شیعة فی ایران دراسة تاریخیة منذالبدایة حتی القرن السابع الهجری نسخه متنی

اینجــــا یک کتابخانه دیجیتالی است

با بیش از 100000 منبع الکترونیکی رایگان به زبان فارسی ، عربی و انگلیسی

شیعة فی ایران دراسة تاریخیة منذالبدایة حتی القرن السابع الهجری - نسخه متنی

رسول جعفریان؛ مترجم: علی هاشم الأسدی

| نمايش فراداده ، افزودن یک نقد و بررسی
افزودن به کتابخانه شخصی
ارسال به دوستان
جستجو در متن کتاب
بیشتر
تنظیمات قلم

فونت

اندازه قلم

+ - پیش فرض

حالت نمایش

روز نیمروز شب
جستجو در لغت نامه
بیشتر
لیست موضوعات
توضیحات
افزودن یادداشت جدید


ونرى عدم صحة هذا
التحليل الذي يذهب ـ من جهة ـ الى ان الحركة الاسماعيلية سياسية
صرفة , و انـهـا وسـيـلـة بيد الانتهازيين
الفرس للتخلص من الحكومة العربية , و من جهة اخرى , يعرض
عقائدها على انها مجوسية تماما
و ابسط مؤاخذة نسجلها على هذا التحليل قيام الحكومة الاسماعيلية
فـي مـنـاطق غير فارسية كشمال
افريقية , و الشام ,والحجاز, و اهمها جميعا مصر فقد كانت هذه
الـمـنـاطق من المراكز الاصلية
للحركة الاسماعيلية اما ايران فلم تحقق هذا النصر الا في القرن
الـخـامـس , و السادس , والسابع مما
يضعف التحليل المذكور فيصل به الى درجة الصفر من الوجهة
الـسـيـاسـيـة ,والـفـكرية معا
و في الوقت نفسه , نرى من الضروري تقويم العلاقات القائمة بين
الـغلاة والاسماعيلية والقواسم
المشتركة بينهما, فيعرف عند ذاك ظاهر الاسماعيلية و باطنهاالى
حد ما.

و يعتبر كتاب فرق الشيعة للنوبختي
من اكثر الكتب تفصيلا في حقل العقائد الاولى للاسماعيلية و
ذكر هذا الموضوع ايضا
في كتاب المقالات والفرق لعبد اللّه بن سعد بن ابي خلف الاشعري مع نقاط
محدودة ملحقة به و تم تاليف هذين الكتابين
في القرن الثالث الهجري و لما كان المؤلفان شيعيين , فقد
سجلا موقفا مرنا حيال الاسماعيلية ,
اذلم يتسما بعناد اهل السنة و تعصبهم و ان كانت مصادر بعض
رواياتهم مصادر مجهولة و
ضعيفة و عرضا معلومات افضل من معلومات غيرهما بسبب وجود بعض
القواسم المشتركة و هذا يؤدي بنا الى
ان نتصور المعلومات المشار اليها حقيقية نوعا ما و ننقل فيما
ياتي ملخصا لرؤية الاشعري .

ثمة فرقة تسمى الاسماعيلية
الخالصة ترى هذه الفرقة ان الامام بعد وفاة جعفر بن محمد الصادق ـ
عـلـيـه الـسـلام ـ ابـنـه اسماعيل
و طرح اسماعيل في اول الامر على ا نه خليفة ابيه الصادق ـ
عليه السلام , بيد ان مصادر الشيعة
نصت على عدم خلافته لاسباب , منها : موته في حياة ابيه اما الذين
اقروا بامامته , و انكروا موته ,
فقد سموه :المهدي , والقائم و انه ((لا يموت حتى يملك الارض و
يقوم بامور
الناس ((1033)) )).

و يـواصل الاشعري حديثه
فيقول : الاسماعيلية الخالصة هم الخطابية اصحاب ابي الخطاب محمد
بـن ابـي زينب الاسدي الاجدع
و هو من اهم قادة الغلاة كان في بادئ امره من اصحاب الامام الباقر
والـصـادق ـ عليهماالسلام ثم
غلا فادعى ربوبية الامام لصادق ـ عليه السلام ـ لذلك كفره الامام , و
نـبـذه مـن خـلال اقوال متكررة
قالها فيه و هذه الاقوال مثبتة في رجال الكشي , و غيرها من كتب
الرجال الشيعية .

ان الـمـهـم هنا هو الوحدة
الموجودة بين الاسماعيلية والخطابية فعبارة الاشعري تشعر ان بعض
الـخـطـابية دخلوا في فرقة
محمد بن اسماعيل وهذه الفرقة كانت تعتقد ان اسماعيل مات في حياة
ابيه , و ان خليفته هو ولده محمد.

و في ضؤ ما يفيده ظاهر العبارات ,
فان الاسماعيلية الخالصة لابد ان تكون فرقة اخرى غير فرقة
محمد بن اسماعيل و لكن
بعد موت ابي الخطاب , دخل بعض الخطابية في فرقة محمد بن اسماعيل و
مـع ان الاسماعيلية الخالصة تعتقد
بحياة اسماعيل و مهدويته ,الا ان المؤلف يرى ان فرقة محمد بن
اسماعيل تعترف بموت اسماعيل في حياة
ابيه ((1034)) .

و تطرق المؤلف ـ بعد حديثه
عن سلوك ابي الخطاب , و اشتباكه مع العباسيين , و قتله من قبل عيسى
بن موسى ـ الى الفرق المنشعبة
عن الخطابية , وقال : ((قال بعضهم : ان روح جعفر بن محمد تحولت
عـن جعفر في ابي الخطاب
ثم تحولت بعد غيبة ابي الخطاب في محمد بن اسماعيل ثم ساقوا الامامة
على هذه الصفة في ولد محمد
بن اسماعيل ((1035)) )).

و تحدث المؤلف بعد ذلك عن
فرقة باسم المباركية , و اخرى باسم القرامطة , و قال عن عقائدهما :
((و كـان الـقـرامـطـة في الاصل
على مقالة المباركية ثم خالفوهم و قالوا : لايكون بعد محمد ـ
صلى اللّه عليه و آله ـ غير
سبعة ائمة : ستة منهم حتى جعفربن محمدوالسابع هو محمد بن اسماعيل
بن جعفر و هو الامام
القائم المهدي ((1036)) )).

