المجادلات الدينية في الري . - شیعة فی ایران دراسة تاریخیة منذالبدایة حتی القرن السابع الهجری نسخه متنی

اینجــــا یک کتابخانه دیجیتالی است

با بیش از 100000 منبع الکترونیکی رایگان به زبان فارسی ، عربی و انگلیسی

شیعة فی ایران دراسة تاریخیة منذالبدایة حتی القرن السابع الهجری - نسخه متنی

رسول جعفریان؛ مترجم: علی هاشم الأسدی

| نمايش فراداده ، افزودن یک نقد و بررسی
افزودن به کتابخانه شخصی
ارسال به دوستان
جستجو در متن کتاب
بیشتر
تنظیمات قلم

فونت

اندازه قلم

+ - پیش فرض

حالت نمایش

روز نیمروز شب
جستجو در لغت نامه
بیشتر
لیست موضوعات
توضیحات
افزودن یادداشت جدید



نـظـرا الـى كثرة علما الشيعة بالري , اذ ذكر منتجب الدين في فهرسته عددا كبيرا منهم ,و اشار الـرازي الـى حضور اربعمائة متكلم و فقيه منهم في احدى المدارس ((941)) , يمكن الحدس ان
مـدارس كـثـيرة كانت تحت تصرف الشيعة و من حسن الحظ ان المعلومات التي عرضها عبدالجليل
الـقـزويني الرازي حول مدارس الري قيمة للغاية , و يمكن ان ترسم لنامخططا عن النطاق الثقافي
للشيعة في الري جيدا.


قال مؤلف الفضائح : ((و لم يسمح لهم (للشيعة ) ان يبنوا مدرسة و خانقاه في عهدالسلطان ملكشاه , و
السلطان محمد قدس اللّه روحهما)) و اجاب عبد الجليل عن هذاالكلام , و ذكر معلومات تدل على
الوئام الذي كان قائما بين الشيعة والسلاجقة , و ننقل فيما ياتي ما قاله نصا: اما جواب هذه الكلمة التي
حـتـمـت علي الدفاع من وجوه , فاقول :لا ادري الى اي منطقة اشير, و لو انشغلت بتعديد مدارس
الـسادات في بلاد خراسان ,و حدود مازندران , و حواضر الشام كحلب و حران , و امصار العراق
[عـراق الـعـجـم ] كـقم ,و كاشان , و آبه , اذ كانت فيها مدارس عديدة , و ذكرت زمانها و اوقافها
الـكـثيرة , لتطلب ذلك مني طومارات من الكتب , بيد اني ساشير الى مدينة الري التي ولد و نشا فيها
هذاالقائل دفعا للشبهة :.


اولا: الـمـدرسة الكبيرة للسيد تاج الدين محمد كيسكي ((942)) رحمة اللّه عليه بكلاهدوزان اذ
اعتنى بها مبارك شرفي , و كانت قائمة تسعين سنة تقريبا و فيها يختم القرآن و تقام صلاة الجماعة
خـمـس مـرات فـي الـيـوم , و يعقد مجلس وعظ مرتين او مرة واحدة في الاسبوع و كانت محلا
للمناظرة و نزول المصلحين الذين يجاورون اهل العلم والزهد والسادات والفقها الغربا الوافدين و
الـمـقـيـمـين فيها و هي معمورة و مشهورة الم تكن هذه المدرسة في عهد طغرل الكبير سقاه اللّه
[رحمته ] ؟ و هناك مدرسة شمس الاسلام حسكابابويه الذي كان شيخ هذه الطائفة و هي قريبة من
مركز الولاية و كانت تقام فيها صلاة الجماعة و تلاوة القرآن , و تعليمه للصغار, و مجلس الوعظ,
و الافـتـا والـتقوى عليها ظاهرة الم تكن هذه المدرسة قائمة في ايام حكومة ذينك السلطانين الذين
اشاراليهما الخواجه ؟.


و مـن هـذه الـمدارس : مدرسة بين هاتين المدرستين , تعود لسادات كيسكي , و يقال لها:خانقاه زنان
[زنـان اي : الـنـسا] و كان المصلحون يقيمون فيها, افلم تكن هذه المدرسة ماثلة في عصر السلطان
محمد نوراللّه قبره ؟.


و مـنـها: مدرسة في دروازه آهنين , و هي منسوبة الى السيد الزاهد بلفتوح او ليس هذه المدرسة
موجودة في عهد السلطان ملكشاه ؟.


و مـنـهـا : مـدرسـة الفقيه علي جاسبي ((943)) بحي اصفهانيان , و هي التي امر الخواجه اميرك
بـانـشائها و لم تعهد مدرسة في طائفة من الطوائف قد تكلف لها كهذه المدرسة التي كانت للسادات و
كان يعقد فيها مجلس وعظ, و ختم للقرآن , كما كانت تقام فيها صلاة الجماعة افلم تكن هذه المدرسة
فـي عـهـد الـسلطان السعيد ملكشاه ؟ و في تلك الفترة كان امير الجيش ساوتكين ((944)) يشيد
الجامع الجديد لاصحاب الحديث الذين لم يكن لهم مسجد جمعة بالري .


و مـنها : مدرسة الخواجه عبدالجبار المفيد ((945)) و كان فيها اربعمائة فقيه و متكلم يدرسون
الـشـريـعة افلم تكن في عصر ملكشاه المبارك و بركياروق رحمة اللّه عليهما ؟و هي معروفة و
مشهورة الان بتدريس العلوم , و اقامة صلاة الجماعة , و ختم القرآن ,و نزول اهل الصلاح , و الفقها
فيها و كل ذلك ببركات شرف الدين مرتضى مقدم السادات والشيعة و منها: مدرسة كوي فيروز افلم
تـؤسس هذه المدارس في عصر السلطانين المذكورين ؟ الم يشيد خانقاه امير اقبالي في عهد كريم
غياثي , و كذلك خانقاه علي عثمان الذي كان ماوى للسادات العلما الزهاد المتدينين ؟ و كانت تقام فيه
صـلاة الـجـمـاعـة , و خـتـم الـقـرآن بنحو متواتر و مترادف افلم يكن ذلك في عصر السلطان
ملكشاه ؟وهو لا يزال معمورا و مشهورا.


