* (باب 13) * ذكر طرف من اخبار أبى عبدالله جعفر بن محمد الصادق عليه السلام - ارشاد فی معرفة حجج الله علی العباد جلد 2

اینجــــا یک کتابخانه دیجیتالی است

با بیش از 100000 منبع الکترونیکی رایگان به زبان فارسی ، عربی و انگلیسی

ارشاد فی معرفة حجج الله علی العباد - جلد 2

اب‍ی‌ع‍ب‍دال‍ل‍ه‌ م‍ح‍م‍د ب‍ن‌ م‍ح‍م‍د ب‍ن‌ ال‍ن‍ع‍م‍ان‌ ال‍ع‍ک‍ب‍ری‌ ال‍ب‍غ‍دادی‌ ال‍ش‍ی‍خ‌ ال‍ف‍م‍ی‍د

| نمايش فراداده ، افزودن یک نقد و بررسی
افزودن به کتابخانه شخصی
ارسال به دوستان
جستجو در متن کتاب
بیشتر
تنظیمات قلم

فونت

اندازه قلم

+ - پیش فرض

حالت نمایش

روز نیمروز شب
جستجو در لغت نامه
بیشتر
لیست موضوعات
توضیحات
افزودن یادداشت جدید



* (باب 13) * ذكر طرف
من اخبار أبى عبدالله جعفر بن محمد الصادق عليه
السلام


وكلامه
وجدت بخط أبي الفرج علي بن الحسين بن محمد
الاصفهاني في أصل كتابه المعروف بمقاتل الطالبيين:
اخبرني عمر بن عبدالله العتكى، قال: حدثنا عمربن
شيبة، قال: حدثني فضل بن عبدالرحمن الهاشمي، وابن
داجة قال أبوزيد: وحدثني عبدالرحمن بن عمرو بن
جبلة، قال: حدثنى الحسن ابن ايوب مولى بني نمير عن
عبدالاعلى بن أعين، قال: وحدثني إبراهيم بن محمد بن
أبى الكرام الجعفرى عن أبيه قال: وحدثني محمد بن
يحيى عن عبدالله بن يحيى، قال: وحدثني عيسى بن
عبدالله بن محمد بن عمر بن علي عليه السلام عن أبيه
وقد دخل حديث بعضهم في حديث الآخرين: ان جماعة من
بني هاشم اجتمعوا بالا بواء وفيهم إبراهيم بن محمد
بن علي بن عبدالله بن عباس، وأبوجعفر المنصور وصالح
بن علي، وعبدالله بن الحسن، وابناه محمد وإبراهيم،
ومحمد بن عبدالله بن عمرو بن عثمان،


[185]


[فقال صالح
بن علي: قد علمتم انكم الذين يمد الناس إليهم أعينهم
وقد جمعكم الله في هذا الموضع فاعقدوا بيعة لرجل
منكم تعطونه اياها من أنفسكم، وتوا ثقوا على ذلك
حتى يفتح الله وهو خير الفاتحين: فحمدالله عبدالله
بن الحسن وأثنى عليه، ثم قال: قد علمتم ان ابني
هذاهو المهدى فهلم فلنبايعه، قال أبوجعفر: لاي شئ
تخدعون أنفسكم والله لقد علمتم ما الناس إلى أحد
أصور اعناقا ولا أسرع اجابة منهم إلى هذا الفتى
يريد به محمد بن عبدالله، قالو: قد والله صدقت، ان
هذا الذي نعلم، فبايعوا محمدا جميعا ومسحوا على
يده، قال عيسى: وجاء رسول عبدالله بن الحسن إلى أبى
ان اثتنا فانا مجتمعون لامر، وارسل بذلك إلى جعفر
بن محمد عليهما السلام، وقال غير عيسى: إن عبدالله
بن الحسن قال لمن حضر: لا تريدوا جعفرا فانا نخاف أن
يفسد عليكم أمركم، قال غير عيسى بن عبدالله بن محمد:
فأرسلنى أبى أنظر ما اجتمعوا له، فجئتهم ومحمد بن
عبدالله يصلى على طنفسة رحل مثنية، فقلت لهم ارسلني
أبى إليكم اسئلكم لاي شئ اجتمعتم، فقال عبدالله:
اجتمعنا لنبايع المهدي محمد بن عبدالله، قال: وجاء
جعفر بن محمد عليهما السلام فاوسع له عبدالله بن
الحسن إلى جنبه فتكلم]


