• عدد المراجعات :
  • 1758
  • 11/17/2012
  • تاريخ :

العَبرة والعِبرة

یا حسین

عاشوراء عَبرة وعِبرة، وطال ما لاقت العَبرة الاهتمام على حساب العِبرة، بل حتى صارت (العَبرة) وذرف الدموع، وإدماء الرۆوس، وإطعام الطعام محور يوم عاشوراء من كل عام، ولكن، لا تخلوا هذه المظاهر من (العِبرة) أيضاً.

 من عِبر عاشوراء التي نستلهمها من مواقف الشجعان فيها هي التوبة، والتي تمثلت في شخص (ألحر بن يزيد الرياحي) ذلك الفذ الذي لفت الأنظار والعقول في كل مكان في العالم إلى حقيقة يغفل عنها المذنبين لحظة الذنب، وهي التوبة..

 وفي قصة معروفة عبر فيها الحر عن شجاعته، فنال رضا الله، ورضا إمامه الحسين (ع)، لينقلب من معسكر الكفر إلى معسكر الإيمان، من معسكر الضلالة إلى معسكر الهدى، ثم يسقط شهيدا بين يدي الإمام الحسين (ع)، بعد أن تغير موقفه تمام، فندم وتاب وكفَر عن ذنبه بشهادته، ولو لا تلك التوبة لكتب عند الله من الظالمين، ومن الذين سيطالبون بدم الإمام الحسين (ع) يوم القيامة.

 هذه هي (العِبرة) التي كانت ثمرة (العَبرة) في يوم عاشوراء.

 رأينا الأجهزة الأمنية في محافظة كربلاء المقدسة، وهي تقدم الخدمات المتعددة من خلال المواكب الحسينية، وهي تستقبل الزائرين بأعلى درجات الاحترام والتقدير، وتوفر ما يحتاجه الزائرون والوافدون على الحسين (ع)، فضلاً عن المواكب، والهيئات الحسينية التي أسسها بعض المنتسبين من الشرطة والجيش، التي كانت تقف في الطريق لتطعم الزائرين أنواع مختلفة من الأطعمة، والأشربة.

 إضافة إلى تنظيم زيارات يومية من قبل قيادات وضباط هذه الأجهزة في مدينة كربلاء المقدسة ، لأخذ النصح والتوجيهات من المرجعية الدينية، وهذه المواقف مخالفة تماماً لما شهدناه منها في عصر المقبور صدام، فالشغل الشاغل للأجهزة الأمنية سابقاً كان صد الناس عن سبيل الحسين (ع)، واعتقالهم وقتلهم أحياناً..

 وبالرغم من اختلاف المنتسبين في الأجهزة الأمنية عن ما كانت عليه في النظام السابق، إلا أنها لا تخرج من مسماها الحقيقي، فنحن لا نشير إلى شخص معين، بل إلى جهاز أمني بأكمله.

 

وهذه هي إحدى ثمار (العَبرة) على الحسين (ع) وهي واحدة من ملايين العِبر التي كانت ثمرة العَبرات على الحسين (ع).

 فأي انقلاب هذا! وأي تحول!

 

اعداد وتقديم : سيد مرتضى محمدي

القسم العربي - تبيان


الربيع الحسيني

الإمام الحسين عليه السلام وامتحان الاختيار

ساعة الصفرواختيار الطريق

دقائق ولحظات من ساعات التوديع

البعد التربوي لواقعة الطف

طباعة

أرسل لصديق

التعلیقات(0)