ابي
طالب فانقطع بعد ذلك اللعن عنه رضوان اللّه تعالى عليه ((1857)) .


و مـن الـمـنـاطـق التي جا اسمها في الاثار الشيعية : سجستان و كانت تمتد من كرمان حتى جنوب
خـراسـان , و منها الى سواحل بحر عمان , حتى العمق الشرقي لسجستان الحالية و لدينا اخبار عن
تشيع هذه البلدة , فقد جا في بعضها ا نه لما وصل هذا الخبر(استشهاد الامام الحسين و سبي نسا اهل
الـبـيت ) الى سجستان , قال اهلها: لم يحسن يزيد صنعا اذ فعل بابنا الرسول ـ عليه السلام ـ ما فعل و
ثار بعضهم ((1858)) و ثمة خبر آخر يتعلق بحريز بن عبداللّه السجستاني فقد كان هذا الرجل
مـن اصـحـاب الامام الصادق ـ عليه السلام و كان مشغولا بتجارة السمن و عرف عنه تردده الكثير
عـلـى سجستان , و شارك في محاربة الخوارج القاطنين في المنطقة المذكورة ((1859)) ,و قتل
هـناك ((1860)) و من آثاره كتاب الصلاة الكبير الذي ذكره النجاشي و من علماالشيعة الاخرين
فـي سـجستان محمد بن بحر الرهني وصفه الشيخ الطوسي قائلا: كان متكلماعالما بالاخبار فقيها,
الا ا نـه متهم بالغلو و اضاف ان له اكثر من خمسمائة كتاب و رسالة , وكتبه اكثرها موجودة ببلاد
خـراسـان و ذكـر الـشـيـخ و كـذلك النجاشي عددا من آثاره ((1861)) و كان له كتاب بعنوان
نحل العرب , يتحدث فيه عن استيطان القبائل العربية في حواضر ايران المختلفة , و افاد منه ياقوت
فـي مـواضـع مـن كتابه و نقل في ذيل سجستان معلومات عن محمد بن بحر الرهني في سجستان و
واصل كلامه ـ الذي يبدو ان فيه حذفا ـ فاشار الى جرير بن عبداللّه صاحب ابي عبداللّه جعفر بن
مـحـمـد الباقر عليه السلام ,و ايضا الى خليدة السجستاني مصنف كتاب تاريخ آل محمد و ذكر منع
السجستانيين لعن الامام علي ـ عليه السلام , قال : قال الرهني : و اجل من هذا كله ا نه لعن علي بن ابي
طـالب رضي اللّه عنه على منابر الشرق والغرب , و لم يلعن على منبرها الا مرة , و امتنعوا على بني
امـيـة حـتـى زادوا في عهدهم ان لا يلعن على منبرهم احد و اي شرف اعظم من امتناعهم من لعن
اخـي رسـول اللّه ـصلى اللّه عليه و آله ـ على منبرهم و هو يلعن على منابر الحرمين ((1862))
واشـار الـنجاشي الى هذه النقطة ايضا, فقال : ساكن نرمانشير من ارض كرمان ((1863)) والمع
ياقوت في ذيل عنوان رهنة الى ان محمد بن بحر كان يعيش في هذه المدينة , و هي من المدن التابعة
لكرمان و ان توطن عالم شيعي في رهنة في القرن الرابع , و له قرابة خمسمائة كتاب و رسالة , امر
لافت للنظر جدا و نقرا خبرا آخر عن سجستان نقله الكشي و يرتبط بعمار السجستاني , و جا فيه
قـولـه : ذهـبـت مـع ابـي بـحـيـر عـبـداللّه بن النجاشي من سجستان الى مكة , و كان على مذهب
الزيدية ((1864)) بعد ذلك تحدث الكشي عن تغيير نزعته من الزيدية الى الامامية و ذكر الكشي
ايـضـا حبيب السجستاني , فقال عنه : كان اولا شاريا (الشراة ), ثم دخل في هذا المذهب , و كان من
اصحاب ابي جعفر و ابي عبداللّه ـعليهماالسلام ـ منقطعا اليهما ((1865)) .


و نـطالع في خبر آخر دخول قوم من اهل سجستان على الامام الصادق ـ عليه السلام ـ وقد سالوه
مسالة فقهية ((1866)) و جا في خبر آخر ان رجلا من بني حنيفة كان ساكنابست و سجستان نقل
انـه رافق الامام الجواد ـ عليه السلام ـ في السنة التي حج فيها في اول حكومة المعتصم , فقلت له و
انا معه على المائدة : ان والينا رجل يتولاكم اهل البيت و يحبكم , و علي في ديوانه خراج , فان رايت
ـ جـعـلـنـي اللّه فداك ـ ان تكتب اليه كتابابالاحسان الي فكتب ـ عليه السلام ـ الكتاب , فاخذته الى
الحسين بن عبداللّه النيسابوري وهو الوالي , فقبله , و قضى حاجتي ((1867)) .


