• عدد المراجعات :
  • 9027
  • 2/28/2013
  • تاريخ :

معرفة  الطريق للوصول الى الهدف في الحياة

هدف

بعد تشخيص الهدف في الحياة لا بدّ من معرفة طريقة وكيفيّة السلوك والوصول إليه ، فمن عرف الطريق السليم ، وعمل وسار حتّى النهاية ، بكلّ نظم واستغلالا للفرص والوقت الثمين ، فإنّه يفوز وينجح في حياته ، فالحذر من تضييع الوقت والتبذير فيه ، وإنّ الحياة تعلّمنا كيف نعيش وكيف نموت ، وما دورنا في الحياة ، على الهامش ، أو من السطور وفي متن الحياة ، فإنّها تظهر المكنونات والاستعداد الباطني من القوّة إلى الفعل ، وإنّ الرجل مولود أفكاره وآماله وأمانيّه الصادقة ، التي يَجدّ بكلّ إخلاص ودقّة ، أن ينالها بعدما عرف صوابها وسلامتها ، وطوبى لمن عرف قدر نفسه ، كفى البكاء على الماضي ، ولا تغفل عن يومك هذا ، فإنّ الوقت أعزّ الأملاك ، وكم نغفل عن زراعة هذه الأرض الخصبة ، ونفلحها بالعمل الصالح والعلم النافع ، فلا بدّ لنا من اغتنام الوقت والأمل والرجاء ونصب الهدف والصبر ومعرفة الطريق .

فلا بدّ أن نقف أمام رياح الِمحَن ، كالجبل الراسخ ، وأمام سيل البلاء كالسدّ الرصين . ولا يحكم في وجودك التقليد الأعمى ، كما لا تخاف السقوط ، بل بكلّ شهامة وبسالة نقاوم ونجاهد.

 ولا بدّ من مراعاة هذه النقاط التالية :

1 ـ العمل الفوري ، فخير البرّ عاجله.

2 ـ لا ندع عمل اليوم إلى غد ، فإنّ غداً له أعماله وأفعاله.

3 ـ ما نستطيع إتيانه لا نكلّف الآخرين بإتيانه.

4 ـ لا بدّ من الطمأنينة في سرعة العمل ، فإنّ عدم الطمأنينة والعجلة ، ربما تورث الندم ، ويوجب تكرار العمل ، فلا بدّ لك أن تعتمد على نفسك بعد التوكّل على الله سبحانه وتعالى . وهذا أمر مهمّ جدّاً الاعتماد على النفس والتوكّل على الله ، فهما معاً ، والأوّل في طول الثاني ، والثاني مدبّر الأوّل ، فلا تغفل.

5 ـ كلّ وقت له عمله الخاصّ ، فلا بدّ من وحدة العمل حتّى نهايته.

6 ـ لا تذبذب ولا ترديد بعد معرفة سلامة الطريق وقداسة الهدف ، فإنّ التذبذب علامة ضعف الأخلاق ، والتصميم على العمل وإن كان ضعيفاً ، فإنّه أنجح ممّن لا تصميم له.

7 ـ لا تخف من الأمر العظيم ، فإنّ طلب ما هو عظيم ، يولّد فيك القوّة العظيمة.

8 ـ لا بدّ من معرفة مكانة العمل ومحاسبة كلّ شيء ، فكثير من هوى وسقط في حياته إثر العجلة أو التأخير، وفي التأخير آفات.

9 ـ انتهاز الفرص فإنّها زهور الحياة ، لولاها لذبلت ، ويمكن للمرء أن ينال ثروته المفقودة بالعمل ، وعلمه المنسي بالمطالعة ، ولكن لا سبيل له إلى الوقت المنقضي ، فإنّه مفقود الأثر في عالم الأبد . وإنّ الوقت يمرّ كما تمرّ السحاب.

10 ـ لا بدّ من إحساس اللذّة والشوق في العمل ، فمن لم يستلذّ بعمله ، فقد سدّ على نفسه طريق تقدّمه وازدهاره ، والتذمّر والكسل سمّ قاتل لسلامة الروح والجسد ، وربما يتعب الإنسان من كسله أكثر من عمله ، وممّـا يضيع الحقّ التضجّر والكسل.