[186]


[وبمثل
كلامه، فقال جعفر عليه السلام: لا تفعلوا فإن هذا
الامر لم يأت بعد، إن كنت ترى يعنى عبدالله ان ابنك
هذا هو المهدى فليس به، ولا هذا أوانه، وان كنت إنما
تريدان تخرجه غضبالله وليأمر بالمعروف وينهى عن
المنكر، فانا والله لا ندعك، فأنت شيخنا ونبايع
ابنك في هذا الامر؟ فغضب عبدالله وقال: لقد علمت
خلاف ما تقول، ووالله ما اطلعك الله على غيبه،
ولكنه يحملك على هذا الحسد لابنى، فقال: والله ما
ذاك يحملنى، ولكن هذا واخوته وأبنائهم دونكم وضرب
بيده على ظهر أبي العباس، ثم ضرب بيده على كتف
عبدالله بن الحسن، وقال: أيها والله ماهى إليك ولا
إلى ابنيك ولكنها لهم، وإن ابنيك لمقتولان، ثم نهض
وتوكأ على يد عبدالعزيز بن عمر ان الزهرى فقال: أر
أيت صاحب الرداء الاصفر يعنى أبا جعفر؟ فقال له:
نعم، فقال: انا والله نجده يقتله، قال له عبدالعزيز:
أيقتل محمدا؟ قال: نعم فقلت في نفسي: حسده ورب
الكعبة قال: ثم والله ماخرجت من الدنيا حتى رأيته
قتلهما، قال: فلما قال جعفر ذلك نهض القوم وافترقوا
وتبعه]


[187]


[عبدالصمد
وأبوجعفر فقالا: يا أبا عبدالله أتقول هذا؟ قال: نعم
أقوله والله وأعلمه.


قال
أبوالفرج: وحدثنى علي بن العباس المقانعى قال:
أخبرنا بكار بن أحمد قال: حدثنا حسن بن حسين، عن
عنبسة بن نجاد العابد، قال: كان جعفر بن محمد عليهما
السلام اذا راى محمد بن عبدالله بن الحسن تغر غرت
عيناه بالدموع، ثم يقول: بنفسى هو، ان الناس
ليقولون فيه وانه لمقتول؟ ! ليس هو في كتاب علي عليه
السلام من خلفاء هذه الامة.


فصل (1): وهذا
حديث مشهور كالذى قبله، لا تختلف العلماء بالآثار
في صحتهما، وهما مما يدلان على امامة أبى عبدالله
الصادق عليه السلام، وان المعجزات كانت تظهر على
يده لاخباره بالغايبات و الكاينات قبل كونها، كما
كان يخبر الانبياء عليهم السلام، فيكون ذلك من
آياتهم وعلامات نبوتهم و صدقهم على ربهم
عزوجل.أخبرنى ابوالقاسم جعفربن محمد بن قولويه، عن
محمد بن يعقوب الكلينى، عن علي بن إبراهيم بن هاشم،
عن أبيه عن جماعة من رجاله، عن يونس بن يعقوب، قال:
كنت عند أبي عبدالله عليه السلام فورد عليه رجل من
أهل الشام فقال له: اني رجل صاحب كلام وفقه وفرايض،
وقد جئت لمناظرة]


[188]


[أصحابك؟
فقال له أبوعبدالله عليه السلام: كلامك هذا من كلام
رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم أو من عندك؟
فقال: كلام رسول الله صلى الله عليه وآله بعضه ومن
عندى بعضه، فقال له أبوعبدالله عليه السلام فأنت
اذن شريك رسول الله صلى الله عليه وآله؟ قال: لا،
قال: فسمعت الوحى عن الله؟ قال: لا، قال: فتجب طاعتك
كما تجب اعة رسول الله صلى الله عليه وآله؟ قال: لا،
قال: فالتفت أبوعبدالله عليه السلام إلى فقال لى: يا
يونس بن يعقوب هذا قد خصم نفسه قبل ان يتكلم، ثم قال:
يا يونس لو كنت تحسن الكلام كلمته؟ قال يونس: فيالها
من حسرة ! فقلت: جعلت فداك سمعتك تنهى عن الكلام
وتقول ويل لاصحاب الكلام يقولون: هذا ينقاد وهذا لا
ينقاد، وهذا ينساق وهذا لا ينساق، وهذا نعقله وهذا
لا نعقله؟ فقال أبوعبدالله عليه السلام: إنما قلت،
ويل لقوم تركوا قولى، وذهبوا إلى ما يريدون به، ثم
قال: اخرج إلى الباب فانظر من ترى من المتكلمين فا
دخله.


