• عدد المراجعات :
  • 360
  • 2/16/2013
  • تاريخ :

في مالي , الاطفال يقاتلون!

مالي

في تقرير لها حول القتال الذي لازال دائرا في مالي، أفادت منظمة هيومان رايتس ووتش الأمريكية الحقوقية : طالبت مسۆولة المنظمة في داكار، كورين دوفكا، بـ (إطلاق سراح) أطفال من مالي والنيجر كان الجهاديون قد جندوهم خلال الأشهر الأخيرة، بعد مقتل عدد من هۆلاء الاطفال في ساحات القتال.

ووفق شهود تحدثت إليهم هيومن رايتس ووتش بطريق الهاتف منذ 8 يناير/كانون الثاني – عندما اشتد القتال بين الجماعات الإسلامية والجيش المالي – أنهم رأوا العديد من الأطفال، تصل أعمار بعضهم إلى 12 عاماً، يشاركون في القتال. كما قال شهود إن الأطفال كانوا يشغلون نقاط تفتيش في المناطق الخاضعة للقصف الجوي من جانب الجيش الفرنسي وبالقرب من مناطق قتال. قامت الجماعات الإسلامية – أنصار الدين، حركة الوحدة والجهاد في غرب أفريقيا، القاعدة في المغرب الإسلامي – بتجنيد وتدريب واستخدام المئات من الأطفال في صفوفهم منذ احتلال شمال مالي في أبريل/نيسان 2012.

ولاحظ شهود وجود أطفال في نقاط للتفتيش وفي دوريات مشاة وفي سيارات للدورية، وفي حراسة السجناء وآخرون يعملون في تحضير الطعام في مختلف المواقع التي تسيطر عليها الجماعات. تم تجنيد أطفال من مالي والنيجر.

وقال شاهد من مدينة كونا: (وصلت التنظيمات المسلحة في نحو 10 سيارات لاندكروزر. بعد أن انحسر القتال ذهبنا لمدخل المدينة لنراهم. صُدمت عندما رأيت أكثر من عشرة أطفال بينهم، وتبلغ أعمار بعضهم 12 أو 13 عاماً، وهم جميعاً مسلحون ببنادق كبيرة، ويعملون إلى جوار الرجال البالغين).

ويبدو أن استخدام التنظيمات المسلحة الإرهابية للأطفال بدأ بعد سيطرتهم على الشمال بقليل، في أبريل/نيسان، واستمر بشكل مستمر منذ ذلك الحين. ولاحظ شهود وجود أطفال في نقاط للتفتيش وفي دوريات مشاة وفي سيارات للدورية، وفي حراسة السجناء وآخرون يعملون في تحضير الطعام في مختلف المواقع التي تسيطر عليها الجماعات. تم تجنيد أطفال من مالي والنيجر.

ووصف الشهود كيف أن هذه المجموعات الإرهابية داخل مالي جندوا أعداداً كبيرة من الصبية من القرى الصغيرة، لا سيما من القرى التي يعتنق أهلها منذ مدة طويلة الوهابية.

وتعتبر مالي دولة طرف في البروتوكول الاختياري لاتفاقية حقوق الطفل، بشأن تورط الأطفال في النزاعات المسلحة، وهو البروتوكول الذي يحظر تجنيد واستخدام أطفال تحت سن 18 عاماً في أعمال قتال، من قبل الجماعات المسلحة من غير الدول. يعتبر تجنيد الأطفال تحت سن 15 عاماً في النزاعات المسلحة واستخدامهم في النزاع المسلح جريمة حرب بموجب نظام روما المنشئ للمحكمة الجنائية الدولية.

وكانت وثائق لليونيسيف رصدت عمليات تجنيد لأحداث وإجبارهم على القتال أو معاونة المقاتلين أو العمل كجواسيس، في 19 دولة ومنطقة صراع خلال الفترة بين عامي 2004 و2007 وقد بلغُ عددُهم أكثرَ مِن ربع مليون طفلٍ في العالم. وتذكر هذه الوثائق أن بعض الأطفال في كثير من المناطق المتأزمة ينضمون إلى الجماعات المسلحة بحثاً عن الحماية ومن ثم تقوم هذه الجماعات باستغلالهم.

هناك عدة عوامل تسهم في عملية تجنيد الاطفال في النزاعات والحروب، فبالإضافة إلى العوامل العائلية كالفقر والتفكك الأسري، توجد تسهيلات كثيرة لمشاركة الأطفال في مثل تلك النزاعات المسلحة، ومنها المخدرات، إذ يتم تخدير الأطفال المجندين حتى يتمكنوا من إخفاء الحقيقة المرة التي يعيشونها بوجود هذه المخاطر المميتة اليومية فيقوم المخدر بإعطائهم الرغبة في القتال.

