• عدد المراجعات :
  • 2534
  • 10/17/2012
  • تاريخ :

الإساءة للرسول (ص)  إلى أين؟

محمد (ص)

تكررت الإساءةللرسول (ص) ابتدءا من الرسوم الكاريكاتيرية ، مرورا بالقس تيري جونز وقصة حرق القرآن ، ووصولا إلى الفلم المسيء للرسول (ص) ، وغيرها الذي نتوقعه انه سيأتي.

إن هذه الإساءات في أقدس شخصية يجلها المسلمون لا يمكن أن تكون اعتباطية ، ولا يمكن أن نعتبرها (حرية تعبير) لأفراد لا ربط جغرافي أو عقائدي أو غيره بينهم . بل نعتقد إن وراءها أيادي خفية تحركها جهات مرتبطة بشكل مباشر أو غير مباشر بالحكومات الغربية يجمعها المصالح المشتركة.

كان بإمكانهم أن يختاروا شخصية إسلامية يقدسها المسلمون في العالم كأمثال بعض الخلفاء أو الصحابة ويدرسوا حياتهم ويأخذوا أخطائهم ويشنعوا عليهم . إلا إنهم اختاروا الرسول الكريم (ص) لعدة أسباب:-

1- يعتبر (ص) أقدس موجود لدى المسلمين.

2- لا يختلف عليه اثنان بين المسلمين.

3- الطعن به والإساءة إليه تمثل الإساءة إلى الإسلام وهذا ما يريدونه كما سيأتي.

4- تقوية عقائدهم المغايرة للإسلام بالطعن في رمز من رموزها بل مۆسسها (كما يعتبرون ذلك) بعد أن عجزوا عن قصة الطعن في أصول الإسلام (وإن لم تخل من محاولات).

لذا كان لابد أن نبين واحد من أهم أسباب تلك الإساءة للخاتم (ص) وهي إنهم يريدوا أن يجعلوا الشارع الإسلامي متوتر ويعيش حالة من الهيجان وعدم الانضباط وبالتالي حصول ردود أفعال غير منضبطة وعنيفة قد تصل إلى التفجيرات والاغتيالات وغيرها ، ومن ثم إبراز صورة للمسلمين بأنهم أعداء لشعوبهم ، وعندها يتحقق ما تنبأ به صموئيل هنتكتون بكتابه (صراع الحضارات ) الذي يبين فيه بأن الصراع الأخير سوف يكون بين الحضارة الغربية والحضارة الإسلامية ، الأمر الذي يستطيعوا أن يبرروا من خلاله لشعوبهم الإنفاق الهائل لترسانتهم العسكرية والذي وصل إلى مئات المليارات من الدولارات.

إن النتيجة الفعلية والمدروسة من هذا العمل هو زيادة نسبة المتطرفين في العالم الإسلامي أو ما يعبر عنه بالإسلام الراديكالي ، وبالعودة إلى الوراء قليلا نجد إنهم تعمدوا أن يعطوا تعاريف مفتوحة وقابلة للمطاطية عن الإرهاب كما هو شأنهم في كثير غيرها كالحرية والديمقراطية ، وبالتالي سهولة إطلاق على أية ردة فعل بأنها إرهاب إسلامي وعندها يكون من حقهم الرد بأية وسيلة شاءوا ويجندوا وسائلهم الإعلامية لإبراز ما يعانوا منه من اثر ذلك الإرهاب ، بينما حقيقة الواقع هو إن الشعوب الإسلامية هي التي ذاقت الويلات من المتطرفين والإرهابيين ، فإن اغلب التفجيرات والاغتيالات والأعمال التخريبية عانى ويعاني منها تلك الشعوب المسلمة.

لذا ينبغي أن تكون ردة الفعل واعية وعلى عدة مستويات:-

أ‌- المستوى النظري

1- تبيين أهداف تلك الحملات المسيئة لمقدساتنا وبكافة الوسائل الإعلامية.

2- إبراز عناصر القوة في الشريعة الإسلامية.

3- تخليص الموروث الإسلامي من كل ما يسيء إلى الشريعة والعقيدة الإسلامية.

4- إجراء المقارنة بين شمولية الإسلام ومحدودية بقية الأديان وبالتالي استيعابه لكافة تطورات الحياة.

5- نبذ كافة أنواع الإرهاب ومحاولة الفكفكة بينه وبين وسائل الدفاع عن العقيدة والوجود.

6- الانفتاح على الحضارة الغربية والحوار معها لان صريح القرآن يقول (ولتجدن أقربهم مودة للذين آمنوا الذين قالوا إنا نصارى )

ب‌- المستوى العملي

1- نبذ العنف غير المبرر وعدم مقابلة الإساءة بالإساءة بل بالإحسان.

2- الضغط على المنظمات العالمية ذات التأثير في الواقع من قبل الحكومات الإسلامية والعربية لسن القوانين التي تجرم الإساءة للمقدسات في الأديان كافة .

3- عكس الأخلاق المحمدية في التعامل مع أفراد الشعوب الغربية (خصوصا للمغتربين ) من قبيل عدم السرقة والأمانة في التعامل ( وان كانت هناك بعض النصوص تبيح ذلك بالعنوان الأولي).

4- الإكثار من الذرية الواعية الفاهمة لدينها فهما حقيقا وليس سطحيا.

5- إبراز القادة الحقيقيين المتمثلين برسول الله والأئمة الاثنى عشر عليهم السلام كحقائق يۆخذ منها الدين الإسلامي .

هذا ما أردنا بيانه والله الموفق لكل خير.

 

د. علي الجابري


استهداف نبي الرحمة من "الراهب بحيرى" حتى "براءة المسلمين"

الاساءة الجديدة للإسلام... استفزاز سياسي؟

وجدانية الحقوق ترفض الاعتداء على المقدسات

طباعة

أرسل لصديق

التعلیقات(0)