• عدد المراجعات :
  • 1600
  • 4/28/2012
  • تاريخ :

ماذا يريد الطالب أن يتعلم ؟ وماذا يجب أن يتعلم ؟

رويدادهاي آموزشي در کلاس درس

قال عز وجل: ( وهو الذي جعل لكم النجوم لتهتدوا بها في ظلمات البر والبحر قد فصلنا الآيات لقوم يعلمون) [1]

إن الغرض من التقديم بالآية الشريفة هو مدخل لموضوعنا، فعند التأمل قليلاً في قوله تعالى: "لتهتدوا بها في ظلمات البر والبحر" نجد أنه ليس الجميع يستطيع أن يهتدي بالنجوم مع العلم بأن الله عز وجل قد جعل النجوم جعلاً تكوينياً لا يتغير وهو قوله: "قد فصلنا الآيات" إذن هناك من يهتدي بالنجوم إذا كان لديه علم سابق بعلم الفلك أو ما أشبه وأما من لم يكن له حظ من هذه العلوم فلن يهتدي، والشاهد في الآية " لقوم يعلمون"

بعد هذه المقدمة أعود للإجابة عن السؤالين اللذين وردا في العنوان، ليجعلان الطالب أمام رؤية واضحة للعملية التعليمية في حال الإجابة عليهما.

إن الإجابة عن السؤال الأول تحدد ميول الطالب واهتماماته وتشوقه للمعرفة ولكن المعرفة الموجهة, وهذا بحد ذاته حافز جيد لاكتساب المعلومات.

أما الإجابة عن السؤال الثاني فيه إشارة إلى أن هناك مهارات ومعارف مهنية يجب على المتعلم إشباعها سواء شاء أم أبى حتى يكون على قدر كاف من الكفاية المهارية والمعرفية للوصول إلى ما يجب أن يتعلمه.

وبعبارة أوضح: إذا كان لدى طالب معين ميول للكتابة لابد أن يتعلم قواعد النحو وقواعد الترقيم والأساليب الأدبية وتنظيم الأفكار وتشويق القارئ واختيار العنوان وغيرها من المهارات حتى يكون كاتباً جيداً كما أراد أن يكون.

وفي تراثنا الإسلامي ما يحثنا على التعلم سواء كان مما نريد أو مما يجب، فقد روي عن رسول الله أنه قال: «من سلك طريقا يطلب فيه علما سلك الله به طريقا إلى الجنة وإن الملائكة لتضع أجنحتها لطالب العلم رضا به وإنه يستغفر لطالب العلم من في السماء ومن في الأرض حتى الحوت في البحر، وفضل العالم على العابد كفضل القمر على سائر النجوم ليلة البدر، وإن العلماء ورثة الأنبياء إن الأنبياء لم يورثوا دينارا ولا درهما ولكن ورثوا العلم فمن أخذ منه أخذ بحظ وافر» [2]

صحيح أن هناك علوم أشرف من غيرها ولكن هذا لا ينافي شرف كل علم أراد به الفرد وجه الله وخدمة المجتمع والإنسانية. كما تلاحظ معي عزيزي القارئ بأن الكلام عن العلم الذي يجب أن نتعلمه أو يجب أن نرغب فيه، مسكوت عنه في حديث الرسول الأكرم صلى الله عليه وآله فتأمل.

وأيضا ما ورد عن أمير المؤمنين علي بن أبي طالب لما سئل عن أعلم الناس أجاب «أعلم الناس من جمع علم الناس إلى علمه» [3]

لي في هذه المقالة رسالة أعتقد أنها يجب أن تصل لكل المربين في المؤسسات التعليمية والمجتمعية: يجب علينا نحن الآباء والمعلمين أن نبين هذه الحقيقة وهي التفريق بين العلم الذي نريد والعلم الذي يجب ونوضح هذه الصورة بشكل جلي حتى يُقبل الطالب على التعليم مستفيداً من الطاقات والإمكانات المتوفرة لديه ولدى المجتمع.

الهوامش:

[1] سورة الأنعام آية 97

[2] الكافي ج1 ص34

[3] ميزان الحكمة ج3 ص2108


 

المعلم بين الأمس واليوم

المعلم منبع الإبداع

الشهيد آية الله مرتضى مطهري

طباعة

أرسل لصديق

التعلیقات(0)