شیعة فی ایران دراسة تاریخیة منذالبدایة حتی القرن السابع الهجری نسخه متنی

اینجــــا یک کتابخانه دیجیتالی است

با بیش از 100000 منبع الکترونیکی رایگان به زبان فارسی ، عربی و انگلیسی

شیعة فی ایران دراسة تاریخیة منذالبدایة حتی القرن السابع الهجری - نسخه متنی

رسول جعفریان؛ مترجم: علی هاشم الأسدی

| نمايش فراداده ، افزودن یک نقد و بررسی
افزودن به کتابخانه شخصی
ارسال به دوستان
جستجو در متن کتاب
بیشتر
تنظیمات قلم

فونت

اندازه قلم

+ - پیش فرض

حالت نمایش

روز نیمروز شب
جستجو در لغت نامه
بیشتر
لیست موضوعات
توضیحات
افزودن یادداشت جدید


((ان مـا نـجـده فـي حـلب , و حران , والكوفة , وكرخ بغداد, و مشاهد الائمة , و مشهد,و قم , و كـاشـان , و آوه , و سـبـزوار, و جرجان , و استرآباد, و دهستان جربادقان , و مازندران كلها, و
بعض مناطق طبرستان , والري , و نواح كثيرة منها, و بعض احيا قزوين و ضواحيها, و بعض احيا
خرقان , هو ان اهل هذه المدن جميعهم شيعة اصولية امامية ((1442)) )).

و مـن الطريف ان اعلى المناصب الادارية في عصر الاتراك السلاجقة كالوزارة و جباية الضرائب
و شؤون الحسابات كان يتولاها الشيعة غالبا, لا سيما الشيعة المنحدرون من قم ,و آوه , و كاشان و
نقل الرازي اسما عدد منهم ممن كان معاصرا له او قريبا من عصره و من هؤلا: مجدالملك , و الوزير
الـمحترم سعدالملك آوى , و مشيرالسلطنة شرف الدين ابوطاهر مهيسه اي القمي الذي كان وزيرا
للسلطان سنجر و الخواجه علي بنكدان وزير ملوك الديلم , و اوحد الدين مهيسه اي وزير فارس و
معين الدين ابو نصر كاشي وزيرالمحتشم وكمال ثابت القمي مسؤول المالية عند مسعود السلجوقي
و ملكين ابو فخر القمي , وشمس الدين محمد بنيمان التفرشي , و كانا من مسؤولي الشؤون المالية و
الحسابات المحترمين ((1443)) و لم يطق السنة هذا الامر و لذا قال الراوندي في هذه المرحلة :
((و نشا الدمار في العالم من الماجورين والغمازين و الملاحدة الظالمين , اذ تطاولوا على ائمة الدين
و اتـهـمـوهـم و ظـهر التعصب والحسد بين الائمة و انضم الى جيش السلطان هؤلا الماجورون
الـمـلاحـدة مـن قم , و كاشان , و آبه , و طبرش , والري , و فراهان , و مناطق قزوين , و ابهر, و
زنجان و كانوا اما من الرافضة , او من الاشاعرة ((1444)) )) و نقل في موضع آخر ابياتا لشمس
الدين لاغري , يقول فيها و تعريبها : ايها الملك ان اماكن الباطنية هي قم , و كاشان , و آبه , و طبرش
احفظ كرامة الخلفا الاربعة , و اسجر النار في هذه المدن الاربع و احرق فراهان و مصلحگاه , حتى
يصبح ثوابك ستة اضعاف ((1445)) .

و ذكر ابو المعالي الشيعة الامامية ايضا, و قال في مناطقهم : ((هم فرقة و ليس هناك اكثر منهم بين
فرق الشيعة و عددهم كبير جدا في العراق و مازندران و كذلك في خراسان ((1446)) )).

و كانت طوس في خراسان ـ و هي تتشرف بوجود مرقد الامام الرضاـ عليه السلام ـ من النقاط التي
انـتـشـر فيها التشيع و قال الخوانساري نقلا عن تلخيص الاثار: ((و اهل قرية سناباد القريبة من
طوس شيعة , بالغوا في تزيين قبر الامام الرضا ـ عليه السلام ((1447)) مع ان الشيعة كانوا يلعنون
على المنابر في خراسان ايام السلاجقة ((1448)) )).

و اسـتـعـرض الـرازي في نص آخر المناطق السنية بشكل ضمني و ارى ان ذكرها هنايمكن ان
يـسـاعـدنا كثيرا في هذا البحث لذا ننقل فيما ياتي عباراته التي تعتبر متممة للجغرافية الدينية في
ايـران خلال القرن السادس و ذكرت في هذا الحقل ايضا المناطق التي كان يقطنها الزيدية و هذا ما
يفيد في تحديد النطاق الذي كان يعيش فيه الشيعة الزيدية .

((لـكـل طائفة من هذه الطوائف (الشيعية والسنية المختلفة ) غلبة في مكان ما فالزيدية يقيمون في
الـيـمـن والطائف و مكة التي تعد دار الملك في الاسلام , و كذلك في الكوفة حرم اميرالمؤمنين , و
اكثر مناطق جيلان , و جبال الديلم و بعض مناطق المغرب و جعلواالخطبة والسكة باسم ائمتهم , و
هم الفاطميون العلما الزهاد الشجعان الذين قاموابالسيف و لم يخطبوا باسم الخليفة و السلطان , و لم
يسكوا النقود باسمه , الا في الكوفة القريبة من عاصمة الحكم و ياخذون في مكة اموالا كثيرة سنويا
و تصل اليهم الخلع و كان قضاتهم و فقهاؤهم و علماؤهم كافة يفتون على مذهبهم )).

امـا الـحـنـفـيـون فيكثرون في خراسان من نيسابور الى اوزكند (قصبة في بلاد ماوراالنهر)و
سـمـرقند, و حدود تركستان و غزنين و ماوراالنهر و هم ذوو توجه واحد, و يقرون بالتوحيد
والـعـدل و عـصـمة الانبيا و يعترفون بمنزلة اهل البيت و فضل الصحابة ,و يعتقدون بالجزا على
الاعمال ((1449)) .

