ارشاد فی معرفة حجج الله علی العباد جلد 2

اینجــــا یک کتابخانه دیجیتالی است

با بیش از 100000 منبع الکترونیکی رایگان به زبان فارسی ، عربی و انگلیسی

ارشاد فی معرفة حجج الله علی العباد - جلد 2

اب‍ی‌ع‍ب‍دال‍ل‍ه‌ م‍ح‍م‍د ب‍ن‌ م‍ح‍م‍د ب‍ن‌ ال‍ن‍ع‍م‍ان‌ ال‍ع‍ک‍ب‍ری‌ ال‍ب‍غ‍دادی‌ ال‍ش‍ی‍خ‌ ال‍ف‍م‍ی‍د

| نمايش فراداده ، افزودن یک نقد و بررسی
افزودن به کتابخانه شخصی
ارسال به دوستان
جستجو در متن کتاب
بیشتر
تنظیمات قلم

فونت

اندازه قلم

+ - پیش فرض

حالت نمایش

روز نیمروز شب
جستجو در لغت نامه
بیشتر
لیست موضوعات
توضیحات
افزودن یادداشت جدید



* (باب 1) *
ذكر الامام بعد أمير المؤمنين عليه السلام


وتاريخ
مولده، ودلايل امامته، ومدة خلافته، ووقت وفاته
وموضع قبره، وعدد أولاده وطرف من أخباره والامام
بعد أميرالمؤمنين عليه السلام إبنه الحسن، وابن
سيدة نسآء العالمين فاطمة بنت محمد سيد المرسلين
صلوات الله عليه وآله الطاهرين.


كنيته
ابومحمد، ولد بالمدينة ليلة النصف من شهر رمضان سنة
ثلاث من الهجرة، وجائت به امه فاطمة عليهما السلام
إلى النبي صلى الله عليه وآله يوم السابع من مولده
في خرقة من حرير الجنة، كان جبرئيل صلى الله عليه
وآله نزل بها إلى النبي صلى الله عليه وآله، فسماه
حسنا وعق عنه كبشا.


روى ذلك
جماعة منهم أحمد بن صالح التميمى]



[عن
عبدالله بن عيسى، عن جعفر بن محمد الصادق عليهما
السلام. وكان الحسن عليه السلام أشبه الناس برسول
الله صلى الله عليه وآله خلقا وهديا وسوددا.


وروى ذلك
جماعة منهم معمر عن الزهرى عن أنس بن مالك، قال: لم
يكن أحد أشبه برسول الله صلى الله عليه وآله من
الحسن بن علي عليهما السلام. وروى ابراهيم بن علي
الرافعي، عن أبيه، عن جدته زينب بنت أبى رافع،
وشبيب بن أبي رافع الرافعى، عمن حدثه قالت: أتت
فاطمة عليها السلام إلى رسول الله صلى الله عليه
وآله في كواه التى تو في فيها، فقالت: يارسول الله
هذان ابناك فور ثهما شيئا ! فقال: اما الحسن فإن له
هيبتى و سوددى، واما الحسين فان له جودى وشجاعتي.
وكان الحسن بن على عليهما السلام وصي أبيه أمير
المؤمنين عليه السلام على أهله وولده وأصحابه،
ووصاه بالنظر في وقوفه وصدقاته، وكتب اليه عهدا
مشهورا ووصيته ظاهرة في معالم الدين وعيون الحكمة
والآداب، وقد نقل هذه الوصية جمهور العلماء
واستبصر بها في دينه ودنياه كثير من الفهمآء. ولما
قبض أمير المؤمنين عليه السلام خطب الناس الحسن
وذكر حقه، فبايعه أصحاب أبيه على حرب]



[من حارب
وسلم من سالم.