و تـحـدثـت اخـبـار الامامية عن مدينة فارس فقد قيل في سليم بن قيس : انه عندما هرب من ظلم
الحجاج , نزل على ابان بن ابي عياش بمنطقة من مناطق فارس و قال العلا مة الحلي : فهرب الى ناحية
مـن ارض فارس و لجا الى ابان بن ابي عياش ((1868)) و هو الذي هداه , و اودع كتابه اياه و ان
كتاب سليم نقل عن طريق ابان هذا فحسب , مما سبب مشكلة مهمة للكتاب المذكور و سكن موسى بن
محمد الاشعري القمي ـ مؤدب حفيد سعد بن عبداللّه الاشعري ـ بشيراز و صنف كتبا ((1869))
و قـيل في علي بن مهزيار ا نه كان من اهل هندوان , و هي قرية من قرى فارس ((1870)) و نقل
خـبـر آخـر عـن حضور الامامية بشيراز ((1871)) مضافا الى ان عبداللّه بن كيسان قال للامام
الـصـادق ـ عـليه السلام ـ ا نه نشا بارض فارس ((1872)) فقد ورد في خبر آخر ان احد تجار
فـارس كـتـب كتابا الى الامام الرضاـ عليه السلام ـ يساله فيه عن احكام الخمس ((1873)) و جا
شـيـعي آخر من فارس ليتشرف بخدمة الامام العسكري ـ عليه السلام ((1874)) و كان رجل من
اهل فارس يسال الامام ـ عليه السلام ـ عن علمه بالغيب ((1875)) .


و نـقرا ان شيعيا كان عليه خراج في ديوان النجاشي والي الاهواز و فارس , فطلب من امام وقته ان
يـكـتـب الـيـه كـتـابا يعفيه من الخراج , و كان الوالي المشار اليه شيعيا, ففعل الامام ,فعفاه الحاكم
المذكور ((1876)) .


و نـقـل الـشـيـخ الـطـوسي ان شيعيا سوسنجرديا في اواخر القرن الثالث كان من غلمان ابي سهل
النوبختي و يعرف بالحمدوني لانتسابه الى آل حمدون ((1877)) .


و ذكـر شيعي من مدينة جيرفت التابعة لمحافظة كرمان و نحن نعلم ان هذه المدينة ضمت عددا من
الـشيعة في القرون التالية و قال محمد بن بحر الرهني : رايت محمد بن هارون النسابة هناك , و كان
اعلم خلق اللّه بانساب الناس و ايامهم ثم اضاف قائلا: و كان مفرطا في التشيع ((1878)) .


و نطالع عن اصفهان ان جماعة من اهلها ذكروا رجلا شيعيا يدعى عبدالرحمن و قد سئل : ما السبب
الـذي اوجب عليك القول بامامة علي النقي دون غيره من اهل الزمان ؟ فذكر ا نه ذهب مع جماعة من
اهل اصفهان لاستغاثة المتوكل العباسي , فراى الامام الهادي ـ عليه السلام , فاعتقد بامامته بعد ان شاهد
منه كرامة ((1879)) .


كـان الـقسط الاكبر من الاتصالات القائمة بين الائمة و سكان بلاد فارس من نصيب مدينة قم و قد
تحدثنا عن ذلك بالتفصيل في هذا الكتاب و ان نظرة على المتلقبين بلقب القمي في رجال النجاشي يمكن
ان تدلنا على النطاق الواسع لهذا الاتصال و كانت هذه المدينة عربية حتى القرن الرابع و نقل ابو دلف
ان اثـرا مـن العجم لم يلحظ فيهايومئذ ((1880)) و ذكرنا في كتابنا هذا المصادر التي نصت على
تـشـيـع قـم , و يـضـاف الـيـهـامـصـادر اخـرى ايـضـا نـصت على ذلك منها نشوار المحاضرة
لـلـتـنوخي ((1881)) , و اشكال العالم للجيهاني الذي قال عن اهلها ما نصه : اهلها كلهم على مذهب
الشيعة , و هم متعصبون ((1882)) و قال عن اهل كاشان : هم شيعة .


ان الـكـلام كـثير حول الدور المذهبي لقم في التشيع و من الثابت ان قم كانت مركز الثقل في حفظ
حديث اهل البيت و كانت لها منزلة افضل من الكوفة من حيث التمسك بالتشيع الامامي الاثني عشري و
فـي الـحـقيقة كانت الكوفة , ثم بغداد مركزين لتنامي الغلو والنزعات الفرقية بين الشيعة , بينما لم
تلحظ نماذج واقفية و فطحية و غيرها في قم الا نادرا.


