• عدد المراجعات :
  • 2478
  • 6/20/2012
  • تاريخ :

تمهيد الظهور هو تأييد إلهي لحركة الإمام المهدي عليه السلام

امام زمان

 التمهيد لظهور الإمام: ويمكن أن نلمس التأييد الإلهي في العصر السابق لظهور الإمام فيما يلي:

أ ـ إضعاف الدول وإنهاء ترسانات الأسلحة لكي يظهر الإمام على أرضية سهلة من البشر غير قادرة على المقاومة الشديدة عسكرياً، ويتجلى ذلك واضحاً في الروايات الواردة عن النبي صلى الله عليه وآله وسلم وأهل بيته التي تنبئ عن إنحطاط الدول وضعف ترسانة الأسلحة لديها، أما ضعف الأسلحة فهو وارد في إحتمالين:

الأول: إحتمال توصل الدول الكبرى إلى معاهدات للقضاء على الأسلحة النووية ومنع إنتشارها، كما حدث بين أمريكا والإتحاد السوفيتي المنحل أو إلغاء تلك الأسلحة، وهذا إحتمال ضعيف خاصة وأن الدول الكبرى لم تلتزم بتلك المعاهدات وأن البعض لم يوقّع عليها، وما معاهدات سالت / 1 وسالت / 2 إلا مثال على عدم جدوى ذلك الإحتمال حيث لم تطبق نهائياً.

الثاني: إحتمال أن تدمر هذه الأسلحة بقيام حرب عالمية ثالثة بين الدول التي تمتلك تلك الأسلحة ! يقول السيد محمد باقر الصدر: (هناك إفتراض أساسي بالإمكان قبوله على ضوء الأحاديث التي تحدثت عنه، والتجارب التي لوحظت في عمليات التغيير الكبرى في التاريخ، وهو إفتراض ظهور نكسة وأزمة حضارية خانقة، وذلك الفراغ يتيح المجال للرسالة الجديدة أن تمتد وتهيئ الجو النفسي لقبولها، وليست هذه النكسة مجرد حادثة تقع صدفة في تاريخ الحضارة الإنسانية، وإنما هي نتيجة تناقضات التاريخ المنقطع عن الله، فتشتعل النار التي لا تبقي ولا تذر ويبرز النور في تلك اللحظة ليطفئ النار ويقيم على الأرض عدل السماء).(1) وقيام حرب عالمية تدمر فيها ترسانات الأسلحة وارد جداً إستناداً إلى الأدلة الآتية:

أولاً ـ إشارة إلى الوعيد الإلهي بتدمير الحضارة عند أخذ الأرض زينتها، تقول الآية الكريمة ((حَتَّى إِذا أَخَذَتِ الأْرْضُ زُخْرُفَها وَازَّيَّنَتْ وَظَنَّ أَهْلُها أَنَّهُمْ قادِرُونَ عَلَيْها أَتاها أَمْرُنا لَيْلاً أَوْ نَهاراً فَجَعَلْناها حَصِيداً كَأَنْ لَمْ تَغْنَ بِالأْمْسِ كَذلِكَ نُفَصِّلُ الآْياتِ لِقَوْمٍ يَتَفَكَّرُونَ)).( 2)

ب ـ الروايات الواردة عن النبي وأهل بيته التي تخبر بوقوع حرب مدمرة تُـفني ثلثي العالم ومن هذه الروايات: قال النبي محمد صلى الله عليه وآله وسلم (لا يخرج المهدي حتى يقتل من كل تسعة سبعة).( 3) قال الصادق عليه السلام (قدام القائم موتان: موت أحمر وموت أبيض حتى يذهب من كل سبعة خمسة، الموت الأحمر السيف، والموت الأبيض: الطاعون).( 4) وقال الصادق عليه السلام (لا يكون هذا الأمر حتى يذهب ثلثا العالم، قيل له: إذا ذهب ثلثا العالم فمن يبقى ؟ قال: أما ترضون أن تكونوا الثلث الباقي).( 5) والروايات بهذا الصدد كثيرة.

