• عدد المراجعات :
  • 1008
  • 11/1/2004
  • تاريخ :

إسراء رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) ومِعراجه

قال الله تعالى : ( سُبْحَانَ الَّذِي أَسْرَى بِعَبْدِهِ لَيْلاً مِّنَ الْمَسْجِدِ الْحَرَامِ إِلَى الْمَسْجِدِ الأَقْصَى الَّذِي بَارَكْنَا حَوْلَهُ لِنُرِيَهُ مِنْ آيَاتِنَا إِنَّهُ هُوَ السَّمِيعُ البَصِيرُ ) الإسراء : 1 .

الإسراء والسري : السير بالليل ، والمسجد الأقصى : بيت المَقْدِس ، والقصي : البعيد ، وسُمِّي أقصى : لكونه أبعد مسجد عن مكة .

إن الروايات المرويَّة عن أئمة أهل البيت ( عليهم السلام ) تصرِّح بوقوع الإسراء مرَّتين ، وهو المستفاد من آيات سورة النجم .

حيث يقول سبحانه :( وَلَقَدْ رَآهُ نَزْلَةً أُخْرَى ) النجم : 13 .

واختلف المؤرخون في كيفية الإسراء ، فقيل كان إسراءه ( صلى الله عليه وآله ) بروحه وجسده من المسجد الحرام إلى بيت المقدس ، ثمَّ ، ومنه إلى السماوات العُلَى ، وعليه الأكثرية .

وقيل : كان بروحه وجسده من المسجد الحرام إلى بيت المقدس ، ثم بروحه من بيت المقدس إلى السماوات ، وعليه جماعة .

وقيل : كان بروحه ( صلى الله عليه وآله ) ، وهو رؤيا صادقة أراها الله نبيَّه ، ونُسب ذلك إلى بعضهم .

لكن المتأمِّلُ إلى آية الإسراء الكريمة ينكشف له أنَّ الله سبحانه أسرى بشخص الرسول الأكرم ( صلى الله عليه وآله ) ، وليس بروحه مجرَّدة عن الجسد .

فالآية صريحة في دلالتها أن الله أسرى بعبده ، وليس بروحه ، كما أنه إسراء وليس رؤيا صادقة ، كما يدَّعي البعض .

وكان الغرض من الإسراء رؤية بعض الآيات الإلهيَّة الكبيرة العظيمة ، فقال تعالى :( لِنُرِيَهُ مِنْ آيَاتِنَا ) الإسراء : 1 ، وقال : ( لَقَدْ رَأَى مِنْ آيَاتِ رَبِّهِ الْكُبْرَى ) النجم : 18 .

إضافة إلى ذلك فإن هذه المعجزة الكريمة تزيد من ثبات المؤمنين وإيمانهم بقدرة الله سبحانه .

وبنفس الوقت زعْزَعَتْ ضِعاف الإيمان ، ومَن في نفوسهم مرض ، فارتدُّوا عن الإسلام ، ولم يثبت إلا من ثبت الإيمان في نفوسهم .

وبهذه الطريقة عُرف من ارتدَّ عن الإسلام ، ومن لم يثبت الإيمان في قلبه .

ذُكر في أمالي الصدوق ، بسنده عن أبان بن عثمان ، عن أبي عبد الله جعفر الصادق ( عليه السلام ) ، قال :( لَمَّا أُسريَ برسول الله ( صلى الله عليه وآله ) إلى بيت المَقْدس ، حَمَله جبرائيل على البراق ، فأتَيَا بَيت المقدس ، وعَرضَ عليه مَحاريب الأنبياء ، وصلَّى بها ، وَرَدَّه [ إلى مكة ] ) .

أمَّا المِعراج : فالمَعْرَج : المَصْعَد ، والطريق الذي تصعد فيه الملائكة .

وقد حدث المعراج في نفس الليلة التي حدث فيها الإسراء من المسجد الأقصى إلى السماوات العُلى .

وهي معجزة كبيرة للنبي محمد ( صلى الله عليه وآله ) ، فقد سخَّر الله سبحانه وتعالى لنبيِّه محمد ( صلى الله عليه وآله ) البراق .

فارتفع به ومعه جبرائيل ، ليُرِيَه مَلَكوت السماواتِ ، وما فيها من عجائِب صُنعِهِ ، وبدائِعِ خَلقه تعالى .

وقد تحدَّثت سورة النجم عن هذه المعجزة الكبرى ، فقال تعالى :

( بِسْمِ اللهِ الْرَّحْمَنِ الْرَّحِيْمِ * وَالنَّجْمِ إِذَا هَوَى * مَا ضَلَّ صَاحِبُكُمْ وَمَا غَوَى * وَمَا يَنطِقُ عَنِ الْهَوَى * إِنْ هُوَ إِلَّا وَحْيٌ يُوحَى * عَلَّمَهُ شَدِيدُ الْقُوَى * ذُو مِرَّةٍ فَاسْتَوَى * وَهُوَ بِالْأُفُقِ الْأَعْلَى * ثُمَّ دَنَا فَتَدَلَّى * فَكَانَ قَابَ قَوْسَيْنِ أَوْ أَدْنَى * فَأَوْحَى إِلَى عَبْدِهِ مَا أَوْحَى * مَا كَذَبَ الْفُؤَادُ مَا رَأَى * أَفَتُمَارُونَهُ عَلَى مَا يَرَى * وَلَقَدْ رَآهُ نَزْلَةً أُخْرَى * عِندَ سِدْرَةِ الْمُنْتَهَى * عِندَهَا جَنَّةُ الْمَأْوَى * إِذْ يَغْشَى السِّدْرَةَ مَا يَغْشَى * مَا زَاغَ الْبَصَرُ وَمَا طَغَى * لَقَدْ رَأَى مِنْ آيَاتِ رَبِّهِ الْكُبْرَى ) النجم : 1 - 18 .

طباعة

أرسل لصديق

التعلیقات(0)