• عدد المراجعات :
  • 395
  • 1/6/2013
  • تاريخ :

الزيارة الخالدة

الزيارة الخالدة


غادرت جموع الزائرين المليونية، مدينة كربلاء المقدسة، بعد أن أحيت ذكرى أربعينية أبي الاحرار، الامام الحسين عليه السلام، وأعطت هذه الجموع للعالم أجمع، درسا مهما في حب الامام، ونصرته والسير على هدى مبادئه، وأهدافه، التي دعت بالقول والفعل الى مقارعة الظلم والطغيان، والعمل على حفظ كرامة الانسان، بكل السبل والوسائل المتاحة، ومما يثير الفرح في القلوب حقا، أن وسائل الاعلام نقلت وقائع هذه الزيارة العظيمة، الى ملايين بل الى مليارات البشر، الذين تابعوا بصورة مباشرة، تأدية طقوس الزيارة، حيث اكتظت مدينة كربلاء المقدسة، بسيول متدفقة من الزائرين السائرين على أقدامهم، ليل نهار، على مدى أيام وأسابيع متتابعة، لكي يصلوا الى المرقد الشريف، ويعلنوا سيرهم على هدي المبادئ الحسينية الخالدة.


وهكذا فإن هذه الزيارة المليونية التي بلغ أعداد الزائرين فيها، حسب الاحصاءات الرسمية الموثوقة (18) مليون زائر، تثبت بأن وهج الفكر الحسيني، في تزايد وسمو متواصل، وأن وقفة سيد الشهداء عليه السلام، وذويه، وصحبه الطاهرين، وهم قلة في العدة والعدد، لم تذهب سدى، لقد أسفرت هذه المواجهة غير المتكافئة ـ من ناحية العدة والعدد ـ عن إنتصار الحق وإندحار الباطل. وآثار هذا الإنتصار واضحة في كل زمان ومكان وخاصة في شهري محرم وصفر، وبالأخص في يوم عاشوراء.

وهكذا تشعّ مبادئ الملحمة الحسينية، بافكارها المضيئة على المسلمين، والعالم الاجمع، فتستقطب الأخيار، من أبعد الاماكن في عموم المعمورة، ليعلنوا انتماءهم الى هذا الفكر الانساني العظيم، ولينتموا بقلوبهم، قبل أقوالهم الى خط الحسين عليه السلام، الذي لم يكن في يوم ما، حكرا على احد دون غيره، فالحسين عليه السلام بإنسانية أهدافه ومبادئه المعلنة والمعروفة للجميع، يستقطب تأييد الجميع ومحبتهم، ولهذا وقفت معه الملايين، ولاتزال في تزايد مستمر، هذا هو إسم الإمام الحسين سلام الله عليه يطبق أطراف الدنيا، وهذا هو عَلَمه الخفاق يرفرف في كل بقعة، وهذا هو خطه ـ الذي هو خط رسول الله وأمير المۆمنين عليهما الصلاة والسلام ـ يزداد في كل يوم إنتشاراً وتألقاً، وهذه هي المجالس تعقد باسمه من أقصى الشرق إلى أقصى الغرب، وهۆلاء هم الالوف والالوف من الخطباء، والشعراء، والكتاب يرددون إسمه الشريف، وهذه هي الملايين تهتدي إلى سبيل الحق ببركته.

وهذا ما يۆكد، أن الله تعالى قد أوفى بوعده لأوليائه الصالحين، فجعل من الامام الحسين عليه السلام، فكرا خالدا، وجعل له حضورا أبديا، ما بقي الدهر، وبذلك تحقق وعد الله تعالى للإمام الحسين -سلام الله عليه- بالإنتصار، وقد نقلت الأحاديث الشريفة عن رسول الله صلّى الله عيله وآله فيما ذكرته عقيلة الهاشميين زينب الكبرى سلام الله عليها للإمام السجاد سلام الله عليه: وينصبون لهذا الطف علما لقبر أبيك سيد الشهداء، لا يدرس أثره، ولا يعفو رسمه على كرور الليالي والإيام، وليجتهدن أئمة الكفر وأشياع الضلالة في محوه وتطميسه، فلا يزداد  أثره إلا ظهوراً، وأمره إلاّ علوّاً.

وهكذا تقدم لنا هذه الزيارة الخالدة والراسخة، في قلوب وعقول الملايين، بكل ما تنطوي عليه من مبادئ، وأخلاقيات رائعة، دروسا في كيفية التعاطي السليم مع الحياة، لبناء الذات وإصلاح النفس، من اجل الارتقاء والسمو، بعد الإهتداء بمبادئ إمامنا أبي الاحرار عليه السلام.

 

اعداد : سيد مرتضي محمدي

القسم العربي - تبيان

طباعة

أرسل لصديق

التعلیقات(0)