و قال مادلونغ في هذا المجال : ظل شيعة قم على وفائهم لامامة الائمة الاثني عشرو قال ايضا: و لم
يـذكـر انشقاق فطحي او واقفي بين محدثي الامامية الذين لا يحصى عددهم في هذه المدينة و كان
زعما الاشاعرة الذين سيطروا على المدينة بدعم الحاكم العباسي يمارسون نشاطاتهم بوصفهم حماة
الـمـذهب الامامي و هكذا كانت قم مركزارئيسا للحديث الامامي الذي كان يروى بالكوفة اولا, ثم
يـهذب و يجمع في حواضراخرى و ان دراسة لسلسلة طرق الحديث في الكتب الموثوقة المقبولة
الـتي تحتوي على احاديث الشيعة الاثني عشرية معلم مشرق على هذا الامر و نلحظ في اشهر هذه
الكتب ,اعني : كتاب الكافي للكليني , اكثر من ثمانين بالمائة من الاحاديث المروية على لسان القميين و
اذا اضـفنا اليها الاحاديث التي نقلها عن علما بلدته ـ الذين كانت لهم علاقة حميمة بالرواة القميين ـ
فـان الـنـسـبـة المذكورة تصل الى تسعين بالمائة و روى ابن بابويه الصدوق , الذي يعد من الوجوه
الـمرموقة في مدرسة الحديث القمية , جميع احاديث كتابه المعروف من لا يحضره الفقيه تقريبا عن
طـريق المحدثين من ابنا حاضرته و كان دورقم مؤثرا في تنامي الشيعة الامامية لا نها كانت المعقل
الـرئيـس لـلـعلما المحدثين من الامامية , و لا نها سارت بهدي الائمة صادقة مخلصة و لعل الشيعة
الاثـنـي عشرية لم يستطيعوا تشكيل كيان لهم لولا الدور المذكور بيد ا نه لابد من الالتفات الى ان
الـفـضـل فـي وجـود قـم و علمها الامامي يعود الى العرب , بخاصة الاشاعرة و ان القسم الاعظم
من المحدثين القميين , لا سيما وجوههم البارزة , كانوا من العرب , بينما كان القسم الاكبر من محدثي
الامامية بالكوفة من الموالي ((1883)) .


و نطالع في الماثور من التاريخ اسما عدد من الشيعة الذين حظوا برؤية الامام المهدي ـ عليه السلام ـ
فـي حـياة ابيه و هؤلا من مدن و اقطار مختلفة هي : بغداد, الكوفة ,الري , قم , همدان , آذربايجان ,
نـيـسابور, دينور, اصفهان , صيمرة , قزوين , فارس , شهرزور,مرو, اليمن , مصر, مكة , نصيبين ,
الاهواز ((1884)) .


التشيع في ايران خلال القرن الرابع والخامس .


التشيع في ايران خلال القرن الرابع
والخامس .



نلاحظ بين الكتب الكثيرة التي صنفها الشيخ الصدوق (م 381 ه) ان بعضها يشير الى اتصاله العلمي بالشيعة القاطنين في حواضر مختلفة و من حسن الحظ ان اسما هذه الحواضر مثبتة في اجوبته عن
المسائل المتنوعة التي كانت ترد عليه من اهاليها فقد جافي بعضها مثلا: كتاب جوابات مسائل وردت
عـلـيـه من قزوين كتاب جوابات مسائل وردت من مصر, كتاب جوابات مسائل وردت من البصرة ,
كـتـاب جـوابات وردت من الكوفة ,جواب مسالة وردت عليه من المدائن في الطلاق , كتاب جواب
مـسالة نيسابور, كتاب الرسالة الثانية الى اهل بغداد في معنى شهر رمضان ((1885)) و ينبغي ان
نـضـيـف الـى مـصـنفات الصدوق كتابه المعروف من لا يحضره الفقيه الذي صنفه بعد وصوله الى
ايـلاق في سفره الى ماوراالنهر سنة 368 ه, تلبية لطلب شريف الدين ابي عبداللّه محمد بن الحسن
بـن اسـحـاق المعروف بنعمة , اذ عرض عليه ان يصنف له كتابا في الحلال و الحرام واشار الشيخ
الـصـدوق اليه في مقدمة كتابه المذكور قائلا: سالني ان اصنف له كتابا في الفقه والحلال والحرام ,
والشرائع والاحكام , موفيا على جميع ما صنف في معناه هذا مع نسخه لاكثرما صحبني من مصنفاتي
و سـمـاعـه لـهـا روايـتـهـا عـنـي و وقـوفه على جملتها, و هي مائتا كتاب وخمسة و اربعون
كـتـابا ((1886)) و نطالع مثل هذه المقدمة في كتابه الاخر كمال الدين الذي صنفه لرفع الشبهات
الـتـي عـرضت لشيعة ماورا النهر حول المهدوية و هذان الكتابان يدلان على وجود الشيعة في تلك
المنطقة .