و امـا الـمـعـتـزلـة فهم يعيشون في خوارزم يقتدون بابي حنيفة في الفقه , و بمذهب اهل البيت في
الاصول لكنهم يخالفون هذا المذهب في الامامة والوعيد علما بان الحنفيين يقيمون في العراق ايضا و
لهم الغلبة هناك و اما الشافعية , فنجدهم في مناطق آذربايجان حتى بوابة الروم , و همدان , و اصفهان ,
و ساوه , و قزوين , و امثال هذه المدن و الناس مابين مشبهة , و اشاعرة , و كلابية , و حنابلة و اكثر
الموجودين في لرستان , و خوزستان , وكره , و كربايكان (گلبايگان ), و هروكرد(بروجرد), و
نهاوند, و تلك الحدود, هم مشبهة ومجسمة و اغلب القاطنين في حدود الشام زيدية و اسماعيلية )).

و مـن الحواضر السنية في راي الرازي ايضا: ((دركنده , باطان , شهرستان (محلا ت في الري ),
قـزويـن , هـمدان , آمل , طبرستان , مزدقان , اصفهان , آذربايجان , ابهر وزنجان ((1450)) , لار,
بـروجـرد ((1451)) , كـلان آمـل , اهـواز, خـوزسـتـان , طـوس ,اردبـيـل , سـاوه , نهاوند,
كـره ((1452)) و لـم يـكـن شيعي في اسدآباد قط, كما لم يكن فيهاحنفي فاهلها كلهم مجبرة و
مشبهة و لا نشم رائحة التشيع في سكزي (من توابع سجستان او جبل في زابلستان ((430))) و
كانت خوي من المناطق السنية ايضا ((1454)) .

و قال افضل الدين في كرمان بوصفها منطقة سنية : (( انها مطهرة من التشبيه , و التعطيل ,والزندقة ,
و الـرفض , والاعتزال , و الجبر, والقدر اهلها يوحدون اللّه , و يقرون بمحمد ـصلى اللّه عليه و
آلـه ـ رسـولا بـالـحق و لا يسيئون الى الصحابة الاربعة , و يقدمون ابابكرالصديق , ثم عمر, ثم
عـثـمان , ثم عليا و مذهبهم هو مذهب الامام الاعظم ابي حنيفة , والامام المطلق الشافعي لا يزيدون
على هذا شيئا ((1455)) )).

و قـال فـي الـمـناطق الزيدية ايضا: ((لهم في الري مدارس معروفة و يدين بالمذهب الزيدي فقها
كثيرون و هذا المذهب ظاهر و معروف في ارجا شتى كجبال جيلان ,و الديلم , و اليمن , والطائف ,
و مـكة حرم اللّه و لا يعمل الزيدية بالتقية ((1456)) و اكثراهل الكوفة على هذا المذهب و هو
مذهب السيد حسن امير مكة و لهم علم ابيض ((1457)) )).

ان وجود السادة في الامصار المختلفة مؤشر على وجود التشيع فيها و قد تحدثنا عن ذلك في موضع
آخر من هذا الكتاب و قلنا: ان السادة , بعامة , هم شيعة او زيدية في الاقل و هذه نفسها نزعة شيعية
ايـضـا, و لو في الحد الادنى من التشيع و ان السادة الحسنيين ,عادة , زيديون , مع اننا لا نستطيع ان
نعمم هذه النظرة و لعل الباعث على هويتهم الزيدية هو قيام الانتفاضات التي نهض بها آل الحسن تبعا
لزيد بن علي ـ عليه السلام و يشكل آل الحسن , في الحقيقة , النواة الاصلية لقادة الزيدية .

و يـعرض المرحوم عبدالجليل الرازي فهرسا باسما السادة الذين كان بعضهم سنيا,و هم ينتشرون
فـي مدن مختلفة و هذا نفسه دليل على حجم تغلغل التشيع في تلك المدن ,و كذلك على سبب انتشار
الـتـشـيع فيها و من المؤسف اننا لا نمتلك فهرسا منظما باسماالاسر الكبيرة من السادات في المدن
الـمـخـتلفة كي نتمكن من رسم صورة دقيقة لوضع الشيعة في ضوئه و ليس في ايدينا معلومات عن
وضـعـهم المعاشي ايضا حتى يستبين الموضوع جيدا و نجتزئ هنا بما عرضه المرحوم الرازي و
للقرا ان ينعموا النظر فيه , ويتخذوه دليلا للتعرف الافضل على الجغرافية الدينية للشيعة في القرن
الخامس و السادس .

((النقيب الطاهري الموسوي بفضله و عدته و جاهه و حرمته و السيد ابو طاهرالجعفري , العالم
الـزاهد الشاعر ثم بيت السيد ابي هاشم علا الدولة الذين ما برح الحكم بايديهم و اسرة السيد نقيب
جمال الدين شرفشاه الحسيني بوه و السيد طباطبا الحسيني بعلمه و منزلته في اصفهان و السيد قوام
الـشرف الحسيني بدرجته التامة و حرمته العظيمة في اصفهان ايضا ثم بيت السيد الزكي بالري , و
قـم , و كـاشان و نجله السيد الاجل المرتضى ذوالفخرين ابوالحسن علي بن المطهر بن علي و تاج
الدين , و الامير شمس الدين ابوالفضل الرضوي بقم ثم بيت السيد ابي طاهر الجعفري بقزوين و من
المتقدمين المتملكين و الرؤسا و السادات في الري و قزوين : السيد ابو القاسم دوكيس جا الى الري
قـادمـا مـن كـلار و كـجور و اصبح اميرا و ملكا فيها و سادات نيسابور و نقباؤها مع صولتهم و
شـوكـتهم كالسيد الاجل ذخر الدين و اسرته , و غيرهم و من سادات سبزوار:السيد عزالدين و
ولـده عـمـادالـدين , الملك العالم المرضي المعروف و سادات جرجان كالسيد المنتهي نورالدين , و
نـاصـرالـديـن و غـيرهما و من سادات استرآباد: السيد نظام الدين ناصر بن ظفر, و السيد الامام
صـدرالـديـن الـسـمـرقندي و السادة الساكنون في حدودفارس و كرمان كالسيد قوام اشرف بن
الناصرلدين اللّه و يطول بنا المقام لو اردنا ان نفصل في اسما و القاب السادة القاطنين في خراسان , و
سمرقند, و ماوراالنهر)).

