• عدد المراجعات :
  • 947
  • 7/3/2012
  • تاريخ :

عندما يحتقر مرسي نتنياهو

مصر-محمد مرسي


يضع المسؤولون الاسرائيليون ايديهم على قلوبهم خشية من حدوث تغيير راديكالي في موقف مصر تجاه معاهدة كامب ديفيد، والعلاقات الامنية مع بلادهم منذ فوز الدكتور محمد مرسي مرشح حركة الاخوان في انتخابات رئاسة الجمهورية.


المخاوف الاسرائيلية هذه تبدو في محلها، وقد بدأت تتجسد حقيقة على ارض الواقع بعد اقل من يومين من فوز الدكتور مرسي برئاسة الجمهورية وقسمه اليمين الدستورية ثلاث مرات ابرزها في ميدان التحرير.

بالأمس كشفت الصحف الاسرائيلية ان الدكتور مرسي رفض استقبال مكالمة هاتفية من بنيامين نتنياهو رئيس وزراء اسرائيل، اراد الاخير ان يقدم له من خلالها التهاني بفوزه برئاسة مصر، والاكثر من ذلك، وحسب الصحف نفسها، ان الدكتور مرسي رفض وساطة من الادارة الامريكية في هذا الصدد.

نتنياهو المعروف بغروره وغطرسته، وتعاطيه المتعجرف مع المسؤولين المصريين، واخرهم الرئيس المخلوع حسني مبارك، اضطر الى بلع كبريائه، والاكتفاء بارسال رسالة خطية الى الرئيس المصري الجديد يأمل فيها ان يتم الحفاظ على معاهدة كامب ديفيد التي تخدم البلدين، واستمرار التعاون بينهما، اي مصر واسرائيل، في المجالات كافة.

هذه المواقف التي عبر عنها الرئيس المصري الجديد تعكس بداية تغيير استراتيجي شامل في 'مصر الجديدة' خاصة تجاه ملف الصراع العربي الاسرائيلي بعد حوالي اربعين عاما من سلام بارد جاء لمصلحة اسرائيل وامنها واستقرارها.

مصر-محمد مرسي

الدكتور مرسي يرفض الحديث مع نتنياهو لانه منتخب من الشعب، نظيف اليد والجيب، يستمد قوته من تسعين مليون مصري، ومؤسسة عسكرية قوية، وتراث حضاري يمتد لاكثر من ثمانية الاف عام، بينما نتنياهو يترأس وزارة دولة لا يزيد عمرها عن اربعة وستين عاماً، قامت على اغتصاب حقوق الغير وارضهم، وتستمد اسباب وجودها من دعم خارجي، وامريكي غربي بالدرجة الاولى.

قد لا يقدم الرئيس المصري الجديد على تعديل اتفاقات كامب ديفيد المهينة لمصر او حتى يقرر الغاءها فوراً، فهناك اولويات عديدة تحتم عليه التركيز عليها في ايامه او حتى سنواته الاولى، ابرزها الملفان الاقتصادي والامني، ولكنه حتما لن يقبل الاهانات الاسرائيلية، سواء في العدوان على قطاع غزة مجدداً، او اختراق السيادة المصرية في سيناء، مثلما كان عليه الحال في السابق.

الحكومة الاسرائيلية رصدت 15 مليار شيكل (4 مليارات دولار تقريبا) لتعزيز وجودها العسكري قرب الحدود مع مصر، وهناك تقديرات بزيادة ميزانيتها العسكرية المقبلة بحوالي 30 في المئة اذا ما ادركت ان الالتزام بمعاهدة السلام وفق الشروط السابقة لن يستمر، فمصر هي الدولة الوحيدة في المنطقة التي تستطيع تحقيق التوازن الاستراتيجي معها، وهي القاطرة التي يمكن ان تقود العرب لرفع الظلم الاسرائيلي الواقع على العرب والمسلمين من خلال اذلال خمسة ملايين عربي ومسلم في فلسطين المحتلة.

الدكتور مرسي اكد في جميع خطاباته التي القاها وادى فيها القسم الدستوري ان زمن التبعية انتهى، وان حرية مصر وكبرياءها كرامتها قد عادت بفعل الثورة، ولا بد ان هذه الرسالة الموجهة الى كل من الاسرائيليين والامريكيين، والمتمثلة في رفض الحديث مع نتنياهو والتعهد بالافراج عن الشيخ عبد الرحمن المعتقل في امريكا قد وصلت، اي الرسالة، الى الجهتين المعنيتين، واستوعبتا ما جاء فيها من مفردات ومعان واضحة وجلية.

فالدكتور مرسي الذي كان رئيسا للجنة مقاطعة الصهيونية ومقاومة التطبيع معها لا يمكن ان يتنازل عن قيمه ومبادئه ويتحادث مع رئيس وزراء عنصري متغطرس مثل نتنياهو ويقبل تهانيه.

اعداد: سيد مرتضي محمدي

طباعة

أرسل لصديق

التعلیقات(0)