و ثمة مدرسة هي مدرسة الخواجه الامام رشيد الرازي في دروازه جاروب بندان و كان صاحب هذه
الـمـدرسة علا مة دهره , و قرا عليه ما ينيف على مائتي عالم اصول الدين , واصول الفقه , و علم
الشريعة افلم تكن في عهد السلطان السعيد محمد رحمة اللّه عليه ؟و هي مازالت معمورة و ماهولة ,
و يدرس فيها العلم , و يختم القرآن يوميا و هي ماوى للمصلحين والفقها, و فيها مكتبة مزينة بانواع
الزينة .


و كـانـت هناك مدرسة هي مدرسة الشيخ حيدر مكي في درمصلحگاه , افلم تشيد في عصر السلطان
محمد رحمة اللّه عليه ((946)) ؟ و ذكر عبدالجليل بعد حديثه عن هذه المدارس قائلا : ((و في
الري عدد من المدارس المعمورة عدا ما تطرقنا اليه و يلحظ فيهاذكر الخير, و القرآن , والصلاة ,
والـطاعة اما ما نقل في عهد ذينك السلطانين [السلجوقيين ], و اشار اليه الخواجه [مؤلف الفضائح ]
فـي كتابه ((ان الشيعة لم يجراوا على بناالمدارس )) فنقول : ان مساجد سادات الشيعة و منابرهم
الكبيرة والصغيرة لا تحصى , ويطول الكتاب بذكرها ((947)) )).


ان النقطة اللافتة للنظر في كلام عبدالجليل هي تحيزه للحكومة السلجوقية و قد حاول المؤلف ان
يـعـكس العلاقات بين الشيعة والسلاجقة على انها حسنة و هذاالموضوع صحيح الى حدما, بيد ان
تـشدد بعض الحكام السلاجقة ينبغي ان لا يغفل عنه ايضا و هذه الملاحظة يقرها عبدالجليل نفسه ,
الا انه اراد من وحي المصلحة ان يصورالعلاقات المذكورة باحسن مما كانت عليه في حقيقتها.


المجادلات الدينية في الري .


المجادلات الدينية
في الري .



نحن نعلم ان النزاع الديني بين المذاهب الفقهية و الاعتقادية لاهل السنة كان شديداللغاية اعتبارا من الـقـرن الـرابـع حـتـى القرن السابع الهجري و كانت تحدث مصادمات كثيرة بين انصار الفريقين
الـمـتـنـازعين , مضافا الى تكفير احدهما الاخر و لم تشذ الري عن هذه القاعدة ايضا لما ضمته من
مذاهب فقهية و اعتقادية مختلفة .


و ذكـر الـمـقـدسـي عنها في القرن الرابع ان الغلبة كانت فيها للحنفيين , غير ان قراها كانت على
المذهب الزعفراني , و توقفت في مسالة خلق القرآن و اثر عن الصاحب بن عباد قوله : ان اهل سواد
الـري كـانـوا يتفقون معه في كل شي الا في مسالة خلق القرآن و كان في الري حنابلة كثيرون لهم
جلبة والعوام قد تابعوا الفقها في خلق القرآن ((948)) و اضاف المقدسي ان العصبيات والمصادمات
قائمة بالري حول خلق القرآن ((949)) .


و يبدو ان المذاهب الموجودة في الري كانت متواجهة على الصعيد الفقهي والاعتقادي بنحو متداخل
اي : ان بعض المذاهب ذات النزعة الحنفية كانت لها ميول خاصة من الوجهة الاعتقادية و هكذا كانت
الـشـافعية فرقا مختلفة من الوجهة المذكورة و في الوقت نفسه كانت اهمية المسائل الفقهية قد ادت
الى بروز التقسيمات الاعتقادية تحت ذلك العنوان .


و ذكـر عـبدالجليل معلومات عن الفرق الاعتقادية التابعة للمذهب الحنفي والشافعي ,و يحتمل ا نها
كـانـت شـاخـصـة فـي الـري او فـي بعض الحواضر الفارسية و اشار الى الفرق الثلاث المهمة
((الـحـنـفـية , والشيعة , و الشافعية )) و قال : (( كما يحسب النجارية , والمعتزلة ,والبادنجانية ,
والكرامية , والبااسحاقية و غيرهم على مذهب ابي حنيفة لا نهم يعملون بفقهه , و ينتهجون نهجه في
فـروع الـمـذهـب و كـان الـمجبرة , والاشاعرة , والمشبهة ,والكلابية , والجهمية , والمجسمة ,
والـحـنـابـلة , والمالكية , و غيرهم يحسبون على مذهب الشافعي , و يعملون بفقهه على خلاف فيه
بينهم ((950)) )).


و يتضح التداخل في هذه الفرقة من العبارة الاخيرة التي عدت الحنابلة , والمالكية من الشافعية ايضا,
ذلك ان الحنابلة كانوا حنبليي الاعتقاد و عقيدة الحنابلة هي التشبيه والتجسيم .


و نلحظ في بعض المدن ان الحنفية كانوا ذوي عقائد اعتزالية , كما ان الشافعية كانواكذلك في مدن
اخـرى و كـانـت عقائد الحنفية في الري اعتزالية و لعل هذا يعود الى ان المعتزلة والزيدية كانوا
يعدون ابا حنيفة في زمرة اصحابهم .


و كـانت الري تعرف في نظام التقسيم الديني انها حنفية و شافعية و ورد اسم النجارية لاتباع بعض
الحنفيين عقائد حسين بن محمد النجار ((951)) .