و يواصل الرازي حديثه فيقول : ((والعلوي الاصيل لا يكون الا اماميا, و لا يمكن ان يكون غير ذلك
و الا فهو زيدي ((1458)) )).

و كـانـت اجـزا من خراسان في عداد المناطق الشيعية على امتداد القرن الخامس و السادس , حتى
يـسـتـشف من بعض الوثائق ان التشيع كان في اتساع آنذاك و ترتبط هذه المسالة بحساسية الشيعة
حـيـال مـشـهـد الامـام علي بن موسى الرضا ـ عليه السلام ـ الذي كان يمثل مسرحا للاصطدامات
والاشـتـباكات الموسمية بين الشيعة و السنة في كل سنة و نلحظ وثيقة تعود الى سنة 579 ه قد
اشارت الى المناطق الشيعية في ذلك العصر ومن الثابت ان سابقتها تقدر بقرن واحد في الاقل , حتى
ان الـشـيـعة كانوا اكثرية في بعض المناطق و ثمة رسالة عنوانها: رسالة الهنود في اجابة دعوى
الـعـنود, كتبها الامير السيد بهاالدين الحسن بن المهدي و وردت فيها موضوعات مختلفة و مما جا
فـيـهـا: ((و لم يبق في خراسان انسان الا و له يد و لسان و سيف و الا و التشيع ديدنه و دينه , و
قرينه و خدينه , الى ماتركنا الالمام بذكره من افراد الحجاز والشام ونواحيها و آحاد مدن خراسان
والـعـراق و مـاتضمنه و تحويها, و هلم جرا الى طبرستان روضة الدنيا و غديرها تجدهم و من
التشيع في رؤسهم نخوة , فما اكثر الشيعة و ما اقواهم و ابسط ايديهم و ما اعلاهم ((1459)) )).

مراسيم الشيعة في القرن الخامس و السادس الهجريين .

مراسيم الشيعة في القرن الخامس و السادس
الهجريين .


1 ـ انشاد المناقب .

1 ـ انشاد
المناقب .


يعد انشاد المناقب من المراسيم الشيعية المالوفة في ايران ابان القرن الخامس والسادس الهجريين و كـان يـجـري بشكل علني في المراكز التي شهدت حضورا قوياللشيعة فيها و يمكن ان نشبه هذا
الـعـمـل بـانـشاد المدائح الشائع في ايران هذا اليوم بكثرة وان المصدر الذي تكفل ببيان نوع هذه
المناقب و شكلها هو كتاب فضائح الروافض الذي اكملته توضيحات الرازي القزويني يقول الرازي
على لسان مؤلف الكتاب المذكور:.

(( و كان منشدو المناقب ذوو الافواه النتنة ينشدون مناقبهم في الاسواق قائلين انهم ينشدون مناقب
امـيـرالـمـؤمـنين و يقراون عادة قصائد ابن بنان الرافضي و امثاله كلها,و يجتمع حولهم جمهور
الـروافـض و هم ينالون من صحابة النبي الابرار, و خلفا الاسلام ,و غزاة الدين و نظموا الصفات
الـتـنـزيـهية للّه ـ جل جلاله ـ و عصمة الرسل ـ عليهم السلام ـوالمعجزات التي لا تكون لغير
الانبيا, شعرا, و نسبوها الى علي بن ابي طالب ((1460)) )).

و يواصل كلامه , و هو ينقل عنه قائلا:.

(( و يـقـراون الـمـغـازي زاعمين ان عليا وضع في المنجنيق بامراللّه ـ تعالى ـ و رمي على ذات
السلاسل , لياخذ تلك القلعة التي كان فيها خمسة آلاف مقاتل وحده و قلع علي باب خيبر بيد واحدة ,
و هو ذلك الباب الذي لو اجتمع عليه مائة رجل , لما زعزعوه عن مكانه اما علي فقد قلعه بيده , ليعبر
عـليه الجند و كان الصحابة الاخرون يذهبون و يجيئون عليه لما كان بيده حسدا منهم اياه و فعلوا
ذلك ليسام علي و يظهر عجزه ((1461)) )).

و يشير المرحوم القزويني الرازي الى موقف اهل السنة من انشاد المناقب , و ذلك ضمن دفاعه عن
بـعـض الـروايـات الخاصة بفضائل اميرالمؤمنين , و ايمائه الى ان بعض الكلام يصدر عن الجهال و
الـعـوام و الـطغام و يتمثل هذا الموقف باقامة سوق لانشادالفضائل و بموقفهم هذا, احدثوا للشيعة
مراسيم انشاد المناقب على تواتر الايام يقول الرازي :.

((والـعـجـيب ان هذا الخواجه يرى منشدي المناقب في الاسواق و هم ينشدون مناقبهم ولا يرى
منشدي الفضائل الذين لم يسكتوا يوما و ا نى كان قمار خمار, لا خلاق له في دنياه , و لا يعرف فضل
ابـي بـكـر, و لا منزلة علي , فانه يستظهر عددا من الابيات في شتم الرافضة و يقراها ليكسب من
ورائهـا مـالا و جـعـل شـتم المسلمين عملا من اعماله الاساسية فكان يلعنهم لعنا لا مسوغ له و ما
يـحصل عليه من مال يصرفه على غناه و زناه في دورالدعارة والفسق و يضحك على اذقان القدرية
والمجبرة و ليس انشاد الفضائل و المناقب في الاسواق قاعدة جديدة لكن هذا القمار الخمار و امثاله
يـنـشـدون الـجـبر و التشبيه واللعن , و اولئك ينشدون التوحيد, و العدل , و النبوة , و الامامة , و
الشريعة ((1462)) )).