و يـتابع المؤلف حديثه فيعرض
معلومات تدل على ان الخطابية ـ عنده ـ فرقة من فرق الاسماعيلية
او بـالـعكس و اشار, في ختام
حديثه , الى القرامطة و وجودهم في مناطق العراق , و قال : ((و قد
كثر عدد هؤلا القرامطة و لم يكن
لهم شوكة و لا قوة و كان كلهم بسواد الكوفة و كثروا بعد ذلك
بـالـيـمن , و نواحي البحر, واليمامة
و ماوالاها و دخل فيهم كثير من العرب فقوي بهم و اظهروا
امرهم ((1037)) )).

و جمع برنارد لويس امثلة مستقلة تشعر بوجود صلة بين
الاسماعيلية والخطابية ((1038)) .

و عـلـى الرغم من فقدان النص
في هذه الامثلة , بيد ان المعلومات التي ذكرها الاشعري تنص على
ذلك و الحد الادنى لهذا الموضوع
هو ان ما قاله ابو الخطاب في الغلو,والعقائد الاخرى التي ترتبط
بهذا التيار قد ترك بصماته على الاسماعيلية ,
فجعل منهافرقة غالية في المراحل الاولى و اذا كانت
الاسماعيلية قد اقرت بظاهر الشريعة
بعد,فان ذلك يعود غالبا الى انها اصطبغت بصبغة اجتماعية و
انـفـتـحـت عـلى سائر المسلمين الذين
كانوا يشكلون الاكثرية غير ان الغلو ظل ملازما لهم حتى
نهاية المطاف ((1039)) .

ان الـجـمـع بين الظاهر والباطن
ليس امرا قابلا للتفسير والتاويل بسهولة و ثمة اسلوبان استغلهما
الغلاة , و
كذلك الاسماعيلية من اجل ان يكون هذا الموضوع مقبولا و هما :.

1 ـ تقسيم التعاليم الدينية الى تعاليم لها بعد ظاهري و باطني .

2 ـ عرض طاعة الامام بوصفها اصل الدين .

ان احـدى الـمـسائل التي تذرع
بها الغلاة لعرض افكارهم المنحرفة هي استعمال الظاهروالباطن
الـلـذيـن وردا فـي كـلـمـات
الـنـبي ـ صلى اللّه عليه و آله ـ والائمة ـ عليهم السلام ـبشكل من
الاشـكـال ((1040)) فـقـد
ادخـلـوا فـي الدين ما كانوا يستصوبونه او يرونه ضروريا لاقرار
الانـحـراف , و ذلـك تـحت عنوان
التاويل والباطن الـظـاهـر, و اسقطوه من الحجية و امتد
نطاقه فشمل كافة المفاهيم الدينية سوا كانت العقيدية , او
الفقهية , او غيرهما و نلحظ ان جميع
الاحكام والعقائد ذات معان باطنية , و لا شان للمعاني الظاهرية
قياسا بها.

و لـو وضـعنا هذه المسالة الى جانب
المسالة الثانية , لا نتجالنا تحليلا تاما يـرضـونـه هـم لا غـيـرهم
تعني قبول الدين قبولا تاما فلا تعد هناك ضرورة لتطبيق المناسك و
الـعـبـادات , ذلـك ان الامـام هـو
بـاطـن الـدين , و كل ما قاله ينبغي ان يقبل حتى لو خالف ظواهر
الدين ((1041)) .

و ذكـرت هـذه الـمسالة
بوضوح في عقائد ابي الخطاب يقول الاشعري : كان ابو الخطاب يقول : ان
الـفـرائض الـتي فرضها اللّه
على الناس اسما رجال سماهم , و امر بمعرفتهم وولايتهم والمعاصي
ايـضـا رجال امراللّه بالبراة منهم
و لعنهم و اجتنابهم و كان يعتقد ان من عرف الرسول النبي الامام ,
فالفرائض عنه موضوعة , فليصنع ما
احب ((1042)) .

و يـقـول فـي مـوضـع
آخر : ((زعموا ان جميع الاشيا التي فرضها اللّه على عباده , لها ظاهرو
باطن ((1043)) )).

و كـان مـحـمـد بـن بـشـيـر
احـد الـغـلاة يـعـتـقـد بالصلاة والصوم , و ينكر الزكاة و الحج
والفرائض الاخرى , و يبيح الزواج من
المحارم ((1044)) .

و كان حمزة بن عمار البربري يرى ان من عرف الامام , فليصنع
ماشا ((1045)) .

و هـذه الـتـوجهات مشهورة بين
اكثر الغلاة اذ ينكرون الشريعة و يحلون محلها عقائد من عندهم
بـوصفها باطنا و نلحظ هذا الموضوع
في التاريخ عند من اهتم بالباطن ذلك الاهتمام الذي افضى الى
اضمحلال الظاهر.

و عـز عـلـى سائر المسلمين
هذا الامر و تعرض اولئك الاشخاص الى الطعن والقدح تبعالمقدار
بعدهم عن الشريعة .

و تـطـرق كثير من كتب اهل السنة
التي صنفت في مخالفة الاسماعيلية , الى هذاالموضوع و يرى
اصحاب هذه الكتب ان عددا
كبيرا من هؤلا الاشخاص كانوا على اديانهم السابقة , بخاصة المجوسية
و عـرضـوا هذه الافكار
ـ بوصفها افكارا باطنية ـباسم الاسلام و قد ذكرنا سابقا ان هذه الافكار
ليست كلها مجوسية اذ ان كثيرا
منها كان منتشرا في العراق من قبل بصورة متفرقة و القسم الاعظم
مـنـهـا لـيـس افكارا, بل
ذرائع ظاهرية كان يطرحها اولئك الاشخاص ليجدوا لهم موطئ قدم في
الـمـجـتـمـع و كـانـوايطمحون
الى ان يحلوا محل الائمة ـ عليهم السلام ـ بشكل من الاشكال من
خـلال زعـمـهـم انـهـم ابناؤهم
او اوصياؤهم و خطوا على هذا الدرب عبر الغلو في حق الائمة
ـعليهم السلام ـ و حلول ارواحهم
فيهم ((1046)) .

