• عدد المراجعات :
  • 3969
  • 5/3/2006
  • تاريخ :

المرأة المسلمة ورحلة مواجهة التحديات

المرأة

مع دخولنا عالم الألفية الثالثة الصخب، يطفوا موضوع المرأة علي السطح من جديد،بأشکال مختلفة ونظرات متفاوتة، خاصة مع التقدم المعلوماتي الکاسح للثقافات وانهيار الانظمة والايديولوجيات، وفشل العديد من أنظمة الدفاع الثقافي في تحصين الذات من حالات الاختراق والتمزق والانحلال بکل مستوياته، وهو واقع يزداد معه، حال المرأة سوءاً، خاصة وقد تواطأ العديد من الأنظمة السياسية مع مشاريع النهوض المعدة سلفاً في الغرب لبلدان العالم الاسلامي الذي أصبح، هو وسکانه وثقافته ، العدو الاستراتيجي في سياسة قادة النظام العالمي الجديد.

فأي خيار أمام المرأة المسلمة اليوم، هل تبقي في سياق التبعية لخطاب الإغواء الثقافي الغربي الذي يحرضها علي التحرر من هويتها الأصلية بدعوي أنها تقتل في المرأة کيانها وخصوصيتها وحريتها؟ أم تدفع بحياتها باتجاه التحرر من هذا الخطاب والتوجه لإحياء هويتها الإسلامية الناصعة؟

فلدي المرأة المسلمة المعاصرة اقتناع تام بإنفراد الإسلام بضمان حقوقها المختلفة، وضرورة تاسيس مشروع دفاعي أمام التحديات العاتية الأتية من الغرب وثقافة المستهجنة.

إن الکثيرين منا يدرکون جيداً حقيقة الواقع العام للمرأة وحقيقة خطابات التحرر وکيفية نشوئها وتطورها وأهدافها، لکن الغائب في هذا الصدد، هو الإسلوب الذي به تسترد به المرأة المسلمة المعاصرة حق الدفاع عن نفسها وعن اختيارها الثقافي في عالم يستهلک أکثر مما ينتج، ويهدم أکثر مما يبني، وبالأخص إن الإسلام أعطاها من الحقوق ما يکفل لها الاستقرار والحياة الفاضلة.

فلدي المرأة المسلمة المعاصرة اقتناع تام بإنفراد الإسلام بضمان حقوقها المختلفة، وضرورة تاسيس مشروع دفاعي أمام التحديات العاتية الأتية من الغرب وثقافة المستهجنة.

وفي هذا الوقت بالذات، تتعالي أصوات بعض الحرکات النسائية المتغربة في بلادنا، داعية الي ما يسمي بتحرير المرأة، ومساواتها بالرجل، ورغم إن هذه الأفکار غربية بحتة ولا تنسجم مع هويتنا وثقافتنا الإسلامية، فقد لفظتها بعض التيارات في البلاد الغربية، بعد أن کرست تفکيک الأسرة وانهيار قيمها ومنظومتها الأخلاقية، وهذه الشعارات التي تظهر علي السطح بين الفينة والأخري وتتصدي لتسويقها واشاعتها رموز نسائية علمانية، وهي دعاوي مشبوهة ومرفوضة اجتماعياً واخلاقياً ودينياً.

وليت هذه الحرکات ترکز جهودها في مجالات رفع وعي المرأة وتبديد جهلها بحقوقها الشرعية وواجباتها، وإزالة أميتها حتي تستطيع أن تنجح في رعاية أبنائها وزوجها وأسرتها، وتؤدي دوراً فاعلاً في المجتمع يتناسب مع عفتها وکرامتها.

وليت هذه الحرکات ترکز جهودها في مجالات رفع وعي المرأة وتبديد جهلها بحقوقها الشرعية وواجباتها، وإزالة أميتها حتي تستطيع أن تنجح في رعاية أبنائها وزوجها وأسرتها، وتؤدي دوراً فاعلاً في المجتمع يتناسب مع عفتها وکرامتها.

وعندما أطلقوا صيحة تحرير المرأة في الغرب، تصدي بعض أصناف المثقفين في المجتمعات الاسلامية وأخذوا يروّجون هذه الأفکار غير عابئين بتناقضها مع ثقافتا وهويتنا الإسلامية، وأرادوا بذلک إبعاد المرأةعن دورها الحقيقي الذي خلقت من أجله، سواء کانت أماً أو أختاً أو زوجة أو ابنة، بل وکل دور أصيل وجدت له في هذه الحياة، وسعوا من خلال هذا المفهوم الخاطئ أن يخرجوا عن طبيعتها وتکوينها، ويعملوا علي تغريب عقلها وثقافتها وتفکيرها وجرها للاهتمام بالموضة العالمية وبيوت الأزياء، وصرفها عن أسرتها وقيمها، ودعوتها الي التمرد علي زوجها، وإشغالها عن التکريم الذي خلقها الله للقيام به مثل: دورها في تنشئة الأبناء، ورعايتهم والاعتناء بهم وتربيتهم علي الإسلام حتي يشبوا أبناء صالحين نافعين للمجتمع قادرين علي مواجهة التحديات التي تنشئ جيلاً قوياً صامداً في وجه تيارات ورياح الفتن والضياع ودعاوي التحرر الهدامة، التي يراد منها تحرر الأجساد والعقول من کل قيمة ومفهوم صحيح يدعو له ديننا الإسلامي الحنيف، فآثار وتداعيات هذه الدعاوي الباطلة لا تتوقف علي المرأة بل تطال الشباب، وتدس سمومها في کل أرجاء المجتمع، فتضيع معالم الأسرة وينحرف الأبناء ويتشوه المجتمع وتتبدد حياة الاستقرار والسکن والمودة.