و نـجـد بـين كتب الشيخ المفيد (م 413 ه) بعض الكتب المماثلة لكتب الصدوق المارذكرها منها:
اجـوبـة الـمسائل الفارسية , و من المؤسف ا نه مفقود و كان الشيخ المفيد قد اشاراليه في المسائل
الـسروية التي اجاب فيها عن اسئلة ارسلت اليه من مدينة ساري ((1887)) و من آثاره الاخرى :
المسائل المازندرانية , و المسائل الجرجانية ,و المسائل النيسابورية , و هي تضم اجوبته عن اسئلة
وصـلـت الـيه من مازندران , و جرجان ,و نيسابور ((1888)) و سئل الشريف المرتضى مثل هذه
الاسـئلـة ايـضـا و نـرى قسما من مصنفاته المستهلة بمدخل المسائل جوابا عن هذه الاسئلة منها :
الـمـسـائل الـطـبرية و كذلك المسائل الجرجانية ,و جوابات المسائل الميافارقيات و هذا الاخير
يحتوي على اسئلة بعثهااليه شيعة ميافارقين , و هي من اشهر مدن دياربكر الواقعة جنوب تركية و
اشـار الـسـائلـون فـي بـدايـتـها الى ا نهم يريدون ان يعرفوا فتوى السيد الصريحة في المسائل
الـمـطـروحة على الرغم من وجود الكتب عندهم ((1889)) و منها: المسائل الطرابلسيات فهذه
الاثار معلم على وجود التشيع في الحواضر التي كانت على اتصال بعلما الشيعة في بغداد.


و اشـرنـا في موضع من كتابنا هذا الى ان قدوم الامام الرضا ـ عليه السلام ـ الى خراسان كان باعثا
عـلـى انـتـشـار الـتـشيع في ايران و ما الاهتمام بالمحافظة على الاثار الباقية من مرورالامام ـ
عـلـيه السلام ـ بالحواضر والمناطق التي مكث فيها بنحو من الانحا الا آية على مودة شيعية خاصة
بين الناس , و ان كنا لا نملك خبرا صحيحا حول بعض هذه الاماكن واتصالها بالامام ـ عليه السلام و
مـن هـذه الاماكن : مسجدالامام الرضاـ عليه السلام ـ في الاهواز ((1890)) , مسجد قدمگاه الامام
الـرضـاـ عـلـيـه السلام ـ في ابرقو ((1891)) [قدمگاه : موطئ قدم ] , قدمگاه شاه خراسان في
يزد ((1892)) , قدمگاه نيسابور,عين الرضا في محلة تعرف بالحمرا ((1893)) , محلة بسنده ,
و هـي المحلة التي اقام فيها الامام و كان راضيا عنها, و لذا قيل بالفارسية : بسنده ((1894)) (اي :
الـمـرضـية ) ومنها: قدمگاه نائين الذي كان خلف المسجد الواقع في محلة كلوان , و مسجد و حمام
امـام رضا في محلة گودالو, و هي من احيا مدينة نائين , و موم روضا, و هي شجرة في الطريق بين
بافران و نائين ((1895)) .


و قـال الـرافعي : قد اشتهر اجتياز علي بن موسى الرضا بقزوين و يقال : انه كان مستخفيا في دار
داود بن سليمان غازي ((1896)) بيد ان احدا لم يؤيد هذا الخبر.


و نؤكد هنا ان وجود قبر الامام الهمام الرضا ـ عليه السلام ـ في ايران ادى الى اتساع دائرة التشيع
فـيـهـا لاسباب لا تحصى و كانت زيارة قبره الشريف موضع اهتمام الشيعة و السنة على السوا مما
وطـد حب الناس اهل البيت عليهم السلام و شد اكثرهم الى المرقد الطاهر اعتقادهم ان في زيارته
تيسير اعسارهم و قضا حوائجهم طبيعيا, ان هذاالاعتقاد مهد الارضية لانتشار التشيع في ايران و
نـطـالـع نموذجا من هذا الاعتقاد في القرن الرابع يحمله احد علما السنة البارزين , و هو ابو حاتم
مـحـمد بن حبان البستي يقول هذاالعالم في ترجمة الامام الرضاـ عليه السلام , و هو يذكر الامام و
استشهاده على يد المامون :و قبره بسناباد خارج النوقان , مشهور يزار بجنب قبر الرشيد, قد زرته
مرارا كثيرة و ما حلت بي شدة في وقت مقامي بطوس , فزرت قبر علي بن موسى الرضا صلوات اللّه
عـلـى جـده و عـليه , ودعوت اللّه ازالتها عني الا استجيب لي و زالت عني تلك الشدة و هذا شي
جـربـتـه مـرارافـوجـدتـه كـذلـك اماتنا اللّه على محبة المصطفى و اهل بيته صلى اللّه عليه و
عليهم اجمعين ((1897)) .