قال: فخرجت
فوجدت حمران بن أعين وكان يحسن الكلام، ومحمد بن
النعمان الاحول و كان متكلما، وهشام بن سالم، وقيس
الماصر، وكانا متكلمين، فادخلتهم عليه فلما
استقربنا المجلس وكنا في خيمة لابى عبدالله عليه
السلام على حرف جبل في طرف الحرم، وذلك قبل ايام
الحج بأيام، اخرج أبوعبدالله عليه السلام رأسه من
الخيمة فإذاهو ببعيريخب فقال: هشام ورب الكعبة،
قال:]


[189]


[فظننا ان
هشاما رجل من ولد عقيل كان شديد المحبة لابى
عبدالله عليه السلام، فإذا هشام بن الحكم قد ورد
وهو اول ما اختطت لحيته، وليس فينا إلا من هو أكبر
سنا منه، قال: فوسع له أبوعبدالله عليه السلام وقال:
ناصرنا بقلبه ولسانه ويده، ثم قال لحمران: كلم
الرجل يعنى الشامى، فكلمه حمران فظهر عليه ثم قال:
يا طاقى كلمه فكلمه فظهر عليه محمد بن النعمان، ثم
قال: يا هشام بن سالم كلمه، فتعاديا ثم قال لقيس
الماصر: كلمه فكلمه، وأقبل أبوعبدالله عليه السلام
يتبسم من كلامهما وقد استخذل الشامى في يده.


ثم قال
للشامى: كلم هذا الغلام يعنى هشام بن الحكم؟ فقال:
نعم، ثم قال الشامى لهشام: يا غلام سلنى في امامة
هذا يعنى أباعبدالله عليه السلام، فغضب هشام حتى
ارتعد، ثم قال له: أخبرنى يا هذا ربك أنظر لخلقه أم
هم لانفسهم؟ فقال الشامى: بل ربى أنظر لخلقه، قال:
ففعل بنظره لهم في دينهم ماذا؟ قال كلفهم وأقام لهم
حجة ودليلا على ما كلفهم وأزاح في ذلك عللهم، فقال
له هشام: فما هذا الدليل الذي نصبه لهم؟ قال الشامى:
هو رسول الله صلى الله عليه وآله، قال له هشام: فبعد]


[190]


[رسول الله
من؟ قال: الكتاب والسنة، قال له هشام: فهل ينفعنا
اليوم الكتاب والسنة فيما اختلفنا فيه حتى يرفع عنا
الا ختلاف ومكنا من الاتفاق؟ قال الشامى: نعم، قال
له هشام: فلم اختلفنا نحن وأنت وجئتنا من الشام
تخالفنا وتزعم ان الرأى طريق الدين، وأنت تقربان
الرأى لا يجمع على القول الواحد المختلفين؟ فسكت
الشامى كالمفكر فقال له أبوعبدالله عليه السلام: ما
لك لا تتكلم؟ قال: ان قلت اناما اختلفا كابرت، وإن
قلت أن الكتاب والسنة يرفعان عنا الا ختلاف أبطلت
لانهما يحتملان الوجوه ! ولكن لي عليه مثل ذلك، فقال
له أبوعبدالله عليه السلام: سله تجده مليئا.


فقال
الشامى لهشام: من أنظر للخلق ربهم أو أنفسهم؟ فقال
هشام: بل ربهم أنظر لهم، فقال الشامى: أقام لهم من
يجمع كلمتهم ويرفع اختلافهم ويبين لهم حقهم من
باطلهم؟ قال هشام: نعم قال الشامى: من هو؟ قال هشام:
أما في ابتداء الشريعة فرسول الله صلى الله عليه
وآله.وأما بعد النبى عليه الصلوة والسلام فغيره،
قال الشامي: ومن هوغير النبى صلى الله عليه وآله
القائم مقامه في حجته؟ قال هشام: في وقتنا هذا أم
قبله؟ قال الشامى: بل في وقتنا هذا، قال هشام: هذا
الجالس يعنى أبا عبدالله عليه السلام الذي تشد اليه
الرحال، ويخبرنا بأخبار السماء وراثة عن أب عن]


[191]


[جد قال
الشامى: وكيف لى بعلم ذلك؟ قال هشام: سله عما بدا لك،
قال الشامى قطعت عذرى فعلى السؤال، فقال له
أبوعبدالله عليه السلام: أنا اكفيك المسألة يا
شامى، اخبرك عن مسيرك وسفرك، خرجت يوم كذا وكان
طريقك كذا، ومررت على كذا، ومربك كذا، فأقبل الشامى
كلما وصف له شيئا من أمره يقول: صدقت والله.


