• عدد المراجعات :
  • 2284
  • 10/22/2012
  • تاريخ :

البراءة من المشركين في الحج

جريمة ال سعود

قال الله تعالى في سورة التوبة:(وَأَذَانٌ مِّنَ اللّهِ وَرَسُولِهِ إِلَى النَّاسِ يَوْمَ الْحَجِّ الأَكْبَرِ أَنَّ اللّهَ بَرِيءٌ مِّنَ الْمُشْرِكِينَ وَرَسُولُهُ فَإِن تُبْتُمْ فَهُوَ خَيْرٌ لَّكُمْ وَإِن تَوَلَّيْتُمْ فَاعْلَمُواْ أَنَّكُمْ غَيْرُ مُعْجِزِي اللّهِ وَبَشِّرِ الَّذِينَ كَفَرُواْ بِعَذَابٍ أَلِيمٍ) _الآية3.

ممّا لا شكّ فيه أنّ البراءة من المشركين هي من أساسيات الدين الإسلامي ومن مفاهيمه الأصيلة التي لا يمكن التنكّر لها أو التهاون بها، لأنّ المشرك هو الذي يضيف إلى الذات الإلهية ما يتنافى مع قدسيتها وجلالها كالزوجة أو الولد أو أيّ شيءٍ آخر، وهذا ما تأباه الذات الإلهية بالمطلق لأنّ الله واحدٌ أحد وقد عبّر عن هويته التامة في سورة الإخلاص: (قُلْ هُوَ اللَّهُ أَحَدٌ*اللَّهُ الصَّمَدُ*لَمْ يَلِدْ وَلَمْ يُولَدْ*وَلَمْ يَكُن لَّهُ كُفُوًا أَحَدٌ)، وقد أثبت الإسلام البراءة فيما بين المسلمين والمشركين والكافرين في سورة "الكافرون" : (قُلْ يَا أَيُّهَا الْكَافِرُونَ*لَا أَعْبُدُ مَا تَعْبُدُونَ*وَلَا أَنتُمْ عَابِدُونَ مَا أَعْبُدُ*وَلَا أَنَا عَابِدٌ مَّا عَبَدتُّمْ*وَلَا أَنتُمْ عَابِدُونَ مَا أَعْبُدُ*لَكُمْ دِينُكُمْ وَلِيَ دِينِ).

ومن جهةٍ ثانية أمرنا الله بأن نتولّى من يتولاّه، وأن نسير خلف القيادة الموحّدة العابدة الملتزمة نهج الله وخطّه في الحياة من دون انحرافٍ أو اعوجاج، وقد قال تعالى : (إِنَّمَا وَلِيُّكُمُ اللّهُ وَرَسُولُهُ وَالَّذِينَ آمَنُواْ الَّذِينَ يُقِيمُونَ الصَّلاَةَ وَيُۆْتُونَ الزَّكَاةَ وَهُمْ رَاكِعُونَ*وَمَن يَتَوَلَّ اللّهَ وَرَسُولَهُ وَالَّذِينَ آمَنُواْ فَإِنَّ حِزْبَ اللّهِ هُمُ الْغَالِبُونَ)، فمثل هذه القيادة التي يكون الله ولي أمرها في كلّ قولٍ وفعل هي الضمانة للناس في الدنيا من سلوك سبيل الكفر والشرك، وهي الطريق للنجاة عند الله يوم القيامة، لذا نجد أنّ الله يبيّن نتيجة المشركين يوم القيامة فيقول: (اسْتَحْوَذَ عَلَيْهِمُ الشَّيْطَانُ فَأَنسَاهُمْ ذِكْرَ اللَّهِ أُوْلَئِكَ حِزْبُ الشَّيْطَانِ أَلَا إِنَّ حِزْبَ الشَّيْطَانِ هُمُ الْخَاسِرُونَ).

من هنا نصل إلى البراءة من المشركين في الحج عندما يكون المسلمون مجتمعين من كلّ أنحاء العالم ليمارسوا مناسك الحج في مكة المكرمة وما جاورها من الأماكن كعرفات والمزدلفة ومنى، إلّا أنّ أهم أفعال الحج هي في مكة حيث الطواف حول الكعبة والسعي بين الصفا والمروة، ففي ذلك المكان الذي جعله الله حرماً آمناً لكلّ من يدخله بشرط أن يكون موحِّداً لله عزّ وجلّ غير مشرك به، ولذا نجد أنّ الآية الكريمة في صدر هذه المقالة قد تلاها أمير المۆمنين عليّ(عليه السلام) في مكة المكرمة يوم الحج الأكبر أي "يوم النحر ويوم العيد" وكان المشركون لا زالوا يحجّون إلى مكة قبل نزول هذه الآية، وبعد تلاوتها لم يعد مسموحاً للمشركين دخول مكة لآداء المناسك التي كانوا يۆدونها قبل الإسلام.

