الباب السادس
في معالجة الرذائل الغضبية
وذكر ما يقابلها من الفضائل
ففيه أيضاً مقامان
المقام الأول
في ذكر الرذائل بمعالجاتها ولابدّ من ذكرجنسها مع ما هو من أعظم أنواعها ولوازمهافي عدّة فصول:فصل
أحد الجنسين من طرف الافراط التهوّر،ويدلّ على ذمّه مادلّ على وجوب حفظ النفسعقلاً ونقلاً على أن من لا يتبع العقل فيالمحافظة عن الأخطار والمهالك أو لايخافعن الزلازل العظيمة والصواعق المزعجةوأمثالها أصلاً يستحقّ أن يطلق عليه اسمالجنون والوقاحة.
وعلاجه بعد تذكّر مفاسده الدنيويةوالأخروية تقديم التروّي في جميع أفعالهوارتكاب ما يجوّزه العقل دون ما يمنعهوربّما احتاج صاحبه في دفعه إلى الحذر عنبعض ما يجوّزه العقل إلى أن يقرب منالاعتدال فيأخذ بالشجاعة التي هو الوسطويحتاط فيه حتى لايقع في جانب التفريط.
وثانيهما: الجبن أي سكون النفس عن الحركةإلى الانتقام وغيره مع كونها مطلوبة كماأن الغضب إفراطها فيها فهو ضدّ لهوللتهوّر باعتبارين.
وعلى كلّ حال فهو من جانب التفريط وهو منالمهلكات العظيمة، ويتبعه من اللوازمالذميمة مهانة النفس والذلّة، وسوءالعيش، وطمع الناس فيما يملكه، وقلّةالثبات في الأمور، والكسل، وحبّ الراحةالموجبة للحرمان عن السعادات، وتمكينالظالمين من الظلم عليه، وتحمّل الفضائحفي العرض والمال والعيال، وعدم مبالاتهبها، وتعطيل مقاصده. والأخبار في ذمّهوالاستعاذة منه في الدعوات كثيرة.
وعلاجه: تهييج الغضبية بما يبعث عليه لامتناع كون النفس عادمة لها