و سارت الحركة الاسماعيلية
في هذا الاتجاه ثم اصبح اسماعيل و ابنه محمد في عدادالائمة الذين
ظـهروا قبلهم و بعدهم اولئك الائمة
الذين تسلموا مقاليد الحكم في شمال افريقية , ثم في مصر ابان
القرن الرابع باسم الفاطميين .

و ظـل الاعـتقاد بالظاهر والباطن
قائما بين الاسماعيليين , على الرغم من انهم قسروا من الوجهة
الاجـتماعية على الاذعان بالشريعة
ظاهريا, و الفوا كتبا من قبيل دعائم الاسلام في هذا المجال اما
الاعتقاد بالباطن فقد كان شائعا بينهم سرا, و ربما جهروا به .

و امـا الامـامة فلم يضعف موقعها,
بل وجدت لها موقعا افضل في دعوة الحسن بن محمد بن الصباح و
بـرزت الـعـقـيـدة الـباطنية استمرارا
للدعوة الجديدة في الاعتقاد بتحقق القيامة في هذه الدنيا و
سـنـتـحـدث عن هذه الموضوعات
في بحوثنا القادمة و لكن من الجدير ذكره هنا هو ان كثيرا من
الاسماعيلية , و منهم
الحسن بن الصباح كانوا يتشددون كثيرا في مراعاة ظواهر الشرع .

ان الـشـي الذي يبقي هنا هو
ان نعرف كيف كانت اسما الاسماعيلية في التاريخ فقدوضعت لهم اسما
مـخـتلفة في ضؤ التاويلات المشهورة
التي تاولها اهل السنة عنهم اذربطوا عقائدهم بالمجوسية و
سائر العقائد.

و ذكـر الخواجه ان لهم في كل
مدينة اسما فهم الاسماعيلية بحلب و مصر, والسبعية بقم , و كاشان
و طبرستان , و سبزوار, والقرمطية
ببغداد, و ماوراالنهر, و الخلفية بالري ,و الباطنية باصفهان و
واصل حديثه عنهم , فذكر ان المحمرة , والمبيضة من
اسمائهم ايضا ((1047)) .

و نـقـل الشهرستاني
هذين اللقبين للغلاة ((1048)) و تحدث عن الاسماعيلية في موضع آخر من
كـتـابـه , فقال عنهم : ((فبالعراق
يسمون الباطنية , و القرامطة , و المزدكية وبخراسان التعليمية ,
والـمـلـحدة
و هم يقولون : نحن الاسماعيلية ((1049)) )) و اشتهرعدد من هذه الاسما بعد بث
الـدعوة الجديدة التي قام بها
الحسن بن الصباح في اواخرالقرن الخامس و من هذه الاسما: التعليمية ,
والـمـلـحـدة يـقـول الـجويني :
(( وصموابالالحاد لا نهم طالبوا بالغا الشريعة المحمدية واباحة
المحرمات , من
خلال دعوة الحسن بن الصباح ((1050)) )) و اخذ بعض هذه الاسما ايضا من اسما
عدد من دعاة الاسماعيلية كالخلفية ,
والقرمطية و اما هم فقد كانوا يرغبون في اسم الاسماعيلية و
قـد شـاع هـذا الاسـم
في مصر, و حلب ـ كما صرح الخواجه بذلك ـ و هما من مراكزنفوذهم و
عرفوا بالتعليمية
لا نهم كانوا يرون ان اشاعة جميع المعارف تتحقق بتعليم الامام .

الحركة الاسماعيلية في ايران .
بدء

بدء الحركة الاسماعيلية في
ايران .


يحوم غموض كثير
حول بد الحركة الاسماعيلية و يستشف من المعلومات الماثورة في
هذا المجال ان تحركهم السياسي قد تبلور
منذ البداية في العراق , و ايران ثم اصبحت سورية مركز هم الرئيس
و بـعـد نـضج عقائدهم , تغلغلوا
ثانية في ايران , واستمالوا بعض الشخصيات خلال القرن الرابع و
بعده .

ان الـمـحور العام لعقيدة الاسماعيلية
هو الايمان بامامة اسماعيل بن الامام الصادق ـعليه السلام فقد
اقروا بامامته , و هو الابن الاكبر للامام بينما مات قبل استشهاد ابيه .

و نقل ان محمد بن اسماعيل
توجه تلقا الري مع عدد من دعاته و كان تحركه في اواخرالقرن الثاني
الـهـجـري و آزره هناك اسحاق
بن العباسي الفارسي ذو الميول الاسماعيلية لنشر دعوته في تلك
الـربـوع و عندما علم
هارون العباسي بهذا الموضوع , استدعى حاكم الري , فضربه بالسياط حتى
مـات و بـعـد ذلـك , ذهب
محمد بن اسماعيل الى نهاوند, و تزوج بنت حاكمها ابي منصور بن جوش
فـوصـل خبره الى الحاكم العباسي ,فانفذ
جيشا الى نهاوند و لما استخبر محمد, يمم دماوند, و بنى
هـنـاك قـريـة مـحمودآباداو
محمد آباد التي مازالت قائمة ثم توجه الى تدمر في سورية سرا و
اتـخـذهـا قـاعـدة لـنشاطه
سنة 191 ه , و هي القاعدة التي يقصدها اسماعيليو العراق , و فارس ,
وسورية ((1051)) .

يـقول الجويني : رحل محمد
بن اسماعيل الى الجبال و جا الى الري ثم قصد دماوندو نزل في قرية
سلمة و تنسب اليه قرية
محمد آباد بالري و كان له عدد من الاولاد اختفوابخراسان , ثم ذهبوا الى
قندهار من ولاية السند, فالقوا فيها
رحلهم ((1052)) )).

و
نقل عن كتاب زهرالمعاني : 54 عن الداعي ادريس عماد الدين انه قدم
نيسابورايضا ((1053)) .

و جـا بـعـده نـجله عبداللّه
بن محمد فقصد بلاد الديلم بينما كان مقره الرئيس في السلمية احدى
مـناطق سورية بيد انه عاد
من السلمية بعد مدة و استقر في مسقط راسه ,اي : محمودآباد و وافته
المنية فيها سنة 212
ه ((1054)) .