و يقول في موضع آخر ايضا عن محتوى الفضائل التي ينشدها اهل السنة :.

(( و هـكـذا لـم يطق المتعصبون من الامويين و المروانيين سماع فضيلة لعلي بعد قتل الحسين و
جمعوا حولهم شريحة من الخوارج الذين نجوا من سيف علي , و فئة من الملاحدة ليضعوا لهم مغازي
مفتراة و قصصا لا اساس لها تدور حول رستم , و سهراب ,و اسفنديار, و كاوس , و زال , و غيرهم
و مـكـنـوا الـمـنـشدين من مربعات الاسواق , كي ينشدوا لهم ما يشتهون , فيردوا بذلك على فضل
امـيرالمؤمنين و شجاعته و لا تزال هذه البدعة قائمة و تجمع امة المصطفى على ان مدح المجوس
بـدعـة و ضلالة فاذا كان الخواجه لا يطيق سماع منقبة لعلي من منشدي المناقب , فليذهب الى هؤلا
الغوغائيين تحت قوس باجكر, و في صحرا غايش ((1463)) )).

و لـعـل مؤلف فضائح الروافض كان ممتعضا من منشدي المناقب و واصل كلامه قائلا:((يجتمعون
في الخرابات و ينشدون المناقب )) و دافع الرازي بقوله : ((اتحسب انه لم ير و لم يسمع ان هؤلا
ينشدون في قطب روده , و رشته نرصه , و سر بليسان , والمسجد العتيق ماينشدونه في بوابة زاد
مهران , و مصلحگاه ((1464)) )).

ان اصـرار مـؤلـف الـفـضـائح على رايه وفر لنا معلومات اكثر في هذا المجال و عندما قال :((ان
الروافض ينشدون هذه المناقب ليضلوا عوام الناس و احداثهم من الطوائف الاخرى ويظهروا لهم ان
مـا فعله علي وحده خارج عن قدرة غيره من الناس , و ان الصحابة كلهم اعدا علي )) اجاب الرازي
قائلا : (( كذب ظاهر و بهتان عظيم و الدليل على ذلك ا نه لوكان هذا هو الهدف من انشاد المناقب
بـزعمه , لما انشدوا في قم , و كاشان , و آبه , ومازندران , و سبزوار و غيرها من هذه الحواضر
الـتـي لـيـس فـيـهـا غـيـر الـشـيعة و من الواضح ا نهم كانوا ينشدون في هذه الاماكن اكثر من
غيرها ((1465)) )).

و تـدل هـذه الـفقرة من كلامه على ان ذلك التقليد كان شائعا في كافة المناطق الشيعية في ايران و
نـلمس هنا حقيقة تتمثل في ان نشر فضائل اهل البيت , اجمالا, كان يزيد اقبال الناس على التشيع , و
يـضـاعـف نـفـوذ السادة و العلويين الذين كانوا شيعة اصلا و عندماامر المعتضد العباسي ان تقرا
صحيفة في فضائل اهل البيت , لم يتخوف من تمردالسنة و لكن حينما قيل له : ان العلويين يستثمرون
ذلك لمصلحتهم , فزع , و لم تقراالصحيفة المذكورة ((1466)) .

2 ـ مراسيم عاشورا.

2 ـ مراسيم
عاشورا.


ان مراسيم عاشورا من المراسيم ذات السابقة الممتدة بين الشيعة و بقطع النظر عن التعازي الواردة في الاحاديث الماثورة عن النبي ـ صلى اللّه عليه و آله ـ التي نقلها العلا مة الاميني بنحو تام في كتاب
سـيـرتـنـا و سنتنا, فاننا ينبغي ان نذكر ما قام به التوابون من العزاعمليا فهؤلا عندما عزموا على
حرب الشام في مستهل سنة 65 ه , فانهم جاؤوا الى كربلا, و اجتمعوا حول قبر الامام الحسين , و
بداوا بالعويل و البكا, ثم ودعوا القبرواحدا بعد الاخر, و توجهوا الى حيث ارادوا ((1467)) و
اتـسـع بعد ذلك نطاق مراسيم العزا التي كانت تقام من قبل الائمة الاطهارـ عليهم السلام ـ بواسطة
انـشـاد الاشـعـارالـخاصة بهذه المناسبة ثم اعلن الشيعة يوم عاشورا يوما للعزا تدريجا مع تبلور
الـتـقاليدالرسمية و امتدت هذه القضية اكثر فاكثر عندما ابتهج الامويون و فرحوا في هذا اليوم ,
واعـلـنـوه عـيدا لهم و تلك سنة ظلت قائمة عند المجاهرين بعدائهم لاهل البيت , كالايوبيين الذين
احـيـوهـا ايـام حـكـومـتهم و قام استاذنا الكبير العلا مة السيد جعفر مرتضى بدراسة للاحاديث
الـمـوضوعة في اتخاذ يوم عاشورا عيدا, والمراسيم التي كان يقيمها الامويون ,و جمع موضوعات
موثقة حول هذه القضية في كتابه القيم : المراسم والمواسم .

و قال زكريا القزويني : ((انهم اتخذوا يوم عاشورا عيدا, و تزينوا في ذلك اليوم , و اقامواالولائم
بينما اتخذه الشيعة يوم عزا, و كانوا ينوحون و يبكون كما ا نهم تجنبوا الزينة فيه ((1468)) .

و قال ابو ريحان البيروني في يوم عاشورا ايضا:.

