• عدد المراجعات :
  • 1044
  • 3/8/2012
  • تاريخ :

الفرق بين الفكر المادي والإِلهي

لا فرق- في نظر المادي- بين طريق الحق وغيره، ولا توجد حسابات خاصة، وأُسس معينة، لِكُلِّ ما يحفل به العالم من عدل وظلم، وحسن وقبح، وعلى ضوء النظام الكُليّ الحمليّ للعالم. إذْ، ليس للعالم عين ولا أُذُن ولا عقل ولا إدراك، حتى يتعرّف على مثل هذه الأُمور وحتى يتعاون مع أُولئك الذِين يسعون من أجل الحقّ والعدالة والأخلاق، والقيم الإِنسانية، والإخلاص، والأعمال الخيرية، بينما لا يتعاون مع أُلئك الذين لا يسعون في هذا السبيل.

المادي مهما كان مؤمناُ بمدئه وأهدافه، ومهما كانت رسالته مقدّسة شاملة، بعيدة عن المنفعة الشخصية وحبّ النفس، ومهما بذل من الجهود والتضحيات، في سبيل الأهداف التي يسعى لتحقيقها؛ فإنه بالتالي سيعتقد بأنّ النتيجة التي سيتوصّل إليها، تكون بحجم الجهود التي بذلها في سبيلها.

وأمّا الإِلهي، فهو يرى فرقاً وتفاوتاً بين هذه الأمور والحالات، في حسابات النظام الكلي للعالم، فيعترف بوجود الحقّ والحقيقة، ويحاول بكُلّ ما يملك من قوةٍ. الدّفاع عن رجالِ الحق وحمايتهم.

وقد ذكرتُ في كتابي (الإنسان والقدر) في موضوع: تأثير العوامل المعنوية في المصير.

(يرى المادي: بأنّ العوامل المؤثّرة بالأجل والسلامة والسعادة، منحصرة بالعوامل المادية؛ فالعوامل المادية، هي التي تقرّب الأجل أو تؤخّره، وهي التي تمنح السلامة للبدن، أو تسلبها منه، أو تحافظ على السعادة أو تقضي عليها.وأمّا الإِلهي: فإنّه يرى بأنّ العالم يمتلك الشعور والحياة، وأنّ لأفعالِ البشر ردود فعل، ويعتقد بوجود التفاوت بين القبح والحسن في حسابات العالم، وأنّ لإِعمال الخير والشرّ ردود فعل تُواجه الإِنسان في حياته).

وقلنا في هذا الكتاب أيضاً:

(يرى المادي: بأنّ ليس للسُّنن التشريعية-وهي المقرّرات التي يلزم على الإنسان العمل بها- أيّ حسابٍ على ضوء السنن التكوينية، وليس هناك أيّ تأثير للعالم في مسيرة الإنسان في الحياة؛ فالحق والباطل، والصحيح والخطá والعدل والظلم لا تفاوت فيما بينهما، بنظر العالم، وموقف العالم ومعاملته مع العاملين بهذه الأمور المختلفة، معاملة واحدة.

وأمّا الإِلهي فأنّه يعتقد: بأنّ معاملة العالم ليست واحدة، فهي بجانب أنصار الحق والعدالة، والرّسالات الحقة المقدّسة.إن المادي مهما كان مؤمناُ بمدئه وأهدافه، ومهما كانت رسالته مقدّسة شاملة، بعيدة عن المنفعة الشخصية وحبّ النفس، ومهما بذل من الجهود والتضحيات، في سبيل الأهداف التي يسعى لتحقيقها؛ فإنه بالتالي سيعتقد بأنّ النتيجة التي سيتوصّل إليها، تكون بحجم الجهود التي بذلها في سبيلها.وأمّا المسلم والمؤمن، فإنّه يعتقد بأنّ العالم قد خُلق بصورةٍ، أنْ لو ضُحِّي في طريق الحق، فإنّ العالِم سوف يهبُّ للدفاع عنه وحمايته، وإنّ حجم القوة الكامنة في الكون، التي تهبّ للدفاع عنه أضعاف القوة، التي يبذلها في طريق أهدافه المقدّسة بكثير، فإنّ المدرسة المادية ترى بأنّ ثقة أنصار الحقّ والعدالة بالوصول لإِهدافهم نتيجة نشاطاتهم وجهودهم، بمقدار الثقة لدى أنصار الظلم والباطل، في الوصول لأهدافهم الجهنميّة نتيجة فعّالياتهم، فإنّهم يعتقدون بعدم الفرق بين هاتين الفئتين في حسابات العالم، ولكن المدرسة الإِلهية، ترى وجود فرق كبير، وتفاوتٍ شاسع بينهما).

الشهيد مرتضي مطهري


الدليل الفلسفي على وجود الله وموقف المادية

الفلسفة التربوية الاسلامية في العمق الانساني

القران وتربية الإنسان عقليا

تربية العقل و تدبر العاقبة

طباعة

أرسل لصديق

التعلیقات(0)