نفحات القرآن جلد 10

اینجــــا یک کتابخانه دیجیتالی است

با بیش از 100000 منبع الکترونیکی رایگان به زبان فارسی ، عربی و انگلیسی

نفحات القرآن - جلد 10

ناصر مکارم شیرازی

| نمايش فراداده ، افزودن یک نقد و بررسی
افزودن به کتابخانه شخصی
ارسال به دوستان
جستجو در متن کتاب
بیشتر
تنظیمات قلم

فونت

اندازه قلم

+ - پیش فرض

حالت نمایش

روز نیمروز شب
جستجو در لغت نامه
بیشتر
لیست موضوعات
توضیحات
افزودن یادداشت جدید

ب .

قصة ثعلبة :



والـمـورد الاخـر هو قصة احد الانصار (ثعلبة بن حاطب ) والتي ورد ذكرها في الايات (75 ـ
78) من سورة التوبة وهي قوله تعالى :.



(ومنهم من عاهد اللّه لئن آتانا من فضله لنصدقن ولنكونن من الصالحين ـ فلما آتاهم من فضله بخلوا
بـه وتـولـوا وهم معرضون ـ فاعقبهم نفاقا فى قلوبهم الى يوم يلقونه بما اخلفوااللّه ما وعدوه بما
كانوا يكذبون الم يعلموا ان اللّه يعلم سرهم وان اللّه علا م الغيوب ).



يـعـتقد كثير من المفسرين ان هذه الايات نزلت في شان احد الانصار واسمه ((ثعلبة بن حاطب )),
لـقـد كـان هـذا الرجل فقيرا, ياتي الى المسجد دائما ويطلب من رسول اللّه (ص ) ان يدعو اللّه ان
يعطيه مالا كثيرا, فكان النبي (ص ) يقول له : ((قليل تؤدي شكره خير من كثير لا تطيقه )), ولكن
ثـعلبة كان يصر ويلح على النبي (ص ),ويقسم بانه سيؤدي كل ما عليه من حقوق فيما لو اعطاه اللّه
المال الكثير, فاضطرالنبي (ص ) الى ان يدعو اللّه ان يعطيه مالا كثيرا.



لـم تمض فترة طويلة الا ومات ابن عم غني لثعلبة , فورث ثعلبة ثروة طائلة ,وكانت ثروته تزداد
يوما بعد آخر, فصار يملك قطعانا من الانعام .



وعندما حان موسم الزكاة بعث الرسول الاكرم (ص ) الجباة لجمع الزكوات , لم يمتنع ثعلبة الذي ذاق
لـتـوه لذة المال عن دفع الحق الالهي فقط, بل اخذ يشكل على اصل تشريع الزكاة ايضا ((اخـت الـجـزية )) التي تؤخذ من اهل الكتاب الايات المذكورة اعلاه في ذم ثعلبة وبخله ونفاقه ونقضه العهد نزول هذه الايات بنفسه يعد تعزيرا شديدا في حقه , لانها فضحت افعاله القبيحة .



وطبقا لبعض الروايات فان ثعلبة ومن اجل استعادة حيثيته وجبر هذه الخسارة الاجتماعية الفادحة ,
جـا بـنـفـسه الى رسول اللّه (ص ) واعلن عن استعداده لدفع زكوة امواله , ولكن رسول اللّه (ص )
رفض قبولها منه رحل رسول اللّه (ص ) الى جوار ربه , فجا ثعلبة ثانية الى الخليفة الاول ليؤدي زكاة ماله , فلم يقبلها
منه الخليفة الاول وفـي زمـن الخليفة الثاني والثالث جا ثعلبة ليدفع زكوة امواله , فكان جواب كل منهما له هو: لا نقبل
منك لان رسول اللّه (ص ) لم يقبل منك , ومات ثعلبة في آخرايام خلافة عثمان((225)) .



ففي الايات الانفة الذكر, وان لم يصرح بمسالة التعزير, ولكن نفس هذا الامريعني نزول الايات في
ذم فـعل ثعلبة وفضحه , ومعاملة الرسول الاكرم (ص )والخلفا لثعلبة بتلك الكيفية , يعتبر من مصاديق
الـتعزير, وقد ترك ذلك اثرا عميقا فيه وفي الاخرين , ولايراد من التعزير الا ردع المذنبين سوا
بالعقاب المادي او المعنوي .


/ 135