• عدد المراجعات :
  • 1127
  • 4/17/2012
  • تاريخ :

المواقع الاجتماعية... مجتمعات بدائية في عوالم افتراضية

مهريه

عندما ينظر المرء الى المواقع الاجتماعية وسرعة التطور والاقبال الذي حظيت بها خلال السنوات القليلة المنصرمة، اضافة الى دورها البارز في التأثير واحداث الحراك السياسي والاقتصادي والثقافي داخل المجتمعات، لا بد ان يراجع افكاره قليلاً قبل ان يضعها في خانة المواقع الرقمية التي تتناول الجوانب الترفيهية او التعارف او الدعاية. وفي هذا السياق يعتبر (فيسبوك وتويتر) من ابرز المواقع الاجتماعية ذات التأثير القوى على الرأي العام والتي فاق عدد مستخدميهما المليار ونصف من مختلف قارات العالم، خصوصاً وان شواهد التغيير كانت حاضرة في قضية الربيع العربي وعشرات الاحتجاجات والمظاهرات التي عمت دولاً مختلفة من العالم نتيجة للازمات الاقتصادية او السياسية وكذلك للمطالبة بالحريات العامة والدعوة للديمقراطية وحرية الانتخابات.

وتحت هذا المستوى العالي والذي لا يمكن تجاهله او الغائه من قبل الحكومات وجهاتها الرقابية وان حاولت ذلك، وبرزت العديد من الاشكاليات والقضايا السلبية والتي دعت الى وجود مراجعة شاملة لتصحيح مسار المواقع الاجتماعية ومدى الحاجة الى اعتماد ضوابط اخلاقية وقانونية تحفظ الحقوق وتصون الواجبات وتمنع التجاوزات الغير مبررة او سوء الاستخدام لدى البعض.

وقد تحولت بعض القضايا المتعلقة بالجوانب الاخلاقية والتي اثيرت مؤخراً الى قضايا لـ"الرأي العام" نتيجة للجدلية التي رافقتها حول الكيفية التي يمكن ان تدار بها ادبيات المناقشة واسلوب الحوار على هذه المواقع الاجتماعية وهل هناك حاجة فعلية لتدخل القانون وسن الاحكام التي تراعي حرمة الاخرين وتوضح المسار الواجب اتباعه لكن من دون اتخاذ هذا الامر كذريعة للتدخل الحكومي.

ضوابط قانونية واخلاقية

فقد أثارت قضية سب القائد العام لشرطة دبي، بدولة الإمارات العربية المتحدة، الفريق ضاحي خلفان، من قبل أحد المغردين على موقع التواصل الاجتماعي تويتر عدة تساؤلات في الأوساط الإلكترونية والقانونية حول الضوابط التي يجب أن تحكم سلوكيات الأفراد على هذه المنابر، فمع تزايد استخدام مواقع، كالفيسبوك وتويتر، من قبل شرائح مختلفة في المجتمع، باتت الحاجة إلى مراعاة حدود حرية التعبير عن الرأي، واحترام الآخرين، أمراً ضرورياً جداً، فهناك من يرى ضرورة في عدم تجاوز خطوط حمراء تتمثل في احترام الآخرين، وآخر يرى أن هذه المنابر قد فرضت واقعاً جديداً لحرية التعبير يصعب ضبطها لما تحتويه من صعوبة في التعرف إلى المستخدم، ومراقبة مشاركات الجميع، خصوصاً عند الأخذ بعين الاعتبار السرعة والوفرة في نشر المشاركات والمعلومات والتغريدات على هذه المواقع، ونظراً لحداثة استخدام هذه المواقع في الدول العربية، لم تتطرق الأبحاث الأكاديمية إلى الضوابط الأخلاقية التي يجب أن تحكم مشاركات المغردين على تويتر. بحسب سي ان ان.

من جهتها فقد علقت دوسر الحديدي المختصة في التسويق الاجتماعي المتقدم على الأمر بالقول: "حينما بدأ العمل بموقع تويتر قبل عدة أعوام، استخدم كمدونة مصغرة، يتبادل الناس من خلالها أخبارهم وصورهم وآراءهم فيما لا يتجاوز المائة وأربعين خانة، إلا أن الاتجاه تغير لاحقاً، وهو ما دفع المؤسسات والحكومات إلى أن تصبح أكثر وعياً وحذراً من هذه الأداة الجديدة"، وترى الحديدي أن على كل مستخدم لمواقع التواصل الاجتماعية أن يكون مسؤولاً عن كلامه وتصرفاته، كما أن بإمكان الشركات والدول المتخوفة من الإساءات عبر المواقع الاجتماعية تعيين من يعرف بمسؤول السمعة، وهو شخص يقوم بمراقبة الحوارات وما يعرف بـ "الهاشتاغ" والموضوعات الأكثر شعبية على تويتر، كي يتتبع أية إساءات قد تطال الجهة التي يعمل فيها"، وتؤكد الحديدي أن القوانين الخاصة بالأنترنت لا تزال غامضة في المنطقة العربية.