إنها دعاوي مشبوهة تستهدف تقويض مؤسسة الأسرة وإضعاف دورها الحقيقي في تنشئة ونهوض الأمة بأبنائها، وهو دور غفلت عنه وتجاهلته هذه الأفکار التخريبية من أجل تحقيق مآربها وصرف الأسرة عن وظيفتها التي دعا لها ديننا الإسلامي العظيم والأساس الذي يقوم عليه من تربية وحب ومودة وسکن ودفء واستقرار.

إن الهزيمة النفسية أمام الحضارة الغربية، قد افقدت الکثيرين توازنهم أمام أي ادعاء يدعيه هذا العالم المادي، حتي لو کان هذا الإدعاء يمس تراثنا الفکري والثقافي المتمثل في الإسلام، فمن هنا کان القول بأنه إذا أرادنا أن نأخذ بأسباب الحضارة الغربية الحديثة أن نقوم بتحرير المرأة -وبالمفهوم الغربي- لتعيش المرأة المسلمة کما تعيش المرأة الغربية.

فکيف تعيش المرأة الغربية إذن؟

الحقيقة إنه إذا أرادنا أن نستعرض تأريخ المرأة في الغرب، فسوف نقف علي صور بشعة لانتهاک حقوق المرأة، لذلک فإنه قد يکون مقبولاً أن تتعالي الصيحات في الغرب لتنال المرأة حقوقها وحريتها المسلوبة عبر تأريخها الطويل.

إن المرأة الغربية لم تکن لها في الماضي أية حقوق، وليس لها في الحاضر إلا دور واحد فقط هو إشباع غرائز الرجل الابيض جنسياً واقتصادياً، فأي تحرير تعيشه المرأة الغربية؟ إن الرجل الغربي هو الذي يدعوا المرأة الشرقية بشعاره الزائف وحديثه المعسول عن الحرية التي تفتقدها، وما ذلک إلا رغبة في أن تتسع رقعة مستعمرته الغريزية.

إن المرأة الغربية المستعبدة من قبل الرجل الغربي تواجه قمعاً وانتهاکاً لحقوقها بشکل سافر، وبالتالي فإن دعوة الغرب للمرأة الشرقية أن تتخلي عن اسلامها وتلحق بأختها الغربية أمر له مغزي خطير! لأن الإسلام -کما هو جلياً- وحده الدين الذي أنصف المرأة وحفظ حقوقها وصان کرامتها وانسانيتها، أما المرأة في الحضارات الأخري فينظر اليها کمتاع ولا يؤخذ برأيها ولا يحفظ لها حقوق، وبفضل هذا الدين الرائع کان لها الرأي والدور والمکانة، وکان لها احترامها، وهذا ما دفع کثيراً من الغربيات الي اعتناق الدين الإسلامي.

ولذا إن الحديث عن حقوق المرأة ليس حديثاً بريئاً، غايته الأولي والأخيرة لذاتها،بل لقد جري التعامل مع تلک الحقوق علي أنها مادة خام يمکن التلاعب بها وتحويلها الي أدوات تتجاوز وظيفتها التقليدية (الدفاع عن المرأة) لتستخدم کأداة شديدة الفاعلية في ممارسة الدول الکبري للاکراه السياسي والاقتصادي ضد الدول الصغري لحملها علي قبول شروطها المغرضة في إدارة سياستها الداخلية وفي الداعية الرخيصة ضد ثقافات المجتمعات المسلمة الحاضنة لثقافات مغايرة، ومن هنا تحول جسد المرأة من الاستثمار الاقتصادي الي الاستثمار السياسي.

إن المرأة الغربية المستعبدة من قبل الرجل الغربي تواجه قمعاً وانتهاکاً لحقوقها بشکل سافر، وبالتالي فإن دعوة الغرب للمرأة الشرقية أن تتخلي عن اسلامها وتلحق بأختها الغربية أمر له مغزي خطير! لأن الإسلام -کما هو جلياً- وحده الدين الذي أنصف المرأة وحفظ حقوقها وصان کرامتها وانسانيتها، أما المرأة في الحضارات الأخري فينظر اليها کمتاع ولا يؤخذ برأيها ولا يحفظ لها حقوق، وبفضل هذا الدين الرائع کان لها الرأي والدور والمکانة، وکان لها احترامها، وهذا ما دفع کثيراً من الغربيات الي اعتناق الدين الإسلامي.

فلا تنهض الأمة وتستقيم لها الحياة، إلا بتعاون رکنيها الرجل والمرأة، وکل مسير لما خلق له، وإذا کان العبء الأکبر يقع علي عاتق الرجل، فلا يمنع ذلک من أن للمرأة رسالتها في الحياة، ودورها في المجتمع، ويتحقق ذلک بأن تحمل المرأة من الأعباء ما يناسبها، وأن تمارس المهن التي تتفق وتکوينها.

إلهام هاشم


مكانة المرأة في فكر الإمام الخميني

سبع نظريات قيلت في المرأة ورد عليها القرآن

 لماذا تبكي النساء بسهوله ؟!‎

من يحدد النشاط السياسي المشروع للمرأة؟

مسؤولية المرأة في الاسلام

الأمومة أرقى وظيفة في المجتمع

مكانة الأم فى الإسلام

 

 

 

طباعة

أرسل لصديق

التعلیقات(0)