• عدد المراجعات :
  • 1711
  • 3/10/2012
  • تاريخ :

العناية بالطفل اليتيم

اليتيم

هل قلبك يتقطع على فلذة كبدك ؟!

أتحزن إذا مسه الضر ؟!

أتتألم إذا مسه الفقر ؟!

أتتحسر إذا مسه الجوع والألم ؟!

فكيف به إذا مسه اليتم ؟!

امسح على رأس اليتيم ...

يوم العيد وبقية الأيام ...

 اليتيم بعد فقد والده أو والدته أو كليهما يشعر بالحرمان المطلق، حرمان من إشباع حاجاته العاطفية والروحية، وحرمان من إشباع حاجاته المادية كالحاجة إلى المأكل والمشرب والملبس، فتنتابه الهواجس والمخاوف، ويخيم عليه القلق والاضطراب، فالشعور بالحرمان من العطف والحنان له تأثيراتها السلبية على كيان الطفل وعلى بناء الشخصية، ومن خلال متابعة الواقع الاجتماعي نجد ان أغلب الأيتام الذين لم يجدوا العناية والاهتمام من قبل الآخرين كانوا مضطربي الشخصية تنتابهم العقد النفسية وسوء التوافق مع المجتمع الذي حرمهم من العناية والاهتمام، لذا أوصى الإسلام برعاية اليتيم رعاية خاصة لا تقل ان لم تزد على الرعاية الممنوحة للأطفال الآخرين، فأكد على اشباع جميع حاجاتهم المادية والروحية، وكانت الآيات القرآنية المختصة برعاية الأيتام أكثر من الآيات المختصة بعموم الأطفال.

الحاجات المادية لليتيم

وأول الحاجات التي أكد الإسلام على اشباعها هي الحاجات المادية.

قال سبحانه وتعالى: * (ويطعمون الطعام على حبه مسكينا ويتيما وأسيرا..) * (الإنسان 76: 8.).

* (... أو اطعام في يوم ذي مسغبة يتيما ذا مقربة) * (البلد 9ظ : 14 - 15.).

* (... وآتى المال على حبه ذوي القربى واليتامى والمساكين) * (البقرة 2: 177.).

وجعل الله تعالى لليتيم حقا في أموال المسلمين * (واعلموا أنما غنمتم من شئ فأن لله خمسه وللرسول ولذي القربى واليتامى والمساكين...) * (الأنفال 8: 41.).

وقال تعالى: * (قل ما أنفقتم من خير فللوالدين والأقربين واليتامى والمساكين) * (البقرة 2: 215.).

ونهى تعالى عن التصرف بأموال اليتيم إلا بالصورة الأحسن التي تجدي له نفعا وربحا * (ولا تقربوا مال اليتيم إلا بالتي هي أحسن حتى يبلغ أشده) * (الانعام 6: 152.).

وقال رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم): " من عال يتيما حتى يستغني، أوجب الله له بذلك الجنة " (1).

وقال (صلى الله عليه وآله وسلم): " من كفل يتيما من المسلمين فأدخله إلى طعامه وشرابه،أدخله الله الجنة البتة، إلا أن يعمل ذنبا لا يغفر " (2).

وقال (صلى الله عليه وآله وسلم): " أنا وكافل اليتيم في الجنة كهاتين - وهو يشير بإصبعيه " (3).

الحاجات المعنوية لليتيم

وراعى المنهج الإسلامي اشباع الحاجات المعنوية لليتيم كالاحسان إليه والعدل معه.

قال سبحانه وتعالى: * (وإذ أخذنا ميثاق بني إسرائيل لا تعبدون إلا الله وبالوالدين احسانا وذوي القربى واليتامى والمساكين...) * (البقرة 2: 83.).

وقال تعالى: * (... وأن تقوموا لليتامى بالقسط) * (النساء 4: 127.).

وقال رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم): " خير بيت من المسلمين بيت فيه يتيم يحسن إليه، وشر بيت من المسلمين بيت فيه يتيم يساء اليه " (4).

وأوصى رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) على مداراة اليتيم والرفق به وتكريمه فقال (صلى الله عليه وآله وسلم): " حث الله تعالى على بر اليتامى لانقطاعهم عن آبائهم، فمن صانهم صانه الله تعالى، ومن أكرمهم أكرمه الله تعالى، ومن مسح يده برأس يتيم رفقا به جعل الله تعالى له في الجنة بكل شعرة مرت تحت يده قصرا أوسع من الدنيا وما فيها... " (5).

وشجع الإمام الصادق (عليه السلام) على التعامل مع اليتيم بحنان ورحمة فقال:

" ما من عبد يمسح يده على رأس يتيم ترحما له إلا أعطاه الله تعالى بكل شعرة نورا يوم القيامة " (6).

معالجة مشاكل اليتيم

ومن رعاية اليتيم معالجة المشاكل التي تواجهه والتي تسبب له الألم والقلق والاضطراب، قال رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم): " إذا بكى اليتيم اهتز العرش على بكائه فيقول الله تعالى: يا ملائكتي اشهدوا علي أن من أسكته واسترضاه أرضيته في يوم القيامة " (7).

وعنه (صلى الله عليه وآله وسلم): " إذا بكى اليتيم في الأرض يقول الله من أبكى عبدي وأنا غيبت أباه في التراب فوعزتي وجلالي ان من أرضاه بشطر كلمة أدخلته الجنة " (8).

ومن الوصايا بشؤون اليتيم إدخال الفرح على قلبه بإشباع حاجاته المادية أو الروحية من احترام وتقدير ومحبة أو مدح وتشجيع إلى غير ذلك.

قال رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم): " إن في الجنة دارا يقال لها دار الفرح لا يدخلها إلا من فرح يتامى المؤمنين " (9).

ومن الاهتمام والعناية باليتيم هو القيام بتربيته تربية صالحة وإعداده لان يكون عنصرا صالحا في المجتمع، قال أمير المؤمنين علي (عليه السلام): " أدب اليتيم بما تؤدب منه ولدك... " (10).

فاليتيم الذي يحصل على العناية والرعاية والحب والحنان يشعر بالراحة والطمأنينة ويعيش سويا في عواطفه وفي شخصيته، اما في حالة الحرمان فإنه لا يصبح سويا وقد يلتقطه بعض المنحرفين فيوجهه الوجهة غير الصالحة فيصبح عنصرا ضارا في المجتمع.

يجب مراعاة أن من الإحسان لليتيم عدم إشعاره بأنه مسكين ويحتاج للرأفة فإن ذلك يضايقه ،فياحبذا الإحسان إليه بطريقة مرغوبة تشعره بأن هناك من يهتم به في الحياة ويراعي مشاعره .

 

المصادر:

(1) تحف العقول: 198.

(2) مستدرك الوسائل 1: 148.

(3) المحجة البيضاء 3: 4ظ 3.

 (4) المحجة البيضاء 3: 4ظ 3.

(5) المحجة البيضاء 3: 4ظ 3

(6) المحجة البيضاء 3: 4ظ 3.

(7) مستدرك الوسائل 2: 623.

(8) مستدرك الوسائل 2: 623.

(9) كنز العمال 3: 17ظ  / 6ظ ظ 8.

(10) الكافي 6: 47 / 8 باب تأديب الولد.


ربط الطفل بالسلف الصالح

الطرق السليمة لمعاقبة الأطفال

التعامل التربوي مع الطفل العصبي

كيف نزرع الثقة في الطفل

طباعة

أرسل لصديق

التعلیقات(0)