• عدد المراجعات :
  • 1676
  • 5/17/2006
  • تاريخ :

 كيف تحقق بالقرآن الكريم الغايات العظيمة

 كيف تحقق بالقرآن الكريم الغايات العظيمة

هل يكفي ان نعظم القرآن في نفوسنا لأنه معجزة الله الكبري؟ أم هل يكفي أن نتلو القرآن في شهر رمضان ونختمه في منتصف الشهر وفي آخره؟! كل ذلك صحيح، فينبغي تعظيمهُ وتلاوته آناء الليل وأطراف النهار وخصوصاً في شهر رمضان، كونه الشهر الذي أنزل فيه القرآن وليلة القدر عيد ميلاده، وكل الأعمال في شهر رمضان مباركة ومضاعفة.

ولكن السؤال المهم هو كيف تحقق بالقرآن الكريم كلّ تلك الاهداف والغايات العظيمة؟

والقرآن الكريم يقول: ( وننـزّل من القرآن ما هو شفاء ورحمةٌ للمؤمنين )، فكيف نجعل منه ذلك الدواء النافع لنا؟ فاذا كنا جادين في التعامل مع القرآن فإن علينا ان نتّبع التوصيات التالية:

أولاً: لابد أن نعقد العزم وننوي أن نغيّر انفسنا بالقرآن، ونطلب من الله سبحانه بصدقٍ واخلاص أن يزيدنا هداية وبصيرة بعيوبنا، لأن مهمة القرآن الاولي للبشرية هي تزكية النفوس (يتلوا عليهم آياته ويزكيهم ويعلمهم الكتاب والحكمة).

ثانياً: ان نقترب اكثر من القرآن بحيث نجد لذة وحباً عند تلاوته وأن نقرأه باسلوب خاشع مؤثر في النفوس، فرسول الله (ص) يقول: "اقرأوا القرآن بلحنٍ حزين فانه نزل بالحزن".

ذلك اسلوب الحزن يحرك عواطف الإنسان، مما يجعل المقرئ والمستمع أكثر تفاعلاً مع التلاوة، لأن النفوس بحاجة إلي اشارة نحو الخير والقرآن أساساً يستخدم اسلوب خطاب النفس من الداخل حتي تتحرك نحو الخيرات وتنـزجر عن السيئات.

وبما ان النفس البشرية ضعيفة وتتلوث بالذنوب وان الدنيا تنال من نفس الانسان وان الغفلة تؤدي الي قسوة القلب، فمن هنا تأتي ضرورة تمتين العلاقة الروحيّة بالقرآن الكريم، فرسول الله (ص) يوجهنا إلي علاج مثل هذه الأمراض بتلاوة القرآن، فقد قال (ص) في هذا المجال: "ان القلوب تصدأ كما يصدأ الحديد، قيل يا رسول الله فما جلاؤها؟ قال: تلاوة القرآن".

ثالثاً: كل فرد يجب ان يعتبر القرآن خطاباً موجهاً له وان الأيات تعنيه بالتحديد حتي يستعد لتنفيذ ما أمره به واجتناب ما نهاه عنه، فإذا قال القرآن: (ولايغتب بعضكم بعضاً) يجب أن يسلّم وينفذ وإذا قال: (إنما يخشي الله من عباده العلماء)، فيجب ان يفكر في نفسه ما هي الخشية وكيف يخشي الله.

رابعاً: التدبر والتذكر. فمن الغايات الاساسيّة لنـزول القرآن للبشر هو تدبر آياته من أجل الانتفاع ومداواة علل النفس، وهكذا المؤمن ينبغي أن يكون ديدنه التفتيش عن أمراضه، وأميرالمؤمنين عليه السلام يعلمنا هذا المنهج فيقول في خطبة المتقين في نهج البلاغة: "وأما الليل فصافون أقدامهم تالين لاجزاء القرآن يرتلونه ترتيلا، يحزنون به أنفسهم ويستثيرون به دواء دائهم".

ولكن كيف نتذكر به ونحن لانفهمه فهماً عميقاً؟ ولكي نصل إلي هذا المستوي من العلاقة مع القرآن لابد أن نصل إلي مستوي التدبر فيه والقرآن يجعل التدبر الهدف الاول قبل التذكر فيقول: (كتاب انزلناه اليك مباركاً ليدبروا آياته وليتذكر أولوا الألباب).

خامساً: كسر الاقفال. اذا وجدنا انفسنا لانقترب من كتاب الله ونحن نقرأه باستمرار، فهذا يعني اننا لا نزال بعيدين عنه وان قلوبنا لم تتسرب اليها أمواج النور واننا لم نصل الي مستوي الحب والتلذذ بتلاوة كتاب الله والتدبر في آياته، فكيف نصل إلي مستوي التسليم والتصديق إذا كنا كذلك؟

من هنا تأتي ضرورة الصراحة مع النفس والوقفة والمحاسبة والبحث عن الاسباب والامراض التي أدّت الي ذلك.

وفي القرآن نجد الجواب علي هذه التساؤلات يقول تعالي: (

افلا يتدبرون القرآن ام علي قلوبٍ اقفالها)، وإذا ما عرفنا ان (الاقفال) هي العائق امام تمتين العلاقة مع القرآن الكريم، فينبغي كسرها في النفوس وازالتها كالكبر والجهل والهوس والشك وكل ظلم في النفس حتي نصل الي مستوي التفاعل الحي مع القرآن الكريم.


هل يختلط القرآن باللحم و الدم؟

تعلم القرآن و تعليمه

بحوث تمهيدية حول القرآن الكريم

 

طباعة

أرسل لصديق

التعلیقات(0)