إلی أین یتجه عالم الیوم؟ نسخه متنی

اینجــــا یک کتابخانه دیجیتالی است

با بیش از 100000 منبع الکترونیکی رایگان به زبان فارسی ، عربی و انگلیسی

إلی أین یتجه عالم الیوم؟ - نسخه متنی

موسی الزعبی

| نمايش فراداده ، افزودن یک نقد و بررسی
افزودن به کتابخانه شخصی
ارسال به دوستان
جستجو در متن کتاب
بیشتر
تنظیمات قلم

فونت

اندازه قلم

+ - پیش فرض

حالت نمایش

روز نیمروز شب
جستجو در لغت نامه
بیشتر
لیست موضوعات
توضیحات
افزودن یادداشت جدید

الفصل الثالث :

البعد الإمبريالي للولايات المتحدة

تحتم مقارنة نظام الولايات المتحدة الأمريكية، مع أمبراطوريتين قديمتين، أثينا وروما، على كل من يريد الإسناد والتأمل بالتاريخ، مطابقة المثال الأول، للمعجبين بالولايات المتحدة، والثاني للمعادين لها، ويقود الموقف الملائم للولايات المتحدة إلى اختيار أثينا كمرجع، بشكل عام. وستتم الإشارة، عندئذٍ، إلى أنه في حالة الولايات المتحدة، يجب إيجاد بيئة للهيمنة المناسبة تتجاوز النطاق الوطني، ولا تنتج عن غزو عسكري، من الطراز الروماني.

بالنسبة لروما، شَكَّل التوسع الإقليمي، معنى التاريخ نفسه، وقد بدا أن القاعدة الوراثية للمدينة، تتضمن، التوسع بالقوى المسلحة، بصورة رئيسية، ويصبح كل ما بقي ـ الحياة السياسية الداخلية، والاقتصادية، والفن ـ ثانوياً: كانت أثينا بالمقابل، في البداية، مدينة تُجَّار وحرفيين، ومكاناً لولادة المآسي، والفلسفة، والديموقراطية. وفرض عليها قدرها العسكري، عن طريق العدوان الفارسي، بأن دفعها إلى المقاومة، مع سبارطة، على رأس المدن اليونانية ثم انسحبت سبارطة من الصراع، بعد أول هزيمة للفرس، في حين استمرت أثينا، كقوة بحرية، عن طريق تنظيم جامعة ديلوس (DELOS) بالاتحاد مع المدن الأقوى، التي تقدم السفن، والمدن الأضعف تقدم المال. وكذلك جرى إقامة بيئة لنفوذ أثيني، أولاً تحت نوع من الزعامة الديموقراطية.

والولايات المتحدة، قوة بحرية، في البدء، مثل أثينا، وانعزالية حتى بيرل هاربر. ولم يكن بالإمكان اتهامها بالنزعة العسكرية، بطريقة فطرية أو وراثية، أو إمبريالية إقليمية، على طريقة روما. وكان إنشاء منظمة حلفٍ شمالي محل أُمْنية، من قبل الحلفاء الأوربيين للولايات المتحدة إذن، فالمقارنة بين التحالف الأطلسي، وجامعة (يلومس) لا ينظر إليه بشكل غير ملائم دوماً، ولعب الاتحاد السوفياتي، في القصة الخيالية، دور الفرس، الذين شكلوا تهديداً.

ولا يمكن لهذه الرؤيا المتفائلة والليبرالية للتحالف الأطلسي، مع ذلك، أن تضلل هؤلاء الذين نسوا بقية الرواية الأثينية، بشكل كامل. فقد فضلت معظم المدن الحليفة لأثينا أن تتملص من واجباتها العسكرية، بدفع الجزية أو الأتاوات لها ((الفوروس)) (PHOROS)، بدلاً من تزويدها بالسفن والطواقم. وانتهت المدينة القائدة إلى الاستيلاء على الكنوز المشتركة الموضوعة في جزيرة ديلوس، وجرى استخدامها لرد المدن المتمردة، أو الجامحة، إلى الصواب، ومن أجل بناء معابد الأكروبول ـ أي الجزء المحصن من أعلى مدينة إغريقية ـ والمثال هنا غير مكتمل، أو غير متطابق تماماً: فيمكنه أن يؤدي خدمة للأوروبيين، ولماذا لا تضم اليابانيين أيضاً؟ ـ في التدخل للتوفيق ((الواقعي))، حول سلوكهم العسكري الخاص حيال الولايات المتحدة.

وأصبحت أثينا خائرة العزيمة، في آخر الأمر، بواسطة سبارطة، وتحولت إلى مدافع عن الحرية اليونانية، بقوة الأمر الواقع. ولسوء الحظ، لا تسمح المعطيات التاريخية، لنا بتحليل الفوائد الاقتصادية المستخلصة بدقة من قبل أثينا من إمبراطوريتها، ولا بتأثير هذه المكاسب على البنية الاجتماعية للمدينة نفسها(1).

/ 204