امـا ولـده احـمـد بـن عبداللّه
فقد ظل في السلمية و امتدت الدعوة الاسماعيلية في زمانه فشملت
اقـطـارا مـخـتـلـفـة
مـنـها: سورية , و اليمن ((1055)) و سافر احمد الى الري , وهمدان , و
اسطنبول ((1056)) و صار ولده
حسين بن احمد اماما للاسماعيلية بعدوفاة ابيه و جا الى همدان ,
ثـم غادرها الى آذربايجان , فاسطنبول
و بث الدعاة في مناطق مختلفة من هذه الحواضر ثم رجع الى
السلمية ((1057)) .

يـكـتـنف تاريخ الدعوة الاسماعيلية
غموض كثير قبل حكومة الفاطميين في مصرو ليس في ايدينا
مـصـدر يـتحدث عن تلك المرحلة
الا كتاب واحد عنوانه ام الكتاب ((1058)) يضاف الى ذلك , ان
الصراعات التي كانت ناشبة بين
حكام بغدادوالفاطميين ابهمت الحوادث الواقعة خلال تلك المرحلة
اكـثر (اي : المرحلة الاولى للدعوة
الاسماعيلية ) والاخبار الماثورة عن تنقلات الاسماعيليين لا
تـرتـكـز عـلـى
مـصـدرتـاريـخـي موثوق و ذكر ابن النديم بعض الاخبار التي تتحدث عن بد
الـدعـوة الاسـمـاعـيـلـيـة و
عـلـى الـرغم من ان هذه الاخبار متضاربة , الا ا نها تجمع على ان
الـنشاطات الاسماعيلية كانت
موجودة في مناطق من ايران خلال القرن الثالث و اشير في احدهاالى
وجود الدعاة
في الري , و طبرستان , و خراسان , و فارس و المع في خبر آخر الى خراسان و جا
في خبر ثالث ذكر الري , و آذربايجان , و
طبرستان ((1059)) .

و قال فراي : ((ظهر دعاة الاسماعيلية
في غرب ايران في اطراف الري القريبة من طهران الحالية
قـبـيـل سنة 286 هـ, 900 م
بقليل و بعد هذه السنة بقليل ايضا, ذكر في بعض المصادر اول قائد
لـلدعوة بخراسان , و هو ابو
عبداللّه الخادم و كان مقره في نيسابور وحالف الاسماعيلية الحظ اذ
افلحوا في استقطاب احد الامرا السامانيين المهمين , و هوحسين
المروزي ((1060)) )).

و كان احمد بن الحسين المعروف
بدندان احد الدعاة المهمين للاسماعيلية و هناك معلومات موجزة
و متفرقة حول هويته جا في بعضها
ا نه كان مسجونا مع عبداللّه بن ميمون و ابن ميمون هذا مشهور
على انه مؤسس
الاسماعيلية ((1061)) لكن المستشرق المعروف برنارد لويس يفند هذا الموضوع
و يقول :
انه مات في القرن الثالث كما جا في المصادر الشيعية ((التي وصفته
بالغلو ((1062)) )) و
فـي ضـؤالاخبار التي تحدثت
عنه , فقد كان مشغولا ببعض النشاطات في اصفهان , والاهواز ويقول
الـنـويـري ايـضـا : انفق
اموالا طائلة في نشر دعوة اسماعيل بخراسان , و فارس , والاهواز, و
الـيمن ((1063)) و نقل ان قبره
في قم و يبدو ا نه احد غلاة الشيعة و لعل وجوده في قم و صلته
بهذه المدينة كان من اجل النشاطات الاسماعيلية .

مـع ان مصادر الرجال الشيعية لم
تذكر شيئا عن هويته الاسماعيلية يقول النجاشي :وصفه القميون
بالضعف
والغلو ((1064)) .

و لكنا نعرف ان القميين يفرطون
في التضعيف بالغلو لذلك يبدو من جهة اخرى ان احتمال اسماعيليته
ضـعـيـف نظرا الى ا نه كان
يعيش في قم و كان ابوه الحسين بن سعيدالاهوازي و عمه الحسن من
مشاهير الشيعة الذين حظوا برضى الائمة ـ عليهم السلام .

ان الاحـتمال الذي ينبغي
دراسته هو وجود شخصين يعرف كل واحد منهما بدندان او زيدان او لقب
آخـر مماثل
لهما ((1065)) بخاصة , ا نه سمي مرة محمد بن الحسين ((1066)) , و دعي اخرى
كاتبا عند احمد بن عبدالعزيز
بن ابي دلف المتوفى سنة 280 ه , و وصف ثالثة بالشعوبية , اذ قيل :
انه كان شعوبي المذهب , ثم اصبح
اسماعيليا ((1067)) .

و كـان خلف بن احمد الكاشاني
احد دعاة الاسماعيلية الاخرين في ايران و ليس في ايدينا معلومات
عـن الـمـرحـلـة الاولـى
مـن حياته كما يبدو و كان يزاول نشاطه في الري ,و قم , و كاشان , و
طبرستان , والديلم مع اننا لا يمكن
ان نقول الكلمة الاخيرة عن المناطق التي كان يمارس فيها نشاطه
و فـي ضـؤ مـا قـاله الباحث
الاسماعيلي مصطفى غالب , فانه نصب ابنه احمد مكانه و كان اشخاص
آخـرون فـي عداد دعاته
ايضا, واحدهم هو حسين بن علي المروزي الذي كان له نفوذ كبير في
الطالقان ,
وهرات ((1068)) و تطرق الخواجه نظام الملك ايضا الى شخص يعرف بخلف , كان مكلفا
بـالـتـوجه الى الري , و قم ,
و كاشان , و آبه حيث يكثر الرافضة ثم ذهب بعد ذلك الى بشابويه (او
نـيسابور) و عاد الى الري , و استطاع ان يستقطب شريحة من الناس
الى مذهبه ((1069)) و عين
ابنه احمد خليفة له و نهض
بالدعوة الاسماعيلية بعده رجل يعرف بغياث و كان غياث قد غادر الري
الـى خراسان بعد سنة 200
ه , ثم حط رحله في مرو الرود و هناك استمال الامير حسين بن علي
الـمروزي الى المذهب الاسماعيلي
واستولى هذا الامير على خراسان , و سيطر على الطالقان , و
ميمة خاصة و لما اعتنق المذهب
الاسماعيلي , اثر على اهالي تلك المناطق , فركنوا معه الى المذهب
المذكور.

