• عدد المراجعات :
  • 2433
  • 6/7/2006
  • تاريخ :

الأم والابنة ... بين التقاليد والعصر

تعتبر فتيات اليوم أمهاتهن غير مواكبات لطبيعة وبيئة ومستلزمات هذا العصر. فالعديد من طرق التربية لم تعد مستحبة عند فتيات اليوم لا سيما من ناحية المبادئ التربوية ومن ناحية الأسلوب. وفي هذا السياق تقول سمر (23 سنة): «هناك الكثير من الأمور التي كانت ممنوعة في الماضي، وأصبحت طبيعية بل تحولت حقاً طبيعياً لنا.


اختلاف المقاييس

ويبدو أنّ شريحة كبيرة من الأمهات صرن يشكلن «ضغطاً» على بناتهن وإن من باب الحرص والخوف عليهن. تقول روزي (20 سنة): «أمي حنونة جداً وتخاف كثيراً عليّ، لذلك تمنعني من الخروج احياناً برفقة بعض الأشخاص من أجل مصلحتي وسمعتي وغير ذلك. إلا أنني لا أجدها محقة لأنها تفقدني شخصيتي وتترك نفسها تقرر عني كل الأمور. فأنا في نظرها ما زلت صغيرة. أحب أن تحترم سني كما سأفعل أنا مع أولادي في المستقبل». ولا يختلف رأي روزي كثيراً عن ريّا (22 سنة) التي تقول إنها لم تشعر يوماً انها تخطت سن الرشد «فما لا يعجب والدتي، عليّ إلغاؤه وعدم التفكير فيه أبداً، القرار لها دوماً».

وإن كانت روزي وريّا تجدان في حرص أمهاتهما ضغطاً عليهما، تبرر ريما (23 سنة) تربية أمها التي تحبها أكثر من أي مخلوق، بطريقة التربية التي تلقتها أمها: «لا ألومها كثيراً على طريقة تصرفها وتربيتها لي. فهي تربت على أصول ومبادئ معينة يصعب قبولها اليوم لكونها لم تعد تلائم عصرنا... لكنني أحب أمي كيفما تصرفت». وسترى زينب (22 سنة) أن علاقتها بأمها ليست قوية بسبب عدم تفهمها: «أكثر ما يغيظني أنني لا أفكر في الزواج. فمنذ كنت صغيرة لم تتقرب مني كصديقة بل كأم مع ابنتها، وهذا ما سأتجنبه مع أولادي».

لكن ما رأي الأمهات في انعدام رضى بناتهن عن طريقة تربيتهن؟ تقول والدة ريّا (47 سنة): «مهما كبر ابناؤنا، يبقون أولاداً في نظرنا. لذلك نحرص أكثر على مصالحهم. فنحن نرى الأمور بطريقة أعمق نظراً الى خبرتنا في الحياة وعمرنا». ومن جهتها، تجد نجلة (55 سنة) أن تربية جيل اليوم أصعب بكثير من السابق: «يظن نفسه أكثر خبرة ومعرفة ولا يحتاج إلى رعاية وتوجيه».

ولم يخطر في بال جيهان (29 سنة) أنها ستمنع ابنتها يوماً من الذهاب في نزهة مع رفاقها خوفاً عليها. فهذه الأم الصغيرة صارت تفهم أمها التي كانت تمنعها من الخروج: «ابنتي تعتبرني قاسية وأنا أفكر في مصلحتها، هناك بعض الرفاق في النزهة غير جديرين بالثقة وهي لا تنتبه لهذا الأمر أبداً». وتدعمها زينة (28 سنة): «أجد أن اختلاف التفكير في التربية بين الأم وابنتها أمر طبيعي، كنت أقول لأمي أنها تنتمي الى بيئة متخلّفة ورجعية تعتمد على طاعة الزوج على حساب راحة ومتطلبات أولادهم، واليوم تقول لي ابنتي سنا (7 سنوات) لماذا تفكرين مثل جدتي كأنك قديمة؟».

أما سوسن (27 سنة) فتقف في حيرة من أمرها. إذ هي تجد نفسها تقلد تصرفات أمها من دون أن تدري وتجد صعوبة في التسامح في بعض الأمور التي كانت تطالب أمها بها. وتقول: «كنت أطلب من أمي أن تمنحني هامشاً من الحرية وتحترم خصوصياتي، واليوم أخاف أن أكتشف أن ابنتي تخفي عني شيئاً لذلك ومن دون قصد أتدخل في كل شيء».

وإن كانت بعض الفتيات يقلدّن أمهاتهن في التربية، غير أن كثيرات يبقين متمسكات بقناعاتهن وممارسة تربيتهن الخاصة. سهام (31 سنة) مثلاً لا تسمح لأمومتها بالتدخل في شؤون ابنتها: «أتركها تقرر ما تريد لأنني أسستها على الطريق الصحيح، عليها ان تدرك مصلحتها بنفسها الآن».

طباعة

أرسل لصديق

التعلیقات(0)