الباب الثالث
في كيفيّة المحافظة
على صحّة النفوس
وفيه فصول
فصل
لابدّ لمن وفّقه الله تعالى لاستجماعالفضائل الخلقيّة والملكات النفسيّة أنيعلم ويتذكّر دائماً أنّ ما وفّق له منأشرف الجواهر وأرغب النفائس بحيث لايعقلما يوازنه يوازيه، ولا يتصوّر ما يكافؤهويساويه، وأنّه النعمة الحقيقيّة الدائمةالتي لايفارقه أبداً، حيث إنه من مواهبهتعالى المنزّهة عن الاسترداد.
داده خويش چرخ بستاند
نقش الله جاودانماند
نقش الله جاودانماند
نقش الله جاودانماند
وإن يعلم أنّ حرص أبناء نوعه في اقتناءالشهوات الحسيّة ونيل اللذّات الدنيّةالدنيويّة واكتساب الفوائد المجازيةوالمنافع العرضية بحيث يتحمّلون لأجلهامشاقّ الأسفار في البراري والقفاروالأودية والغياض والبحار، ويتعرّضونلأسباب التلف من السباع وقطّاع الطرقوالظلمة والأسر والنهب والقتل وغيرها منالأخطالر مع حصول الذلّ والهوان والخيبةوالخسران في غالب ما يأملون، والوقوع فيمايخافون عنه ويحذرون، بل ربما ينجرّ سعيهمإلى أنواع الملامة وأصناف الحسرةوالندامة، بحيث تكاد تزهق أرواحهموتتفطّر من الغمّ والهمّ أجسامهموأشباحهم. والذي يظفر بمطلوبه بعد كدّشديد وتعب ماله من مزيد، لا وثوق له ببقائهويضطرب دائماً من زواله وفنائه بتطرّقالنوائب وحدوث الحوادث والمصائب، فمايحدث له من