و ذكر استرن ان هذا الشخص
هو خلف الحلاج و لعله حلاج القطن المذكور في فهرست ابن النديم .

و قـال ابـن الـنـديـم :
ان ابـنه احمد خلفه في منصبه و جا بعده شخص يعرف بغياث (غياث الدين
الاسـتـرآبـادي ) ثم مات
فخلفه ابنه , و رجل آخر يعرف بالمحروم ثم تصدى ابو حاتم الورسناني
المعروف بالرازي بعدهما و اضاف
ابن النديم : ان الدعاة الذين عاشوا في فارس , و الاحسا, و اليمن ,
كـانـوا ينصبون من قبل
قرمط ((1070)) مؤسس الحركة القرمطية و ذكر في حكاية اخرى اسم
ابـي سـعـيـد الشعراني الذي
كان من دعاة الاسماعيلية الاول في خراسان و خليفته حسين بن علي
الـمروزي الذي مات في
سجن نصر بن احمد الساماني و خلفه النسفي الذي ادخل نصربن احمد في
الدعوة الاسماعيلية ((1071)) .

و يستشف من هذه المعلومات , التي
لا تقدم لنا تاريخا دقيقا عن الاسماعيلية و اعمالهم , ان النشاطات
الاسـمـاعـيـلـية كانت موجودة
في ايران ابان القرن الثالث و لعل اشخاصا كثيرين كانوا يبثون هذه
الدعوة و يوسعون دائرتها في مناطق مختلفة .

بيد ان الذي يبدو هو ان ابا
عبداللّه الخادم , و ابا سعيد قد تعاقبا على خراسان , و مارسانشاطهما فيها
حتى استمالا اليهما حسين بن علي المروزي الذي كان من المتنفذين
عندالسامانيين ((1072)) و جا
بـعـده الـنـسفي الذي
استقطب نصر بن احمد الساماني الى الاسماعيلية و سنتحدث عنه خلال هذا
الموضوع .

و كـانت نشاطات الاسماعيلية قائمة
على نطاق واسع قبل نصر بن احمد يقول الخواجه نظام الملك :
((بلغ اسماعيل بن
احمد الساماني في سنة 295 ه ان رجلا خرج في جبل بايه و غرجه و يدعى ابا
بـلال اظهر مذهب القرامطة
و التفت حوله مختلف الشرائح الاجتماعية و سمى مقره : دار العدل و
قصده قوم كثيرون من قرية
هرات , و بايعوه وعددهم يربو على عشرة آلاف رجل و كان ابو بلال
هذا ينادم يعقوب بن ليث , و ينوب عنه في المذهب )).

((و بعد ذلك عبا الامير اسماعيل
عددا كبيرا من الناس لقتالهم , فشهروا سيوفهم ,و ابادوهم جميعا
و قـبـضـوا عـلى ابي
بلال , و حمدان , و توزكا, و عشرة آخرين من رؤسائهم , و جاؤوا بهم الى
بخارى بعد سبعين يوما
و اودعوا ابا بلال سجن ((كهنه دژ))فكانت منيته فيه و فرقوا احد عشر
رجلا منهم على بلخ ,
و سمرقند, و فرغانه , وخوارزم , و مرو, و نيسابور و مدن اخرى غيرها,
ثم
اعدموهم ((1073)) )).

و جـات هذه الخطوة بسبب تغلغل
الدعوة الاسماعيلية في المدن المذكورة , فارادت الحكومة تهديد
اهاليها بهذا العمل .

و مـن الـمـؤسـف اننا لا نجد
دراسة موضوعية لمسارالحركة الاسماعيلية في المناطق المركزية
والشمالية الشرقية من ايران
ابان القرن الثالث و تحدث استرن عن هذاالموضوع في محاضرته التي
الـقاها في جامعة طهران سنة 1961
م , بيد انه لم يتطرق الى دخول محمد بن اسماعيل او ابنائه و
يـرى ان اول داع مـن دعـاة الاسـمـاعـيلية
هوخلف , و كان ابنه غياث بعده ثم تولى مهمة الدعوة
الاسـمـاعـيـلـيـة احـد
احـفـاده , و تلاه احد ابنائه مرة اخرى لكن ابا حاتم الرازي تصدى لقيادة
الاسماعيلية بوصفه الداعي القوي
ثم تقلد الامر بعده اثنان هما: عبدالملك الكوكبي , و اسحاق و كان
هـذا مـسـارالـدعـوة
فـي الري , و طبرستان اما في خراسان و ماورا النهر فقد كان ابو عبداللّه
الـخـادم فـي بـادئ الامـر
ثـم اعـقـبـه خـلـيـفته ابو سعيد الشعراني الذي زاول نشاطه بوصفه
داعـية الاسماعيلية و جا
بعده حسين بن علي المروزي , فمحمد بن احمد النسفي و كان ابويعقوب
السنجري , و ابن النسفي المعروف بدهقان من خلفا
النسفي نفسه ((1074)) .

و لم يشر المحاضر المومى اليه
في هذا المجال الى كثير من الاشخاص الذين ذكرناهم سابقا فهو اما
غفل عنهم , او ان امرهم مريب عنده من منظار تاريخي .

التشيع في القرن الرابع .

التشيع في القرن
الرابع .


استمرار حكومة العلويين في طبرستان .

استمرار حكومة العلويين في
طبرستان .

خـبت جذوة الحركة الشيعية
ردحا من الزمن بعد استشهاد محمد بن زيد في اشتباكه مع السامانيين ,
الـى ان قـام الـناصر الكبير
المعروف بالاطروش بدعوة اهالي جيلان و الديلم سنة 287 هـ ((و
اجتمع حوله قرابة الف الف رجل
منهم ((1075)) )) على حد تعبيرالمرعشي و انهزم في مواجهة
حدثت بينه و بين خصومه ,
ثم انتصر في مواجهة اخرى ومع هذا, عاد الى جيلان و ظلت طبرستان
خـاضـعة للحكم الساماني ((و انهمك الشخص المذكور في طلب العلم
بجيلان ((1076)) )) على
امـتـداد اربع عشرة سنة , حتى
جاالى طبرستان مع الديلميين , و طرد الوالي الساماني منها و احكم
قـبضته على هذه المنطقة
باسرها, فسا ذلك احمد بن اسماعيل الساماني و عزم على قمعه و تحرك
عـلـى راس جـيـش قـوامـه اربـعـون
الـفـا, لـكـنـه قتل في الطريق على يد احد غلمانه , فظلت
حكومة طبرستان قائمة بيد العلويين .