و ادى النزاع بين الحنفيين والشافعيين الى انفصالهم المحلي في الري و اتحد الحنفيين مع الشيعة في
بعض المواطن ضد الشافعيين كما حدث ان الشافعيين ناواوا الحنفيون بسبب انسجامهم مع الشيعة في
الـتـصـريح بمودة اهل البيت و من الثابت ان النزاع بين الحنفيين والشافعيين لم يقل عن النزاع بين
السنة والشيعة و ينبغي لنا ان نتلمس احدالبواعث على تقدم الشيعة بالري في هذا النزاع المتواصل
بين الفريقين المذكورين .


و كـان الـشيعة يترددون على الاوساط العلمية لمناوئيهم يقول عبدالجليل الرازي في هذا المجال :
عـندما جا احد الوعاظ من خراسان , ارادوا [الشيعة ] ان يسمعوه ليعرفوامذهبه في اصول الدين هل
يشبه مذهب هؤلا المجبرة او لا ؟ و ما هي عقيدته في حب امير المؤمنين و آله ؟ و اذا كان حنفيا,
فهل هو كرامي او معتزلي او نجاري ((952)) ؟.


و يـذهب الى ان الشافعيين والحنفيين كانوا ياتون الى المجالس الشيعية ايضا, و يقول :في اي يوم من
ايـام الاثـنـيـن ((953)) لم يحضر مجلسنا و يسمعه من منشدي المناقب والعلما و اهل السوق من
الـحـنـفـيـيـن والشافعيين عشرة او عشرون او خمسون او خمسمائة منهم ايضا ((954)) .


و كان بعض الحنفيين والشافعيين في الري يقيمون مراسيم العزا في يوم عاشورا ((955)) و يمكن
ان يـشـكل هذا التوجه نموذجا على محبة كلتا الطائفتين لاهل البيت , مما يمثل حلقة وصل تربطهما
بالشيعة كما ان العلما والملوك من الحنفيين والشافعيين كانوا يذهبون لزيارة السيدة فاطمة بنت الامام
موسى الكاظم ـ عليهماالسلام ـفي قم , و كذلك كانوا يزورون مراقد العلويين في الري ((956)) .


و كـانـت حـوادث كـثـيـرة ترافق النزاع القائم بين الحنفيين والشافعيين في الري و قد انعكست
نـزاعـاتـهـم فـي الاثار التاريخية ايضا و ذكر عبدالجليل امثلة من نزاعاتهم الفكرية في المسائل
الاعتقادية , تلك النزاعات التي كانت تفضي الى تدخل السلطان السلجوقي احيانا ((957)) .


و كـانـت هـذه الـخـلافات تحوم حول مسالة خلق القرآن ردحا من الزمن و يرى المقدسي ان هذه
المسالة كانت المحور الاصلي للخلافات الفكرية في الري ابان القرن الرابع ((958)) و كذلك كان
الاتجاه الجبري عند الشافعية , و الاتجاه العقلي عند الحنفية مثار نزاع بينهما برهة من الزمن .


و كـان لكل فرقة من الفرق الموجودة في الري مسجد جامع خاص و قال عبدالجليل :((و لم يصل
الحنفيون في جامع روده قط, كما لم ياتموا بامام الاشاعرة هناك و اجمع الاشاعرة على عدم الصلاة
جـمـاعـة فـي مساجد الحنفيين و افتى علما الطائفتين بعدم جواز الائتمام في صلاة كل منهما)) و
((لـمـا كان الحنفي لا ياتم بالشافعي , و كان الشافعي يحرم الاقتدا بالحنفي , فكذلك الشيعة , اذ كانوا
يصلون وحدهم ((959)) )).


و هـكـذا يـنـبغي الالتفات الى ان الخلافات الناشبة بين الفرق السنية كانت عاملا محليافي تقليص
نـفـوذهـا, و تـفـوق الشيعة عليها, مضافا الى ما عرضناه قبل ذلك من بواعث على التغلغل التدريجي
للشيعة في الري .


و نـص الـقزويني على النزعات القائمة بين الحنفيين و الشافعيين في القرن السابع الهجري و قال :
اهـل الـري شـافعية و حنفية و اصحاب الشافعي اقل عددا من اصحاب ابي حنيفة والعصبية واقعة
بينهم حتى ادت الى الحروب , و كان الظفر لاصحاب الشافعي في جميعها مع قلة عددهم ((960)) .


ونـلاحـظ في هذه العبارة ان نقطتين قد غفل عنهما: احداهما التغاضي عن موقع الشيعة المتفوق في
الـري و الاخرى , يبدو ان سهوا قد حصل في عرض الشافعيين على ا نهم هم المنتصرون , ذلك ان
اي اثر لم يبق لهم في الري بعد مدة قليلة .


و عرض لنا ياقوت الحموي معلومات مفصلة عن الوضع الديني للري ـ و لعل القزويني نقل قسما منها
ـ و قال : كان اهل المدينة ثلاث طوائف : شافعية و هم الاقل ,و حنفية و هم الاكثر, و شيعة و هم
الـسـواد الاعـظم لان اهل البلد كان نصفهم شيعة , و قليل من الحنفيين , و لم يكن فيهم من الشافعية
احد ((961)) .


و نقرا بعد ذلك تحليلا ذكره ياقوت لهذا الوضع , فقال : فوقعت العصبية بين السنة و الشيعة , فتظافر
عليهم الحنفية و الشافعية , و طالت بينهم الحروب حتى لم يتركوا من الشيعة من يعرف فلما افنوهم ,
وقـعت العصبية بين الحنفية والشافعية , و وقعت بينهم حروب كان الظفر في جميعها للشافعية , هذا
مـع قـلة عدد الشافعية , الا ان اللّه نصرهم عليهم و كان اهل الرستاق و هم حنفية يجيئون الى البلد
بـالسلاح الشاك و يساعدون اهل نحلتهم , فلم يغنهم ذلك شيئا حتى افنوهم فهذه المحال الخراب هي
مـحـال الشيعة والحنفية و بقيت هذه المحلة المعروفة بالشافعية , و هي اصغر محال الري و لم يبق
مـن الشيعة الا من يخفي مذهبه , و وجدت دورهم كلها مبنية تحت الارض , و دروبهم التي يسلك بها
الى دورهم على غاية الظلمة و صعوبة المسلك فعلوا ذلك لكثرة ما يطرقهم من العساكر بالغارات و
لولا ذلك لما بقي فيها احد ((962)) .


