• عدد المراجعات :
  • 1632
  • 12/10/2003
  • تاريخ :

اليوم العالمي لمكافحة الايدز يختار موضوع التصدي للتمييز ضد المصابين

"عيشوا واتركوا الآخرين يعيشون". تحت هذا الشعار افتتح اليوم العالمي لمكافحة الايدز، ساعيا هذه السنة الى التصدي للتمييز الذي يشكل عقبة كبيرة في وجه مكافحة هذا المرض الذي حصد ثلاثة ملايين شخص عام 2003.

وقال المدير التنفيذي لبرنامج الامم المتحدة المشترك ضد الايدز (يونايدز) بيتر بيوت في رسالة نشرت بمناسبة هذا اليوم العالمي "كل شيء يشير مرة جديدة الى ان المرض يزداد انتشارا". وتابع بيوت "ان العالم اليوم لا يعرف قضايا اخلاقية كثيرة تفوق اهمية مسألة اطلاق الدينامية التي ستجعل من بعض النماذج المتفرقة حركة عالمية جماعية من اجل التغلب على الايدز".

ورأى المدير التنفيذي "علينا ان نبدأ بالقضاء على وصمة العار التي لا تزال تلحق غالبا بالاشخاص المصابين بفيروس الايدز". ويشير مجمل العاملين في مكافحة الايدز الى صعوبة وصول المرضى الى الادوية، وعلى الاخص في الدول الفقيرة. وذكر بيتر بيوت بان "ستة ملايين شخص في العالم حياتهم مهددة لانه لا يمكنهم الوصول الى الادوية الضرورية والتي بات من الممكن الحصول عليها لقاء خمسين سنتا في اليوم فقط".

ويتحتم بالتالي تعديل طريقة العلاج بحيث تتكيف مع الظروف الخاصة بالدول التي تعاني من نقص في جميع المواد او في معظمها. واعتبرت منظمة اطباء بلا حدود ان "وصف عدد اقل من الاقراص في اليوم وعدد اقل من الفحوص في المختبرات ومنح ادوية مجانية توزع في المراكز الطبية في الضواحي والتزام المجموعة (التي يعيش فيها المصابون)، كل ذلك يشكل المحاور الاساسية لهذا التكيف الضروري مع الظروف الحياتية في الدول الفقيرة".

ولا يظهر الايدز في الوقت الحاضر اي بوادر تشير الى انحساره. فكل يوم يصاب حوالى 14 الف شخص بهذا الفيروس. وبلغ عدد الاصابات خلال العام 2003 حوالى خمسة ملايين شخص، ما يرفع الى اربعين مليونا عدد حاملي الفيروس في العالم، بينهم 2.5 مليون طفل ما دون الخامسة عشرة، بحسب احصاءات نشرها يونايدز هذا الاسبوع.

ولا تزال منطقة افريقيا جنوب الصحراء تسجل اكبر عدد من الاصابات. وبلغ عدد الافارقة حاملي الفيروس حوالى 26.6 مليونا عام 2003، بينهم 3.2 ملايين اصيبوا بالفيروس خلال السنة الماضية. غير ان قلة منهم فقط تقدر بخمسين الف شخص في نهاية العام 2002 امكنها الحصول على العلاج الثلاثي.

وفي آسيا ومنطقة المحيط الهادئ حيث حصد الايدز 485 الف شخص عام 2002، فان 43 الف مريض فقط كانوا يتلقون علاجا في نهاية العام الماضي. وقدر عدد المصابين الذين امكنهم الوصول الى العلاج في الفترة ذاتها في منطقة اميركا اللاتينية والكاريبي بحوالى مئتي الف.

كما ان الوضع على صعيد انتشار الايدز يتفاقم في الصين واندونيسيا ودول الاتحاد السوفياتي السابق وافريقيا الشمالية. وفي نهاية 2002، تراوح عدد المصابين بالايدز في الهند بين 3.82 و4.58 مليون شخص.

وقدر العدد الاجمالي لحاملي الفيروس العام الماضي ب42 مليون شخص. وان كان هذا العدد يشير الى تراجع طفيف، الا ان برنامج يونايدز يحذر من ان هذا التراجع الظاهري لا يعني انحسار المرض الذي ازداد انتشارا. وفي اطار مكافحة الايدز، دعا عدد من المنظمات غير الحكومية الفرنسية امس الجمعة البنك الدولي الى تبديل نهجه بحيث يكون "على مستوى خطابه" في هذا المجال، عبر اعتماد سياسة تقوم على تقديم هبات وليس قروضا ودعم وصول المصابين الى الادوية البديلة.

