• عدد المراجعات :
  • 8203
  • 11/22/2006
  • تاريخ :

المكتبات الإلكترونية نمط جديد فى عالم المعرفة

ثورة المعلومات شعار يرفعه القائمون على أمر المعرفة الإنسانية خلال الآونة الأخيرة، تلك الثورة التى تتمثل أركانها فى الطفرة التى شهدها عالم الاتصال وما ارتبط بها من تقدم هائل فى سبل التبادل المعرفي، مما ترتب عليه ظهور وسائل جديدة فى عالم الإنتاج المعرفى كالشبكة العالمية للمعلومات وما أحدثته من تطور ملحوظ فى فنون النشر الالكترونى وظهور مصطلح الكتب الالكترونية ومن ثم المكتبات الالكترونية.

النتيجة المنطقية التى ترتبت على هذه الثورة المعرفية أن تغيرت النظرة البحثية إلى عالم المعرفة، الأدوات باتت متاحة ويسيرة والتبادل أمر يسير والنشر أيسر من سابقة عبر شكبات المعلومات ذلك كله دفعنا للسعى وراء الوقوف على كل جديد فى هذا المجال. يقول أحمد المصرى رئيس شبكة أخصائى المكتبات والمعلومات بالقاهرة إن المجتمعات العربية فى هذه الأيام تعيش فى أزهى عصور التطورات التكنولوجية التى أثرت بشكل ملحوظ على كافة جوانب التعاملات المعلوماتية، ومن أبرز الأمور الخاصة بهذه التطورات دائرة المعلومات، التى حرصت العديد من المؤسسات على تفعيلها بداخلها لتحقيق أهدافها المنشودة، وخاصة فميا يتعلق بالمعلومات من الجانب التكنولوجى ومكتباتنا العربية لا تبعد تماماً عن هذه المؤسسات التى اهتمت بالتطبيقات الرقمية بداخلها وتطوراتها، وما نشأت من تطورات خاصة بالخبراء فى تكنولوجيا المعلومات والاتصالات لتستفيد بها مكتباتنا ومراكز المعلومات ومؤسسات المعلومات العربية المختلفة. وبحسب أحمد المصري، فمن هنا ظهر الاهتمام مؤخراً بتوفير ملتقى عربى يحرص على مناقشة التطبيقات الرقمية التكنولوجية الحديثة بين ضفتى المكتبات كمؤسسات معلومات، وما يكمن من تطورات خاصة بتكنولوجيا المعلومات والاتصالات، فكلاهما حلقة مهمة فى منظومة عصر المعلومات الرقمي.

المكتبات الرقمية

ومن سلطنة عمان، تتحدث د. ليلى مرزوق اليحيائى مساعد رئيس مركز مصادر التعلم بكلية التربية عن تنمية الموارد البشرية فى ظل المكتبات الرقمية، قائلة إن العنصر البشرى فى المكتبات الرقمية أهم عناصر العمل والإنتاجية على الإطلاق ومحور أساسى وأداة فاعلية للوصول إلى أهدافها، ويمكن القول إنه مهما توافرت للمكتبات الرقمية من موارد مادية، وتكنولوجية وهياكل تنظيمية، فإنها تبقى خامات ولا بد من توافر الموارد البشرية وتنميتها فى مجال إمكانية استخدام المعلومات وتوزيعها، كوسيلة مهمة لتحسين المستوى الاقتصادى والاجتماعي.ومن هذا المنطلق، اهتمت كثير من البلدان العربية بأهمية الثروة البشرية، فهى حجر الزاوية فى بناء مجتمع المعلومات وتوفر تكنولوجيا المعلومات والاتصالات والآمال فى أعمال جديدة وفرص أفضل فى الإنتاجية، ولكنها تتطلب توفر قدرات جديدة، وذلك من خلال معرفتهم بالمكتبات الرقمية ومهام وأنشطة أى مورد بشرى فيها وتدريبهم على البرامج التعليمية والتدريبية من خلال أساليب حديثة لتأهيل العاملين فى مجال المعلومات.وعن النشر الإلكترونى باعتباره اتجاهاً سائداً يرى رياض طاهر مدير المكتبات الإقليمية بالقاهرة أن العالم يشهد حالياً طفرة لم يشهدها من قبل فى مجال المعلومات والاتصالات بعد أن شهد خلال القرن الماضى طفرات تكنولوجية هائلة من أهمها الحاسبات الإلكترونية ثم الإنترنت ثم الوسائط المتعددة الأنفوميديا ولكن من الموضوعات المطروحة حالياً وبقوة موضوع النشر الإلكترونى والمكتبات الإلكترونية والتوجه نحو تحويل أوعية المعلومات التقليدية إلى الشكل الإلكتروني.وأضاف ان هذا الموضوع يحظى باهتمام كبير من جانب المختصين والعاملين فى مجال المكتبات والمعلومات وذلك لأن تجارة المعلومات تحتل مكانة متقدمة عالمياً، وأيضاً لأن موضوع التجارة الإلكترونية فى دول العالم المتقدم أصبح من الموضوعات الأساسية فى كافة التعاملات، كما أنها تدر ربحاً وفيراً، وأن النشر الإلكترونى هو التطور العصرى الذى تستخدم فيه أساليب إلكترونية حديثة للنشر الورقى التقليدى لإعداد أوعية المعلومات وإتاحتها للمستفيدين فى إطار شبكة الإنترنت، وهو تحويل الكتاب العادى إلى شكل رقمى بحيث يمكن قراءاته وطباعته من خلال الكمبيوتر فى أى وقت.