ان مـا حـدث عمليا هو بقا الشيعة في الري اقويا لم يتزعزعوا و نقرا ان الحنفية ايضاقد ثبتوا في
بعض القرى الى فترة معينة اما الشافعية فلم يبق منهم اثر هناك .


و نـعلم ان كتابا بعنوان اسرارالامامة ا لفه عماد الدين حسن الطبري بالري نزولا عندرغبة اهلها
سنة 698 ه , و هو باللغة الفارسية ((963)) .


و قال المستوفي (المتوفى في حدود سنة 750 ) عن الدمار الذي لحق مدينة الري :((تخاصم اهل
الـمدينة على حجر, فقتل ما ينيف على مائة الف منهم , و لحق الدمار التام حاضرتهم و دمرت المدينة
برمتها ايام المغول و في عهد غازان خان , شيد الملك فخرالدين رئى فيها بناية بامر يرليغ درواندك
و اسكن فيها جماعة ((964)) )).


و تـحـدث عـن الـوضـع الـديـنـي للمدينة و قال : و اهل المدينة و اكثرالولايات التابعة لهاشيعة
اثـناعشرية الا قرية قوهه ((965)) , و عددا من المواضع الاخرى , فان اهلها كانواحنفية و لهذا
الـسبب كان اهل تلك الولاية يسمونها: قوهه خران [قوهة الحمير]و اخذت الري تسير نحو العد
الـتـنـازلـي بعد غزو المغول الذي قيل عنه ((ان سبعمائة الف من اهل المدينة والولاية قد قتلوا و
اسروا فيه ((966)) )).


و لـم تـسترجع المدينة حتى الفترة الاخيرة عظمتها و ابهتها التي كانت عليها في العصرالبويهي و
السلجوقي .


التشيع في مناطق الري .


التشيع في مناطق
الري .



كـانت الاتصالات القائمة بين مدن الجبال قد بسطت التشيع في المنطقة باسرها, حتى ان الري نفسها قـد ركـنت الى التشيع نوعا ما نتيجة لتاثرها بقم و ان هجرة اسرة بابويه الى الري ((967)) مثال
عـلـى رسوخ التشيع القمي في الري و ثمة مثال آخر يتجسد في ابي محمد جعفر بن احمد بن علي
القمي الذي توطن الري , و كان في عداد علما الشيعة و مؤلفيهم ((968)) .


و عـندما بلغ التشيع ذروته في الري , فان الناس الساكنين في المناطق الواقعة في اطرافها قد مالوا
الـى الـتشيع على كرور الايام , و لم يبق احد على المذهب السني حتى عصر المستوفي الا عدد من
القرى , و كذلك كانت المدينة نفسها على امتداد عدد من القرون .


و كـانـت الري مركزا لمناطق مختلفة تقع في شمالها و شرقها على مسافات قليلة و كثيرة منها, و
ذلـك قـبـل ان تتخذ طهران طابعها الحالي كما كانت هناك قرى و مدن صغيرة تابعة للري , و تعتبر
جـزا مـنها و حازت بعض مناطقها على اهمية كبيرة ايضا بعد القرن السابع حيث سارت الري نحو
الدمار و نسرد فيما ياتي معلوماتنا عن الوضع الديني لمناطق الري .


ان احدى المناطق المهمة في الري هي مدينة ورامين وكانت على ما قال المستوفي قرية , ثم صارت
قـصـبـة ((969)) و ذكرها السمعاني (م 562 ه ) بوصفها احدى قرى الري , وقال : و كان في
زمـاننا رئيس متمول يعمر الحرمين و ينفق الاموال عليهما و ابنه الحسين الوراميني ممن كان يكثر
الحج , و يرغب في الخير والصدقة , غير انه متشيع غال في ذلك ((970)) .


و تـدل مـعـلـومات عبدالجليل الرازي عن ورامين على ان اهلها كانوا شيعة اثني عشرية في القرن
السادس , و ان كان عدد من الحنفية والشافعية يسكنون هناك ايضا ((اما ورامين فهي قرية لم تقل عن
الـمـدن مـنزلة , و ما يلمس فيها من معالم الشريعة و انوار الاسلام من طاعات و عبادات و ملازمة
لـلاحسان والخيرات , فهي من بركات رضي الدين ابي سعد ((971)) ـ اسعده اللّه في الدارين ـ و
ابـنـائه , اذ شـيـد فـيـهـا المسجد الجامع , و اقيمت الصلاة , و اقرت الخطبة , و انشئت المدرسة
الـرضـويـة , و الـفـتـحية باوقاف معتمدة , ومدرسين متدينين , و فقها مجدين و لهؤلا خيرات في
الحرمين : مكة والمدينة , و مشاهدالائمة من خلال وضع الشموع , و ارسال الحاجات اللازمة و يمد
الـخـوان بـورامـين في كل شهر رمضان لعامة الناس , و تقدم العطايا والهبات الى جميع ابنا المذاهب
الاسلامية بلا تعصب او تمييز و ما شابههما ((972)) )).


و ذكر عبدالجليل في مواضع اخرى من كتابه ((رافضة آبه و ورامين ((973)) )) كما اوردفي
موضع آخر ((ساري و قم و كاشان و آبه و ورامين و درمصلحگاه ((974)) )) جنبا الى جنب و
ذكر المسجد الجامع بورامين بوصفه المسجد الجامع للشيعة ((975)) .


و في ضؤ ما نص عليه صاحب كتاب الفضائح , و كذلك عبدالجليل الرازي , فليس هناك اقل شبهة في
تشيع ورامين تشيعا اثني عشريا.


و قال المستوفي في القرن الثامن : اهل ذلك المكان [ورامين ] شيعة اثناعشرية ((976)) .