وجاء في بيان نشرته هذه المنظمات التي تنشط حول موضوع "البنك الدولي: الصحة لقاء ثمن" ومن بينها "اكت آب" و"اطباء العالم"، ان "البنك الدولي يحاول مستعينا بوسائل الاعلام ان يثبت صوابية التزاماته على صعيد مكافحة الايدز. غير ان عناصر عدة تجعلنا نشكك في فاعلية تدخله". وتابع البيان الصادر قبل ثلاثة ايام من اليوم العالمي لمكافحة الايدز ان هذه المنظمات غير الحكومية "تطالب البنك الدولي اليوم بان يكون على مستوى خطابه عبر تمويل مجمل مشاريع كافحة الايدز عن طريق هبات وان يدعم تعميم الوصول الى الادوية البديلة في دول الجنوب". وذكر البيان مستندا الى تقرير رفعته الحكومة الفرنسية الى البرلمان بانه في حين ان البنك الدولي "تعهد فعليا بدفع مليار دولار في اطار برامج مكافحة الايدز في دول عدة، فان 67 مليون دولار فقط كان تم صرفها في الاول من كانون الثاني/ يناير 2003".

كما اعتبرت المنظمات غير الحكومية ان البنك الدولي "يساهم بشكل مباشر في تفاقم ديون الدول لان "القسم الاكبر من مساعداته لا يزال يقدم على شكل قروض" في حين "يمكن حاليا تمويل بعض المشاريع على شكل هبات".

أما في أمريكا فقد ذكرت السلطات الصحية الاميركية ان عدد الحالات الجديدة من الاصابة بمرض نقص المناعة المكتسبة (الايدز) بين الرجال مثليي الجنس شهدت ارتفاعا كبيرا في الفترة من 1999 حتى 2002.

فقد ارتفع عدد الاصابات الجديدة في هذه الفترة بنسبة 7,3 في المئة بين الرجال بشكل عام وبنسبة 17 في المئة بين مثليي الجنس طبقا لمراكز مراقبة الامراض والوقاية. وتغطي هذه الارقام 29 ولاية اميركية فقط ولم تشمل ولايات مثل كاليفورنيا ونيويورك وواشنطن والينوي التي تعاني من نسبة كبيرة من الاصابات بالايدز وفيروس "اتش اي في".

وجاء في تقرير المراكز الاسبوعي ان عدد مجمل الحالات بين الرجال ارتفع من 17556 حالة عام 1999 الى 18843 عام 2002 وبين مثليي الجنس من 9988 الى 11686.

ونشرت هذه الارقام قبل يوم الايدز العالمي المصادف في الاول من كانون الاول/ديسمبر.

وقال التقرير ان "الابلاغ عن انتشار مرض الزهري وارتفاع معدل ممارسة الجنس دون وقاية يزيد من المخاوف المتعلقة بزيادة انتشار فيروس "اتش اي في" بين الرجال المثليي الجنس"

وقال خبراء الوقاية من الامراض في الولايات المتحدة ان التقرير "يشير الى ان تشخيص الاصابة بفيروس (اتش اي في) ازداد بين البيض المتحدرين من اصل اسباني وغير المتحدرين من اصل اسباني".

واضافوا ان "نتائج التقرير تبرز الحاجة الى وضع استراتيجيات جديدة للوقاية لمنع الزيادات المحتملة في الاصابة بفيروس (اتش اي في) بين هذه الفئات".

وافاد التقرير ان ظهور اصابات جديدة بين النساء ومتبايني الجنس ومدمني المخدرات استقر خلال نفس الفترة.

وفي أفريقيا فقد اعلن صندوق رعاية الطفولة التابع للامم المتحدة (يونيسيف) انه بحلول سنة 2010 سيصل عدد الاطفال دون سن ال 15 الذين سيفقدون احد والديهم على الاقل بسبب مرض نقص المناعة المكتسبة (الايدز) الى 20 مليون مقارنة مع 11 مليون عام 2001.

واضافت المنظمة الدولية في تقريرها ان ذلك سيرفع اجمالي عدد الاطفال اليتامى في منطقة جنوب الصحراء وخصوصا بوتسوانا وليسوتو وسوازيلاند الى اكثر من 40 مليون طفل حيث سيلاقي والدا كل طفل من بين خمسة حتفهم.

واوضح التقرير ان عمر نصف عدد اليتامى في المنطقة يتراوح ما بين 10-14 عاما كما ان عمر 35% منهم يتراوح بين خمس وتسع سنوات.

ومن جهتها افادت منظمة الصحة العالمية وبرنامج الامم المتحدة للايدز ان ثلثي الاصابات بالايدز وحملة المصل الايجابي في العالم يوجدون في القارة السوداء.

وحض التقرير الدول المتضررة من الايدز على زيادة التزاماتها بالاهداف الدولية التي تم وضعها قبل عامين وتشمل وضع سياسات وطنية عام 2003 وتطبيقها عام 2005 لتقديم الدعم ليتامى الايدز والاطفال المصابين بالمرض.

وقال التقرير ان نقص الاموال يحد من قدرة الحكومات على التصرف وبالتالي فان على المجتمع الدولي التدخل مؤكدا ان "الدول الغنية يجب ان تلعب دورا فعالا في تسريع مواجهة ازمة اليتامى".

طباعة

أرسل لصديق

التعلیقات(0)