مصادر متنوعة

ويشير د. متولى محمود النقيب مدرس التكنولوجيا المكتبات وشبكات المعلومات بجامعة المنوفية إلى أن مشكلة الباحثين والساعين إلى العلم والمعرفة كانت تتلخص فى صعوبة التوصل إلى المعلومة المطلوبة، إما بسبب قلتها أو بسبب صعوبة الوصول إليها، وكانت المكتبات العالمية والمحلية بما تحتويه من مصادر متنوعة باعتبارها المصادر الأكثر أهمية للحصول على المعلومات واقتنائها، مع ظهور تكنولوجيا المعلومات والاتصالات المتطورة وسرعة انتشارها وتوافرها لدى العامة، تغير الحال وأصبحت مشكلة الباحثين عن المعرفة تتمحور حول الاختيار الصحيح للمعلومة المطلوبة وسط كم هائل من المراجع والوثائق المتوفرة، بخاصة فى شبكة المعلومات الإنترنت.ويضيف د. متولى خلال العقد الأخير وبالتزامن مع ثورة المعلوماتية والاتصالات الهائلة، ووصولها إلى كل فرد ومؤسسة فى المجتمع بتكلفة معقولة، ظهرت إلى الوجود معايير علمية جديدة مثل إدارة المعرفة واقتصاد المعرفة ومجتمعات المعرفة، ولقد حاولت الإمساك بتعريف محدد لإدارة المعرفة، فلم أتمكن بسبب كثرة التعريفات وتنوعها وعدم تبلورها فى تعريف جامع مانع واحد، فالبعض يتحدث عن المعرفة بوصفها مجموعة البيانات والمعلومات التى يمكن استقاؤها من مصادر مختلفة وآخرون ينظرون إلى المعرفة بشمولية أوسع نظاماً فيعتبرونها نتاج عناصر مختلفة أهمها البيانات والمادة الخادم للمعلومات والمهارات والقدرات والخبرات اللازمة لاستقاء المعلومات من البيانات وتحليلها وفهمها واستخدامها بصورة مثلي، إضافة إلى الاتجاهات والدوافع والحوافر، التى توجه الفرد والجموع وتدفعهم إلى استخدام المعرفة وتحويلها إلى إبداع.

المكتبات الالكترونية

أما عن مهنة المكتبات والمعلومات فى ظل المكتبات الرقمية والإلكترونية فترى منى فريد أخصائى مكتبات ومعلومات بالإداراة العامة للمكتبات الجامعية بجامعة حلوان، أن المكتبات والمعلومات مرت بتطورات متلاحقة، من حيث مبانيها وأشكال مقتنياتها وخدماتها، ووظائفها المتمثلة فى حفظ الإنتاج الفكرى وتنظيمه وتسهيل مهمة الاسترجاع ووضعه فى خدمة المستفيدين، وقد تطورت هذه المكتبات لتصبح شبكة معلومات متطورة قادرة على التعامل والتفاعل مع التطورات المعاصرة وتلبية احتياجات الباحثين والدارسين فى شتى الموضوعات والمجالات، محققة بذلك قفزة كبرى فى استخدام تقنيات المعلومات والاتصالات ومتخطية بذلك الحواجز المكانية والزمنية فى البيئة التكنولوجية الجديدة ، وما سبق كله مهد لظهور المكتبات الإلكترونية، وهى تلك المكتبة التى تتكون مقتنياتها من مصادر المعلومات الالكترونية المختزنة على الأقراص المرنة أو المليزرة أو المتوافرة من خلال البحث والاتصال المباشر، أما المكتبة الافتراضية فيشير هذا المصطلح إلى توفر مداخل أو نقاط الوصول إلى المعلومات الرقمية، وذلك باستخدام العديد من الشبكات ومنها شبكة الإنترنت، أما المكتبة الرقمية فهى التى تشكل المصادر الإلكترونية الرقمية كل محتوياتها ولا تحتاج إلى مبنى وإنما لمجموعة من الحواسب وشبكة تربطها بالتهابات الطرفية للاستخدام. وتضيف انه يظهر من خلال الاستعراض لهذه التعريفات أن بعضها قد يستخدم تبادلياً، كما هو الحال بالنسبة للمكتبات الإلكترونية والإفتراضية، من حيث توفير نصوص الوثائق فى أشكالها الالكترونية المختزنة على الأقراص المليزرة أو المرنة أو الصلبة، أو من خلال البحث بالاتصال المباشر، فضلاً عن دورها فى تمكين المستفيدين من الوصول إلى المعلومات، وأدت هذه التوجهات المستقبلية إلى الاهتمام بالمكتبات الرقمية وتطوير مهنة المكتبات واختصاص المعلومات والمراجع للاندفاع نحو إرساء مناهج جديدة، لتدريس كل ما يتعلق بهذا النوع من المكتبات.

طباعة

أرسل لصديق

التعلیقات(0)