و ذكـر يـاقـوت فـي الـقرن السابع ورامين , بيد ا نه لم يتحدث عن تشيعها, الا ا نه ذكر ورام قبل
ورامين , و قال عنها : ((بلد قريب من الري اهله شيعة ((977)) )).


و نـقـل لـنا منتجب الدين اسما عدد من العلما الذين كانوا يتلقبون نسبة الى هذه المدينة كالشيخ اسد
الـديـن حـسـن بـن ابي الحسن بن محمد الوراميني , و صفا الدين حسن بن علي بن حسين بن علوية
الـورامـيني , و الاديب رشيد الدين حسين بن ابي الحسين بن مموسة الوراميني , والشيخ رشيدالدين
عباس بن علي بن علوية الوراميني , وعبدالملك بن محمد بن عبدالملك الوراميني , و علي بن ابراهيم
بن ابي طالب الوراميني ,و محمد بن حسن بن مموسة الوراميني , و محمد شاه بن قاسم الوراميني , و
محمود بن حسن الوراميني .


و ذهـب الـقـاضي نوراللّه ايضا الى ان تشيع ورامين كان موغلا في القدم , و ذكرمعلومات عنه منذ
عصره ((978)) .


و يمكن التعرف على التشيع الموجود في بعض قرى الري من خلال المعلومات الواردة في فهرست
منتجب الدين .


و كـان الـشـيـخ بـدرالـديـن حسن بن علي بن سلمان الفارسي يسكن في قرية اسناباداحدى قرى
الـري ((979)) و ذكـر يـاقـوت مـكـانـا بـاسـم ((اسـتـنـابـاد)) و ذهـب الـى ان اسـمـه
الاصـلـي ((اسـتـونـاونـد)), و هـي قـلـعـة بـينها و بين الري ثمانية عشر فرسخا, قريبة من
دماوند ((980)) .


و كـان الشيخ موفق الدين حسن بن محمد بن حسن المعروف بالخواجه آبي متوطناقرية ((راشدة
شنست ((981)) )).


و ذكـر يـاقـوت قـرية شنشت كقرية من قرى الري المشهورة , و هي كالمدينة و كانت تعتبر من
((قـهـا)) و جـرت فيها وقائع بين اصحاب السلطان والعلوية مشهورة [ المعتضد ((982)) و كانت قها ايضا قرية كبيرة بين الري و قزوين ((983)) .


و كان رشيدالدين حسن بن عبدالملك مقيما في قرية رامزين قها من توابع الري ((984)) .


و كـانت قوهد ايضا منطقة مشهورة من مناطق الري , و كان يعيش فيها عدد من علماالشيعة و تعتبر
مـن ((قـهـا)) ايـضـا و تـتـالـف مـن قسمين هما: ((قوهد آب )) [قوهد الما]او ((العليا)), و
((قوهدخران )) [قوهد الحمير] او ((السفلى ((985)) )) و كان القسمان عامرين للغاية و هناك
خانقاه للصوفية سنة 617 ه ((986)) و يبدو ان احد القسمين كان للشيعة والاخر للسنة اذ ذكر
الـمـسـتـوفي قائلا: و اهل المدينة [الري ] و اكثر الولايات التابعة لها شيعة اثنا عشرية الا قرية
قـوهـد, و عـددا مـن المواضع الاخرى , فان اهلها كانوا حنفية و لهذاالسبب كان اهل تلك الولاية
يـسمونها: قوهه خران [قوهه الحمير ((987)) ] و حينئذ لابد ان يكون اهل قوهد العليا شيعة و
ذكـر اسم ((عفيف الدين ابراهيم بن خليل )) في فهرست منتجب الدين , و كان قوهديا, و سكن في
خـوارزم ((988)) و كان ((رشيدالدين حسين بن ابي الفضل الرواندي )) يسكن في ((قوهد))
ايضا ((989)) و كذلك كان ((الشيخ نجيب الدين زيدان بن ابي دلف الكليني )) في قوهدة العليا, و
تحدثوا عنه بوصفه عالما و عارفا ((990)) وتوطن ((السيد كمال الدين عبدالعظيم ابن محمد بن
عبدالعظيم الحسني الابهري )) ((قوهدة العليا)) ايضا ((991)) .


و كـان الـشـيـخ شـرف الـديـن مـحـمـد بـن عـلـي بـن حـسـن دسـتـجـردي يقيم في قرية
((زين آباد ((992)) )).


و كـانـت ((دوريـسـت )) من توابع الري و ذكرها ياقوت , فقال : ينسب اليها عبداللّه بن جعفر بن
محمد بن موسى بن جعفر الدوريستي و كان يزعم انه من ولد حذيفة بن اليمان وهو احد فقها الشيعة
الامـامية قدم بغداد سنة 566 ه ثم عاد الى بلده , و مات بعدسنة 600 ه بيسير ((993)) و ذكره
منتجب الدين ايضا و قال : يروي عن اسلافه , [اي ]مشايخ دوريست الذين كانوا من فقها الشيعة .


و كـانـت اسـرة دوريستي من الاسر الشيعية في الري و كان جعفر بن محمدالدوريستي (380 ـ
473) من تلاميذ الشيخ المفيد والشريف المرتضى , وهو عالم مشهورو له علاقات بنظام الملك , و
كان نظام الملك يسمع منه الحديث ((994)) و ابنه هوعبداللّه بن جعفر الذي ذكره ياقوت و كان
مـحـمد بن احمد بن عباس بن فاخرالدوريستي من علما الشيعة في تلك المنطقة ((995)) و ذكر
مـنـتـجـب الـديـن الـشـيخ سديد الدين حسن بن حسين بن علي الدوريستي الذي اقام بكاشان فيما
بعد ((996)) .


