• عدد المراجعات :
  • 2453
  • 7/20/2012
  • تاريخ :

کيف نستقبل شهررمضان؟ 

رمضان

إنه شهر رمضان المبارك ، وقد دعانا الله سبحانه وتعالي فيه لضيافته، وأمرنا بصومه، ومن يكرّم ضيفه أكثر من ربّ العالمين.

إن الله تعالى قد أكرمنا بشهره العظيم (شهر رمضان المبارك) فلنستقبله، كما يستقبله المتقون. ولنجدد عزائمنا فيه لتحقيق الإسلام كله في الحياة، فليكن شهر رمضان، وعاءً لجهودنا الطريفة، كما كان رمزاً لجهادنا التليد. ولنكن امناء في تأدية رسالتنا وأمانة شهر رمضان إلى الأجيال الصاعدة من خلفنا، بقدر ما كان آبائنا أمناء في تأديه رسالتهم وأمانة رمضان الينا. وليكن شعارنا الصدق والصبر، والإخلاص، والعمل الصالح، وليكن هدفنا إقامة الإسلام وإزالة الفسوق والإلحاد، لنعيش أسياداً، ويعيش العالم في سعادة وسلام.

فمرحباً بك يا شهر رمضان ومرحباً، واهلاً بك يا شهر الله العظيم، وسهلاً لك والف تحية و تقدير. والحمد لله الذي اكرمنا بك، يا شهر الطاعة والغفران، وشكراً لله بما اتحفنا فيك بليلة القدر وانزل علينا فيك القرآن – هدى للناس وبينات من الهدى والفرقان - .

اللهم وفقنا لصيامه وقيامه، واهدنا لما تحب، واعصمنا مما تكره، وثبت اقدامنا، وانصرنا على القوم الكافرين.

اثر الصوم في النفس 

الإنسان في طريقه إلى التكامل يحتاج إلى ما يطهّر نفسه ويزكيها فيخرجه من ماديّته الحالكة إلى معنوية وضاءة تۆدي به إلى التقرب إلى الله تعالى وإلى حلول حب الله، جل وعلا، في نفسه. ولا يحلّ هذا الحب العظيم إلاّ في نفس لها من الكمال نصيب، ولا كمال إلا بما يبعد الإنسان عن أدران المادة.

فالصوم عدا ما فيه من معنوية ذاتية، لو قصد به التقرب إلى الله تعالى، تقرباً لا شائبة فيه وأريد به أطاعة الله وابتغاء مرضاته، يذيب المادية التي تعارض معنوية النفس وسير تقدمها نحو الكمال المنشود. وغاية ما يتكامل به الإنسان أن يزداد معرفة بالله تعالى، أي أن تكامل الإنسان يتناسب طردياً مع درجة معرفته بالله تعالى، فكلما كانت معرفته بالله تعالى أكثر كان سائراً في مدارج الكمال أكثر فأكثر. وإن شهر رمضان المبارك يهيئ الوسائل التي تصفو بها النفس لتنال نصيبها من الكمال ومن المعارف الإلهية.

ومن المۆكد أن العبودية أساس العلم ومقدمة للإفاضات الربانية والمعارف الإلهية، وإن الصوم من أجلى مظاهر العبودية، وخير وسيلة لتكامل النفس الإنسانية.

آداب الصيام

‏ البعض يظنّون أن الصوم هو الامتناع عن الاكل والشرب فقط، موثقاً تجريحه ذاك بحديث للاِمام عليّ عليه السلام قال فيه: «كم من صائمٍ ليس له من صيامه اِلاّ الظمá وكم من قائم ليس له من قيامه اِلاّ ‏العناء».‏

في حديث للاِمام الصادق عليه السلام قال فيه: «اِذا أصبحت صائماً فليصم سمعك وبصرك وشعرك وجلدك وجميع جوارحك»، وقال عليه السلام أيضاً: «اِن الصيام ليس من الطعام والشراب وحدهما، فاِذا صمتم فاحفظوا السنتكم عن الكذب، وغضّوا أبصاركم عمّا حَرَّمَ الله، ولا تنازعوا، ولا تحاسدا، ولا تغتابوا ولا تسابّوا، ولا تشاتموا، ولا تظلموا، .‏..‏ واجتنبوا قول الزور، والكذب والخصومة، وظنّ السوء، والغيبة، والنميمة، وكونوا مشرفين على الاَخرة، منتظرين لاَيامكم، منتظرين لما وعدكم الله، متزوّدين للقاء الله، وعليكم السكينة والوقار، والخشوع والخضوع، وذلّ ‏العبيد الخيف من مولاها خائفين راجين».

 ينبغي لمن يريد الصيام الاستظهار لشهر رمضان وذلك بـ:

1. تقديم التوبة والاقلاع عن المحرمات

2. الاكثار من الدعاء والاستغفار

3. تلاوة القرآن

4. الاجتهاد في العبادة

5. كثرة الصدقة

6. الاحسان وعدم رد السائل

7. تخليص الذمة من سائر الحقوق ونزع الحقد على المۆمنين

8. استعمال الجوارح في الطاعات وكفها عن المعاصي

9. ترك التنازع والتحاسد

10. كف الاذى ولزوم الصمت

وجاء عن رسول الله صلّى الله عليه وآله في خطبة له:

«... ومن صام شهر رمضان، في انصات وسكوت، وكف سمعه، وبصره، ولسانه، وفرجه، وجوارحه، من الكذب، والحرام، والغيبة، تقرّباً، قرّبه الله منه، حتى تمس ركبتاه، ركبتي ابراهيم: خليل الرحمان».


أقرأ القرآن، ولا تقع في فخ الهجران

طباعة

أرسل لصديق

التعلیقات(0)