وروى
ابومخنف لوط بن يحيى، قال: حدثنى أشعث بن سوار، عن
ابى اسحق السبيعى و غيره، قالوا: خطب الحسن بن علي
عليهما السلام في صبيحة ة الليلة التى قبض فيها
أمير المؤمنين عليه السلام فحمدالله وأثنى عليه
وصلى على رسول الله صلى الله عليه وآله ثم قال: لقد
قبض في هذه رجل لم يسبقه الاولون بعمل ولا يدركه
الآخرون بعمل لقد كان يجاهد من رسول الله فيقيه
بنفسه، وكان رسول الله صلى الله عليه وآله يوجهه
برايته فيكنفه جبرئيل عن يمينه وميكائيل عن شماله،
ولا يرجع حتى يفتح الله على يديه ولقد تو في عليه
السلام في الليلة التي عرج فيها بعيسى بن مريم،
وفيها قبض يوشع بن نون وصي موسى عليه السلام، وما
خلف صفرآء ولا بيضاء الاسبعمأة درهم، فضلت عن عطائه
أراد أن يبتاع بها خادما لاهله، ثم خنقته العبرة
فبكى وبكى الناس معه، ثم قال: أنا ابن البشير أنا
ابن النذير، انا ابن الداعى إلى الله باذنه، انا
ابن السراج المنير أنا من أهل بيت أذهب الله عنهم
الرجس وطهرهم تطهيرا، انا من اهل بيت فرض الله
مودتهم]



[في كتابه
فقال تعالى: " قل لا أسئلكم عليه أجرا إلا المودة
في القربى ومن يقترف حسنة نزد له فيها حسنا "
فالحسنة مودتنا أهل البيت، ثم جلس.


فقال
عبدالله بن العباس رحمه الله بين يديه فقال: معاشر
الناس هذا ابن نبيكم ووصي امامكم فبايعوه، فاستجاب
له الناس فقالوا: ماأحبه إلينا وأوجب حقه علينا،
وبا دروا إلى البيعة له بالخلافة وذلك في يوم
الجمعة الحادى والعشرين من شهر رمضان سنة أربعين من
الهجرة، فرتب العمال وأمر الامراء وأنفذ عبدالله
بن العباس إلى البصرة ونظر في الامور. فلما بلغ
معاوية بن ابى سفيان وفاة أمير المؤمنين عليه
السلام وبيعة الناس ابنه الحسن عليه السلام دس رجلا
من حمير إلى الكوفة ورجلا من بنى القين إلى البصرة
ليكتبا اليه بالاخبار، ويفسدا على الحسن عليه
السلام الامور، فعرف ذلك الحسن عليه السلام فأمر
باستخراج الحميرى من عند حجام (لحام) بالكوفة،
فاخرج وأمر بضرب عنقه، وكتب إلى البصرة باستخراج
القينى من بنى سليم فاخرج وضربت عنقه وكتب الحسن
عليه السلام إلى معاوية: اما بعد فانك دسست الرجال
للاحتيال والاغتيال، وأرصدت العيون]



[كانك تحب
اللقاء، وما اوشك ذلك فتوقعه انشآء الله تعالى،
وبلغنى انك شمت بمالم يشمت به ذوحجى وانما مثلك في
ذلك كما قال الاول:



معاوية عن كتابه بما لاحاجة بنا إلى ذكره، وكان بين
الحسن عليه السلام وبينه بعد ذلك مكاتبات ومراسلات
واحتجاجات للحسن عليه السلام في استحقاقه الامر
وتوثب من تقدم على ابيه عليهما السلام وابتزازه
سلطان ابن عمه رسول الله صلى الله عليه وآله
وتحققهم به دونه اشياء يطول ذكرها. وسار معاوية نحو
العراق ليغلب عليه، فلما بلغ جسر منبج تحرك الحسن
عليه السلام، وبعث حجر بن عدى يأمر العمال بالمسير،
واستنفر الناس للجهاد فتثاقلوا عنه، ثم خفواو معه
اخلاط من الناس]



[بعضهم
شيعة له ولابيه، وبعضهم محكمة يؤثرون قتال معاويه
بكل حيلة وبعضهم أصحاب فتن وطمع في الغنايم، وبعضهم
شكاك، وبعضهم أصحاب عصبية اتبعوا رؤساء قبايلهم
لايرجعون إلى دين، فسار حتى اتى حمام عمر، ثم
اخذالى ديركعب فنزل ساباط دون القنطرة، وبات هناك،
فلما اصبح أراد عليه السلام أن يمتحن أصحابه
ويستبرئ أحوالهم في الطاعة له ليتميز بذلك أوليائه
من أعدائه، ويكون على بصيرة من لقآء معاوية وأهل
الشام، فأمر بهم أن ينادي بالصلوة جامعة، فاجتمعوا.


