نفحات القرآن جلد 10

اینجــــا یک کتابخانه دیجیتالی است

با بیش از 100000 منبع الکترونیکی رایگان به زبان فارسی ، عربی و انگلیسی

نفحات القرآن - جلد 10

ناصر مکارم شیرازی

| نمايش فراداده ، افزودن یک نقد و بررسی
افزودن به کتابخانه شخصی
ارسال به دوستان
جستجو در متن کتاب
بیشتر
تنظیمات قلم

فونت

اندازه قلم

+ - پیش فرض

حالت نمایش

روز نیمروز شب
جستجو در لغت نامه
بیشتر
لیست موضوعات
توضیحات
افزودن یادداشت جدید

د.
آية النشوز:




نلاحظ في القرآن الكريم حكما يرتبط بالنسا الناشزات , ويعتبر هو الاخر من مصاديق التعزيرات ,
مع ان الازواج قد امروا بمراعاة الاحتياط في اجرا هذا الحكم ,يقول عزوجل :.



(والـلاتي تخافون نشوزهن فعظوهن واهجروهن فى المضاجع واضربوهن فان اطعنكم فلا تبغوا
عليهن سبيلا)((229)) .



والـمـراد بـالـناشزات اولئك النسوة اللاتي يمتنعن عن ادا وظائف الزوجية ,واللاتي يظهر فيهن
علامات عدم الوئام المختلفة((230)) .



فـفـي الايـة اعـلاه , ذكرت ثلاثة انواع من التعزير لمثل هؤلا النسوة , الاول : الوعظوالنصيحة
(ويجب ان لا ننسى بان الوعظ في كل مورد يعد من مراتب التعزير, لما له من الاثر الرادع ), الثاني :
الهجر والابتعاد عنهن , الثالث : العقاب البدني , وكل من المرحلتين الثانية والثالثة انما تجري مع عدم
نجاح المرحلة السابقة لها في التاثير.



فان سئلنا: هل يجري ذلك في الرجل اذا نشز وطغى ؟.



قلنا في الجواب : نعم الشرع , فيكلف الحاكم بمعاقبة الرجال الناشزين بوعظهم ونصيحتهم او ضربهم في موارده .



وقـصـة الرجل الذي اجحف بحق زوجته ولم يقبل الرضوخ الى الحق فاجبره الامام علي (ع ) على
التسليم بكل الطرق حتى اضطر الى تهديده بالسيف , معروفة .



ومـن هنا يتضح الجواب على السؤال الذي قد يخطر في اذهان كثيرة من الناس عند ذكر هذه الاية
وهـو: كـيف يمكن ان يسمح الاسلام للرجال بضرب نسائهم , في حين ان هذا الامر يسي الى كرامة
الانسان وخصوصا شريك الحياة , وذلك :.



((اولا)) ان المراد من الضرب والعقاب البدني هنا ليس ان ياخذ الرجل السوطوينهال على زوجته
ضربا حتى يختلط لحمها بدمها, ولا ان يضربها بكفه على وجههاحتى يسود وجهها, فان كل ذلك غير
جائز في شرع الاسلام المقدس , بل وعليه الدية لو فعل ذلك , بل المراد هو الضرب الخفيف الذي لا
يـؤدي الـى الـجرح ولا الى احمرار واسوداد الجسم , حتى قال بعض المفسرين في توضيح الاية :
ضـرب كـضـرب الـيـد بـالـسواك شديدافيجرحها.



((ثانيا)) يجب ان لا ننسى بان النسا على اربعة اقسام :.



قـسم منهن نسا مؤمنات صالحات , واقفات على مسؤوليتهن في العائلة وذلك على اثر اللياقات الذاتية
والتربوية المكتسبة عندهن , ومثل هؤلا النسوة لابد من احترامهن من قبل ازواجهن على اتم وجه ,
وهن مصداق الاية (وعاشروهن بالمعروف )((231)) .



والـقـسـم الـثاني , اولئك النسوة اللاتي يتخلفن عن ادا وظائفهن في محيط العائلة ,فيتسببن في ايذا
الـزوج , ولـكـن تـخلفهن ليس عميقا وفاحشا, بل يمكن ان يتاثرن بالوعظ والنصيحة خوفا من اللّه ,
ويرجعن الى الحق لتقواهن , فهؤلا مشمولات لقوله (فعظوهن ) في الاية اعلاه .



والـقسم الثالث : النسوة اللاتي يكون نشوزهن عميقا, ولا ينفع معهن الوعظ ولكن ولروحهن الشفافة
يـؤثـر فـيـهن الهجر, فانهن لا يرغبن الا في العيش بصلح وصفا,فهولا يشملهن (واهجروهن في
المضاجع ).



فـيبقى القسم الرابع فقط من النسا اللاتي يتمردن على ازواجهن ويمنعن عن اداوظائفهن , ويتمادين
في غيهن وعنادهن .



ولـجاجتهن , فلا تقوى عندهن فتمنعهن عن ذلك , ولا وعظ ينفع ويؤثر فيهن , ولاهجر فى مضجع
يـكـدر ارواحـهن , فلا سبيل الا الشدة , ومن هنا فان الاسلام في هذاالمورد فقط يجيز للزوج ان
يؤدب زوجته بالضرب الخفيف ويعزرها, وهذا الامررائج حتى في المجتمعات الشرقية والغربية
الـمعاصرة , حتى ان المعترضين على هذا القانون الاسلامي يمارسون ذلك بانفسهم ايضا في مثل هذه
الـظـروف والـحـالات , فـمـع تـلـك الـظـروف التي بيناها لا يعد هذا الامر عجيبا لا يتلائم مع
احترام كرامة الانسان .



ثالثا: هذا الامر لا يختص بالنسا, بل يشمل الرجال اذا ما نشزوا وامتنعوا عن اداوظائف الزوجية ,
وبـنفس تلك المراحل المذكورة , ففي البد لابد من وعظهم ونصيحتهم , فان لم يؤثر ذلك , فالتعزير
المعنوي كالهجر وعدم الاكتراث بهم في المجتمع حتى يرجعوا عن غيهم , فان لم يؤثر ذلك , فلابد
مـن اتباع سبيل الضرب وامثاله من العقوبات , ولكن وكما قلنا سابقا بما ان هذا العمل غير مقدور من
قـبـل الـنسا وان سلطة الرجل تحول دونه , ارجع الامر الى الحاكم فهو المكلف بايقاف هؤلا الرجال
عند حدهم .



وبـالالتفات الى النكات الثلاثة السابقة , لا نظن ان منصفا يعترض على هذا الحكم ويدعي انه خلاف
كرامة الانسان .



ولابـد مـن التنبيه على انه ورد في ذيل هذه الاحكام الثلاثة مباشرة قوله تعالى :((فان اطعنكم فلا
تبغوا عليهن سبيلا)).



/ 135