و يـبـدو من الضروري هنا ذكر
عدد من الملاحظات : الاولى : كانت الحكومة الشيعية العلوية في
طـبـرسـتان بمجملها حكومة عادلة
للغاية و بغض النظر عن بعض الفترات المتقطعة التي اسا فيها
بعض الحكام الى الناس , بيد
ان اشخاصا مثل الحسن بن زيد,و اخيه محمد, و الناصر الكبير كانوا من
الـعلما الابرار, و في الوقت
نفسه كانواعدولاو تحدثنا سابقا عن الحسن بن زيد و نشير فيما ياتي
الى ناصر الاطروش .

قال ابن خلدون عنه : ((و كان الاطروش عادلا حسن السيرة لم ير مثله
في ايامه ((1077)) )) و
قال المرعشي : ((كان يعامل الناس بالعدل والانصاف , و يعفو
عن السيئات )) ((1078)) .

و قـال كـاتـب آخـر مـشيرا
الى الحكومة الزيدية العادلة في طبرستان : ((اثنى عليهاالمؤرخون
المنصفون ((1079)) )).

و كـتـب مـؤرخ
روسي قائلا: ((تذكر مصادرنا ا نها لم تشهد حاكما عادلا كحسن الاطروش في
طبرستان و
جيلان ((1080)) )) والطريف ان النماذج الاخرى للحكومة العلوية تماثل ما ذكرناه .

و قال المقدسي : ((والعلوية على ((صعدة )), و هم اعدل
الناس ((1081)) )).

و قال عن حكومة
القرامطة ((1082)) التي واجهت اكثر الطعون والشتائم من المؤرخين ـ و نحن
لا نـبـغـي الـدفـاع
عـنـهـا طـبـعـا : ((الاحـسـا مـستقر القرامطة من آل ابي سعيد ثم نظر و
عـدل ((1083)) )) و قـال
ابـن العماد الحنبلي في المعز لدين اللّه الفاطمي بمصر: ((كان مظهرا
لـلـتـشـيـع , مـعـظـمـا
لـحـرمـات الاسـلام حـلـيـمـا و قورا, حازما سريا, يرجع الى عدل و
انصاف ((1084)) )).

و قـيـل فـي الـقـاضـي الـفـاطـمـي
نـعـمـان : انـه تـمـتع بالرئاسة العظمى التي كان اهلا لها,
لاقامته الحق ((1085)) .

و جا ان شيعة طبرستان , و جيلان كانوا على المذهب الزيدي .

و قـال الـقاضي نوراللّه
: ((كان اهالي جيلان على المذهب الزيدي الجارودي منذ زمن ناصر الحق
الـذي سـبب اسلامهم , حتى ظهور
الملك المغفور له صاحبقران ثم اعتنق سلاطينهم مع اكثر اهالي
لاهـيـجـان مذهب الامامية
الناجية ((1086)) )) و ذكرنا سابقاادلة على زيدية الحسن بن زيد او
امـاميته و يبدو ان التشيع الامامي
كان موجودا في الديلم منذ البداية ((1087)) و لكنا نرى ان هذا
الـمـوضوع لا يزال
جديرا بالبحث والدراسة اذ لا نستطيع ان نعتبر هؤلا الاشخاص زيديين مائة
بـالـمـائة تـعـويلا على انتشار
المذهب الزيدي في تلك المنطقة و في الوقت نفسه , نلحظ ان اكثر
الاحتمالات المذكورة تذهب الى زيديتهم
و ننقل فيما ياتي ما قيل عن عقيدة الناصر الكبير فقد جافي
غاية الاختصار ما نصه : ((ابو محمد الناصر الكبير امام الزيدية احد
ائمتهاالكبار ((1088)) )).

والـدلـيـل الاخـر هـنـا
هـو ان ابـن الـنـاصر الكبير كان امامي المذهب و عاتب اباه بسبب مذهبه
الزيدي ((1089)) و قال
ابن خلدون ايضا: ((كان الاطروش زيدي المذهب , وجميع الذين اسلموا
على يده كلهم على مذهب
الشيعة ((1090)) )).

و نـص القزويني في مدوناته
على زيدية الدعاة الثلاثة : الحسن , و محمد, والناصرالكبير, و ذلك
اعتمادا على كلام ابن
خلدون ((1091)) و لو فرضنا ان الناصر الكبير,كان زيديا, فان الذي يلوح
لنا هو وجود الاختلافات بين افكاره
و افكار القاسم بن ابراهيم الذي كان قد جمع الزيدية حوله في
شمال ايران و لذلك نقل ان فرقتين
من الزيدية قد ظهرتا : الاولى : الناصرية , و الاخرى : القاسمية
و
عندما استولى الزيدية على اليمن سنة 284 ه ق , فانهم انتهجوا خط
القاسمية ((1092)) .

و عـلـى عكس هذا الراي ,
نرى ان المرحوم الميرزا عبداللّه الافندي ذكر عددا من الادلة لاثبات
امـامـية الناصر بخاصة , اذا نظرنا
الى كتاب نقل عنه , وهو بعنوان : ((انساب الائمة ومواليدهم ـ
عـلـيـهم السلام ـ الى صاحب الامر))
و هذا ما يدعم القول باماميته ثم نقل عن الشيخ البهائي قوله :
((ان المحققين من علمائنا يعتقدون
ان ناصر الحق تابع في دينه للامام جعفر الصادق ـ عليه السلام ـ
كـمـا يـظـهـر من تاليفاته و انه
لما كان يدعوالفرق المختلفة في المذاهب الى نصرته , اظهر بعض
الامـور الـتـي تـوجب ائتلاف
القلوب ))و واصل الشيخ البهائي كلامه فذكر استدلال ناصر الحق
لاثبات وجود الامام المهدي
ـعليه السلام ((1093)) .