فصعد
المنبر فخطبهم فقال: الحمدلله كلما حمده حامد،
واشهد ان لااله الا الله كلما شهد له شاهد، واشهد ان
محمدا عبده ورسوله أرسله بالحق وائتمنه على الوحى
صلى الله عليه وآله، اما بعد: فوالله انى لارجوان
أكون قد أصبحت بحمدالله ومنه وأنا أنصح خلقالله
لخلقه، وما أصبحت محتملا على مسلم ضغينة ولامر يدا
له بسوء ولا غائلة، ألاوان ما تكرهون في الجماعة
خير لكم مما تحبون في الفرقة، ألا وانى ناظر لكم
خيرا من نظركم لانفسكم فلا تخالفوا أمرى، ولا ترد
واعلى رأيي]



[غفر الله
لى ولكم، وأرشدنى واياكم لما فيه المحبة والرضا !
قال: فنظر الناس بعضهم إلى بعض و قالوا: ما ترونه
يريد بما قال؟ قالوا: نظنه والله يريد أن يصالح
معاوية ويسلم الامر اليه ! فقالو: كفر والله الرجل !
ثم شدوا على فسطاطه وانتهبوه حتى أخذ وا مصلاه من
تحته، ثم شد عليه عبدالرحمن بن عبدالله بن جعال
الازدى فنزع مطرفه عن عاتقة، فبقى جالسا متقلدا
السيف بغير رداء، ثم دعى بفرسه فركبه وأحدق به
طوائف من خاصته وشيعته ومنعوا منه من أراده فقال:
ادعوا إلى ربيعة وهمدان، فدعوا فأطافوا به ودفعوا
الناس عنه عليه السلام، وسار ومعه شوب من غيرهم،
فلما مر في مظلم ساباط بدر إليه رجل من بنى اسد يقال
له الجراح بن سنان فأخذ بلجام بغلته وبيده مغول
وقال: الله اكبر أشركت يا حسن كما أشرك أبوك من قبل،
ثم طعنه في فخذه فشقه حتى بلغ العظم، ثم اعتنقه
الحسن عليه السلام وخرا جميعا إلى الارض، فوثب اليه
رجل من شيعة الحسن عليه السلام يقال له عبدالله بن
خطل الطائي فانتزع المغول من يده وخضخض به جوفه
فأكب عليه آخر يقال له]



[ظبيان بن
عمارة فقطع أنفه فهلك من ذلك، وأخذ آخر كان معه
فقتل، وحمل الحسن عليه السلام على سرير إلى المدائن
فأنزل به على سعد بن مسعود الثقفى وكان أمير
المؤمنين عليه السلام بها، فاقره الحسن عليه
السلام على ذلك، واشتغل الحسن عليه السلام بنفسه
يعالج جرحه، وكتب جماعة من رؤساء القبائل إلى
معاوية بالسمع والطاعة له في السر واستحثوه على
المسير نحوهم، وضمنواله تسليم الحسن عليه السلام
اليه عنددنوهم من عسكره أوالفتك به، وبلغ الحسن
عليه السلام ذلك وورد عليه كتاب قيس بن سعد رضى الله
عنه وكان قد أنفذه مع عبيدالله بن العباس عند مسيره
من الكوفة ليلقى معاوية ويرده عن العراق، وجعله
اميرا على الجماعة وقال: ان أصبت فالامير قيس بن سعد
فوصل كتاب قيس بن سعد يخبره انهم نازلوا معاوية
بقرية يقال لها الحبوبية بازاء مسكن، وان معاوية
ارسل إلى عبيدالله بن عباس يرغبه في المصير اليه،
وضمن له ألف ألف درهم يعجل له منها النصف، ويعطيه
النصف الآخر عندد خوله إلى الكوفة، فانسل عبيدالله
في الليل إلى معسكر معاوية في خاصته، وأصبح الناس
قد فقدوا أمير هم فصلي بهم قيس بن سعد رضى الله عنه،
ونظر في أمورهم.]



[فاز دادت
بصيرة الحسن عليه السلام بخذلان القوم له، وفساد
نيات المحكمة فيه، بما أظهروه له من السب والتكفير
له، واستحلال دمه ونهب أمواله، ولم يبق معه من يأمن
غوايله إلا خاصته من شيعة أبيه وشيعته، وهم جماعة
لايقوم لاجناد الشام، فكتب اليه معاوية في الهدنة
والصلح، وأنفذ اليه بكتب أصحابه الذى ضمنوا له فيها
الفتك به وتسليمه اليه، فاشترط له على نفسه في
اجابته إلى صلحه شروطا كثيرة، وعقد له عقودا كان في
الوفاء بها مصالح شاملة، فلم يثق به الحسن عليه
السلام وعلم باحتياله بذلك واغتياله، غير انه لم
يجدبدا من اجابته إلى ما التمس من ترك الحرب وانفاذ
الهدنة، لما كان عليه اصحابه مما وصفناه من ضعف
البصائر في حقه والفساد عليه والخلف منهم له، وما
انطوى عليه كثيرمنهم في استحلال دمه وتسليمه إلى
خصمه، وما كان من خذلان ابن عمه له ومصيره إلى عدوه
وميل الجمهور منهم إلى العاجلة وزهدهم في الآجلة.
فتوثق عليه السلام لنفسه من معاوية بتوكيد الحجة
عليه والاعذار فيما بينه وبينه عندالله تعالى،
وعند كافة المسلمين، واشترط عليه ترك سب أمير
المؤمنين عليه السلام والعدول عن القنوت عليه في
الصلوة،]