وهذا يعني أنّ البراءة من المشركين أمرٌ مشروع في الإسلام وراجح خصوصاً في مكة المكرمة "منبع التوحيد لله عزّ وجلّ" و"موطنه" نزول الإسلام دين التوحيد والوحدة، وإذا لم تكن البراءة في مكة ممكنة ففي أيّ مكان آخر تكون فيه البراءة أكثر أثراً وفائدة؟.

ولا ريب أنّ الأمة الإسلامية في هذا الظرف الراهن تواجه تحديات كبيرة وخطيرة جداً من جانب المشركين أعداء الإسلام كدين والمسلمين كأمة، ولا مفرّ لهذه الأمة من أن تتبرّأ من كلّ ما يخالف دينهم ويعمل على كسر شوكتهم وتشتيت شملهم وتفريق كلمتهم، وأفضل مكان للبراءة هو "مكة المكرمة" حيث الأمة كلّها موجودة هناك من خلال المجموعات الإسلامية القادمة من كلّ العالم الإسلامي على إختلاف جنسياتهم وألوانهم ولغاتهم، لكن كلمة التوحيد لله هي الجامع الأكبر بينهم، وهو الذي دعاهم للإجتماع في ذلك المۆتمر السنوي الإلهي الذي جعله للمسلمين فرصة ومناسبة لدراسة أوضاعهم ومناقشة شۆونهم ولتقريب الآراء ووجهات النظر فيما بينهم لإيجاد أفضل السبل للتعاون والتكاتف من أجل ردع المعتدين الذين يكيدون للأمة ويريدون إسقاطها.

ولا شكّ أنّ براءة المسلمين في الحج من الشرك والمشركين هي عبارة عن الرفض المطلق لكلّ أشكال الهيمنة والسيطرة التي يمارسها المستكبرون المشركون ضدّ شعوب العالم عامة، والشعوب الإسلامية خاصة، وهذه البراءة التي يصرخ بها حجاج بيت الله الحرام يجب أن يصل صداها وتأثيرها إلى كلّ بلدٍ من بلاد المسلمين و إلى كلّ موقعٍ في الأرض يتواجد فيه المسلمون.

جريمة ال سعود

ولا بدّ أن يرتّب المسلمون آثار البراءة العملية والفعلية في حياتهم من خلال تجهيز العدة للجهاد والقتال ضدّ الذين يتبرّۆون منهم وإلّا لكانت البراءة لقلقة لسان لا تقدّم ولا تۆخّر في تغيير وضع المسلمين اليوم المحتاجين إلى كلّ عناصر قوتهم وبأسهم لردّ العدوان الأمريكي ضدّ العراق والعدوان الإسرائيلي ضدّ الشعب المظلوم في فلسطين، لأنّ هذين العدوانين هما ضدّ الأمة الإسلامية كلّها بحاضرها ومستقبلها.

من هنا نفهم السبب الذي دعا الإمام الخميني المقدّس لإعلان البراءة من المشركين في مكة المكرمة لأنّها المكان الأنسب والأفضل الذي يعلن فيه المسلمون رفضهم لكلّ ما يخالف دينهم ولكلّ من يحاول أن يفرض سيطرته وهيمنته على الأمة ومواردها ومقرّراتها وإرادتها، ولذلك يجب على المسلمين الذين يۆدّون فريضة الحج، وعلى المسلمين في بلدانهم من الذين لم يذهبوا أن يتّفقوا على وقتٍ محدّد من أيام الحج ليعلنوا جميعاً البراءة بصرخة قوية وصوتٍ مدوٍ يخرق أسماع المستكبرين ويقضّ مضاجعهم ويجعلهم يشعرون أنّ هذا الإعلان يعني الإستعداد الكامل للتضحية والجهاد في سبيل الله لتحرير الأمة من جلاّديها وظالميها.

مجزرة الحجاج الإيرانيين :

ارتكبت هذه المجزرة المروعة سنة 1408هـ/ 1986م فراح ضحيتها 329 شهيدا ما بين رجل وامرأة ، عدا الجرحى ، فقد كان الإيرانيون يقومون بمسيرة البراءة من المشركين في صفوف منظمة ويطلقون الهتافات ضد أعداء المسلمين من شرقيين وغربيين ويدعون المسلمين للوحدة في مواجهة هۆلاء الأعداء قائلين : " الموت لأمريكا ، الموت لروسيا ، الموت لإسرائيل ، أيها المسلمون اتحدوا" . " ولما انتهت المسيرة واتجهت الجموع صوب الحرم للزيارة والطواف ، إذا بالقوات الوهابية تحاصرهم بإطلاق النار الغزير من الرشاشات والبنادق دون تمييز ، فكان هذا الهجوم عدوانا سافرا دون أي مبرر اللهم إلا الانتقام لأعداء المسلمين والإصرار على منع التعرض لهم ولو بالكلام.

والحمد لله ربّ العالمين

اعداد وتقديم: سيد مرتضى محمدي

القسم العربي - تبيان


الوهابية ومجزرة الحرم الشريف

كلية مذهب الوهابية

مائة كتاب لأهل السنة في الرد على  بدع شيخ الوهابية محمد 

اجماع الامة في رد الوهابية

طباعة

أرسل لصديق

التعلیقات(0)