• عدد المراجعات :
  • 2348
  • 8/4/2004
  • تاريخ :

صلة الرحم تزيد في تماسك المجتمع

زهور

عن النبي (صلى الله عليه وآله وسلم):

(إنّ القوم ليكونون فجرة، ولا يكونون بررة فيصلون أرحامهم فتنمى أموالهم، وتطول أعمارهم، فكيف إذا كانوا أبراراً بررة).

وعنه (صلى الله عليه وآله وسلم): (أعجل الخير ثواباً صلة الرحم).

إن مما أكد عليها الإسلام ودعى إليها هي الألفة والمحبة بين جميع الناس وأوصاهم أن يتعارفوا ويتآلفوا، وشدّد عليه في حق القرابة المعبر عنها بالرحم.. هذه الرحم أوصى الله بصلتها ونهى عن قطيعتها وحذّر الأرحام من التدابر والتقاطع، وليس معنى ذلك أن تصبح القرابة صنماً يتحكم بعواطف الناس وعقائدها وتتحول الأرحام إلى آلهة تجرف في طريقها كل عدل وحق ويتحول على أساسها الباطل إلى حق والحق إلى باطل... بل معناها أن يكون بين الأرحام تواصل وتعاطف وتواد في الله ومن أجل الله... فتتحول هذه الصلة إلى طهر ونزاهة يجتمع فيها الأرحام على طاعة الله وتقواه ولا يفصمها ولا يزلزلها حادث عابر أو قضية تافهة ومن هنا كان للأرحام حقوق أشد وأقوى من حقوق سائر المسلمين يحسن بنا أن نمر عليها ونتدبرها..

ونزيد هنا أن العلاقة بالمجتمع تبدأ من الأسرة ثم ذوي الأرحام الأقربين فالأقربين وبعدها القوم والعشيرة والبلدة ثم مع بقية المجتمعات حيث صلة الأرحام لها من الآثار الإيجابية حتى في تماسك المجتمعات وسيادة النظام فيها وعدم ضياع حقوق الناس.

ومن باب الأمثلة التي تضرب ولا تقاس: أن حاكماً ظالماً وذا جبروت وسلطة قوية أراد أن يبطش بجماعة من الناس فهنا أول ما يتبادر لأجل المصالحة معه وتهدئته هو بإيفاد الرموز وكبار القوم إليه عن طريق أرحامه وقرابته لقوة تأثيرهم فيه.

وأيضاً في حالة قطيعة الرحم فالمصيبة أكبر لأن الرحم والصديق أدرى من الغير بنقاط ضعف الإنسان وأعلم بموارد الإيذاء وفنونها بل فيها الخسارة على الطرفين في حالة التراجع والغلبة لأن المغلوب يبقى جزءاً من الإنسان.

ومما تجدر الإشارة إليه هو أن صلة الرحم في المجتمعات المسالمة والمؤمنة أشد ضرورة وأكثر فائدة منه في المجتمعات العدوانية، لضرورة أن اجتماع المسالمين على أمر فيه خير للمجتمع ولتطويره ولدفع الشر عنه وصون حقوق الضعفاء أما العدوانيون فلا يجتمعون إلا على ما هو شر للجميع لأنهم لا يستطيعون العيش في الأجواء المسالمة والهادئة والعفيفة والإنسانية، فيسعون لتكوين عالمهم الخاص بهم في الأجواء الفاسدة والرذيلة والحروب والعنف والدمار فيستلذون بالقتل والنهب والتدمير وغصب الحقوق وانتهاك الحرمات.

فلا يخفى الآثار الإيجابية لصلة الرحم من أنها طاعة لله تعالى وتزيد في العمر وتهوّن سكرات الموت وتنفي الفقر وتجلب الخير وتزيد في الرزق، وعن النبي (صلى الله عليه وآله وسلم)

(صلة الرحم تعمّر الديار، وتزيد في الأعمار، وإن كان أهلها غير أخيار..).إذن لا ينبغي قطع صلة الرحم لأعذار واهية قابلة للإزالة، فأفضل صلة الرحم وأعظمها إذا كان الرحم قاطعاً لها فإن صلتها حينئذ تكون خالصة وصافية من جميع شوائب الرياء والتعصب للأهل والأقارب.. فإن في حالة الرضا والوفاق تتدخل المصالح والمنافع والقرابة ولكن إذا كان رحمك قاطعاً لك تستطيع أن تصله وبعملك هذا تخرجه من عدائه لتضمه إلى جانبك في حب ورضى... بل الإسلام يفرض على الإنسان عدم مقاطعة الأرحام ولو كادوه ونصبوا له العداوة وحاولوا الإضرار به، فهذه هي استراتيجية امتصاص الغضب والأذى وتحويله إلى حب وآلفة، فعن رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) (أوصي الشاهد من أمتي والغائب منهم ومن في أصلاب الرجال وأرحام النساء إلى يوم القيامة: أن يصل الرحم وإن كان منه على مسير سنة فإن ذلك من الدين..).

فلا عذر للمتعذرين والهاربين من المسؤولية..

فإن السلام أيضاً صلة، فعن النبي (صلى الله عليه وآله وسلم):

(صلوا أرحامكم ولو بسلام..).


مراتب صلة الرحم

كيف ننزل البركة في منازلنا؟

علماء النفس يؤكدون ان زيارة الأقارب

طباعة

أرسل لصديق

التعلیقات(0)