• عدد المراجعات :
  • 3405
  • 1/13/2014
  • تاريخ :

أخلاق الإمام جعفر بن محمد الصادق (عليه السلام) مع أهل مجلسه

امام صادق

روي أنه كان يجلس للعامة والخاصة ، ويأتيه الناس من الأقطار يسألونه عن الحلال والحرام، وعن تأويل القرآن وفصل الخطاب، فلا يخرج أحد منهم إلاّ راضياً بالجواب(1).

وروي عن أبي هارون مولى آل جعدة أنه قال: كنت أجالس الصادق (عليه السلام) في المدينة، فانقطعت عن مجلسه أيّاماً، فلما أتيته، قال: (( يا أبا هارون كم من الأيام لم أرك فيها ؟ )) قلت: ولد لي ولد، قال: (( بارك الله لك فيه ، ماذا أسميته؟ )) قال: محمداً، فلما سمع باسم محمد أطرق إلى الأرض وهو يقول: (( محمد محمد محمد )) ، حتى كاد وجهه يلتصق بالأرض، ثم قال: (( روحي وأمي وأبي وأهل الأرض جميعاً لك الفداء يا رسول الله )) ، ثم قال: (( لا تسب هذا الولد ولا تضربه ولا تسيء إليه، واعلم أنه ما من بيت فيه اسم محمد، إلاّ طهر وقدّس كل يوم ))(2).

وكان الفضل بن عمر في مسجد رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم)، فسمع من ابن أبي العوجاء بعض كفرياته، فلم يملك غضبه، فقال: يا عدوّ الله، ألحدت في دين الله، وأنكرت الباري جل قدسه، إلى آخر ما قال له، فقال ابن أبي العوجاء: يا هذا إن كنت من أهل الكلام كلمناك، فإن ثبت لك الحجة تبعناك ، وإن لم تكن منهم فلا كلام لك ، وإن كنت من أصحاب جعفر بن محمد الصادق فما هكذا يخاطبنا، ولا بمثل دليلك يجادلنا، ولقد سمع من كلامنا أكثر مما سمعت ، فما أفحش في خطابنا، ولا تعدّى في كلامنا، ويصغي إلينا، ويستغرق حجتنا، حتى إذا استفرغنا ما عندنا وظننا أنا قد قطعناه أدحض حجتنا بكلام يسير، وخطاب قصير يلزمنا به الحجة، ويقطع العذر، ولا نستطيع لجوابه رداً، فإن كنت من أصحابه فخاطبنا بمثل خطابه(3).

وافتقد يوماً رجلاً من أهل مجلسه، فقيل: هو عليل ، فأتاه عائداً فجلس عند رأسه فوجده في حال الاحتضار، فقال له: (( أحسن ظنّك بالله )) ، فقال: ظني بالله حسن ، لكن غمّي من أجل بناتي، فما أكربني إلاّ الغصة عليهنّ، فقال (عليه السلام): (( الذي ترجونّ لتضعيف حسناتك ومحو سيئاتك فارجه لإصلاح بناتك. ألم تعلم أن رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) روى أنه لما جاوز سدرة المنتهى ليلة المعراج وانتهى إلى أغصانها.. فناداه الله عز وجل: أن يا محمد لقد أنبتناها من هذا المكان الذي هو أعلى الأمكنة لتغذية بنات المۆمنين وأبنائهم من أمّتك، فقل لآباء البنات أن لا يضيقوا بقلة ذات اليد ، فإني كما خلقتهم أرزقهم ))(4).

أخلاقه مع ضيوفه:

عن عبد الرحمن بن الحجاج قال: أكلنا مع أبي عبد الله (عليه السلام) فأتينا بقصعة من أرز فجعلنا نعذر(5) فقال: (( ما صنعتم شيئاً، إن أشدّكم حباً لنا أحسنكم أكلاً عندنا )) ، قال عبد الرحمن: فرفعت كشعة المائدة فأكلت فقال: (( نعم الآن )) ، ثم أنشأ يحدثنا أن رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) أهدي له قصعة أرز من ناحية الأنصار ، فدعا سلمان والمقداد وأباذر (رحمهم الله) ، فجعلوا يأكلون أكلاً جيداً ، ثم قال أبو عبد الله (عليه السلام): (( رحمهم الله ورضي الله عنهم وصلى عليهم ))(6).

وعن عبد الله بن سليمان الصيرفي قال: كنت عند أبي عبد الله (عليه السلام)، فقدّم إلينا طعاماً فيه شواء وأشياء بعده، ثم جاء بقصعة من أرز، فأكلت معه، فقال: (( كل )) ، قلت: قد أكلت، فأكلت معه، فقال: (( كل ))، قلت : قد أكلت، قال: (( كل فإنه يُعتبر حب الرجل لأخيه بانبساطه في طعامه )).

وعن ابن أبي يعفور قال: رأيت عند أبي عبد الله (عليه السلام) ضيفاً، فقام يوماً في بعض الحوائج، فنهاه عن ذلك وقام بنفسه إلى تلك الحاجة وقال: (( نهى رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) عن أن يستخدم الضيف ))(7).

المصادر:

1 ـ منتهى الآمال، 2: 164.

2 ـ منتهى الآمال ص166.

3 ـ منتهى الآمال.

4 ـ منتهى الآمال. ص167.

5 ـ نقصر في الأكل: يأكلون قليلاً.

6 ـ الكافي، 6: 278، حديث.

7 ـ منتهى الآمال. ص328، حديث.



طباعة

أرسل لصديق

التعلیقات(0)