• عدد المراجعات :
  • 845
  • 7/7/2012
  • تاريخ :

هل تحولت الازمة الى فتنة في سوريا؟

انتخابات سوريه

لايزال الملف السوري اهم واخطر الملفات لدى الكثير من المراقبين والمهتمين خصوصا بعد ان اصبحت سوريا ساحة حرب بالوكالة لبعض دول المنطقة التي سعت ومنذ بداية الازمة الى تأجيج الوضع من خلال تقديم الدعم وتسليح افراد المعارضة الامر الذي سهل دخول بعض التنظيمات الاسلامية المتشددة مثل تنظيم القاعدة الساعي للحصول على بعض المكاسب المهمة على ارض الواقع، ويرى بعض المراقبين ان المساعي الاممية الهادفة الى حل النزاع قد فشلت او هي في طريقها الى الفشل بسبب عدم الالتزام بمبادرة كوفي انان الاخيرة فقد اسف الموفد الدولي كوفي انان لقيام جهات خارجية بتشجيع النظام والمعارضة المسلحة في سوريا على الاستمرار في نهج العنف، وجدد دعوته الى الوحدة لحل هذه الازمة. وقال انان في مقال نشرته صحيفة واشنطن بوست الاميركية ان "العديد من القوى الخارجية ضالعة بشدة ان الحذر المتبادل دفعها الى السعي لتقويض" خطة الموفد الدولي لإرساء السلام في سوريا. ومن دون ان يسمي دولا محددة، اتهم انان هذه الدول "بتشجيع الحكومة (السورية) وقسم من المعارضة، عمدا او لا، على الاعتقاد ان القوة هي الخيار الوحيد". واضاف "هذا الامر ليس في مصلحة احد وخصوصا ليس في مصلحة الشعب السوري".

واعتبر انه "ان الاوان لجميع من لديهم تأثير على الاطراف (في النزاع السوري) ولجميع من يتحملون مسؤولية السلام والامن الدوليين ان يتحركوا لمصلحة السلام". وتابع انان "من الواضح جدا ان العنف لن يتوقف من دون ضغط مشترك ومستمر تمارسه الجهات ذات التأثير، مع توقع تداعيات عدم احترام" الالتزامات المذكورة. بحسب فرنس برس.

في السياق ذاته قال مبعوث سوريا لدى الامم المتحدة ان "الارهابيين" في بلده يستخدمون تكنولوجيا اتصالات أجنبية في انتقاد واضح للدعم الامريكي لجماعات المعارضة التي تقاتل على مدى الستة عشر شهرا الماضية للإطاحة بالرئيس بشار الاسد. وقال السفير السوري بشار الجعفري في ندوة عن مكافحة الارهاب في الجمعية العامة للأمم المتحدة ان "الارهابيين" يستخدمون تكنولوجيا معلومات واتصالات تقدم لهم علنا من تلك الدول التي عانت من الكارثة.

وأضاف قوله ان تلك الدول مع الاسف تصف هذه التكنولوجيا بأنها سلاح غير قاتل.

وقالت حكومة الرئيس الامريكي باراك اوباما انها تقدم للمعارضة السورية مساعدات لوجستية وأجهزة اتصالات لكنها لم تقدم أسلحة لأسباب منه القلق بشأن تنظيم المعارضة. وهاجمت قوات المعارضة المحكمة الرئيسية بوسط دمشق وتناثرت عشرات السيارات التي تحطمت في مرآب يستخدمه المحامون والقضاة. وقالت دمشق دائما انها تواجه مؤامرة "ارهابية" بتمويل وتوجيه من الخارج وخاصة السعودية وقطر اللتين وجهتا الدعوة لتسليح المقاتلين الذين يسعون للإطاحة بالأسد. وقال الجعفري ان بعض تلك "الاعمال الارهابية" المنظمة تحمل بصمات تنظيم القاعدة وعقيدته من حيث قتل وتشويه الجثث وقتل أسر بأكملها على أساس طائفي. بحسب رويترز.

وقال الامين العام للأمم المتحدة بان جي مون انه يعتقد ان القاعدة مسؤولة عن انفجار سيارتين ملغومتين في دمشق في مايو ايار قتل فيهما 55 شخصا على الاقل. وفي وقت سابق أبلغ الامين العام المساعد للأمم المتحدة ايرفيه لادسو مجلس الامن بأن دمشق منعت بعثة مراقبي الامم المتحدة في سوريا من استخدام الهواتف التي تعمل بالأقمار الصناعية والتي قال انها أداة أساسية للمراقبين. وعلقت البعثة معظم أعمالها بسبب تفاقم العنف. وتقول الامم المتحدة ان أكثر من عشرة الاف شخص قتلوا في الصراع الذي بدأ في صورة احتجاجات سلمية مؤيدة للديمقراطية.