ثم قال له
الشامى: اسلمت لله الساعة فقال له أبوعبدالله عليه
السلام: بل آمنت بالله الساعة ان الاسلام قبل
الايمان، وعليه يتوارثون ويتناكحون، والايمان
عليه يثابون، قال الشامى: صدقت فانا الساعة أشهد أن
لا اله الا الله، وان محمدا رسول الله صلى الله عليه
وآله، وانك وصى الاوصياء.


قال: واقبل
أبوعبدالله عليه السلام على حمران، فقال: يا حمران
تجرى الكلام على الاثر فتصيب، فالتفت إلى هشام بن
سالم فقال: تريد الاثر ولا تعرف، ثم التفت إلى
الاحول فقال: قياس رواع تكسر باطلا بباطل، إلا ان
باطلك أظهر، ثم التفت إلى قيس الماصر فقال: تتكلم]


[192]


[وأقرب ما
تكون من الحق، والخبر عن الرسول صلى الله عليه وآله
أبعد ما تكون منه، تمزج الحق بالباطل، و قليل الحق
يكفى من كثير الباطل، أنت والاحول قفاز ان حاذقان،
قال يونس بن يعقوب، فطننت والله انه يقول لهشام
قريبا مما قال لهما، فقال: يا هشام لا تكاد تقع تلوى
رجليك إذا هممت بالارض طرت مثلك فيكلم الناس، اتق
الله الزلة، والشفاعة من ورائك.


فصل (2): وهذا
الخبر مع ما فيه من حجة النظر ودلالة الامامة يتضمن
من المعجز لابى عبدالله عليه السلام با لخبر عن
الغايب، مثل الذي تضمنه الخبر ان المتقد مان،
ويوافقهما في معنى البرهان.


أخبرنى
ابوالقاسم جعفر بن محمد القمى، عن محمد بن يعقوب
الكلينى، عن على بن ابراهيم بن هاشم عن العباس بن
عمرو الفقيمى، ان ابن ابى العو جاء وابن طالوت وابن
الاعمى وابن المقفع في نفر من الزنادقة كانوا
مجتمعين في الموسم بالمسجد الحرام، وأبوعبدالله
جعفر بن محمد عليهما السلام فيه اذ ذاك يفتى الناس،
ويفسرلهم القرآن، ويجيب عن المسائل بالحجج
والبينات، فقال القوم لا بن ابى العوجاء:]


[193]


[هل لك في
تغليط هذا الجالس وسؤاله عما يفضحه عند هولآء
المحيطين به فقد ترى فتنة الناس به وهو علامة
زمانه؟ فقال لهم ابن ابى العوجاء: نعم، ثم تقدم ففرق
الناس فقال: يا أبا عبدالله ان المجالس أمانات ولا
بدلكل من كان به سعال أن يسعل، أفتأذن لى في السؤال؟
فقال له أبوعبدالله عليه السلام: سل ان شئت فقال له
ابن ابى العوجاء: إلى كم تدوسون هذا البيدر وتلوذون
بهذا الحجر؟ تعبدون هذا البيت المرفوع بالطوب
والمدار؟ وتهرو لون حوله هرولة البعير اذا نفر؟ فقل
فانك رأس هذا الامر وسنامه، وابوك أسه ونظامه؟ فقال
له الصادق عليه السلام: ان من اضله الله وأعمى قلبه
استوخم الحق فلم يستعذ به، وصار الشيطان وليه وربه،
يورده مناهل الهلكة ولا يصدره، وهذا بيت استعبد
الله به خلقه ليختبر طاعتهم في اتيانه، فحثهم على
تعظيمه وزيارته، وجعله قبلة للمصلين له، فهو شعبة
من رضوانه، وطريق يؤدى إلى غفرانه، منصوب على
استواء الكمال، و مجمع العظمة والجلال، خلقه الله
تعالى قبل دحو الارض بألفى عام، فأحق من أطيع فيما
أمرو انتهى عما زجر، الله المنشئ للارواح والصور،
فقال له ابن أبى العوجاء: دكرت ياأبا عبدالله]


