• عدد المراجعات :
  • 2041
  • 8/8/2012
  • تاريخ :

الارهاب الفكري لمدرسة السقيفة

شیعه

مما لامشاحة فيه ان سلوكيات الفرد نابعة من اسلوب تربيته ومناهج دراسته ومناخات بيئته وسعت ثقافته في ابعاد رسم خارطة بنيته العقلية ومقدرته الفكرية وعمق معرفته وصحيح تحليلاته من خلال تعامله مع افاق المعرفة وفضاء الفنون برحابة صدر واحترام وتقييم لنتاج العقول وقرائح العلماء ومبتكرات المبدعين..

حيث تبرز العبقريات والاجتهادات والابداعات والعطاءات المعرفية في رحاب ارهاصات التلاقح العلمي والفكري والثقافي في الاجواء الحضارية المتنوعة والثقافات المتعددة حيث الغنى والثراء الثقافي والفلسفي والأدبي والاسلام يۆكد على التفكر في ملكوت السموات والارض ويحض على التعقل واعمال العقل وصحيح التحليل..

لكن تبقى الاشكالية الكبرى في الامة الاسلامية بانطوائها على ذاتها واستغراقها بالتراث والانغلاق الذهني والتحجر الفكري والتصحر المعرفي ساريا منذ هيمنة المذهبية الاصولية الحنبلية على الذهنية الاسلامية بإلغاء العقل ومنع الاجتهاد ومحاربة العلوم العقلية في محيطنا الإسلامي والعربي وشواهده كثيرة وغائرة في مجتمعاتنا ولحد الان، وتستغرق حتى النخب والرواد ويشد ازره بشدة التطرف المذهبي والتعصب البدوي حتى من يدعى العلم والثقافة والعصرنة بحيث لايقرأ فكر وعطاء الاخر لجعله في خانة (كفر) بل وحتى الإسلامي لاختلاف المذهب فنلاحظ هۆلاء ليس فقط يحجم عن مطالعتها بل والتقرب منها اتباعا للعصبية قال تعالى: (وإذا قيل لهم تعالوا إلى ما أنزل الله وإلى الرسول قالوا حسبنا ما وجدنا آباءنا أو لوكان آباۆهم لايعلمون شيئا ولا يهتدون) المائدة: 104!!

حيث تظهر منظومة الارهاب الفكري والعقائدي عادة بتولي شخصية متشددة جاهلة غير متعلمة لمقاليد السلطة فتفرض على الناس مفاهيم خاطئة او متخلفة فتستقطب رعاع الامة وطغام الناس لأهوائها وتدفعهم باتجاه مصادرة الفكر وقمع الاجتهاد والغاء العقل وشن حروب قمعية شرسة ضد الثقافة وقيم التحضر كما فعل الخليفة الجاهل الماجن (المتوكل) العباسي بتقريب المتطرفين الحنابلة وافساح المجال ليعيثوا الارهاب في الحياة الثقافية المزدهرة في حاضرة الدنيا بغداد (العصر الذهبي) ويحرقوا المكتبات العامة والخاصة ويضطهدوا العلماء ويقمعوا المفكرين..

وماحدث في تلك الفترة المظلمة لم يكون خارج من فراغ بل كان له جذور وامتدادات في التاريخ الإسلامي حيث نشأ هذا المنهج المتخلف منذ منع رواية الحديث زمن الخليفة الاول واشتدادها في عهد الخليفة الثاني حيث كان لهذه الفعلة تداعيات خطيرة، بطمس الحقائق وتزوير الوقائع وتشويه المعالم، من جراء عقاب عمر باشهار الدرة في وجه كل من يروى السنة او تدوين الحديث بحجج واهيه حيث كان سببا في افشاء الكذب وكثرة الوضع والوضاعون والتدليس والمدلسون والتلاعب بالسنة الشريفة وفق اهواء السلاطين وائمة المذاهب ووعاظ السلاطين ومرتزقة المعممين فعمت الفوضى ضاع الكثير من السنن واختلف في الاحكام.

والمعلوم ان الاسلام لم يحارب العلم بل جاء ليس فقط مبشرا به بل اكد عليه والزم به وحث على طلبه ولو كان في (الصين) في حقبة يعد من العجب ان يغادر المسلم مضارب خيام قبيلته ولسعة فضاء انفتاح الاسلام وتسامحه الزم بهضم كافة الثقافات والفلسفات (الحكمة ضالة المۆمن يأخذها انا وجدها)، كذلك لم يكن ضد الحضارات وكان يدعو الى الحوار بالحكمة والموعظة الحسنة والعفو والسماحة حتى الاحترام مع الاعداء المشركين حيث جعل عبادتهم للأوثان (دين) قال تعالى: (لكم دينكم ولى دين)الكافرون: 6.