((فاما بنو امية , فقد لبسوا فيه ما تجدد, و تزينوا و اكتحلوا و عيدوا و اقاموا الولائم والضيافات ,
و اطعموا الحلاوات والطيبات , و جرى الرسم في العامة على ذلك ايام ملكهم ,و بقي فيهم بعد زواله
عنهم .

و اما الشيعة فانهم ينوحون و يبكون اسفا لقتل سيدالشهدا فيه ((1469)) )).

و اتـخذ الامويون هذه الخطوة من اجل جرح مشاعر الشيعة في ذلك اليوم المثيرلاحزانهم و عبر
ابـن تـيـمية عنها بقوله : (( ان اظهار السرور في هذا اليوم و الاسراف فيه من البدع التي وجدت
لمقابلة الرافضة ((1470)) .

و نصت زيارة عاشورا ايضا على ان بني امية اتخذوا ذلك اليوم مناسبة للفرح و السرور و مهما كان ,
فـان اهـمـيـة هـذا اليوم عندالشيعة ادت الى اتساع نطاق مراسيم العزاالتي كانت تدخل فيها بعض
الـتـقـاليد المحلية للعزا بين الفينة و الاخرى و في ضؤ ما قاله الشيبي فان مواكب العزا ظهرت في
لونها الجديد (اتخذت فيما بعد طابعا مسرحيا في ايام الصفويين ) لاول مرة سنة 352 ه ((1471))
و كان البويهيون يحكمون العراق آنذاك .

و كـانـت مـحـلة الكرخ ببغداد, و هي من المراكز الشيعية المهمة , تقيم المراسيم في يوم عاشورا
بـنـحو مفصل على امتداد القرن الرابع , بخاصة في العصر البويهي و لما كان الحنابلة ـ جنوحا منهم
الى النهج الاموي ـ اقوى من سائر الفرق السنية , لذلك كانوايواجهون الشيعة , و يصطدمون بهم .

و يبدو ان يوم عاشورا كان يخلف وراه ضحايا في كل عام , مما ادى الى استمرارهذه المصادمات بين
الشيعة و الحنابلة عدد سنين و وردت تفاصيل ذلك في بعض الكتب التاريخية كالبداية و النهاية لابن
كـثـيـر, و المنتظم لابن الجوزي , و الكامل لابن الاثير ((1472)) و في احدى هذه المصادمات
تـعـرض بـيت ابي جعفر شيخ الطائفة (الشيخ الطوسي ) الى الهجوم , و نهب ما فيه , و احرقت كتب
الشيخ ((1473)) .

و كانت المراكز الشيعية في ايران تعظم يوم عاشورا ايضا و لدينا معلومات اكثرتفصيلا من غيرها
نـقلها لنا الرازي مؤلف كتاب نقض فقد ذكر عن صاحب كتاب الفضائح قوله : ((و تظهر هذه الطائفة
الـجـزع يـوم عـاشـورا و تقيم مراسيم العزا, و تحيي مصيبة شهدا كربلا على المنابر و يسرد
خـطباؤها القصص في ذلك , و يحسر العلما رؤوسهم ,و يلبس العوام اثوابا ممزقة , و تخمش النسا
وجوههن و ينحبن و يبكين ((1474)) )).

و اشـار القزويني في جوابه الى المراثي التي يقراها الشافعية و الحنفية , و قال :((و مراثي شهدا
كـربلا التي يقراها اصحاب ابي حنيفة , و الشافعي لا تحصى عددا ((1475)) ))و يواصل كلامه
قـائلا: ((ثم عرج بنا على اصفهان فستجد الخواجه بومنصور ما شاده , و هو قدوة المذهب السني
فـي زمـانه , كان يقيم مراسيم العزا في يوم عاشورا كل سنة مع النياحة والبكا و العويل ثم تعال معي
الـى بـغداد مدينة السلام و مقردارالخلافة , فستلقى الخواجه علي الغزنوي الحنيفي كيف كان يقيم
هـذه الـمـراسـم الـى درجة انه كان يبالغ في لعن السفيانيين يوم عاشورا و كانت بغداد حديثة عهد
بعزاالحسين الموسوم بعزا عاشورا مع النياحة والعويل و اما همدان , فعلى الرغم من كثرة المشبهة
فيها بسبب وجود راية السلطان و جيش الاتراك , بيد ان مجد الدين الواعظالهمداني كان يقيم العزا
يـوم عـاشـورا كـل عام بشكل كان يعجب منه القميون و كان الخواجه الامام نجم ابو المعالي بن ابي
القاسم البزاري يقيم العزا في احسن صوره بنيسابور مع انه كان حنفيا و كان ياخذ المنديل و ينوح ,
و ينشر عليه التراب , و يصرخ عالياخارجا من طوره و اما الري التي كانت من امهات الحواضر في
الـعـالـم , فـقد كان واضحاماذا يفعل فيها الشيخ ابوالفتوح نصرآبادي , و الخواجه محمود الحدادي
الـحـنـيـفـي وغـيـرهـمـا يـوم عـاشـورا من العزا و لعن الظالمين في محط القوافل بكوشك و
الـمـسـاجـدالـكـبيرة و هكذا كان الخواجه الامام شرف الائمة ابو نصر الهسنجاني يقيم مراسيم
الـعزايوم عاشورا سنويا بحضور الامرا و الاتراك و الوجها الكبار, و الحنفيين المعروفين , وكان
يتفق معه هؤلا كلهم , و يعينونه على ما هو بسبيله و راى الناس الخواجه الامام ابامنصور حفيده , و
هـو مقدم بين اصحاب الشافعي , عندما كان في الري , كيف كان يتلو قصة عاشورا في جامع سرهنك ,
و يـفـضـل الحسين على عثمان , و يسمي معاوية باغيا و كذلك كان يفعل القاضي عمدة ساوي حنيفي
المتكلم المعروف في جامع طغرل بحضورعشرين الفا من الناس , اذ يتلو قصة عاشورا و يقيم العزا
بـراس حاسر و ثوب ممزق , ولم يفعل احد مثله و اذا كان مصنف الكتاب رازيا, فلابد ا نه راى و
سـمـع ذلـك و شهدالناس الخواجه تاج شعري حنيفي نيسابوري كيف كان يبالغ في اقامة العزا يوم
عـاشـورابـعـد الصلاة في الجامع العتيق , و ذلك في سنة 555 ه باجازة القاضي و حضور الامرا
والاكابر ((1476)) ويستشف من معلومات الرازي ان الحنفيين والشافعيين كانوا يفعلون كما يفعل
الـشيعة في اقامة مراسم العزا في القرن السادس و كانوا يبداون بقراة المقتل على عثمان , و علي ـ
عليه السلام ـ احيانا و ذلك حفظا للتوازن , ثم ينتقلون الى مقتل الحسين ـ عليه السلام ((1477)) .