و يـرى المرحوم الخوانساري
ايضا ان الاطروش كان اماميا والدليل الاخر على هذاالموضوع انه
رافق الامام العسكري ـ عليه السلام ـ مدة طويلة , كما نقل ذلك
ابن اسفنديار ((1094)) .

و تـطـرقـت اكـثـر المصادر
الى جهوده في اسلام عدد كبير من الديلميين و ليس الناصرالكبير
فحسب , بل هذا هو داب غيره من
الدعاة ايضا و افضل عطا قدمته الحركة العلوية , بعامة , هو انتشار
الاسلام في هذه المنطقة .

يـقـول ابن خلدون : اقام
فيهم (اهل طبرستان ) ثلاث عشرة سنة , يدعوهم الى الاسلام ))و يضيف
قائلا : فاسلم على يديه خلق كثير و بنى لهم
المساجد ((1095)) .

و يـقـول ابـن عـنبة : ((اقام
في الناس اربع عشرة سنة يدعوهم الى الاسلام و اسلم على يده خلق
كثير ((1096)) و اثنى
المسعودي ايضا على وعي الاطروش و فهمه مشيرا الى رجوع الناس من
المجوسية الى الاسلام
بسببه ((1097)) .

يـبـدو ان اكـثـر نـفوذ العلويين
كان في الديلم , و جيلان و ان العدد الكبير من الناس الذين تشيعوا
بـواسـطـتـهم كانوا من اهالي
تلك المنطقتين و في الوقت نفسه كان لحركتهم في المناطق الاخرى
كطبرستان والري تاثير بالغ ايضا و
كانت الطالقان الواقعة بين قزوين و ابهر, و كذلك قزوين نفسها
(حيث يسكن الشيعة
فيها ـ عادة ـ بشكل محدود((75))) من المدن التي تاثرت بتشيع طبرستان و
مع هذا كان السنة موجودين
في بعض مدن طبرستان كجرجان , و ساري , و آمل قبل قدوم العلويين
الـيـها,كما كان الشيعة فيها
ايضا و تحدث المقدسي عن المذاهب الاسلامية في فومن , وجرجان , و
قـسم من طبرستان خلال القرن
الرابع , و ذكر المذهب الحنفي , والحنبلي ,والشافعي , و النجارية ,
والـكرامية و واصل كلامه قائلا:
((و للشيعة بجرجان و طبرستان جلبة ((1099)) )) و قال في
مـوضـع آخر من كتابه : ((و نواحي
الديلم شيعة , و اكثرالجبل سنة ((1100)) )) و يعود وجود
المذهب السني في تلك المناطق الى تغلغل السامانيين
فيها غالبا خلال السنين الاخيرة من القرن الثالث
و كانوا متشددين في
تسننهم للغاية ((1101)) فلابد ان يكون مجيئهم الى طبرستان باعثا على اتساع
نـطـاق المذهب السني فيها لذلك
قال احد الكتاب في هذا المجال : ((عندما استولى اسماعيل الساماني
على طبرستان اعاد المذهب السني
اليها ((1102)) )) و اشار المقدسي ايضاالى الصراع القائم بين
الشيعة المتطرفين و السنة السامانيين
آنذاك ((1103)) .

و اسـتمرت حكومة العلويين
مدة بعد ظهور ناصرالحق سنة 301 ه و لما حانت سنة304 ه توفي
نـاصـرالـحـق فانتقلت الحكومة
الى ابن عمه الحسن بن القاسم و بعد مضي فترة على حكومته نشب
صـراع بينه و بين ابنا الاطروش ,
و كان ذلك بمشاركة حكام الديلم ((1104)) والحسن بن القاسم
كما قال ابن اسفنديار
((سيد حسن السيرة ,عادل , عالم لم يرالناس في طبرستان امنا و رخا و عدلا
كـمـا راوا فـي عـهـده و كان افضل من
السادة الاخرين كفاة و سياسة ((1105)) )) و انتهت تلك
الـصراعات بسيطرة آل زيار على مقاليد
الامور في هذه المنطقة بيد ان العلويين احتفظوا بنفوذهم
فـيـهـا و نـقـل احـد
الـكـتاب ان المصادر التاريخية تتحدث مرارا عن احفاد الاطروش بوصفهم
حـكـام المنطقة في عصر
البويهيين و آل زيار ((1106)) و نص المقدسي على ان الجيل لم يطيعوا
احدا الا ابنا الداعي الاول والثاني , الذين ينحدرون من
((صعدة ((1107)) )).

و نقل ابن خلدون عن بعض
الكتب التاريخية المتاخرة ان الحسن بن القاسم (الداعي الصغير) عندما
بـويـع بـعـد مـوت نـاصر
الاطروش , ادعى جعفر بن الناصر بالحكومة , لكنه لحق بدماوند بعد ان
تـوطـدت اركـان حـكومة
الداعي الصغير في طبرستان و قبض عليه هناك و اشخص الى علي بن
وهـشـودان ملك الديلم , فحبسه
و بعد مدة اطلق فملك طبرستان (كان الداعي الصغير يومئذ حاكما
عـلـى الري , و قزوين ) و لما
ظهر ما كان بن كالي , بايع الداعي الصغير, ثم اصطدم بنائب جعفر بن
الاطروش , وهو الحسن
بن احمد بن الاطروش , و حبسه بجرجان عند اخيه ابي علي ليقتله , فقتله
الـحـسـن ونـجـاو بايعه القواد
بجرجان ثم حاربه ما كان فانهزم الحسن الى آمد و مات بها و بويع
بـعـده اخـوه مـحمد
بن احمد بن الاطروش , فتغلب على اسفار بن شيرويه في ساري و عندماغلب
مـرداويـح عـلى الري , ثم
على طبرستان , بايع محمدا هذا و لما مات , خلفه اخوه الثائر و في سنة
336 هــ اشـتـبـك الثائر مع ركن
الدولة البويهي , و هزم , ففر الى جبال الديلم و كان ملوك الديلم
يـخـطـبـون له حتى سنة 355
ه و بعد موته بويع احد العلويين و اسمه الحسين بن جعفر الملقب
بالناصر لكنه لم يستمر و انقرض ملك الفاطميين في جبال
الشمال ((1108)) .