 وكان الرسول (ص) شخصيا يحاجج ويناظر الآخر ويلزمه الحجه وبكل احترام لمزاعمه ومقولاته كما في المباهلة مع نصارى نجران قال تعالى: (قل تعالوا ندعوا..)..لكن الخليفة عمر بن الخطاب اتخذ مسارا اخر نابعا من سلوكياته المتشددة وثقافة بيئة واطار معرفته في فهمه للامور التي لايجب ان نطالبه فوق ما لديه او نجلله ونحمله فوق طاقته او نرسمها اوسع من افاقها ولكن بشرط بتجريدها من هالات القدسية الزائفة او نرفعه فوق البشر، فالمعروف عن عمر كما تذكر مصادر السلف المختلفة انه كان فظا غليظا شديد التعصب ومنشد الى بيئته وهو صاحب (الدرة) التي طالما اوجع بها صدور الصحابة وظهورهم ولم يسلم من عنف عنجهيته من التعدي على المخدرات من النساء حتى انه لطم ابنة صاحبه ابى بكر ففقأ عينها، تۆكده مدونات السنة، ونتيجة تلك السطوة المرهبة غلب على التشريع ونصوص التنزيل اراء عمر فتفشت البدعة بمزاعم وتأويل زائف (نعمة البدعة) وهذا ما حدى بحبر الامة الى تنبيهها وتحذيرها من مغبة ترك السنة والاخذ باقوال عمر، حيث اشتهر لفظ أثر ابن عباس (يوشك أن تنزل عليكم حجارة من السماء أقول لكم قال: قال رسول الله (ص) وتقولون قال أبو بكر وعمر، وقد ذكره بهذا اللفظ ابن القيم في زاد المعاد ج2 ص59) وذكره الشيخ محمد بن عبدالوهاب في كتاب التوحيد باب من أطاع العلماء والأمراء في تحريم ما أحل الله وتحليل ما حرم الله فقد اتخذهم أربابا من دون الله وقد ورد بلفظين (أراكم ستهلكون اقول قال رسول الله (ص) وتقولون قال أبو بكر وعمر) كما في مسند أحمد ج1ص337 ولفظ (والله ما أراكم منتهين حتى يعذبكم الله أحدثكم عن رسول الله (ص) وتحدثونا عن أبي بكر وعمر)، انظر زاد المعاد لابن القيم ج2ص206، وقد نبه صالح العصيمي إلى ذلك في كتابه الدر النضيد في تخريج كتاب التوحيد ص 129.

شیعه

فذا كان منهج ابن الخطاب في التعامل مع السنة النبوية وشيوخ الصحابة على هذه الشاكلة فماذا تتوقع ان يكون تصرفاته وعنجهيته مع الآخر مهما بلغ من الحكمة والمعرفة، فمصادر السلف تذكر ان ابن الخطاب عندما يذكر له احد الحكماء او العلماء من ابناء البلاد المفتوحة كان يأمر بنهيه عن ممارسة نشاطه بحجج انها بدع وكفر ومخالفة للقران فاذا استمر في مشواره سجن وعذب وربما يقتل كما كان يأمر بحرق الكتب العلمية والادبية والفلسفية بحجة اصطدامها بتعاليم الاسلام كما حدث في فتوح العراق والشام ومصر، وتبقى الطامة الكبرى التي جلبت على المسلمين جام غضب العلماء والمثقفين طوال العصور بما ارتكبه الخليفة عمر من حماقة كبرى بحرق كنوز العلم والفكر والفلسفة والحكمة والطب والفلك وغيرها عندما امر عمرو ابن العاص بحرق مكتبة (الاسكندرية) الكبرى التي كانت تحوى عشرات الالاف من الكتب والواح البردي ويرجع تاريخها الى الاف السنين من العطاء الانساني العلمي في كافة العلوم والفنون، وهذا مايذكره المۆرخون العرب مثل القفطي في انباء العلماء باخبار الحكماء (تاريخ الحكماء) والبغدادي في الافادة والاعتبار والملطي في مختصر الدول ويقولون ان عمرو بن العاص حرق مكتبة الاسكندرية بناء على امر عمر بن الخطاب !

كما تۆكد المصادر التاريخية ان عمر بن الخطاب أمر بحرق مكتبة فارس، أي مكتبة ملوك الفرس التي كانت ولا شك تحتوي على ملايين الكتب وفي مختلف العلوم والآداب والفنون !


ماذا لو تم عرض الوقائع المسلمة في مسلسل عمر؟

من هم شيعة علي عليه السلام

اتهام الشيعة بالعنصرية الفارسية

ارتداد الصحابة

طباعة

أرسل لصديق

التعلیقات(0)