إنشائیة الخطاب فی الروایة العربیة الحدیثة نسخه متنی

اینجــــا یک کتابخانه دیجیتالی است

با بیش از 100000 منبع الکترونیکی رایگان به زبان فارسی ، عربی و انگلیسی

إنشائیة الخطاب فی الروایة العربیة الحدیثة - نسخه متنی

محمد الباردی

| نمايش فراداده ، افزودن یک نقد و بررسی
افزودن به کتابخانه شخصی
ارسال به دوستان
جستجو در متن کتاب
بیشتر
تنظیمات قلم

فونت

اندازه قلم

+ - پیش فرض

حالت نمایش

روز نیمروز شب
جستجو در لغت نامه
بیشتر
لیست موضوعات
توضیحات
افزودن یادداشت جدید

الخطاب الواقعي النقدي

غربة العالم/ عين الإبرة

لئن لم ينقطع هذا الميثاق الواقعيّ في الرّاوية العربيّة الحديثة في العقود الأخيرة من هذا القرن الآفل فإن مفهوماً مغايراً للتّشخيص وصورةً متباينة للسارد بدأت تظهر ملامحها منذ بداية ستينيات القرن العشرين. ولئن كان نجيب محفوظ قد أنجز فعلاً جانباً هاماً من أعماله الرّوائية قبل ثورة 1952 مجسّماً فيها هذا الميثاق الواقعي أفضل تجسيم ومخضعاً شخصيته الرّوائيّة لشروط ثابتة خارجة عن نطاقها كالبيئة العامة والوراثة بمختلف أشكالها ومعتقداً بذلك أنه يكتب الرّواية الصّحيحة التي تلتزم بالقواعد المعروفة في الفنّ الروائيّ البلزاكيّ(1) وانقطع عن الكتابة فترة زمنية دامت تسعة أعوام فإنه أتاح الفرصة لمجموعة من الرّوائيين الذين يختلفون عنه في منطلقاتهم الفكريّة وانتماءاتهم السياسيّة لكي يبدعوا في إطار الواقعيّة وبذلك أضحت الواقعيّة واقعيّاتٍ لتنوع التجارب واختلافها كما أنّ هذه المرحلة مكّنت نجيب محفوظ من الانتقال إلى مرحلة جديدة من الواقعية. ولئن اعتبرت رواية "أولاد حارتنا" التي أصدرها المؤلف نفسه سنة 1959 "ضرورةً فكريةً تحتمّها الثلاثيّة التي هي حصيلةٌ لفلسفة نجيب محفوظ عامة في رواياته السابقة(2) فإنّ النقّاد يجمعون على أنّ روايات "اللصّ والكلاب" و "السّمان والخريف" و "الطّريق" و"الشّحاذ" هي حجر الزّاوية لمرحلة ما يسمّى بالرّواية الذهنيّة في مسيرة نجيب محفوظ والتي تنتهي مع نهاية الستّينيات ذلك أنّ تخصّص "اللص والكلاب" و"السمان والخريف" في أزمة الانتماء المصري يجعل منها مرحلة متكاملة، كذلك فالأعمال الأربعة الواقعة بعدها تشكل بينها مرحلة جديدة تماماً"(3). وعلى هذا الأساس نعتبر هذه المرحلة مرحلة تجاوز، فقد ظهرت مجموعة من الرّوايات إلى جانب روايات "نجيب محفوظ" جاءت تحمل معها مؤشّرات التّجاوز وتعميق الرؤية الواقعية من خلال أشكال جديدة مركبة تضرب في أعماق الذات الفردية والجماعية وتحقق الشعرية اللازمة عبر الفضح والاحتجاج"(4).

1/-رواية "الشّحاذ" لنجيب محفوظ: التباس السّارد/ تلاشي العالم:

إن أهمية رواية "الشّحاذ" في أنها يمكن أن تعدّ أنموذجاً بليغاً للمرحلة الجديدة التي مر بها نجيب محفوظ في تجربته الفنيّة وتطوّر جديد يتجاوز التّشخيص الروائي التقليدي ويقدّم صياغةً مغايرة لعناصر السّرد فمع هذه الرّواية اكتملت ملامح البطل الروائي الإشكالي في علاقته بالعالم والزّمن والمكان مستدعياً تبعاً لذلك نمطاً مختلفاً لسارد استبدل عيناً بأخرى وموقعاً بآخر وخطاباً بآخر مخالفٍ.

/ 120