و كـان القرن الرابع قرن انتشار التشيع حقا و هذا موضوع اقر به القاضي عبدالجبار(م 415 ه)
بصراحة في بعض ردوده على الشيعة فقد قال مشيرا الى السياسات الداعية الى بث التشيع في فترة
كـان بعضها قد طرح من وحي التعصب : يستهدف الشيعة من دعوتهم العرب , و الاكراد, والديالمة ,
والبربر, والانباط, و كبار الامرا, والوزرا,و المنشئين , والجهلة ثم اضاف قائلا: و ملوك الارض
مـنـذ نـحو مائة سنة من الديلم و بني حمدان , و من بالبحرين و عمران في البطيحة , و من باليمن و
الـشـام و آذربـايجان , و كل هؤلا الملوك اصحاب الامامة و مشيعة و في الارض كلها, و دولة بني
العباس لم يبق منها الا اسمها في بعض المواضع والموضع الذي فيه سلطانهم و ملكهم و عزهم يشتم
فيه العباس و ولده والمهاجرون والانصار و يلعنون ((1898)) و يحتوي كتاب القاضي عبدالجبار
عـلى معلومات اخرى حول التشيع ايضا و يلاحظ على القاضي ا نه انطلق من التعصب في نظرته الى
العقائد الشيعية , و ذلك في كل موضع من مواضع كتابه مما دل على ا نه لم يفهم الافكار الشيعية فهما
صـحـيحا فقد ذكر اصحابا لقاض زنجاني , و هم شيعة ثم اشار الى ا نه يستطيع ان يدحض اقاويلهم
الـخـاطـئة , بـيد ا نه يخشاهم , فلا يفعل ((1899)) و تطرق في موضع آخر من كتابه الى بعض
الـشـخصيات الشيعية التي يحتمل ان بعضها كان اسماعيليا, و سرد شيئا من ممارسات الشيعة يومئذ
قائلا: و في هذا الزمان منهم مثل ابي جبلة ابراهيم بن غسان , و مثل جابر المتوفى , و ابي الفوارس
الـحسن بن محمد الميمدي , و ابي الحسين احمد بن محمد بن الكميت , و ابي محمد الطبري , و ابي
الـحـسـن الـحلبي , و ابي يتيم الرلباي , وابي القاسم النجاري (كذا), و ابي الوفا الديلمي , و ابن ابي
الـديـس , و خزيمة , و ابي خذيمة , و ابي عبداللّه محمد بن محمد بن النعمان (الشيخ المفيد) فهؤلا
بمصر, و بالرملة , وبصور, و بعكا, و بعسقلان , و بدمشق , و ببغداد, و بجبل البسماق و كل هؤلا
يـدعون التشيع ومحبة رسول اللّه ـ صلى اللّه عليه و آله ـ و اهل بيته , فيبكون على فاطمة و على
ابـنـهـا الـمـحـسن الذي زعموا ان عمر قتله و يذكرون لهم تبديل القرآن والفرائض , و يقيمون
الـمـنـشـدين والمناحات في ذلك و ياخذون على الناس من العهود و يحلفونهم بالايمان الغليظة فاذا
حـصـلـواكـذلـك , قـالـوا لـهـم : ايـاكم و مجالسة الفقها و استماع الحديث من اصحاب الحديث و
اسـتـمـاع الـقـرآن من العامة و عليكم برواية الخاصة فقد قال جعفربن محمد: كتابة حديث العامة
يـعـمـي الـقـلـب و ايـاكـم وفـقـه ابـي حـنـيفة , و مالك , والثوري , و الحسن البصري و الرشد
في خلافهم ((1900)) .


الـمـلـحوظ هنا ان بعض هذه التهم واهية لا نصيب لها من الصحة و يرتبط قسم منهابالباطنية , كما
اشار نفسه الى ذلك ايضا بعد هذه العبارة و بعض معلوماته في هذا الحقل عديم المثيل , و رائع جدا و
واصـل الـمـؤلـف كـلامـه فعرض شرحا لنشاطات الاسماعيلية و اشار في موضع آخر من كتابه
بـصـراحـة الـى ان التشيع حصل على الاكثرية منذ سنة 350 ه : و قد كانت الحنبلية تحتج على
خصومهم من الرافضة بالكثرة , و تقرع الرافضة بالقلة والرافضة تحتج بان اللّه قد ذم الكثرة و مدح
الـقـلـة , و تـتـلـو مـا في القرآن فلمااتفقت لهم منذ سني نيف و خمسين و ثلثمائة للهجرة احتجوا
بالكثرة ((1901)) و اشارابوبكر الخلال (م 312 ه) في سياق حديثه عن الوضع الديني لخراسان
الـى شـخـص فـيهاباختصار, فقال : وضع لال ابي طالب كتابا يذكر فيه ان العلوية احق بالدولة من
ابي بكرالصديق ((1902)) .


و نـجد في سفرنامه ابو دلف (رحلة ابي دلف ) اشارات مقتضبة حول التشيع في القرن الرابع وردت
احـداها في حديثه عن قلعة بذ في آذربايجان اذ قال فيها: ينتظر اهلها ظهورالمهدي ((1903)) و
كتب عن شهرزور قائلا: و في شهرزور مدينة اخرى اهلها اقل عصياناو شجاعة من اهل الديلم و
تـسـمي هذه المدينة ((بير)) (پير) و اهلها شيعة زيدية صالحون اختارواالاسلام بفضل زيد بن
عـلـي و حـدث مـرة ان اهـالي (نيم ازارى ) اغاروا عليهم , فقتلوهم , و القوهم في النار, و نهبوا
امـوالـهم , مندفعين من التعصب الديني و متذرعين بحماية الشريعة و كانت هذه الواقعة في سنة
341 هـ ((1904)) و ذكـر عـيـنـا مـن الما بالري تدعى [عين علي ] ((1905)) فقال : شهدت الناس
يـكرهونها, و يطيرون بها, و لا يقتربون منها فسالت عن السبب فقال لي شيخ من اهالي تلك المنطقة :
السبب هو ان السيف الذي قتل به يحيى بن زيد غسل بمائها ((1906)) .