و لـيس اعتباطيا ما نجده من موقف بعض السنة اذ قاطعوا تلك المراسيم التي كانوايشاهدونها مقامة
مـن قـبل اصحابهم , و سموها بدعة , و قالوا : ((يحرم على الواعظ و غيره رواية مقتل الحسين و
حكاياته )) و هذا ما ردده الغزالي و غيره ((1478)) و كان هذاالتشدد باعثا على لجؤ السنة الى
مـواجهة هذه المراسم بمراسم اخرى كانوا يقيمونهاباسلوب من الاساليب فقابلوا يوم عاشورا بيوم
سـمـوه يوم مصعب بن الزبير, و قد كان بعد يوم عاشورا بثمانية ايام على زعمهم , اذ كانوا يذهبون
الـى قـبـره فـي مـسـكـن , و يبكون و ينوحون عليه و تحدث ابن العماد الحنبلي و غيره عن هذا
الموضوع مفصلا ((1479)) .

و من الايام الاخرى التي واجهوا بها يوم عاشورا : يوم الجمل يقول ابن كثير: ((و في سنة 363 ه
فـي عـاشـورا عـمـلت البدعة على عادة الروافض و وقعت فتنه عظيمة ببغدادبين اهل السنة و
الـرافـضـة , و كـلا الفريقين قليل عقل او عديمه و ذلك ان جماعة من اهل السنة اركبوا امراة و
سـموها عائشة , و تسمى بعضهم بطلحة , و بعضهم بالزبير, و قالوا:نقاتل اصحاب علي فقتل بسبب
ذلـك مـن الـفـريـقين خلق كثير ((1480)) و لعل هذا يشيرالى وجود مراسم الشبيه بين الشيعة
آنذاك , مع انه لا يدل على ذلك بصراحة .

3 ـ عيدالغدير.

3 ـ
عيدالغدير.


يـعـد يـوم عـيـدالـغـديـر مـن المراسيم الاخرى للشيعة و هو يوم محترم عندهم بسبب تنصيب اميرالمؤمنين ـ عليه السلام ـ اماما و خليفة من قبل النبي ـ صلى اللّه عليه وآله و يفرح الشيعة في هذا
الـيـوم و يـتزينون و يقيمون الولائم و كانت مراسيم الغدير شائعة في بغداد بنحو تام خلال القرن
الرابع الهجري وان يومها من الايام التي كانت تحدث فيه المصادمات بين الشيعة و الحنابلة نوعا ما.

و اشار ابن العماد الحنبلي الى ان الشيعة اتخذوا يوم الغدير عيدا, و ذكر ما فعله اهل السنة في مقابل
ذلـك , و قال : ((فعمدت غالية السنة و احدثوا في مقابل يوم الغدير يوم الغارو جعلوه بعد ثمانية ايام
من يوم الغدير, و هو اليوم السادس والعشرون من ذي الحجة وزعموا ان النبي ـ صلى اللّه عليه و آله
ـ و ابـابـكر اختفيا حينئذ في الغار و هذا جهل و غلطفان ايام الغار انما كانت بيقين في صفر و في
اول شـهـر ربيع الاول ((1481)) ))و نص ابن الجوزي ايضا على مقابلة اهل السنة في افتعال يوم
الغار ((1482)) .

ولـم نـلـحـظ فـي كـتـاب نقض شيئا عن مراسم هذا اليوم بيد اننا نجزم ان هذا التقليد كان سائدا
في المراكز الشيعية في ايران , التي كانت على اتصال بالمراكز الشيعية في العراق ,بخاصة في بغداد.

4 ـ صلاة الجمعة عند الشيعة .

4 ـ صلاة الجمعة عند
الشيعة .


كانت صلاة الجمعة من المراسم الدينية القائمة بين الشيعة و لما كان ينبغي ان ينصب امام الجمعة من قبل امام المسلمين في الفقه الاسلامي , لذلك واجهت صلاة الجمعة بعض الاشكالات في الفقه الشيعي
بسبب عدم وجود الامام المعصوم , حتى نجد فتاوى كثيرة بعدم وجوبها مما دفع اهل السنة الى القدح
بـالشيعة و نستشف من كلام الرازي ان صلاة الجمعة كانت مالوفة بين الشيعة على الصعيد العملي و
الـدلـيـل على ذلك وجودالمساجد الجوامع في الحواضر الشيعية و قد شيدت اساسا من اجل صلاة
الـجـمـعـة يـقـول الـرازي : ((كانت هذه الصلاة ـ بحمداللّه و منه ـ تقام في كافة المدن الشيعية
بـشـروطـهـاو خـطـبـتـهـا و اقامتها كما نجد ذلك في جامعي قم , و جامعي آوه , و جامع قاشان ,
والـمـسـجـدالـجـامع بورامين , و في جميع بلاد الشام و ديار مازندران و من انكر ذلك , فهو في
غاية الجهل ((1483)) )).

التشيع في طبرستان .

التشيع في
طبرستان .