و من توابع الري الاخرى : ((كلين )) و تقع في قرية بشاپويه من مناطق الري على بعد 38كم في
الجنوب الغربي منها, و في شرق جادة قم على بعد خمسة كيلومترات عن الجادة ((997)) و كانت
هذه القرية من القرى الشيعية في الري منذالقديم و انجبت احداساطين الشيعة و علمائها المبجلين ,
وهـو مـحمد بن يعقوب الكليني مؤلف كتاب الكافي العظيم و عده النجاشي ((شيخ الشيعة بالري ))
تـوفـي هذا العالم ببغداد سنة 329 ه , و كان خاله ((علان الكليني ((998)) )) من علما الشيعة
ايضا و هكذا يستبين ان اسرته كانت من الاسر الشيعية المربية للعلما.


و تـحـدث نظام الملك في كتابه سياستنامه عن كلين بوصفها مركزا لاستقرار ((خلف ))احد دعاة
الاسـمـاعيلية و نقل على لسان شيخ خلف انه قال له : ((توجه تلقا الري , اذ ان اهاليها و اهالي قم و
كـاشـان و آبه كلهم رافضة , و يدعون التشيع فقدم خلف الري , و اقام في منطقة پشاپويه , في قرية
تـدعـى : كـلـين )) و واصل كلامه قائلا: ادخل خلف عددا من الرجال والنسا في مذهبه , ثم فر من
القرية المذكورة ((999)) .


و لـعـل الاسـمـاعـيـلـيـة كـانوا متغلغلين في تلك القرية , و ان كان هناك عدا بين الشيعة الامامية
والاسـمـاعـيلية و مما يقوي هذا الاحتمال هو الكتاب الذي الفه ثقة الاسلام الكليني , و هو بعنوان :
الرد على القرامطة ((1000)) .


و ذكرنا آنفا الشيخ نجيب الدين زيدان بن ابي دلف الكليني الذي كان يسكن في قوهد ((1001)) .


و ثـمـة عـالـم شـيـعـي آخـر يـنسب الى كلين , وهو ((السيد ابوالقاسم علي بن يوسف بن جعفر
الكليني ((1002)) )).


و كـانت المناطق الواقعة بين طبرستان والري شيعية غالبا و اهمها قصران التي تشمل قرى كثيرة
جـدا وهـي مـنطقة جبلية في الشمال و تضم شمال شرق الري و غربها و كانت ممتدة حتى حدود
مازندران و ان كثيرا من القرى التي كانت تابعة لقصران , الحقت اليوم بطهران ((1003)) .


و كـان اتـسـاع الاسـلام في هذه المناطق , بخاصة في الاقسام القريبة من مازندران , قد تم في ايام
الـحكومة العلوية عندما بويع حسن بن زيد بطبرستان سنة 250 ه , و قدم اخوه الى شلمبه دماوند
فالتحق به هناك رؤسا لاريجان و قصران ((1004)) .


و قـيـل : ان اول مسجد في تلك المنطقة هو مسجد لواسان الذي شيد بامر الامام الحسن العسكري ـ
عـلـيـه الـسـلام ـ كما ذهب الى ذلك نائب الصدر, و احتمل الاستاذ كريمان ان حسن بن زيد نفسه
هوالذي اصدر امرا بانشائه ((1005)) .


و كـان اسـتمرار الحكومة العلوية قد نشر التشيع في تلك الديار و ضمن حضورالعلويين في اكثر
هذه القرى ديمومة التشيع وكان ذلك التشيع ذا طابع زيدي و ان كان يعيش في وسط اهله عدد غفير
مـن الاماميين و تحدث ياقوت عن قصران و ذكر احدعلمائها الزيديين , و هو ابو العباس احمد بن
حسين بن ابي القاسم بن علي بن باباالقصراني من اهل قصران الخارج و كان يرحل الى الري احيانا
و يتبرك به الناس ((1006)) .


و توجد مراقد لابنا الائمة في عدد من قرى قصران ((1007)) , مما يمثل معلما على حضور كبير
للعلويين في هذه المناطق .


و ذكـر بـيـن الـعـلـمـا الـشيعة شخص يدعى محمد بن احمد, اباعبداللّه جاموراني ,و نسب الى
جماران ((1008)) و ان وجود قرية باسم مهدي آباد ((1009)) في قصران [شميران , لواسانات
و ] امارة على وجود التشيع الامامي في تلك الارجا.


التشيع في بيهق (سبزوار).


التشيع في بيهق
(سبزوار).



كـانـت بـيـهـق احـدى مـدن خراسان , و مركزها اليوم سبزوار اسلم اهلها رغبة و طواعية منذ البداية ((1010)) و في ضؤ ما قاله احد المؤلفين , فقد كانت هذه المدينة مركزا للتشيع الذي انتشر
فيها منذ عهد الطاهرية و قيده المؤلف المشار اليه انه تشيع اثناعشري ((1011)) بيد ا نه لم يذكر
سندا لذلك .


و جـا فـي مـعـجـم البلدان ان اكثرية اهلها روافض غلاة ((1012)) و لكنه ايضا ليس دليلاعلى
الوجود المبكر للتشيع في هذه المدينة و نقل ان قنبر غلام علي ـ عليه السلام ـ سكن فيها و يوجد
مسجد هناك باسم ولده شاذان ((1013)) فيتسنى لنا ـ اذن ـ ان نعتبر هذا دليلامناسبا على الوجود
المبكر للتشيع في هذه المدينة .


بعامة , ان وجود هذه المدينة في خراسان التي عرفت بانتشار النزعات العلوية في ربوعها يعكس لنا
حقيقة تتمثل في ان هذه المدينة كانت محلا لظهور النزعة الشيعية بادئ بد.


و نـقـل عـن صاحب تلخيص الاثار ايضا ان جماعة غير محصورين من الفضلا,والعلما, و الفقها, و
الادبـا خرجوا منها و مع هذا, الغالب على اهلها مذهب الرافضة الغلاة و من مشاهيرها المتهمين هو
الامام ابوبكر احمد بن الحسين البيهقي صاحب التصانيف المشهورة ((1014)) .


و نـلـحـظ ان مـن الادلـة على تشيع المدينة هو الهجرة الواسعة للسادة من مدن مختلفة كنيسابور,
والري و كان عددهم كبيرا للغاية ((1015)) .