و تـحـدث عـن الاهواز ايضا, فذكر سدا كان على نهر الكارون و اضاف قائلا: يقع مسجدعلي بن
موسى الرضا ـ عليه السلام ـ قبالة هذا السد اذ نزل الامام هناك و بنى المسجد المذكور, وذلك عند
مسيره من المدينة الى خراسان ((1907)) .


و من الجدير ذكره ان ابا دلف كان شيعيا, و كان من ندما الصاحب بن عباد و له قصيدة طويلة بعنوان
الساسانية في احوال الشحاذين في زمانه , نقل الثعالبي قسمامنهاو نجد ابا دلف في هذه القصيدة ينص
على تشيعه , فهو يقول :.






  • امالي اسوة في غر
    هم آل الحوامي
    هم آل رسول اللـ
    بكوفان وطى كر
    و بغداد و سامرا
    و في طوس مناخ الرك
    و سلمان و عمار
    قبور في الاقالي
    مشفيت غلة الصدر ((1908)) .



  • بتي بالسادة الطهر.
    مهم الموفون بالنذر.
    ـه اهل الفضل والفخر.
    بلاكم ثم من قبر.
    و باخمرا على السكر.
    ب في شعبان في العشر.
    غريب و ابوذر.
    مشفيت غلة الصدر ((1908)) .
    مشفيت غلة الصدر ((1908)) .




و لـيس في ايدينا معلومات تذكر عن تشيع فارس , غير ا ننا نعلم ان هذه الحاضرة كانت من المراكز
الاصلية لسلطة البويهيين الذين كانوا على المذهب الشيعي و نطالع خبرا يتحدث عن حضور علي بن
احـمد المعروف بابي القاسم الكوفي في الحاضرة المشار اليها و هذاالرجل كان من الوجوه الشيعية
الـغـالـية البارزة , و ان كان البعض قد دافع عنه ايضا و له آثار لاتحصى ذكر النجاشي فهرسها و
توفي سنة 352 ه في منطقة تدعى كرمى على بعد خمسة فراسخ عن مدينة فسا.


و قـال الـنـجـاشـي : قـبـره بـكـرمـى بـقـرب الـخـان و الـحـمـام اول مـا يـدخـل كرمى من
نـاحـيـة شـيـراز ((1909)) و يـهـتم غلاة الشيعة بزيارة قبره و في ضؤ ما نقله العلا مة الحلي
عنه بقوله : تدعي له الغلاة منازل عظيمة , فان ابن الغضائري المعروف ينكره بشدة ((1910)) .


و نـعـرف شـيـعيا آخر من شيراز في القرن الرابع و الخامس و يدعى اباالحسن علي بن ايوب بن
الحسين بن ايوب استاذ القمي المعروف بابن الساربان قال السمعاني فيه :الكاتب من اهل شيراز, سكن
بـغداد, و كان رافضيا غاليا و اضاف ان الخطيب ذكره , و نقل على لسانه انه ولد سنة 340 و ذهب
الخطيب الى ا نه مات ببغداد سنة 430 ((1911)) .


و نـقرا عن تشيع اصفهان في القرن الرابع مطلبا للراغب الاصفهاني يشير الى ميوله الشيعية و نحن
نعلم ان هذه المدينة كانت من المراكز الاصلية للمذهب السني في ايران ويندر فيها وجود المعتزلة
و الشيعة آنذاك قيل : جا رجل الى الجاحظ المعتزلي , و قال له :انا من اخوانكم فقال الجاحظ: من ايهم
؟ قـال : مـن المعتزلة فقال له : او باصبهان من يحسن ان يتيجح في اسم الاعتزال ((1912)) ؟ قال
الراغب : كان باصبهان رجل يدعى بالكتاني و كان احمد بن عبدالعزيز يقرا عليه و يتعلم منه الامامة
فـاتـفق ان طلعت عليه ام احمد يوما, و قالت : يا فاعل يـصـلـي كـل يـوم احـدى و خـمـسـيـن ركـعـة , و ابنك لا يصلي في احد و خمسين يوما ركعة
واحدة ((1913)) .