بيد ان مانقله المرعشي يختلف عما
تقدم فهو يقول : ((عند ما مات ابو الحسين بن الناصر الكبير, بايع
الـناس ولده ابا علي محمدا
و هو الذي طعن علي بن حسين كاكي بعد ان قبض الاخير عليه ثم حكم
جـرجان ثانية و بعد وفاته ,
بويع اخوه ابو جعفر بن ابي الحسين و قتل ابو جعفر على يد ما كان بن
كاكي ثم بايع ما كان ابن عم ابي
جعفر, وهو اسماعيل بن ابي القاسم بن الناصر الكبير, لكنه سم من
قبل ام ابي جعفر و مات وقال
المرعشي : فغضب السادات بعد ذلك و كانوا يخرجون في كل مدة لكن
خـروجـهـم لـيـس لـه وقـع
كـبـيـر الـى ان نـهـض الـثائر باللّه مع ابن اخ الناصر الكبير سنة
350هـ ((1109)) و بعد ان
هزم الجيش البويهي , توجه تلقا جيلان , ثم سيطر عليه غلامه عمير,
و خذله الناس , و انتهى
امره )) و قال المرعشي ايضا: ((و لم يخرج علوي آخر حتى عصر السيد
قوام الدين
الحسيني ((1110)) )).

و قصد العلويون منطقة طبرستان ,
والديلم ـ كما مر بنا ـ لانهم جربوهما خلال تلك المدة الطويلة ,
فـوجـدوهـمـا افـضل مامن لهم , كما لقوا فيهما الاكرام من لدن
الولاة والحكام ((1111)) و كانوا
يـحـظـون بـالاحترام المستمر,
و ظلوا اوجه شريحة في المجتمع الشمالي في ايران , مع انتشار
التشيع بين الناس .

يـقـول الـقـاضـي نوراللّه
في طبرستان : (( و كان اكثر اهالي طبرستان شيعة و لم يكن في بعض
مـناطقها, كمل , سني
قط ((1112)) )) لكن هذا الراي يبدو مستبعدا بخاصة , ان الطبري المعروف
كـان آمليا سنيا الى آمل مبهم غامض , اذ يندر جدا ان يكون شخص آملي
سنيا ((1113)) )).

المناطق الشيعية في القرن الرابع .

الـمـعـنـا سابقا الى بعض المراكز
الشيعية في القرن الثالث و كانت قم احد هذه المراكزالتي نص
الـجـغـرافيون في القرن
الرابع على تشيعها ((1114)) و من الواضح ان اشارة هؤلا الجغرافيين ـ
الـذيـن كـان بعضهم سنيا متعصبا ـ
يمكن ان تكون معلما ـ في الاقل ـعلى الاكثرية الشيعية في هذه
المدينة (ان لم نقل على تشيع اهلها
جميعهم ) و لعل مدناكثيرة كان الشيعة يسكنون في نقاط منها.

يـقول الاصطخري في منطقة من مناطق فارس تدعى خرة : ((اهل خرة
هم شيعة ((1115)) ))و
يـرى ان هـذه الـمـنطقة
هي من مناطق سابور ((1116)) و جملة القول , ان محافظة فارس تعد من
الـمـراكـز الرئيسة للشيعة بسبب
وجود الحكومة البويهية فيها و لا يمكننا ان نحسب التشيع كله
مقصورا على خرة او فيروزآباد
يضاف الى ذلك , ان الارضية كانت موجودة في هذه المنطقة من قبل
و لـعل مرقد السيد احمدبن الامام
موسى الكاظم في شيراز آية بارزة على تغلغل الفكر الشيعي في
هـذه الـمـديـنة التي
كانت احدى الحواضر الاسلامية ((1117)) و تمصرت شيراز بعد الاسلام
يقول المقدسي في مناطق فارس : ((المعتزلة والشيعة بلارجان و ساحل
البحركثير ((1118)) )).

و مـن الـمـنـاطـق الـشـيـعـيـة
فـي ايـران خـلال الـقـرن الرابع , ارجا من محافظة كرمان و
يـعـرض الاصـطـخـري مناطق
الشيعة في هذه العبارة : ((والغالب على اهل الرودبار و قوهستان
ابي غانم والبلوص والمنوجان ,
التشيع ((1119)) )).

و ذكر معجم البلدان بعض المراكز
التي تعرف برودبار في ايران , والعراق , و لم يشر الى منطقة
فـي كـرمـان بـهـذا
الاسـم بيد ان الذي نستخلصه من كلام الاصطخري هو ان البحريحد الجبال
المعروفة بقفص من الجنوب
و تقع جيرفت , و رودبار, و قوهستان ابي غانم في شمالها اما البلوص ,
و مـنوجان فهي في الطرف الغربي
من هذه الجبال (و هي المناطق الكائنة بين فارس , و كرمان على
حد تعبير الحموي ((97))).

و جـا فـي حـدود العالم حول
الموقع الجغرافي لهذه المنطقة : ((تقع بين جيرفت ,و منوجان ارض
جـبـلـية عامرة , و نعمتها
وافرة و هي تعرف بقوهستان ابي غانم و في غربها قرية تسمى رودبار
((1121)) )).

و من الواضح ان المنطقة الشيعية
في محافظة كرمان منطقة متصلة و فسيحة و اشارالمقدسي الذي
كـان يـعيش في القرن الرابع الى
المناطق الشيعية ايضا, قائلا : و الغالب على رودبار, و قوهستان ,
والبلوص , والمنوجان
التشيع ((1122)) )).

و قال المقدسي عن المذاهب الموجودة
في خوزستان : ((و مذاهبهم مختلفة اكثر الاقليم معتزلة , اما
العسكر فكلهم و اكثر
اهل الاهواز, و رام هرمز, والدورق , و بعض اهل جنديسابور و اما السوس
و اجنادها, فحنابلة و نصف الاهواز
شيعة ((1123)) )).

و يـسـمى الشيعة في هذه المنطقة
: المروشيين او الروسيين , كما في خبرالمقدسي و تعطي معنى
الـعنا والاعانة و لعل الشيعة عرفوا
بهذا اللقب هناك لان مذهبهم هو مذهب الشريحة المضطهدة امام
الـمذهب السني السائد الحروب
بينهما ((1124)) )).

/ 33