وجـد الـسـادة ارضية مناسبة للهجرة الى شمال ايران على امتداد تلك السنين فكان يتقاطر عليها من مـصـر, و الشام , و سواد العرب ما بين الفين الى ثلاثة آلاف علوي باستمرار ((1484)) و عرف
الحكام هناك بميولهم الشيعية , فكانوا يساعدونهم حتى حدث مرة ان احدهم اخرج من الخزانة ثلاثة
و عشرين الف دينار آملي ليتزوج بهاالعلويون الفقرا في طبرستان , والري ((1485)) .

ان حـضـور السادة في طبرستان , و هم الذين كانوا يتولون القيادة الدينية للناس عادة ,ادى الى نشؤ
الميول الشيعية عند الحكومات التي ظهرت هناك .

و اسـتطاع حسام الدولة شهريار من آل باوند ان يخرج طبرستان من قبضة آل وشمگير, و ينقذها
من غارات التركمان السلاجقة عام 466 ه , و يوحدها تحت سلطته .

و عـنـدمـا مـات ملكشاه السلجوقي سنة 487 ه , نشب صراع بين نجليه : السلطان بركياروق , و
الـسـلـطـان مـحمد و تمخض بعد مدة عن قيام الحكومة وفقا لمراد السلطان محمد و كان السلطان
سنجر اخو السلطان محمد يدير دفة الحكم في شمال شرق ايران آنذاك و ارسل السلطان محمد الى
حـسـام الدولة ان يسلم نفسه الى السلاجقة , بيد ا نه ابى , فبعث اليه اميرا يدعى سنقر بخارى و جا
هـذا الـى آمل فحضر عنده على ما نقل المرعشي ((التكاكلة ((1486)) برؤوس حاسرة و اقدام
حافية , و قالوا له : قدمنا الى ساري لنقطع دابر الروافض لكن سنقر هزم في الاشتباكات التي جرت
بـين حسام الدولة والقوات السلجوقية و قتل بعض افراد جيشه , و القي القبض على البعض الاخر
ثـم جـا دورتـكـاكـلة آمل فامر حسام الدولة بجلبهم الى المدينة و كي جباههم بمكواة عليها اسم
محمدو علي ((1487)) )).

و تسلم مقاليد الامور بعد حسام الدولة نجله الاكبر نجم الدولة الذي كانت سيرته سيئة فلم يطل به
الـعـهد حتى جا بعده اخوه علا الدولة فاستقامت له الامور بمؤازرة السلطان محمد و بعد مضي مدة
احـتـدم صـراع بـيـنـه و بين اخيه الصغير بهرام وكان علاالدولة مساعدا للسلطان محمود نجل
السلطان محمد لكنه بعث ولده رستم الى سنجربعد مقتل السلطان محمود على يد الشخص المذكور
و مـع هـذا, فـقـد انـدلعت حرب بين علاالدولة و سنجر وكان بهرام يتلقى الدعم والتعزيزات من
سنجر, بيد ا نه هزم في تلك الحرب , ثم قتل بمكيدة دبرها علاالدولة .

و فـي هذا العصر ذاته , حصل وفاق سياسي بين السلطان سنجر و الاسماعيليين , فكانوايسارعون
الـى امـداده و اعـانـته بين الحين و الاخر و كان السلطان سنجر يعتزم مناواتهم في البداية , لكنه
صالحهم عندما علم بقدرتهم على قتله ((1488)) و ادت هذه القضية الى ان تنسب الاغتيالات التي
قـام بـها الاسماعيليون ضد آل باوند, لاسيما رستم بن علي ونجله , الى سلطان سنجر الذي سموه :
ملحدا ((1489)) .

و فـي اعـقاب هذا الموضوع , توجه آل باوند الى الاسماعيليين , ثم ظهر بينهم العداو كان تشدد آل
باوند على الاسماعيليين بحد لم يجرا احد منهم ان يخرج من الموت ((1490)) .

ثـم قـتـل نجل رستم بن علي الذي كان معاهدا له على يد الاسماعيليين فيمابعد, و اسمه كردبازو
فدفعه هذا العمل الى شن غاراته المتكررة ضد قلاع الاسماعيلية ((1491)) .

و اشار الرازي الى اجراات رستم بن علي هذا, في حديثه عن دور الشيعة في الكفاح ضد الملاحدة
ـ و هـو اسـم آخـر لـلاسماعيليين ـ و قال : ((و اي سني على وجه البسيطة و في حدود العالم
الاسـلامـي فـعـل بـالـملاحدة كما فعل ملك الملوك الب رستم بن علي بن شهريار الشيعي ؟ اذ فتح
قلاعهم , و قبض عليهم , و قتل , و نهب , و فعل ما فعل و ذلك اظهر من الشمس ((1492)) )).

و حـسـبـنا هذا التوضيح عما صرح به بعضهم قائلا: ((انما حدث تطور سياسي في موقف الشيعة
الامـامـيـة من الاسماعيلية عندما عزم المغول على ابادة الاسماعيلية فحسب ((1493)) ))و كان
هاتين الفرقتين كانتا جنبا الى جنب , او كانتا منسجمتين حتى تلك الفترة و تمتع العلويون بنفوذ كبير في عهد رستم بن علي الى درجة ا نه امر ذات مرة بتنفيذما اراده احد
العلويين , و اسمه مرتضى , دون الحاجة الى توقيعه كما امر بصرف اموال طائلة لتشييد مدرسة لهم
فـي الـري و كـانت هذه المدرسة في حي زاد مهران الذي كان في عداد الاحيا الشيعية في المدينة
المذكورة و نقل لنا ابن اسفنديار معلومات عن هذه المدرسة و اساتذتها ((1494)) .