[194]


[فأحلت على
غائب؟ فقال الصادق عليه السلام: كيف يكون ياو يلك
غائبا من هو مع خلقه شاهد، واليهم اقرب من حبل
الوريد، يسمع كلامهم ويعلم اسرار هم، لا يخلو منه
مكان، ولا يشتغل به مكان، ولا يكون إلى مكان أقرب من
مكان، تشهد له بذلك آثاره، وتدل عليه أفعاله، والذى
بعثه بالآيات المحكمة والبراهين الواضحة محمد صلى
الله عليه وآله، جائنا بهذه العبادة، فان شككت في
شئ من أمره فاسئل عنه أو ضحه لك، قال: فأبلس ابن ابى
العوجاء ولم يدر ما يقول، فانصرف من بين يديه فقال
لاصحابه: سئلتكم ان تلتمسو إلى خمرة فألقيتمونى على
جمرة، قالوا له: اسكت فوالله فضحتنا بحيرتك
وانقطاعك، وما رأينا أحقر منك اليوم في مجلسه ! فقال
لهم: ألى تقولون هذا؟ انه ابن من حلق رؤس من ترون،
وأومى بيده إلى أهل الموسم.وروى ان ابا شاكر يصانى
وقف ذات يوم في مجلس ابى عبدالله عليه السلام، فقال
له: انك لاحذ النجوم الزواهر، وامهاتك عقيلات
عباهر، وعنصرك من أكرم العناصر، واذا ذكر العلماء]


[195]


[فعليك
تثنى الخناصر، خبرنا ايها البحر الزاخر، ماالدليل
على حدوث العالم؟ فقال له أبوعبدالله عليه السلام:
من أقرب الدليل على ذلك ما اظهره لك، ثم دعى ببيضة
فوضعها في راحته، وقال: هذا حصن ملموم، داخله غرقئ
رقيق يطيف به كالفضة السائلة والذهبة المايعة،
أتشك في ذلك؟ قال أبوشاكر: لاشك فيه، قال
ابوعبدالله عليه السلام: ثم انه ينفلق عن صورة
كالطاووس، أدخله شئ غيرما عرفت؟ قال: لا، قال: فهذا
الدليل على حدوث العالم، فقال أبوشاكر: دللت يا أبا
عبدالله فأوضحت، وقلت فأحسنت، وذكرت فأو جزت وقد
علمت انا لانقبل الا ما أدر كناه بأبصارنا أو
سمعناه بآذاننا، أوذقناه بأفواهنا، أو شممناه
بأنوفنا، او لمسناه ببشرتنا؟ فقال أبوعبدالله عليه
السلام: ذكرت الحواس الخمسن، وهى لا تنفع في
الاستنباط الا بدليل، كما لا تقطع الظلمة بغير
مصباح، يريد به عليه السلام ان الحواس بغير عقل لا
توصل إلى معرفة الغائبات، وان الذى أراه من حدوث
الصورة معقول بنى العلم به على محسوس.]


[196]


فصل (3) : ومما
حفظ عنه عليه السلام في وجوب المعرفة بالله تعالى
وبدينه قوله: وجدت علم الناس كلهم في أربع: اولها ان
تعرف ربك، والثانى ان تعرف ما صنع بك، والثالث ان
تعرف ما أراد منك، والرابع ان تعرف ما يخرجك عن
دينك.


وهذه اقسام
تحيط بالمفروض من المعارف لانه أول ما يجب على
العبد معرفة ربه جل جلاله، فاذا علم ان له إلها وجب
ان يعرف صنعه اليه، فاذا عرف صنعه اليه عرف نعمته،
فاذا عرف نعمته وجب عليه شكره، فاذا أراد تأدية
شكره وجب عليه معرفة مراده ليطيعه بفعله، واذا وجبت
عليه طاعته وجبت عليه معرفة ما يخرجه عن دينه
ليجتنبه، فبخلص به طاعة ربه وشكرا نعامه.


فصل (4) : ومما
حفظ عنه عليه السلام في التوحيد ونفى التشبيه قوله
لهشام بن الحكم: ان الله تعالى لايشبه شيئا ولا
يشبهه شئ، وكلما وقع في الوهم فهو بخلافه.]