و نـقـلـت حـكـاية عن سبزوار تماثل الحكاية المنقولة عن قم و مضمونها ان الوالي كان يبحث عن
شـخـص يـدعـى ابـابكر, فلم يجد الا شيخا قبيح المنظر و نسب الشاعر مولوي هذه الحكاية الى
سبزوار في احدى قصائده ((1016)) .


و قـال الـسيد بحر العلوم : ((بيهق ناحية معروفة في خراسان بين نيسابور و بلاد قومس (دامغان
الـحـالـية ) و قاعدتها بلدة سبزوار و هي من بلاد الشيعة الامامية قديما وحديثاو اهلها في التشيع
اشـهـر مـن اهـل خـاف والـخزر في التسنن ((1017)) )) و جا ايضا :اهلها اثناعشرية منذ عهد
سحيق ((1018)) .


و يتبين من هذه العبارة جيدا ان سبزوار كانت شيعية منذ القديم الا ان كلمة (القديم )هنا نسبية ايضا
و قال المستوفي في مذهب اهلها: ((هم شيعة اثنا عشرية ((1019)) )).


و لابـد لنا, و نحن نتحدث عن التشيع في بيهق , ان نستثني بعض المدن الكبيرة الواقعة في اطرافها
من وجود النزعات والميول الشيعية الواسعة كنيسابور فقد كانت هذه المدينة مركزا لعلما السنة و
عـلـومهم و كان الشيعة فيها يعانون من التضييق و فرض الرقابة عليهم كما نقل ان الامام العسكري ـ
عـلـيه السلام ـ بعث كتابا الى شيعة نيسابور عرف فيه رسله اليهم ليراجعوهم ((1020)) مع هذا ,
فـان وجـود بـعـض الاشخاص فيها كالفضل بن شاذان المتوفى سنة 260 ه معلم على وجود بعض
الاسر الشيعية هناك و يعتبر الفضل من نوادر علما الشيعة في القرن الثالث و هو مقدم على كثير من
الـعـلما الاخرين في مجال الدقة و التركيز العلمي ((1021)) و كتاب الايضاح دليل على ما نقول و
تعرض هذا العالم الى مضايقات عبيداللّه بن طاهر, ثم ابعد من نيشابور ((1022)) .


و يـلاحـظ فـي مدن خراسان و اطرافها اشخاص من اصحاب الائمة ـ عليهم السلام ـ ,و ذلك آية
على وجود التشيع في تلك الارجا و من هؤلا : الحسين بن اشكيب السمرقندي الذي قال عنه الشيخ
الطوسي ا نه من اصحاب الامام علي الهادي ـعليه السلام و كان مقيما بسمرقند ((1023)) و منهم :
مـحـمـد بـن مـسعود العياشي الذي اسس مدرسة الامامية بسمرقند و ربى تلاميذ كثيرين و نشر
الحديث الشيعي بخراسان .


الاسماعيلية .


الاسماعيلية .



ارى مـن الـضروري قبل الحديث عن نشاط الاسماعيلية في ايران ان القي نظرة توضيحية موجزة عامة على هذه الفرقة , اذ يتعذر علينا الحديث عنها مفصلا هنا.


يبدو ان التعقيد والغموض لم يكتنفا فرقة من الفرق الاسلامية كالاسماعيلية (بخاصة ابان نشوئها)
و مازالت هويتها الحقيقية غامضة حتى بعد سنين من الدراسات المفصلة للمستشرقين عنها.


و لهذا الموضوع اسباب متنوعة منها : ا نهم كانوا اقلية تعيش في جو خانق و قلما برزوافي الفترة
الاولـى مـن حـياتهم كتيار رسمي و كان اعداؤهم , لا سيما العباسيون , يبذلون قصارى جهدهم في
تـحريف عقائدهم و كذلك كان السنة , اذ انطلقوا من عنادهم المكشوف لعقائدهم , فجهدوا كثيرا في
التعتيم عليها من خلال عرض موضوعات غيرحقيقية عنهم .


يـضـاف الى ذلك , ان تفرق الاسماعيلية انفسهم حال دون وجود عقائد مدونة لهم و في المقابل , كانوا
يـتـاثـرون بعقائد البيئة التي يعيشون فيها حيثما قر قرارهم , فبرزت صورمختلفة في عقائدهم و
ربـما بلغت هذه الصور درجة لم تلحظ معها صلة ظاهرية بين بعض فرقهم كالقرامطة و غيرهم من
الفرق الاخرى و لا يمكن ان نتصور علاقة ما بينها ـعلى سبيل الاحتمال ـ الا بعد البحث والتنقيب .


ان الاغـتراف من العقائد الفلسفية المختلفة سوا كانت في ايران , او العراق , او الشام , اومصر, ادى
الـى تـقلقل افكارهم فظهرت على شكل تعاليم فلسفية متنورة حينا, كما في رسائل اخوان الصفا, و
متخذة طابع التاويلات الباطنية شبه العرفانية , و حتى الخرافية تماما, حينا آخر.


ان الاعـتقاد بالظاهر والباطن , و اقحامهما في تفسير التعاليم الدينية سبب آخر من اسباب الغموض
والتعقيد و قد اوقع الجميع في الشك والشبهة فالجانب العملي من هذا الاعتقاد هو الظاهر المرضي
عـند عامة الناس و هو الذي يقر بالفقه الديني , و يهتم بظواهر الشرع اهتماما تاما اما الجانب الاخر
فهو الباطن الذي يتغير فيه كل شي حتى ان الجمع بينهما في فكرة من الافكار العقلية يبدو عسيرا و
بـيـنـما يعرض احد المؤرخين في الفرق والمذاهب زوايا خاصة من هذه الافكار, ياتي مؤرخ آخر
فيطرح نقاطا اخرى ,مما يفضي الى زيادة الغموض و الابهام في عقائدهم .