صراع طويل

قال مسؤولو مخابرات أمريكيون إنه على الرغم من انشقاق بعض العسكريين في سوريا فإن الدائرة المقربة من الرئيس بشار الأسد ما زالت متماسكة ورجحوا أن تتحول الاحداث في سوريا لصراع طويل. ويقضي هذا التقييم فيما يبدو على أي أمل أمريكي في سقوط نظام الأسد قريبا من تلقاء نفسه. ورفضت إدارة أوباما التدخل العسكري في سوريا متعللة بالافتقار للمساندة الدولية والانقسامات الطائفية في البلاد.

وقال مسؤول مخابرات طلب عدم نشر اسمه إن الدائرة المقربة من الأسد والدائرة التي تليها "ما زالت صامدة بصورة كبيرة في دعم النظام والأسد." وقال الأسد أمس إن سوريا "في حالة حرب" وإن الغرب يأخذ ولا يعطي أبدا. وعلى الرغم من تدهور الأوضاع في سوريا فليس هناك مؤشر حتى الآن على رغبة في التدخل الغربي على غرار ما قام به حلف شمال الأطلسي في ليبيا للإطاحة بالزعيم الراحل معمر القذافي العام الماضي.

ووصف الحلف إسقاط القوات السورية لطائرة حربية تركية في وقت سابق بأنه "غير مقبول" لكنه لم يصل إلى حد التهديد بالرد. وقال مسؤولو مخابرات أمريكيون إن الانشقاقات عن قوات الأسد تحدث أساسا بين "المستويات الصغيرة والمتوسطة" وشملت عددا محدودا نسبيا من الضباط. ولم يقدم المسؤولون أرقاما بعينها.

وقال مسؤولون أمريكيون إن قوات الأسد تخوض معارك كر وفر مع مقاتلي المعارضة توجه خلالها القوات الحكومية ضربة شديدة وبعدها يغير مقاتلو المعارضة من أساليبهم ويكتسبون زخما ثم يعقب ذلك تكثيف الجيش السوري لهجماته مرة أخرى. وقال مسؤول بالمخابرات "تقييمنا العام فيما يتعلق بالقتال هو أننا ما زلنا نرى قوات النظام متماسكة نوعا ما.. إنها تعلمت بعض الدروس على مدى السنة ونصف السنة الماضية حول كيفية التعامل مع هذا النوع من التمرد."

كما قال المسؤول إن عمليات مقاتلي المعارضة تزيد قوة مما يمهد الطريق لصراع ممتد. ومضى يقول "الطرفان يتأهبان فيما يبدو لصراع طويل. نرى أن النظام ما زال يعتقد أن بإمكانه الانتصار في النهاية أو على الأقل يبدو مصرا على محاولة السيطرة وتتأهب المعارضة في الوقت ذاته فيما يبدو لمعركة طويلة."

وأضاف المسؤول أنه كلما طالت فترة العنف كلما زاد احتمال نشوب حرب أهلية مماثلة لما شهده العراق خلال الفترة من 2005 إلى 2007 وفي هذا السيناريو فإن سيطرة الأسد ستقتصر على حكومة تفتقر للسلطة أو على جزء من سوريا بعد فقد السيطرة على أجزاء أخرى من البلاد. وتابع قائلا إن من السيناريوهات الأخرى أن يرى بعض النخبة من السنة وبعض العلويين أن حل هذه الأزمة يكمن في "قتل الأسد أو تنحيته" ومحاولة التوصل إلى شكل من أشكال نقل السلطة. بحسب رويترز.

وهناك سيناريو آخر وهو أن يواصل العلويون القتال بضراوة وتتقلص أعدادهم بمرور الوقت مما يؤدي إلى انهيار حكومة الأسد وإحداث اضطرابات دون وجود أي جهة تسيطر سيطرة كاملة على البلاد. وقال مسؤول المخابرات "يوجد قطعا عدد من النتائج هنا أعتقد أنها ممكنة وفي الوقت الحالي لن يمكنني تغليب إحداها على الأخرى."

طباعة

أرسل لصديق

التعلیقات(0)