و كـان لـلزيديين امتداد كبير في المناطق الشمالية من ايران و هم الذين ركنوا فيما بعدالى مذهب
الامامية على مر القرون و كان عدد كبير من الزيديين يقطن في شمال ايران ايام الرازي مؤلف كتاب
الـنقض , اي : في القرن السادس و قال المؤلف المشار اليه عن مساكنهم : (( و هذا المذهب ظاهر و
مـعـروف في اقاليم العالم كجبال جيلان , و الديلم , و اليمن , والطائف , والكوفة , و مكة حرم اللّه و
اتـبـاعـه لا يـعـمـلـون بـالـتـقـيـة و يـعـتنق هذا المذهب سادة كثيرون من النقبا و الرؤسا في
الـري ((1495)) )) و قـال فـي مـوضـع آخـر: ((يكثر الزيديون في اليمن , والطائف , و مكة ,
والـكـوفـة , و اكـثـر مـنـاطق جيلان , والديلم , و بعض مناطق المغرب و كانت الخطبة و السكة
باسمهم ((1496)) )).

و كان حاكم مازندران ايام الناصر لدين اللّه ذا ميول شيعية امامية ((1497)) .

تشكيل الحكومة الاسماعيلية في ايران .

تشكيل الحكومة الاسماعيلية في
ايران .


مر بنا ان النشاطات الاسماعيلية في ايران كانت في تصاعد ابان القرن الخامس الهجري و كان دعاة الاسماعيلية منهمكين في نشر افكارهم في الحواضر المختلفة ,و منها: اصفهان , والري , و خراسان
التي كانت من مراكزهم الناشطة آنذاك .

و يـعد عبدالملك عطاش احد دعاتهم المعروفين في اصفهان و على الرغم من وجودالمذهب السني
في المدينة المذكورة , فان نشاطه الدعائي اوجد من الاسماعيلية حركة لافتة للنظر نسبيا في تلك
الـمـديـنـة و لـم يقتصر هذا الموضوع على اصفهان , بل كانت ساوه ايضا من الحواضر التي مارس
الاسـمـاعـيـليون نشاطاتهم علانية , و هي من المراكز السنية التي عاشت في صراعات دائمة مع
منطقة آبه الشيعية و بلغ الامر فيها ان اول خطوة علنية اتخذها الاسماعيليون قبل تاسيس حكومتهم
فـي ايران كانت في ساوه على حد تعبير ابن الاثير, اذ قال : اجتمع منهم ثمانية عشر رجلا فصلوا
صـلاة العيد فيها ففطن الحاكم ,فاخذهم و حبسهم ثم سئل فيهم فاطلقهم ((1498)) و كانت مصر
هي التي تمون هذه التحركات فان عددا من هؤلا الدعاة اما كانوا انفسهم قد زاروا مصر, او اتصلوا
بـالـدعـاة الـذيـن كـانـوا قـد تـلقوا التعليمات الاسماعيلية فيها و تقارن اتساع هذه التحركات مع
ظـهورشخص يدعى : الحسن بن محمد بن الصباح فقد تاثر هذا الشخص بالدعايات الاسماعيلية , ثم
اصـبح مؤسسا لحكومة كانت قائمة من سنة 483 ه الى حدود سنة 655ه , و لم يستطع الاتراك
السلاجقة ـ على اقتدارهم و تعبئتهم الجيوش ـ ان يقضوا عليها.

و تـعـد الـحـكـومة الاسماعيلية ثاني حكومة شيعية بعد الحكومة البويهية و ان كانت هناك فوارق
جوهرية بين العقائد الاسماعيلية والعقائد الشيعية الامامية , لكن موقفهما من السنة متماثل تقريبا.

ان الاخبار التي وصلتنا عن هذه الحكومة قليلة و مثلها كمثل كثير من الحكومات الاخرى في تدوين
الـحـوادث الـمتعلقة بها بعد سقوطها او اذا كانت ثمة معلومات عنها,فانها غير متيسرة الا في نطاق
محدود.

و نـجد اخبار هذه الحكومة في كتابين تاريخيين مهمين تم تاليفهما في تلك المعمعة التي رافقت غزو
الـقـلاع الاسـمـاعـيـلية ايام المغول احدهما : تاريخ جهانكشاى للجويني ,و الاخر: جامع التواريخ
لـرشيدالدين فضل اللّه و هما يحويان اخبارا من الطراز الاول حول حكومة الاسماعيليين في ايران
اما الكتب الكثيرة التي اشارت الى الاسماعيليين فيمابعد, فانها اخذت معلوماتها منهما, و ضمت اليها ما
كانت تتناقله السن الناس فدونته معها.

و عندما تمت السيطرة على قلعة الموت , فان مكتبتها وقعت بايدي المغول فاستاذن الجويني هولاكو
ان يفرز بعض الكتب الخاصة فيها, و يدمر الباقي منها ((1499)) و وقع كتاب بيد الجويني يحوي
((سـرگـذشـت سيدنا)) اي : سيرة سيدنا, و هو يتحدث عن حياة الحسن بن الصباح و يعتبر هذا
الـكتاب منبعا للاخبار المتعلقة بالشخص المشار اليه و ماذكره رشيدالدين و غيره فيما بعد تكرار
لتلك الاخبار.

و مـن الـمـؤسـف ان تـعـصـب الجويني لم يدعه ان ينقل كافة الاخبار والمعلومات , على حد تعبير
المرحوم القزويني ((1500)) .

و كانت المكتبة المذكورة تضم كتبا كثيرة و شهدت جردا لها قبل تلك الحادثة ايضا, اذدمرت كتب
جمة منها و ذلك عندما اراد حسن نومسلمان مرة ان يزيل تهمة الالحاد عن اسماعيليي الموت , فطلب
من علما السنة في قزوين ان يزوروا المكتبة المذكورة ((و يفرزوا الكتب التي تثبت مذهب الالحاد
و الزندقة و تخالف عقائد المسلمين ثم يحرقوها ((1501)) )) و في ضؤ هذا, ينبغي ان نقول اننا لا
نـمتلك معلومات ذات اهميتة تذكر عن عقائد الالموتيين و اخبارهم الاولى بخاصة ان الباقي منها لم
يـسـلـم مـن تـعـصـب الـجـويـنـي و امـثـالـه , و من النظرة السلبية السائدة في المجتمع السني
حيال الاسماعيليين .

/ 33