• عدد المراجعات :
  • 1070
  • 6/22/2012
  • تاريخ :

الشعب الكردي ونصيبه من الاسلحة الكيمياوية

حلبجه

بالنسبة الى نصيب الشعب الكوردي من التعرض للأسلحة الكيميائية، فأن إسم هذا الشعب إقترن ببشاعة الأسلحة الكيميائية بعد مأساة حلبجة. يتذكر العالم ضحايا الكورد بسبب هذا السلاح المحرم دولياً كلما يدور الحديث حول الأسلحة الكيميائية في المحافل الدولية و في الأوساط الشعبية. يخبرنا التأريخ أن أول إستعمال للسلاح الكيميائي في كوردستان في العصر الحديث، كان الهجوم الكيميائي الذي قامت به الطائرات البريطانية ضد قوات الشيخ محمود الحفيد. هذا القصف الكيميائي تم بأوامر من وزير المستعمرات البريطانية آنذاك ونستون تشرشل.

بعد أن بدأت الأوساط العالمية تهتم بالقضية الكوردية و أنباؤها تتصدر الصحف و الفضائيات العالمية بعد إنتفاضة عام 1991 ضد النظام البعثي العراقي و الهجرة المليونية الكوردية الى الجبال بعد فشل الإنتفاضة المذكورة، عرض التلفزيون البريطاني في عام 1992 برنامجاً وثائقياً عن إستخدام القوات البريطانية لأسلحة كيميائية ضد الثوار الكورد المنضوين تحت قيادة الشيخ محمود الحفيد لإخماد نار الثورة الكوردية. في البرنامج الوثائقي المذكور، أُجريت مقابلات مع الثوار المشتركين في تلك الثورة و الذين أُصيبوا بالسلاح الكيميائي البريطاني. تضمن البرنامج أيضاً لقاءات مع الطيارين البريطانيين المشتركين في تلك الحرب التي جرت ضد الكورد.

القوات التركية هي الأخرى إستخدمت أسلحة كيميائية ضد الثوار الأكراد خلال ثورة درسيم في الإقليم الشمالي من كوردستان، التي إندلعت في عام 1936. الصحيفة التركية (كوروكلو) نشرت في عددها 1083 الصادر في الثالث عشر من أيلول سنة 1938 خبر هذا الهجوم الكيميائي. المصادر تذكر أيضاً بأن الإتحاد السوفيتي السابق كان قد إستخدم مواد كيميائية مهيجة للرئة ضد ثوار الكورد من رجال القبائل في كوردستان خلال العقد الذي تلا الحرب العالمية الأولى.

في منتصف شهر نيسان عام 1987 تعرض وادي باليسان الواقع في محافظة أربيل، الى هجمات بالأسلحة الكيميائية من قبل الطائرات العراقية و التي أدت الى إصابة حوالي 360 شخصاً من أهالي قرية شيخ وسمان. عندما تم نقل المصابين الى مستشفى أربيل من قبل السلطات العراقية، بدلاً من تلقيهم العلاج، نُقِلوا الى سجن أربيل من قبل رجال الأمن العراقي، و إختفت آثارهم بعد نقلهم الى خارج مدينة أربيل.، حيث تم قتلهم لإخفاء آثار جريمة النظام العراقي البعثي البائد عن الرأي العام العالمي و العراقي.

بينما كان الشعب الكوردي يتهيأ لإستقبال العام الجديد و الإحتفاء بعيد نوروز، قامت الطائرات العراقية في السادس عشر من آذار عام 1988 بقصف مدينة حلبجة بغاز السيانيد و الخردل و الذي أودى بحياة أكثر من خمسة آلاف شخص و الذين كان أكثرهم من النساء و الأطفال و كبار السن و جُرِح أكثر من خمسة آلاف آخرين. بهذا العمل الوحشي الجبان إرتكب النظام البعثي العراقي جريمة نكراء سجلها التأريخ في صفحات سجله الأسود الى جانب جرائمه البشعة الأخرى من عمليات الأنفال الوحشية و المقابر الجماعية.

خلال عام 1988 إستمرت القوات العراقية في إستخدامها الأسلحة الكيميائية ضد الكورد. خلال الفترة بين الحادي و العشرين و السادس و العشرين من شهر آذار، قامت الطائرات العراقية بإسقاط مواد كيميائية سامة على قرى في منطقة قره داغ، مسببة قتل خمسة و سبعين مواطناً كوردياً و جرح أكثر من مائة آخرين. في شهر آب من نفس السنة، إستعملت القوات العراقية مادة الخردل ضد قوات البيشمه ركه في سيدكان و ضد قرى تابعة لأقضية زاخو و العمادية في محافظة دهوك و ضد قرى أخرى في محافظة أربيل. هذه الهجمات أدت الى قتل أكثر من خمسمائة شخص و جرح أكثر من ثلاثة آلاف آخرين. نتيجة القصف العراقي بمادة الخردل و الفسفور الأبيض لمناطق عديدة من كوردستان في الحادي و الثلاثين من آب و الأول و الثاني من أيلول عام 1988، فقد أكثر من عشرة آلاف شخص حياتهم و أصبحوا ضحية السلاح الكيميائي العراقي. أخيراً قامت القوات العراقية البعثية بقصف قرى تابعة لمحافظة كركوك بالأسلحة الكيميائية في الخامس عشر من تشرين الأول (أوكتوبر) في نفس السنة، مخلفة أكثر من ثمانية و أربعين قتيلا.ً

كما تناقلت الأ خبار مؤخراً (قبل حوالي شهر)، عن قيام القوات التركية بقصف الثوار الأكراد في الإقليم الشمالي من كوردستان بأسلحة كيميائية، مؤدية الى فقدان إثني عشر مقاتلاً كوردياً لأرواحهم.

المصادر

Zajtuchuk, Russ and Bellamy, Ronald F. (1997). Medical Aspects of Chemical and Biological Warfare. Borden Institute, Walter Reed Army Medical Center, USA.

USA MRICD (1999). Medical Management of Chemical Casualties Handbook, First Edition, U.S. Army Medical Research Institute of Chemical Defense.

Patriotic Union of Kurdistan (?). Silence is Complicity. (In Kurdish).


الجريمة الصامتة

أنواع أسلحة الدمار الشامل

الغرض من امتلاك القوة

مخاطر أسلحة التدمير الشامل الإسرائيلية على العالم العربي و الإسلامي

طباعة

أرسل لصديق

التعلیقات(0)