[وان يؤمن
شيعته رضى الله عنهم ولا يتعرض لاحد منهم بسوء،
ويوصل إلى كل ذى حق منهم حقه فأجابه معاوية إلى ذلك
كله وعاهده عليه وحلف له بالوفاء به، فلما استتمت
الهدنة على ذلك سار معاوية حتى نزل بالنخيلة وكان
ذلك يوم الجمعة، فصلى بالناس ضحى النهار فخطبهم
وقال في خطبته: اني والله ما قاتلتكم لتصلوا ولا
لتصوموا ولا لتحجوا ولالتزكوا أنكم لتفعلون ذلك،
ولكنى قاتلتكم لاتأمر عليكم وقد أعطانى اللهذلك
وأنتم له كارهون، ألاوانى كنت منيت الحسن عليه
السلام أشياء وأعطيته أشياء وجميعها تحت قدمى لا
أفي بشئ منها له. ثم سار حتى دخل الكوفة فأقام بها
أياما، فلما استتمت البيعة له من أهلهاصعد المنبر
فخطب الناس وذكر أمير المؤمنين عليه السلام ونال
منه، ونال من الحسن عليه السلام ما نال، وكان الحسن
والحسين عليهما السلام حاضرين، فقام الحسن عليه
السلام ليرد عليه فأخذ بيده الحسن عليه السلام
وأجلسه، ثم قام فقال: ايها الذاكر عليا أنا الحسين
وأبى علي، وأنت معاوية وأبوك صخر، وامى فاطمة وامك
هند، وجدى رسول الله وجدك حرب، وجدتى خديجة وجدتك
فتيلة، فلعن الله أخملنا ذكراو ألامنا]



[حسبا،
وشرنا قدما وأقدمنا كفرا ونفاقا، فقالت طوايف من
أهل المسجد: آمين ! آمين.


ولما استقر
الصلح بين الحسن عليه السلام وبين معاوية على ما
ذكرناه خرج الحسن عليه السلام إلى المدينة فأقام
بها كاظما غيظه، لازما بيته، منتظرا لامر ربه عزوجل
إلى أن تم لمعاوية عشر سنين من امارته وعزم على
البيعة لابنه يزيد فدس إلى جعدة بنت الاشعث بن قيس،
وكانت زوجة الحسن عليه السلام من حملها على سمه،
وضمن لها ان يزوجها بابنه يزيد، فارسل اليها مأة
ألف درهم فسقته جعدة السم فبقى أربعين يوما مريضا،
ومضى لسبيله في شهر صفر سنة خمسين من الهجرة، وله
يومئذ ثمانية واربعون سنة وكانت خلافته عشرسنين،
وتولى أخوه ووصيه الحسين عليه السلام عسله وتكفينه
و دفنه عند جدته فاطمة بنت أسد بن هاشم بن عبد مناف
رضى الله عنها بالبقيع.


فصل (1): فمن
الاخبار التى جآئت بسبب وفاة الحسن عليه السلام وما
ذكرناه من سم معاوية له وقصة دفنه و ماجرى من الخوض
في ذلك والخطاب:]



[مارواه
عيسى بن مهران قال: حدثنا عبيد الله بن الصباح، قال:
حدثنا جرير عن مغيرة، قال: ارسل معاوية إلى جعدة بنت
الاشعث بن قيس: انى مزوجك ابنى يزيد على ان تسمى
الحسن وبعث إليها مأة ألف درهم، ففعلت وسمت الحسن
عليه السلام فسوغها المال ولم يزوجها من يزيد، فخلف
عليها رجل من آل طلحة فأولدها وكان إذا وقع بينهم
وبين بطون قريش كلام عيروهم وقالوا: يا بنى مسمة
الازواج.