مصطلحات سياسية

الى ذلك أظهرت دراسة أجرتها مؤسسة ديلويت أن 88% من محادثات شبكات التواصل الاجتماعية باللغة العربية خلال الربع الأول من العام 2011 اشتملت على مصطلحات سياسية، في حين لم تبلغ هذه النسبة سوى 35% في العام 2010، وقد شملت دراسة "ديلويت" خمسة مجالات أساسية، كان من بينها الاستخبارات، حيث إن استخدام التحليلات المتطورة لمعالجة كمية المعلومات الهائلة المتوفرة لدى الحكومات تمكن وكالات الاستخبارات من توفير قدرات استخباراتية مهمة بأسعار أدنى، وذكرت الدراسة، أن الربيع العربي يعتبر فرصة مجدية حول أهمية الجمع بين المعلومات المتوفرة وأدوات التحليل المتطورة، وقد شكلت عملية تجميع الرسائل على "تويتر" وتحليل محتواها نافذة مهمة لتوقع التطورات التي طرأت لاحقاً، وأضافت، أنه اكتشفت أدوات التحليل الآلية.

المستخدمات العربيات لموقع فيسبوك

فيما خلص تقرير اصدره برنامج الحكومة والابتكار في كلية دبي للإدارة الحكومية تحت عنوان (تقرير الاعلام الاجتماعي العربي) الى ان استخدام النساء العربيات لوسائل الاعلام الاجتماعي يبقى منخفضا مقارنة بالرجال حيث لا تمثل النساء سوى ثلث المستخدمين العرب لموقع (فيسبوك)، واعتمد التقرير على دراسة اقليمية استهدفت رجالا ونساء لتحديد آرائهم حول استخدام النساء العربيات وسائل الاعلام الاجتماعي كوسيلة لتمكين المرأة العربية مدنيا وسياسيا واقتصاديا، ووفقا للاستبيان بلغت نسبة مستخدمي موقع (فيسبوك) في المنطقة العربية من النساء الثلث فقط وذلك في تباين واضح مع مستخدمي الموقع من النساء حول العالم حيث يشكلن ما يقارب نصف عدد مستخدميه. وقال مدير برنامج الحوكمة والابتكار في كلية دبي للإدارة الحكومية وأحد كتاب التقرير فادي سالم ان "الفجوة لا تزال كبيرة من حيث استخدام النساء العربيات لوسائل الاعلام الاجتماعي رغم ان 70 بالمئة من المستخدمين الناشطين في العالم العربي هم من شريحة الشباب من الجنسين". بحسب وكالة الانباء الكويتية.

من أجل فيسبوك وتويتر

على صعيد مختلف ينصرف الشباب البريطاني عن قراءة اعمال ديكنز وشكسبير وكيتس لانشغاله بمواقع التواصل الاجتماعي على الانترنت مثل فيسبوك وتويتر حيث أظهر استطلاع أن شابا واحدا بين كل ستة شباب لا يتمكن من قراءة كتاب واحد في الشهر، والاستطلاع الذي سأل 18141 طفلا تتراوح اعمارهم بين ثمانية اعوام و17 عاما أظهر ايضا أن أقل من نصف الشبان يختار قراءة كتاب من خارج المناهج الدراسية مرة واحدة على الاقل شهريا، وبدلا من ذلك يأتي اطلاع الاطفال على الكلمة المكتوبة في الغالب من ارسال رسائل نصية عبر الهاتف المحمول ورسائل البريد الالكتروني ومواقع التواصل الاجتماعي على الانترنت مثل فيسبوك وتويتر، واجرت الاستطلاع المؤسسة البريطانية الخيرية (ناشونال ليتراسي ترست)، وقال جوناثان دوجلاس مدير المؤسسة في بيان "دفع هؤلاء الاطفال للقراءة ومساعدتهم على حب القراءة هو الوسيلة لتحويل حياتهم ومنحهم فرصا وتطلعات جديدة"، وقالت المؤسسة الخيرية انه في ظل مؤشرات على أن وتيرة القراءة لها صلة مباشرة بالتحصيل فهناك "حاجة ماسة" لسبل جديدة لتشجيع الشباب أكثر على القراءة، ووصفت اقتراحات وزير التعليم البريطاني مايكل جوف بأن جميع التلاميذ الذين بلغوا 11 عاما ينبغي عليهم قراءة 50 كتابا في السنة بأنه "تحد كبير" في ضوء هذه النتائج. بحسب رويترز.