ثـمـة دليل آخر ايضا على تشيع اصفهان في القرن الرابع يقول محمد بن عبداللّه بن هيثم الدميري :
لـقـيـت ابـا العباس بن عقدة بالكوفة في سنة 323 , فسالته ان يعيد ما فاتني من المجلس , فامتنع , و
شـددت عليه , فقال لي : من اي البلد ؟ قلت : من اهل اصبهان رسول اللّه ـ صلى اللّه عليه و آله و سلم , فقلت له : لا تقولن يا شيخ هذا, لان اهل اصبهان منهم متفقهة
و متقون و فاضلون و متشيعة فقال : شيعة معاوية احد الا و علي اعز عليه من عينه و اهله و ولده , فاعادعلي ما فاتني ((1914)) .


و نـقـرا حكاية اخرى تدل على تشيع اصفهان و هي لابي نعيم الاصفهاني فهو يعددمحدثي اصفهان ,
فـيذكر عبداللّه بن محمد الكناني الذي اعتنق مذهب الرافضة على حدتعبيره و فيما ياتي كلام ابي
نعيم : عبداللّه بن محمد الكناني ابو الوليد, روى عن و كان كثيرالحديث , مشهورا بالطلب و الكتابة ,
ثـم افصح بموافقة الروافض , و انكر خلافة الصديق فيماحكي عنه فجمع عبدالعزيز بن دلف ـ و
كـان والـي الـبـلد ـ مشايخ البلد: ابا مسعودالرازي , و محمدبن بكار, و محمدبن الفرج , و زيد بن
خرشة , و غيرهم فناظروه على ما خالفهم فيه , فابى الا الثبوت على مقالته , فضربه اربعين سوطا,
و بـايـنـه الـنـاس و هـجروه , و ذهب حديثه و كتاب ابي مسعود المترجم بالرد, صنفه ردا على
الكناني ((1915)) .


و مـن الـحـري بـالـذكـر ان اصفهان عاشت في القرن الرابع نزاعا مذهبيا بين الحنابلة و النزعات
الـمـسـتجدة التي انتهت باتساع التيار الاشعري ((1916)) و لكن الحنابلة اخذوا يضعفون بعد مدة
قليلة , فصار النزاع نزاعا بين الحنفية والشافعية و كانت تلك النزاعات في ايام حكم السلاجقة على
اصفهان .


و كـان الطالبيون بخراسان و غيرها من المناطق يبلغون للتشيع على الدوام و قد يكون تشيعا زيديا
حـيـنـا, او اماميا حينا آخر, او ا نه ـ في الاقل ـ ضرب خاص من التشيع يتخذطابع المودة لاهل
البيت و كان آل زباره بنيسابور من السادات اولي الشان فيها قروناعديدة و تحدث ابن فندق في لباب
الانساب عن كثير منهم فقد ذكر على سبيل المثال السيد اباعلي محمد زباره (م 360 ه) فقال عنه :
شيخ الطالبية بنيسابور, بل بخراسان في عصره قرا كتب الفضل بن شاذان الشيعي على علي بن قتيبة
(و هـو قـراهـا عـلـى الـفضل ((894))) و نص ابن فندق على ا نه عندما مات دفنوه في مقبرة
الـعلوية بنيسابور و من اكابر هذه الاسرة ابو الحسين محمد بن ابي جعفر احمد بن محمد زباره قال
الـحاكم النيسابوري فيه : عالم , اديب , حافظ للقرآن , ورع , راوية للاشعار, حافظ للتواريخ و ايام
الـنـاس , و قـد تـابـعـه اهـل نـيـسـابـور لـلـخـلافة , و تبعه خلق كثير من الامرا والقواد و
طـبقات الشيعة اطاعه الناس اربعة عشر شهرا الى ان سجنه نصربن احمد الساماني مدة , ثم اطلق من
السجن و كان يلقب خلال تلك الفترة بالعاضد باللّه ((1918)) .


و من الجدير ذكره ان الخناق ضاق على الشيعة و المعتزلة في مطلع العهد الغزنوي فقدقام احد علما
الـسنة بتدمير مسجد للشيعة الامامية بنيسابور و قال صاحب تاريخ نيسابور,المنتخب من السياق , و
هـو يـتـحـدث عـن مـحمد بن اسحاق بن محمشاد الواعظ الذي وصفه بانه صاحب القول في وقته
عـنـدالسلطان : و كان مقربا عند الامير يمين الدولة محمود, دعا الى السنة و هدم المسجد الجديد
الذي بناه الروافض و ظهرت به دولة الكرامية ((1919)) .


و تشرف ابو العلا صاعد بن محمد ـ و هو احد علما السنة الوجها بخراسان ـ بحج بيت اللّه الحرام
سـنة 375 ثم زار بغداد, فعاتبه العباسيون على افتائه بعدم وضع صندوق على قبر هارون الرشيد
الـمجاور لقبر الامام الرضا ـ عليه السلام فقال مسوغا فتواه : فافتيت بما وافق الشرع والمصلحة ,
رعـايـة انـه لو نصب الصندوق , فانه يقلع منه لاستيلا المتشيعة , ويصير ذلك سبب وقوع الفتنة و
التعصب والاضطراب و يؤدي ذلك الى فسادالمملكة ((1920)) .