[197]


فصل (5) : ومما
حفظ عنه عليه السلام من موجز القول في العدل قوله
لزرارة بن اعين: يا زرارة اعطيك جملة في القضاء
والقدر؟ قال له زرارة: نعم جعلت فداك، قال له: اذا
كان يوم القيامة وجمع الله الخلايق سئلهم عما عهد
اليهم ولم يسئلهم عما قضى عليهم.


فصل (6) : ومما
حفظ عنه عليه السلام في الحكمة والموعظة قوله: ما كل
من نوى شيئا قدر عليه، ولا كل من قدر على شئ وفق له،
ولا كل من وفق أصاب له موضعا، فاذا اجتمعت النية
والقدرة والتوفيق والاصابة فهنالك تمت السعادة.


فصل (7) : ومما
حفظ عنه عليه السلام في الحث على النظر في دين الله
والمعرفة لاولياء الله قوله: احسنوا النظر فيما لا
يسعكم جهله وانصحوا لانفسكم وجاهدوها في طلب مالا
عذر لكم في جهله، فان]


[198]


[لدين الله
أركانا لاتنفع من جهلها شدة اجتهاده في طلب ظاهر
عبادته، ولايضر من عرفها فدان بها حسن اقتصاده، ولا
سبيل لاحد إلى ذلك الا بعون من الله عزوجل.


فصل (8): ومما
حفظ عنه عليه السلام في الحث على التوبة قوله: تأخير
التوبة اغترار، وطول التسويف حيرة، والاعتلال على
الله هلكة، والاصرار على الذنب أمن لمكر الله، ولا
يأمن مكرالله الا القوم الخاسرون.


والاخبار
فيما حفظ عنه عليه السلام من العلم والحكمة والبيان
والحجة والزهد والموعظة وفنون العلم كله أكثر من أن
تحصى بالخطاب، أو تحوى بالكتاب، وفيما أثبتناه
منها كفاية في الغرض الذى قصدناه والله الموفق
للصواب.


فصل (9): وفيه
عليه السلام يقول السيد السمعيل بن محمد الحميرى
رحمه الله، وقد رجع عن قوله بمذهب الكيسانية، لما
بلغه انكار أبى عبدالله عليه السلام مقاله ودعائه
له إلى القول بنظام الامامة:]


[199]




  • [1 - أيا راكبا نحو المدينة جسرة
    2 - اذا ما هداك الله عاينت جعفرا
    3 - ألا يا ولى الله وابن وليه
    4 - اليك من الذنب الذى كنت مطنبا
    5 - وما كان قولى في ابن خولة دانيا
    6 - ولكن روينا عن وصى محمد
    7 - بأن ولى الامر يفقد لايرى
    8 - فيقسم اموال الفقيد كأنما
    9 - فان قلت لا فالحق قولك والذى
    10 - وأشهد ربى ان قولك حجة
    * على الخلق طرا من مطيع ومذنب]



  • * عذا فرة يطوى بها كل سبسب
    * فقل لولى الله وابن المهذب
    * اتوب إلى الرحمن ثم تأوب
    * اجاهد فيه دائبا كل معرب
    * معاندة منى لنسل المطيب
    * ولم يك فيما قال بالمتكذب
    * سنين كفعل الخائف المترقب
    * تغيبه بين الصفيح المنصب
    * تقول فحتم غير ما متعصب
    * على الخلق طرا من مطيع ومذنب]
    * على الخلق طرا من مطيع ومذنب]



[200]




  • [11 - بان ولى الامر والقائم الذى
    12 - له غيبة لابد أن سيغيبها
    13 - فيمكث حينا ثم يظهر امره
    * فيملا عدلا كل شرق ومغرب



  • * تطلع نفسى نحوه وتطرب
    * فصلى عليه الله من متغيب
    * فيملا عدلا كل شرق ومغرب
    * فيملا عدلا كل شرق ومغرب



وفي هذا
الشعر دليل على رجوع السيد (ره) عن مذهب الكيسانية،
وقوله بامامة الصادق عليه السلام ووجود الدعوة
ظاهرة من الشيعة في ايام ابى عبدالله عليه السلام
إلى امامته، والقول بغيبة صاحب الزمان صلوات الله
وسلامه عليه، وانها احدى علاماته وهو صريح قول
الامامية الاثنى عشرية.


/ 40