11 ـ لا تنتظر الفرص ، بل عليك بخلقها ، ولا تيأس ، فإذا يئست فأدم العمل ، فالرجل العظيم من كان قويّ الإرادة ، سالم الفكر ، سريع العمل ، قادر على تمركز قواه الدماغيّة ، معتمداً على نفسه ، متوكّلا على ربّه ، ينتفع من تجارب الآخرين ، يعيش بكلّ أمل وثقة . وأمّا ضعيف النفس فإنّه ينتظر الخوارق والمعاجز ، وقويّ النفس من يخلق المعاجز والخوارق ، والناجح في الحياة يعمل ثمّ ينتظر ، وغيره ينتظر ولا يعمل.

والتسليم إلى التقدير والحظّ حجّة من يفرّ من الجهد والعمل ، لا يسعى من أجل رفع الأخطاء في حياته ، والرجل الواقعي من يفكّر برفع مشاكله الحاضرة ، منتفعاً من الاشتباهات الماضية ، وليكن الفشل جسر النصر ، والعلم بالخطر قبل حلوله ، بمنزلة السلاح لرفعه ، وضعيف النفس إنّما يفرش طريق سقوطه بمثل ( لو ) و ( إذا ) و ( لعلّ ) و ( ربما ) ، وقويّها من يتسلّق سلّم الصعود ، ولا يبالي بالانكسار ، فإنّ الكسر الكبير للرجل الكبير ، وإنّما الانكسار الواقعي عند قبوله الانكسار ، وإنهاك القوى أمامه . فلا بدّ من تحجيم وتحديد الانكسار ، فإنّه مثل باقي الاُمور من النسبيّات ، يمكن التغلّب عليها بالمثابرة والاستقامة والتفكّر السليم ، ومن ثمّ من العقل حفظ التجارب ، ويكون الانكسار تجربة الانتصار.

12 ـ الحذر من التقليد الأصمّ الأبكم الأعمى ، فالرجل ذو الفكر السليم وقويّ التصميم ، لا يتحكّم في كيانه قيود الناس ، إذ القانون ينبع من فطرته ، ويتفجّر في أعماقه ، والتوفيق في الحياة ليس الذكاء الخارق ، بل استثمار الذكاء ، كالتاجر إنّما يربح في تجارته ، لو عرف كيف يستغلّ رأس ماله ، وإن كان قليلا ، فالتفكير الصحيح مفتاح الرُّقي ، فمن أراد العمل لا بدّ أن يعرف ما العمل ، وكيف العمل ، وماذا يعمل ، وما الهدف من العمل ؟ حتّى يتسلّق سُلّم الشموخ والعظمة والموفّقية ، ومن انكساره في الحياة يصنع جسراً ليعبر عليه ليصل إلى النصر المنشود ، والعظماء إنّما جنوا ثمار النصر من الانكسار في حياتهم ، فإنّهم كسبوا التجارب وخطّطوا في الزنزانات والسجون ، والعاقل من يحفظ التجارب ويستخدمها ، والطفل إنّما يتعلّم المشي على القدم بعد السقوط والعثرات عشرات المرّات.

فلا بدّ أن نقف أمام رياح الِمحَن ، كالجبل الراسخ ، وأمام سيل البلاء كالسدّ الرصين . ولا يحكم في وجودك التقليد الأعمى ، كما لا تخاف السقوط ، بل بكلّ شهامة وبسالة نقاوم ونجاهد.

وإنّ التأريخ ليشهد أنّ آثار العظماء إنّما هي حصيلة السجون والمنفى والمهجر ، فتصنيف كتاب البۆساء إنّما كان في المنفى ، وتأريخ العالم كُتب في السجن ، وترجمة الإنجيل كان في قلعة وارتبورغ.

ويحقّ لنا أن نقلّد الآخرين في نتاجهم مع وعي وبصيرة . ولا نتوقّف في فلكها بل نتجاوزها للإبداع والخلق الجديد.


الهدف  في  الحياة  والصبر  من  أجله

الانتصار  على  الأتعاب  الكاذبة

الدور والأهداف

كيف تكون ناجحاً في الحياة

طباعة

أرسل لصديق

التعلیقات(0)