التعزيرات في القرآن الكريم : - نفحات القرآن جلد 10

اینجــــا یک کتابخانه دیجیتالی است

با بیش از 100000 منبع الکترونیکی رایگان به زبان فارسی ، عربی و انگلیسی

نفحات القرآن - جلد 10

ناصر مکارم شیرازی

| نمايش فراداده ، افزودن یک نقد و بررسی
افزودن به کتابخانه شخصی
ارسال به دوستان
جستجو در متن کتاب
بیشتر
تنظیمات قلم

فونت

اندازه قلم

+ - پیش فرض

حالت نمایش

روز نیمروز شب
جستجو در لغت نامه
بیشتر
لیست موضوعات
توضیحات
افزودن یادداشت جدید

التعزيرات في القرآن الكريم :








2.ذكرت في القرآن الكريم بعض موارد التعزير يمكن ان تكون نموذجا للحكم الكلي الاسلامي :.




الف :.

قصة المتخلفين عن غزوة تبوك :



وتوضيحه : نقرا في سورة التوبة , الاية 118:.



(وعلى الثلاثة الذين خلفوا حتى اذا ضاقت عليهم الارض بما رحبت وضاقت عليهم انفسهم وظنوا ان
لا ملجا من اللّه الا اليه ثم ثاب عليهم ليتوبوا ان اللّه هو التواب الرحيم ).



فقد بين في هذه الاية بنحو الاشارة , وفي الروايات والتفاسير بنحو التفصيل ,التعزير العجيب الذي
مـارسـه الـنبي الاكرم (ص ) في حق اولئك النفر الثلاثة الذين تخلفوا عن غزوة تبوك (والذين لم
ياتمروا بامر رسول اللّه (ص ) وتركوا الجهاد بدون عذر وجيه ).



وهؤلا الثلاثة طبقا تصريح بعض الروايات هم ((كعب بن مالك )) و ((مرارة بن ربيع ))و ((هلال
بن اميه )), ومع انهم لم يكونوا من المنافقين ولكنهم تخاذلوا عن الجهاد في تبوك , ثم انتبهوا الى انهم
ارتكبوا ذنبا عظيما, وندموا على ذلك .



وعندما رجع الرسول الكريم (ص ) من غزوة تبوك , جا هؤلا الثلاثة اليه واخذوابالاعتذار, ولكن
الـرسـول (ص ) لم يكلمهم وامر المسلمين بان لا يكلموهم , فلم يكلمهم احد وقاطعهم الناس حتى ان
نـسـاهـم و؟ولادهـم جـاوا الـى الـنبي (ص )وطلبوا منه الرخصة في الانفصال عنهم , فلم يسمح
لهم الرسول (ص )بالانفصال التام عنهم وانما امرهم بعدم مقاربتهم .



وعـنـدما وجد هؤلا المتخلفون انفسهم في حصار اجتماعي رهيب وضاقت عليهم الافاق على سعتها
حـتـى اضـطـروا الى ترك ((المدينة )) هربا من الفضيحة والذل ,والتجاوا الى الجبال في اطراف
المدينة , فكان اهلوهم ياتونهم بالطعام ولكن كانوا لايكلمونهم حتى بكلمة واحدة وحـيـنـئذ قال احدهم لصاحبيه : والان وقد قاطعنا الناس تعالوا ليقاطع احدناالاخر, فلعل اللّه يقبل
توبتنا وتـحـقق هذا الاقتراح عمليا, وبعد خمسين يوما من التضرع والتوبة الى اللّه , قبلت توبتهم ونزلت
الاية اعلاه((224)) .



وبمختصر تدقيق في هذه الحادثة التاريخية العجيبة , يتضح لنا بان هذا الامر في الواقع نوع تعزير
مـهـم , وانـه سجن معنوي شديد مقترن بالتحقير والتشهير والطردالمؤقت من المجتمع , وقد ترك
اثرا بليغا في المسلمين وفي نفس هؤلا المجرمين الثلاثة , وصار سببا في ترك مثل هذه الذنوب في
المستقبل .



وهـذه الـقصة شاهد حي آخر على عمومية مفهوم التعزير وعدم اختصاصه بالجلدوالسياط, وتدل
ايـضـا عـلـى ان بعض انواع التعزيرات لها تاثير اقوى وابلغ بكثير من السوط والجلد, وانه يكون
موجبا للنهي عن المنكر بشكل اوسع في المجتمع .


/ 135