• عدد المراجعات :
  • 1489
  • 2/7/2006
  • تاريخ :

مواطنون في بوليفيا يعتنقون الإسلام ويجذبون له المزيد

حوالي ألف مسلم يعيشون في بوليفيا بأمريكا الجنوبية، يمثلهم مركز إسلامي ومسجد وحيد، ويتزايد عددهم من ذوي الأصل البوليفي باستمرار في السنوات الأخيرة، لكنهم يخشون من نقص في أعداد الكاثوليك الذين يشكلون نسبة 95% من السكان لحساب البروتستانت الإنجيليين الذين يحملون ميولا عدائية للمسلمين.

ويرى مدير المركز الإسلامي عمرو كيفيدو أن أحوال المسلمين تتحسن شيئاً فشيئاً، مشيرا إلى أن أغلب المسلمين يقيمون في مدينتي سانتاكروز ولاباز، ويتفوق المسلمون ذو والأصل البوليفي على أقرانهم المهاجرين بنشاطهم الدعوي.

وقال إنه تم بناء مركز ومسجد تابع له يسمى بمسجد "العمرين" من تبرعات مسلمي بوليفيا والدول المجاورة، خاصة تشيلي. ويصل عدد المصلين يوم الجمعة إلى أكثر من خمسين مصلياً.

وبالإضافة إلى هذا المسجد يوجد مصلى للمسلمين الشيعة في مدينة لاباز، وهم قلة قليلة وأغلبهم بوليفيون، كما يوجد مصلَّى للسنة في مدينة سوكري. وأغلب المسلمين المهاجرين من بنجلاديش، باكستان، فلسطين، سورية، لبنان.

ويوضح كيفيدو أنه بجهود المركز الإسلامي وبعض الدعاة، اعتنق عدد من أهل البلاد الإسلام ومنهم سفير بوليفيا في مصر، وعبد المؤمن أحمد، ابن قنصل بوليفيا السابق في المملكة المغربية، وغيرهم كثيرون.

مخاوف من ازدياد البروتستانت الإنجيليين

كانت نسبة الكاثوليك في بوليفيا 95% وهذا العدد أصبح في تناقص مستمر، بينما نسبة البروتستانت الإنجيليين تتكاثر وتنمو بسرعة البرق داخل الحقل الديني المسيحي البوليفي، وهو ما يقلق الجالية المسلمة حيث أنها أشد عداءً للإسلام والمسلمين.

 ويزيد عدد اليهود في بوليفيا على 6000 نسمة وهم أقوياء اقتصادياً ويملكون أكبر محطة إعلامية وهي القناة الخامسةATB، كما يمتلكون مجلة أسبوعية (كوساس).

منابر إعلامية تحارب الأقلية المسلمة

وفي بوليفيا منابر إعلامية تملكها بعض الطوائف الدينية تقوم بتشويه صورة الأقلية المسلمة لصرف الشعب البوليفي البسيط عن الإسلام وعن التعاطف مع العرب والمسلمين، وقد تم قبل بضعة أشهر القبض على 23 مسلما من بنجلاديش، إثر مقال لكاتب اتهمهم بالتخطيط لعملية إرهابية، بينما هم تجار أبرياء لا علاقة لهم بما نسب إليهم.

 وحاول كثيرون من أبناء الأقلية المسلمة في بوليفيا التعريف بالإسلام في بعض الصحف والمحطات الإعلامية لكنها رفضت. ويوجد في بوليفيا لوبي ماسوني قوي، له تنظيماته المحكمة وقد نجحوا في اختراق جهاز القضاء والمؤسسة العسكرية وغيرها من المؤسسات.

ويعتبر العرب المسيحيون الذين أتوا من سورية ولبنان من أكبر الماسونيين في بوليفيا وأغلبهم يقطنون في مدينة سانتا كروز. جدير بالذكر أن محرر بوليفيا وهو: "سيمون بوليفار" (1738 1830 م) كان من أكبر الماسون، ثم خرج عنهم وأعلن القطيعة التامة مع نواديهم.

ويتحتم على الأقلية المسلمة في بوليفيا أن تتعاون وتتضامن وتنبذ الخلاف والشقاق فيما بينها، وأن تستفيد من نفوذ بعض الشخصيات البوليفية بنسج خيوط التعارف معها ومع بعض مدراء الصحف اليومية والأسبوعية، والانخراط الإيجابي في الأحزاب السياسية والمنظمات النقابية والعمالية والهيئات الحقوقية وخاصة المتعاطفة مع قضايا العرب والمسلمين، بالإضافة إلى إنشاء جمعيات ومراكز إسلامية ومساجد ومصليات ونوادٍ رياضية وترفيهية ومدارس عربية وإسلامية لتعليم أبناء الأقلية.

ويؤكد مسؤولو المركز الإسلامي البوليفي أنهم في حاجة إلى مساعدة وزارات الأوقاف السعودية والمصرية والكويتية والإماراتية, والقطرية, وكذلك رابطة العالم الإسلامي، والأزهر لإرسال الدعاة والمدرسين إلى بوليفيا دعماً لاستمرارية وجود الأقلية المسلمة بدول أمريكا اللاتينية.

 وتشير الكثير من المعالم العمرانية في بوليفيا وأغلب دول أمريكا اللاتينية إلى أن طائفة "المورسكيين" التي كانت تخفي إسلامها، حملها الإسبان بالقهر والقوة خلال فترة تقهقر المسلمين في الأندلس إلى هذه البلدان.

 بوليفيا هي جزء من إمبراطورية الهنود الأمريكيين "الأنكا" قبل استيلاء الإسبان عليها سنة 1538م وكان المورسكيون المسلمون، عبارة عن الأذرع الواقية والشاحنات النقالة، والدواب الطيعة في يد دهاقنة الاستعمار الإسباني، يوجهونهم كيفما يريدون وحسب مصالحهم وأهدافهم.

هذه الموجة من المؤمنين الضعفاء تلاشت في خضم الأحداث الاستعمارية، وذابت أمام قسوة محاكم التفتيش، والبقية الباقية استسلمت للقهر والجبروت وأخفت إسلامها، ولا يوجد اليوم في بوليفيا أي أثر لهذه الجماعة إلا علامات وآيات من خلال جدران وأبواب ونوافذ مدينة "سوكري"، توحي لك بأن المسلمين "مروا من هنا"!

طباعة

أرسل لصديق

التعلیقات(0)