• عدد المراجعات :
  • 326
  • 3/3/2013
  • تاريخ :

الفاتيکان.. وهوية البابا الجديد

الفاتيکان.. وهوية البابا الجديد

مع اقتراب موعد انتخاب بابا جديد للفاتيکان أواسط الشهر الجاري، طُرحت تساۆلات بشأن هوية البابا المثالي للکنيسة في الألف الثالث. فهل هو بابا يتمتع بحيوية الشباب ولا يتحدث فقط لغة دينية بل يتفهم أيضا مشاکل العالم، وتتسم شخصيته بحزم کاف لإعادة أمور الکنيسة إلى نصابها؟

وانتهت ولاية بنديکت السادس عشر کبابا الفاتيکان الخميس الماضي، عندما أصبحت استقالته نافذة، وهي الاستقالة الأولى لرأس الکنيسة الکاثوليکية منذ سبعمائة عام. وأعلن البابا في 11 فبراير/شباط عزمه على الاستقالة من دون أجواء احتفالية خاصة.

وفي أعقاب ثماني سنوات من استلام البابا موقعه، اضطرت خلالها الکنيسة إلى التعامل مع عدد کبير من الفضائح، بدءا بالتحرش بالأطفال وصولا إلى قضايا الفساد، غالبا ما شدد على هذه الصفات أساقفة وخبراء في الشۆون الفاتيکانية، خلال أحاديثهم مع وکالة فرانس برس.

فمن الضروري أن يتقن البابا الجديد بضع لغات، لکن جنسيته لم تعد مثار اهتمام کما في السابق، على أن يکون ضليعا في الأمور العقائدية، کما يريده بنديکت السادس عشر الذي عين معظم ناخبيه.

ولن تکون أولويات الناخبين بالضرورة تلک التي يسود الاعتقاد أنها الأولويات المطلقة. فعندما سيلتقي الکرادلة في المجمع الانتخابي من بلدان شديدة الاختلاف، کالصين والأرجنتين ونيجيريا أو الولايات المتحدة، ستتنوع الأولويات کثيرا (الفساد والحروب والعنصرية والتحرش بالأطفال والحقوق السياسية والإسلام والتلاقح الثقافي والعلمنة... إلخ)، لکنها غالبا ما تکون بعيدة جدا عن "فاتيليکس" (نسبة إلى ويکليکس والمستندات المسربة عن تورط الکنيسة بقضايا مختلفة) والأنباء عن "مجموعة من الشواذ" أو الفضائح المالية في الفاتيکان.

کاريزما ورۆية

ويتطلع الکرادلة إلى بابا يتمتع بکاريزما يوحنا بولص الثاني، بابا يجمع الناس، ويتمتع برۆية غير ضيقة، أو "إيطالية"، بل برۆية کونية للکنيسة. وتشهد الکنيسة تجاذبات بين المحافظين والتقدميين، وتهددها مختلف أنواع المخاطر، من الإسلام السياسي إلى العلمانية الکثيفة.

ويقول مدير معهد بحوث في جامعة أميرکا الکاثوليکية ستيفن شنبک، إن "الکاثوليک يريدون بابا لا يزيد من هذه الانقسامات بل يضطلع بدور الوسيط". ومن المهم ألا يکون شديد التصلب في شۆون العقيدة، ويتصف بالحزم في الوقت نفسه.

وأوضح کاردينال -طلب التکتم على هويته- أن "الذکاء وقوة الشخصية" بما في ذلک القدرة على الحسم عند الضرورة، مزايا لا بد منها. وأضاف أن الکنيسة تحتاج إلى بابا يعيد الاعتبار للأداء الجماعي الذي تخلى عنه کثيرا بنديکت السادس عشر.

وينتقد مارکو بوليتي کاتب سيرة البابا، عصر راتسينغر (الاسم الأصلي للبابا) الذي لم يبذل الجهود المطلوبة لإصلاح الإدارة الفاتيکانية. وقال إن الکنيسة تحتاج إلى بابا يجيد فنون الحکم، على ألا يکون لاهوتيا فقط".

وکشفت فضيحة "فاتيليکس" وجود خلافات في الهيئات المرکزية للکنيسة. واستخدام مصرفها في السابق لتبييض الأموال القذرة.

وتحرص البلدان الغربية کثيرا على أن تجعل من رسالة الإنجيل جذابة من دون أن تشوه نقاءها. فبعض الکرادلة يطالبون بحصول تطور متأن يتصل بالمطلقين والشاذين وزواج الکهنة.

ويقول الخبير الفاتيکاني أندريا تورنيللي "تحتاج الکنيسة إلى بابا يجيد مخاطبة العالم، ويتجاوز حدود الکاثوليکية ويقدم الإيمان على أنه رسالة إيجابية کبيرة. تحتاج إلى بابا غير منکفئ إلى داخل" الکنيسة.

وتلک الشخصية المتواضعة والمنفتحة على المجتمع والأقل تشددا، والتي لا تحمل في جعبتها أجوبة سلفا على کل المسائل المطروحة، هي التي ينادي بها کاردينال مانيلا (الشاب نسبيا) لويس أنطونيو تاغل (55 عاما)، مرشح آسيا المفضل.

منفتح وداهية

أما الکرادلة الفرنسيون فرسموا أيضا شخصية البابا المثالي في نظرهم. فهم يبحثون عن رجل "منفتح" و"داهية" "يتمتع بصحة جيدة". وقال کاردينال باريس أندريه فان-تروا "يجب أن يتحلى بالانفتاح حتى يحاول الدخول في مختلف الثقافات".

لکن من المهم جدا أن يتصف "بالدهاء" لمواجهة الانقسامات، و"الصمود في وجه العاصفة والتناقضات والخلافات".

ويريد الکاردينال بول بوبار -"وزير" الثقافة السابق خلال فترة يوحنا بولص الثاني- "رجلا رۆيويا قادرا على الاستماع إلى مختلف الآراء، رجل قرار". وأضاف أنه "يجب أن يتحدث لغتين، أي أن يکون قادرا على التحدث بلغة الله بتعابير البشر".

واعتبر الکاردينال فيليب بارباران أن "ليس من السهولة بمکان خلافة رجل عظيم". وأضاف "لن نعثر على رجال من ذوي الشخصيات المميزة کالبابوين السابقين".

ويأمل المونسنيور جان لوي توران -المسۆول عن الحوار بين الأديان- أن يتسم البابا الجديد بـ"الشجاعة". وقال في تصريح لصحيفة لا کروا "هذه المسۆولية الجسيمة، لا أتمناها لأحد، وحتى لأفضل أصدقائي".

 

المصدر: جام نيوز

طباعة

أرسل لصديق

التعلیقات(0)