كما افادت دراسة نشرت ان نصف البالغين الاميركيين يشاركون بشبكة واحدة او اكثر للتواصل الاجتماعي مثل فيسبوك وماي سبيس ولينكد-ان، وقال مركز الابحاث بيو ان 65 بالمئة من مستخدمي الانترنت الراشدين يزورون هذه المواقع، اي ما يمثل خمسين بالمئة من كل الاميركيين الذين تجاوزوا الثامنة عشرة من العمر، وفي 2005، كان ثمانية بالمئة فقط من الراشدين يدخلون هذه المواقع، حسب المؤسسة نفسها، وعلقت كاترين زيكور التي ساهمت في اعداد الدراسة ان "مواقع التواصل الاجتماعي تثبت نفسها اكثر فاكثر كشريك مهم في النشاطات على الانترنت"، وتابعت ان النساء يستخدمن هذه المواقع اكثر من الرجال (69 بالمئة مقابل ستين بالمئة للنساء)، وتجذب هذه المواقع بشكل منتظم 33 بالمئة من الاميركيين الذين تجاوزت اعمارهم الخامسة والستين و83 بالمئة من الذين تتراوح اعمارهم بين 18 و29 عاما وسبعين بالمئة من الذين يبلغون من العمر بين ثلاثين و49 عاما و51 بالمئة من الذين تبلغ اعمارهم بين خمسين و64 عاما، وشملت الدراجة 2277 بالغا واجريت بين 26 نيسان/ابريل و22 ايار/مايو، وقد حدد هامش الخطأ فيها بـ2،4 بالمئة.

التوقف عن استخدام فيسبوك

من جهتها حذرت الوزيرة الألمانية لحماية المستهلك زملاءها من موقع "فيسبوك" الالكتروني الذي يستخدمونه للترويج لتحركاتهم بسبب عدم حمايته البيانات، وذلك في رسالة الكترونية تمكنت مجلة "دير شبيغل" من وضع يدها عليها، والوزيرة إيلزه ايغنر المعروفة بانتقادها الدائم لسياسة الموقع الاجتماعي الخاصة بحماية الحياة الشخصية، وهي كتبت في رسالة داخلية نشرت "دير شبيغل" مقتطفات منها في عددها الصادر مؤخراً، "بعد دراسة قانونية معمقة، استنتجت أنه من الضروري أن نحرص على ألا يتضمن أي من مواقعنا الحكومية أيقونة فيسبوك"، ودعت الادارات أيضا إلى عدم إنشاء صفحات للمعجبين يمكن أن ينضم إليها مستخدمو الموقع، وذلك "بسبب شكوك قانونية دقيقة وحساسة"، وتخشى السلطات الألمانية المعنية بحماية البيانات أن يتم جمع هذه المعلومات بهدف إنشاء حساب خاص وبيعه إلى العاملين في مجال الإعلانات، وأعلنت ايغنر التي طلبت من زملائها ومن أعضاء البرلمان أن "يكونوا قدوة" للآخرين أنها تخلت بنفسها عن حسابها في موقع "فيسبوك" قبل سنة احتجاجا على غياب السياسة الحمائية، ويتوقع أن تزور الوزيرة قريبا الولايات المتحدة لمقابلة المسؤولين عن فيسبوك ومناقشة "احترام المعايير الالمانية والأوروبية الخاصة بحماية البيانات"، وكان الموقع الذي أنشئ سنة 2004 لتسهيل التواصل بين طلاب جامعة هارفرد قد أعلن في خطوة هي الأولى من نوعها أنه سيوقع مدونة سلوك لحماية بيانات مستخدمي الانترنت في ألمانيا، وتولي ألمانيا هذا الموضوع أهمية خاصة لأنها عانت من انتهاكات في هذا المجال خلال الدكتاتوريتين النازية والشيوعية. بحسب فرانس برس.


الحياة الكريمة حق انساني

أسرار السقوط الحضاري للعالم الإسلامي

طباعة

أرسل لصديق

التعلیقات(0)