وهناك عنصر آخر يسهل مشاركة الأطفال في الحروب وهي: الأسلحة عينها، حيث يوجد حول العالم مئات ملايين الأسلحة الخفيفة التي يسهل على الأطفال استعمالها. وبحسب اليونيسيف، كان أكثر من 500 مليون سلاح منها قيد الاستعمال في العام 2000.

وأخيرًا، يمكن للعامل الثقافي أيضًا أن يكون عامل دخول الأطفال الجنود في مجتمعات مسلحة بشكل كبير.

أشارت تقارير دولية ومنظمات حقوقية سابقة أنّ الجنودَ الأطفالَ استُخدِموا على نطاقٍ واسعٍ في الحربِ العراقيّة الإيرانيّة، رغمًا عن القانون الإنسانيّ (البروتوكول الإضافي الأول, المادة 77, الفقرة 2)، الّذي يقضي بأنّه (يجبُ على أطراف النّزاع اتخاذ كافة التدابير المستطاعة التي تكفلُ عدم اشتراك الأطفال، الذين لم يبلغوا بعد سن 15 في الأعمال العدائية بصورة مباشرة، وعلى هذه الأطراف بوجه خاص، أن تمتنعَ عن تجنيدِ هۆلاء الأطفال الصّغار في قوّاتها المُسلّحة، ويجبُ في حالةِ تجنيد هۆلاء ممّن بلغوا سن 15 ولم يبلغوا بعد 18، أن تسعى لإعطاء الأولوية لمن هم أكبر سناً).

وفي جيش الرّب الأوغندي الذي كان يقودُهُ جوزيف كوني تشيرُ التّقديرات إلى تجنيد (15- 30 ألف) طفل، تمكّن خمسة آلاف مِن الهروب.

وكانت وثائق لليونيسيف رصدت عمليات تجنيد لأحداث وإجبارهم على القتال أو معاونة المقاتلين أو العمل كجواسيس، في 19 دولة ومنطقة صراع خلال الفترة بين عامي 2004 و2007 وقد بلغُ عددُهم أكثرَ مِن ربع مليون طفلٍ في العالم. وتذكر هذه الوثائق أن بعض الأطفال في كثير من المناطق المتأزمة ينضمون إلى الجماعات المسلحة بحثاً عن الحماية ومن ثم تقوم هذه الجماعات باستغلالهم.

وبحسب منظمة (الأطفال الجنود)، فإن الأطفال الجنود موجودون في كل أماكن الصراعات المسلحة في العالم. ويعتبر جنديا طفلا كل من هو دون سن الثامنة عشرة. وتقول المنظمة: إن أفريقيا تضم أكبر عدد من الأطفال الجنود، مثلا في بوروندي وجمهورية أفريقيا الوسطى وتشاد وجمهورية الكونغو الديمقراطية ورواندا والصومال والسودان وأوغندا. وفي آسيا.

 تقول المنظمة: إن الآلاف من الأطفال متورطون في القتال، وتشير إلى أن ميانمار، وهو بلد يحكمه العسكر، هو البلد الوحيد الذي تجبر فيه الحكومة الأطفال بين الـ12 والـ18 عاما على الانتماء إلى الجيش. وهناك أطفال جنود في أفغانستان وبنغلاديش والهند وإندونيسيا والنيبال والفيلبين وتايلاند. وتعتقد المنظمة أيضا ان المئات أو الآلاف من الأطفال في سريلانكا يقاتلون في صفوف المعارضة ويجبرون على التطوع.

أما في الشرق الأوسط، فتقول المنظمة: إن الأطفال الجنود موجودون في إيران والعراق وإسرائيل والأراضي الفلسطينية المحتلة وفي المجتمعات القبلية في اليمن. أما في أميركا اللاتينية، فهناك نحو 14 ألف طفل، ينتمون للقوات المسلحة المختلفة في كولومبيا. وفي أوروبا، تقول المنظمة: إن الأطفال ما دون سن الـ18 ينتمون إلى فرق مسلحة في تركيا والشيشان.

وقد مرت التشريعات المتعلقة بالأطفال الجنود بعدة مراحل هي على الشكل التالي:

*1989: معاهدة حول حقوق الأطفال تحظر تجنيد واستعمال الأطفال، الذين تقل أعمارهم عن 15 عاما في النزاعات المسلحة.

*1997: اعتماد مبادئ كيب تاون.

*1998: إنشاء التحالف لوقف استعمال الأطفال المجندين. منظمة أرض البشر (مقرها لوزان)، كانت من بين الأعضاء المۆسسين.

*2002: رفع البروتوكول الاختياري لمعاهدة حقوق الأطفال في السن الأدنى للتجنيد إلى 18 عاما.

*2002: اعتبرت المحكمة الجنائية الدولية تجنيد أو توريط أطفال تقل أعمارهم عن 15 عاما في نزاع مسلح، جريمة حرب.

المصادر: وكالات , شبكة النبأ

اعداد: سيد مرتضى محمدي

القسم العربي :تبيان

طباعة

أرسل لصديق

التعلیقات(0)