نلحظ هنا ان قوله : ((لاستيلا المتشيعة )) يعبر لنا عن حضور قوي للشيعة بطوس و سناباد.


و مـن الضروري ان نشير في حديثنا عن امتداد التشيع بخراسان الى ملاحظة ذكرهاالنجاشي في
حـديـثه عن الفقيه الشيعي الحسن بن علي بن ابي عقيل و تدور هذه الملاحظة حول كتابه الفقهي :
الـمـتـمـسـك بـحـبل آل الرسول فقد قال عنه : ما ورد الحاج من خراسان الا طلب و اشترى منه
نسخا ((1921)) .


و كانت نيسابور من المناطق التي توطنتها جماعات متعصبة من السنة كما كان فيهاشيعة و متشيعون
كـثـر ايضا, و اثر للشيخ المفيد رسالة عنوانها المسائل الصاغانية , كتبها رداعلى حنفي متعصب , و
مـعـتزلي في آن واحد, و كان هذا الشخص قد نشر رسالة ضدالشيعة في اواخر القرن الرابع او
بعده بقليل و يحتمل ان صاغان كانت من المناطق القريبة من نيسابور و بعث شيعة خراسان اسئلة هذا
العالم الحنفي الى الشيخ المفيد, فاجاب عنهاو في ضؤ ما اشار اليه الشيخ المفيد, فان الحنفي المذكور
ذهـب الى ان الشيعة خارجون من الايمان ((1922)) و المع هذا الحنفي الى قدوم العالم الشيعي ابن
الـجـنيد الى نيسابور سنة 340 , و قال ان الشيعة دفعوا اليه اموالا كثيرة فانتقده الشيخ المفيد, و
كـذبـه لـمـا قـالـه عـن ابـن الـجـنـيـد ا نه وكيل الامام المعصوم , و اشار الى العلاقة العلمية و
الـديـنـيـة الـمستمرة بين شيعة نيسابور و شيعة بغداد, فقال : لمواصلة شيعة نيسابور و كثير من
شـيـعـة بـغـداد و مـكاتبتهم بما يتعلق بالديانة والاعتقاد ((1923)) و يذهب الشيخ المفيد الى ان
ابن الجنيد يمكن ان يكرم من قبل شيعة نيسابور, بيد انه يرفض ادعا الوكالة و النيابة و اخذالاموال
الـى الامام المعصوم , و يقول : و لسنا ننكر ان يكون قد وصل الى نيسابور هذا الرجل و اكرموه , و
اقاموا بما يجب له من حقوق الاخوان ـ و قد عرفنا بر القوم له ((1924)) .


و مـر بـنـا ان النزعة السنية المتطرفة لاهل الحديث كانت ممتدة في المدينة المذكورة على سبيل
المثال , ذكر ابوالفضل بن ابي صالح (م 494) ا نه شاب سني متعصب للسنة ((1925)) .


و ثمة نموذج آخر هو ابو عثمان اسماعيل بن عبدالرحمن الصابوني فقد قال عبدالغافرالفارسي فيه
انـه سيف السنة و دافع اهل البدعة ((1926)) له كتاب بعنوان عقيدة السلف اصحاب الحديث , طبع
بالحجاز و يذكر في موضع منه شيوع البدعة في زمانه ((1927)) و يقصد من هذه البدع ـ نوعا ما
ـ الاعتزال , والتشيع و نقل ان اباه قتل في الحروب الطائفية بنيسابور ((1928)) و كان كثير من
رجـال اهـل الـحـديث في نيسابور من تلاميذ ابي عثمان الصابوني في القرن الخامس و هذا ما تفيده
التراجم الواردة في كتاب تاريخ نيسابورالمنتخب من السياق و من الطبيعي ـ في ضؤ هذه الحقيقة ـ
ان الـتـعـصب المذهبي الشديدضد الشيعة و المعتزلة كان قائما في المدينة المذكورة و العجيب ان
مـؤلـف الكتاب المشاراليه آنفا جعل محمود الغزنوي الذي يتباهى بالقضا على الشيعة والمعتزلة في
مـصـاف عـلما نيسابور ((1929)) و قيل في ابي القاسم الاصفهاني النديم ايضا : انه متعصب لاهل
السنة ((1930)) .


و فـي الـوقـت نفسه ينبغي ان نلتفت الى ان القرن الخامس كان قرن نمو التصوف بنيسابور و هذا ما
نفيده من التراجم الواردة في كتاب تاريخ نيسابور المنتخب من السياق وثمة ملاحظة اخرى ترتب
ط بـنـيسابور, و هي كثرة العلويين فيها, و ذكر عبدالغافر الفارسي عددا منهم في كتابه المتقدم و لم
يقل شيئا في تشيعهم او تسننهم , و اكتفى بالاشارة الى ا نهم سمعوا الحديث من بعض مشايخ السنة بيد
انـه قال في ابي عبداللّه فتوح بن رضي الحسني : و كان مائلا الى اهل السنة , مجانبا عقيدة الغلاة من
الشيعة ((1931)) .


/ 33