ج ـ تنبؤ بعض المفكرين الغربيين بزوال الحضارة، يقول برناردشو بعد أن سُـئل عن الحرب العالمية الثالثة: إن هذا لا أعلمُـه ولكن الحرب الرابعة ستكون بالعصي والحجارة.( 6) دليل التدمير الشامل. وهذا الإحتمال أقرب إلى الوقوع حيث تتجه الدول إلى تكديس الأسلحة النووية والذرية وغيرهما وأن وقوع الحرب يؤدي إلى تلف هذه الأسلحة وإلى دمار شامل للدول والشعوب المالكة لها سيّما وإنها دول معادية للإسلام، فلا يبقى إلى الثلث المؤمن.

ثانياً: إنهيار كافة النظريات المادية عند التطبيق:

ومن معالم التأييد الإلهي للإمام المهدي عليه السلام قبل ظهوره هو إنهيار كافة النظريات المادية البشرية عند التطبيق، يقول الإمام الصادق عليه السلام: لا يكون هذا الأمر حتى لا يبقى صنف من الناس إلا ولّوا على الناس حتى يقول القائل: إنا لو ولينا لعدلنا، ثم يقوم القائم بالحق والعدل)( 7) ، ويقول السيد محمد باقر الصدر: (من الناحية البشرية يعتبر شعور إنسان الحضارة بالإحباط عاملاً أساسياً في خلق المناخ المناسب لتحقيق رسالة العدل الجديد).( 8) و إن فشل الأنظمة السابقة على الظهور، وإتضاح زيفها، وظلمها للبشرية، وتهاوي الأطروحات التي تعرض نفسها بإنها تنقذ البشرية من الظلم، كما رحل الفكر الشيوعي وأنحسر عن قارة أوروبا وأجزاء من قارة آسيا، وبهذا تنتظر البشرية المبدأ المؤهل لإسعادها.

ثالثاً: التأييد الإلهي بالممهدين للظهور:

ومن أجل أن تكتسب القضية المهدوية عوامل إنتصارها فإن الإرادة الإلهية تهيئ أسباب ذلك الإنتصار بالتمهيد له، وطرق التمهيد كثيرة منها ما يتعلق بتهيئة وسائل مادية صرفة، كما يقول السيد محمد باقر الصدر (إن شروط الحياة المادية الحديثة أقدر من شروط الحياة القديمة على إستقبال حركة الإمام المهدي عليه السلام) ( 9) ، ويقول الشيخ محمد السند (إن العولمة إعداد مهدوي والحداثة إعداد مهدوي، والعدالة والسلم ونبذ الإرهاب والمطالبة بحقوق الإنسان كلها عوامل تأهيل بشري لإستقبال دولة الإمام المهدي عليه السلام). (10)

أما على الصعيد العسكري، فإن الروايات تؤكد ظهور دول تمهد لحركة الإمام ربما تكون عن طريق أحزاب سياسية أو قوى عسكرية أو أنظمة تتسلم السلطة في دول مختلفة من الشرق الأوسط تطلق عليها الروايات (الرايات) فهناك راية الخراساني من الشرق، وراية اليماني من اليمن وراية السيد الهاشمي في العراق والذين يقيمون دولاً تمهد لحركة ظهور الإمام.

المصادر:

(1) بحث حول المهدي / ص90.

(2) يونس / 24.

(3) غيبة النعماني ص335.

(4) معجم أحاديث الإمام المهدي / الشيخ علي الكوراني / جـ3 / 440.

(5) البحار 52 / 113.

(6) تاريخ ما بعد الظهور / السيد محمد الصدر / ص337.

(7) ن. م ص335.

(8) بحث حول المهدي / ص7.

(9) بحث حول المهدي / ص117 .

(10) محاضرة في مسجد الهندي في 15 / 3 / 2007 م.


معالم المدينة الفاضلة في عصر الظهور

الإمام المهدي العاطفة والوجدان

طباعة

أرسل لصديق

التعلیقات(0)