و نـرى ان الـدعوة الخفية للاسماعيلية التي ادت الى الغموض في تركيبتهم السياسية و التنظيمية
سبب آخر في ضياع الوجه الحقيقي للاسماعيلية في التاريخ و تتضح هذه المسالة جيدا عندما ننظر
اليهم بوصفهم فرقة منفصلة عن المجتمع تماما, و نتصورارتباطهم بسائر المسلمين في حده الادنى
و مـن البين حينئذ ان شيئا ضئيلا يصل منهم الى الاخرين , بخاصة اذا نظرنا الى حركتهم التنظيمية
و ما زال هذا التوجه سائدا عندبعض فرقهم , كما نلمسه عند الدروز.


يقول المسعودي عن الغموض الموجود في الاخبار الدقيقة التي تحدثت عن عقائدهذه الفرقة : ((و
قـد صـنف متكلمو فرق الاسلام من المعتزلة , والشيعة , والمرجئة ,والخوارج كتبا في المقالات و
غـيـرها من الرد على المخالفين فلم يعرض احد منهم بوصف مذاهب هذه الطائفة (القرامطة ) و رد
عليهم آخرون كقدامة بن يزيد النعماني و ابن عبدك الجرجاني , و ابي الحسن زكريا الجرجاني , و
ابـي عبداللّه محمد بن علي الرزام الطائي الكوفي , و ابي جعفر الكلابي فكل يصف من مذاهبهم ما لا
يحكيه الاخرمع انكار هذه الطائفة حكاية من ذكرنا و تركهم الاعتراف بها ((1024)) )).


و هـذا هو داب اهل السنة , والمتخصصين في علم الفرق اذ ينسبون التعاليم المحرفة ,التي تنطوي
عـلـى المؤاخذة والاشكال في تحليل عقائد احدى الفرق , الى الفرقة المعنية و كان هذالتوجه مالوفا
تماما في ظل الحكم العباسي .


قال المرحوم القزويني عن سلوك العباسيين : ((لقد بذل الحكام العباسيون قصارى جهودهم لاضعاف
الـفـاطـمـيـين من خلال نشر الاكاذيب ضدهم , و كذلك القدح في انسابهم و مذاهبهم و اعمالهم و
اعـوانـهـم و انـصارهم ((1025)) )) وذكر هذا الموضوع ايضا عندما تعرض الى ما نسبه بعض
الاشـخـاص ـ كـنـظـام الملك ـ الى الاسماعيلية و قال عن كتابه سياستنامه : (( اغلب موضوعاته
اسـاطـيـر بحتة , عادية , واهية تماما و ضم خرافات محضة , و كذبا مكشوفا, و تقولات لمتاخرين
مفترين ((1026)) )).


و كان التحليل الرسمي للحكومة العباسية , و تبعا لها, مؤرخي الفرق و المذاهب من اهل السنة يشمل
نـقـاطا خاصة نقلت في اكثر كتبهم التي تطرقت الى الاسماعيلية في مناسبة من المناسبات و النقطة
الجوهرية في هذا التحليل تتمثل في الصاق العقائدالمزدكية و المجوسية بالعقائد الاسماعيلية .


ان الـنص الذي كتبه القادر العباسي في تكفير الفاطميين بمصر و القدح في نسبهم يحكي لنا تحليلا
قد املي على كتب الفرق فيما بعد قال المشار اليه في هذا النص الذي كتبه ضد الفاطميين , و بخاصة
الـحاكم بامراللّه : (( و ان هذا الناجم (الحاكم ) بمصر هو و سلفه كفار فساق و زنادقة , ملحدون
معطلون , و للاسلام جاحدون و للمذاهب الثنوية والمجوسية معتقدون ((1027)) )).


و عـنـدما نلقي نظرة على كتاب سياستنامه للخواجه نظام الملك نجده يعرض هذه التحليلات نفسها
على شكل اخبار تاريخية , و ذلك دفعا لخطر الاسماعيليين الذين كانوايهددون وزارته , و قد قضوا
على حياته و تلك الاخبار ـ كما قال المرحوم القزويني ـ (( تحوي اخطا تاريخية مضحكة للغاية و
قد سلبت الثقة من كتبه كلهاتماما ((1028)) )).


انه ((1029)) بدا حكايته من مزدك , و ربط الحوادث التاريخية التي تخصه بحركة سنبادو واصل
حـديـثـه فـذكـر اهتمام سنباد بروافض كوهستان , والعراق , و قال : ((جمع سنباد الشيعة حوله
مـستغلا اسم المهدي ثم قتل سنباد في اليوم الرابع من اشتباكه مع جهور, بوصفه مزدك فتشذر ذلك
الـجـمـع و كان مذهب خرم مزيجا من المجوسية والتشيع ((1030)) )) ثم انبثقت الاسماعيلية ـ
برايه ـ من صميم هذه الحركة .


و ذكـر الـجويني تحليلا مماثلا لهذا التحليل فقال : ((ذهب اصحاب العصبية المجوسية منذ البداية
الـى ان لـظـاهر الشريعة باطنا, و ذلك لتشكيك الاخرين فخفي على اكثرالناس امرهم و واصلوا
نهجهم فربطوا انفسهم بالكيسانية و لما لم يبق من الكيسانية احد, لصقوا ارواحهم بالروافض و كان
عـبـداللّه بـن معاوية من الغلاة و وضع جدولا وقال : لا حاجة الى رؤية الهلال فوقع الخلاف بين
الروافض و سمى اهل الجدول انفسهم باهل علم الباطن و سموا سائر الشيعة اهل الظاهر و اولئك
الـذيـن كـانـوا قـدربـطوا انفسهم بالكيسانية , اعرضوا عنها, و التحقوا بالاسماعيلية , و انفصلوا
عن الروافض و قالوا: من علم باطن الشريعة و غفل عن ظاهرها, فانه لايعاقب ((1031)) )).


نـجد الحركة الاسماعيلية في هذه التحليلات مجوسية تماما لذلك نقل ان احد اسمائهافي التاريخ :
المزدكية ((1032)) .


/ 33