وروى عيسى
بن مهران قال: حدثنى عثمان بن عمر، قال: حدثنا ابن
عون، عن عمر بن اسحق قال: كنت مع الحسن والحسين
عليهما السلام في الدار، فدخل الحسن عليه السلام
المخرج، ثم خرج فقال: لقد سقيت السم مرارا ما سقيته
مثل هذه المرة، لقد لفظت قطعة من كبدى فجعلت أقلبها
بعود معى فقال له الحسين عليه السلام: ومن سقاكه؟
فقال: وما تريد منه؟ أتريد قتله؟ ان يكن هوهو فالله
اشد نقمة منك، وان لم يكن هو فما أحب أن يؤخذ بى برئ.


وروى
عبدالله بن ابراهيم عن زياد المخارقي قال: لما حضرت
الحسن عليه السلام الوفاة استدعى الحسين عليه
السلام وقال: يا اخى انى مفارقك ولا حق بربى، وقد
سقيت السم ورميت بكبدى في الطست



[تكلمت في
ذلك بشئ، وانتظر ما يحدث الله عزوجل في، فإذا قضيت
فغمضنى وغسلنى وكفنى واحملنى على سريرى إلى قبر جدى
رسول الله صلى الله عليه وآله لاجد دبه عهدا، ثم
ردنى إلى قبر جدتى فاطمة بنت اسد رضى الله عنها فاد
فنى هناك، وستعلم يا ابن ام ان القوم ظنون انكم
تريدون دفنى عند رسول الله صلى الله عليه وآله
فيجلبون في ذلك، ويمنعونكم منه، وبالله اقسم عليك
ان تهريق في أمرى محجمة دم، ثم وصي عليه السلام اليه
بأهله وولده وتركاته، وما كان وصي به اليه أمير
المؤمنين عليه السلام حين استخلفه وأهله بمقامه،
ودل شيعته على استخلافه ونصبه لهم علما من بعده.
فلمامضى لسبيله غسله الحسين عليه السلام وكفنه
وحمله على سريره ولم يشك مروان ومن معه من بني امية
انهم سيد فنونه عند رسول الله صلى الله عليه وآله،
فتجمعوا له ولبسوا السلاح فلما توجه به الحسين عليه
السلام إلى قبرجده رسول الله صلى الله عليه وآله
ليجدد به عهدا أقبلوا اليهم في جمعهم، ولحقتهم
عايشة على بغل وهي تقول: مالى ولكم تريدون أن تدخلوا
بيتى من لا أحب؟ وجعل مروان يقول:]



[" يارب
هيجا هي خيرا من دعة " أيدفن عثمان في أقصى
المدينة ويدفن الحسن مع النبى صلى الله عليه وآله؟
لايكون ذلك أبدا وأنا احمل السيف ! وكادت الفتنة تقع
بين بنى هاشم وبين بنى امية، فبادر ابن عباس إلى
مروان فقال له: ارجع يا مروان من حيث جئت فانا ما
نريد دفن صاحبنا عند رسول الله صلى الله عليه وآله
لكنا نريد أن نجدد به عهدا بزيارته، ثم نرد إلى جدته
فاطمة فند فنه عندها بوصيته بذلك، ولو كان أوصى
بدفنه مع النبي صلى الله عليه وآله لعلمت انك أقصر
باعا من ردنا عن ذلك، لكنه عليه السلام كان أعلم
بالله وبرسوله وبحرمة قبره من أن يطرق عليه هدما،
كماطرق ذلك غيره ودخل بيته بغير اذنه، ثم أقبل على
عايشة وقال لها: واسوأتاه ! يوما على بغل، ويوما على
جمل تريدين ان تطفئي نورالله وتقاتلى أولياء الله،
ارجعى فقد كفيت الذى تخافين، بلغت ما تحبين والله
منتصر لاهل هذا البيت ولو بعد حين، وقال الحسين
عليه السلام: والله لولا عهد الحسن عليه السلام إلى
بحقن الدماء وان لااهريق في امره محجمة دم لعلمتم
كيف تأخذ سيوف الله منكم مآخذها، وقد نقضتم العهد
بيننا و بينكم، وأبطلتم ما اشترطنا عليكم لانفسنا،
ومضوا بالحسن عليه السلام فدفنوه بالبقيع عند جدته
فاطمة]



[بنت اسد بن
هاشم بن عبد مناف رضى الله عنها.


/ 40