• عدد المراجعات :
  • 6871
  • 7/13/2013
  • تاريخ :

ولاية علي عليه السلام في القرآن الكريم

علي

قد ورد في القرآن الكريم « إنما وليكم الله و رسوله و الذين آمنوا الذين يقيمون الصلاة و يۆتون الزكاة و هم راكعون » ( 55-مائدة ).

و الروايات الآتية يۆيد ذلك بأنّ هذه الآية في شأن علي عليه السلام:

في تفسير الطبري، و اسباب النزول للواحديو شواهد التنزيل للحاكم الحسكاني و انساب الأشراف للبلاذري و غيرها١.

عن ابن عباس و ابي ذر و انس بن مالك و الامام علي و غيرهم ما خلاصته: «انّ فقيرا من فقراء المسلمين دخل مسجد الرسول و سأل و كان علي راكعا في صلاة غير فريضة٢، فأوجع قلب علي كلام السائل ، فأوما بيده اليمنى الى خلف ظهره، و كان في اصبعه خاتم عقيق يماني أحمر يلبسه في الصلاة، و أشار الى السائل بنزعه فنزعه و دعا له،و مضى فما خرج أحد من المسجد حتى نزل جبرئيل عليه السلام بقول عزّوجل « انما وليکم الله ...»

 فأنشأ حسان بن ثابت يقول ابياتا منها قوله:

أبا حسن تفديك نفسي و مهجتي                               و كلّ بطيء في الهدى و مسارع

فانت الذي أعطيت اذا أنت راكع                                     فدتك نفوس القوم يا خير راكع

فانزل فيك الله خير ولاية                                                 فاثبتهافي محكمات الشرائع

ايراد على دلالة الآية

أورد بعضهم على مفاد الروايات السابقة انّ لفظ الآية « و الذين يقيمون الصلاة و يۆتون الزكاة و هم راكعون » جمع فكيف يعبر بلفظ الجمع و يراد به الواحد و هم الامام علي؟

و يقال: توهم من قال ذلك فانّ الذي لايجوز انما هو استعمال اللفظ المفرد و ارادة الجمع منه، اما العكس فجايز و شايع في المحاورات و قدورد نظائرها في موارد متعددة في القرآن الكريم مثل التعابير التي وردت في سورة المنافقين:

« بسم الله الرحمن الرحيم. اذا جاءك المنافقون قالوا نشهد انك لرسول الله و الله يعلم انك لرسوله و الله يشهد انّ المنافقين لكاذبون » الي قوله تعالي « و ا ذا قيل لهم تعالوا يستغفر لكم رسول الله لووا روۆسهم و رأيتهم يصدون و هم مستكبرون » الى قوله : « هم الذين يقولون لاتنفقوا على من عند رسول الله حتى ينفضوا و لله خزائن السموات و الأرض ولكن المنافقين لايفقهون، يقولون لئن رجعنا الى المدينة لنخرجنّ الأعزّ منها الأذل، و لله العزّة و لرسوله و للمۆمنين و لكن المنافقين لايعلمون » ( منافقون/ 1-8).

قال الطبري في تفسير السورة :

انما عني بهذه الآيات كلّها عبدالله بن ابي سلول... و أنزل الله فيه هذه السورة من أولها إلى آخرها و بالنحو الذي قلنا ، قال أهل التأويل و جاءت الأخبار٣.

و روى السيوطي بتفسير الآيات عن ابن عباس انه قال: و كلّ شئ أنزله في المنافقين- في هذه السورة- فانما أراد عبدالله بن أبي٤.

و موجز القصة كما نقلها أهل السير و ورد في التفاسير:

« انّ اجير عمربن الخطاب، جهجاه الغفاري،ازدحم بعد غزوة بني المصطلقمع سنان الجهنيحليف بني الخزرج على الماء فاقتتلا فصرخ الجهني: يامعشر الأنصار!و صرخ الجهجاه : يا معشر المهاجرين! فغضب عبدالله بن أبي و معه رهط من قومه و فيهم زيد بن أرقم،غلام حديث السنّ فقال: أقد فعلوها؟قدنافرونا و كاثرونا في بلادنا،و الله ماأعدّنا و جلابيب قريش هذه الّا كما قال القائل :سمّن كلبك يأكلك! أما والله لئن رجعنا الى المدينة لنخرجنّ الأعزّ منها الأذل، ثم أقبل على من حضره من قومه،فقال: هذا مافعلتم بأنفسكم ما احللتموهم بلادكم، و قاسمتموهم أموالكم، أما والله لو أمسكتم عنهم ما بأيديكم لتحوّلوا الى غير بلادكم، فسمع ذلك زيد بن أرقم و مشى به الى رسول الله و أخبره و عنده عمربن الخطاب »٥.

فقال عمر بن الخطاب: دعني أضرب عنقه يا رسول الله ، فقال: اذاً ترعد له آنف كثيرة بيثرب، قال عمر: فان كرهت يا رسول الله ان يقتله رجل من المهاجرين ، فمرّ به سعد بن معاذ و محمد بن مسلمة فيقتلانه فقال: إني أكره أن يتحدث الناس انّ محمداً يقتل أصحابه٦.

فذهب عبدالله إلى رسول الله ، و حلف انه لم يكن شئ من ذلك فلام الأنصار زيدا على قوله، و قالوا لعبدالله: لو رأيت رسول الله يستغفر لك فلوّى رأسه و قال: أمرتموني ان اومن فامنت  و امرتموني أن أعطي زكاة مالي فأعطيت فما بقي لي الا أن اسجد لمحمد، فنزلت السورة فيه و هو المقصود بقوله تعالى: « هم الذين يقولون لاتنفقوا على من عند رسول الله حتّى ينفضوا » .

و هو المقصود من قوله تعالي : « و اذا قيل لهم تعالوا يستغفر لکم رسول الله لووا روۆسهم ...».

في هذه السورة عبّرالله عن عبدالله بن أبي القائل الواحد، بقوله تعالى : هم الذين يقولون و بقوله عزّ اسمه و اذا قيل لهم تعالوا يستغفر لكم رسول الله لوّوا روۆسهم  القائل و الفاعل واحد كما أجمع على ذلك المفسرون و أطبقت الروايات على ذلك و انما اوردنا هذا على سبيل المثال و الا فنظائرها متعددة في القرآن الكريم مثل قوله تعالى: « و منهم الذين يۆذون النبي و يقولون هو أذن » ( التوبة /61).


١.تفسير الطبري ٦/١٨٦، و اسباب النزول للواحدي ص ١٣٣- ١٣٤، و في شواهد التنزيل ١/ ١٦١- ١٦٤خمس روايات عن ابن عباس و في ص ١٦٥-١٦٦ روايتان عن انس بن مالك، و ست روايات أخرى في ص ١٦٧-١٦٩، و انساب الاشراف للبلاذري ح ١٥١ من ترجمة الامام ١/ الورقة ٢٢٥، و غرائب القران للنيسابوري  بهامش الطبري ٦/ ١٦٧-١٦٨.

٢. يستفاد ذلك من رواية انس حيث قال: خرج النبي الى صلاة الظهر فاذا هو بعلي يركع، و نظيرها رواية ابن عباس ، و كلتاهما في شواهد التنزيل ١/١٦٣-١٦٤.

٣.تفسير الطبري ٢٨ / ٢٧٠

٤. تفسير السيوطي ٦/ ٢٢٣

٥. تفسير الطبري ٢٨/ ٧٥

٦. تفسير الطبري ٢٨/ ٧٤

طباعة

أرسل لصديق

التعلیقات(0)