إلی أین یتجه عالم الیوم؟ نسخه متنی

اینجــــا یک کتابخانه دیجیتالی است

با بیش از 100000 منبع الکترونیکی رایگان به زبان فارسی ، عربی و انگلیسی

إلی أین یتجه عالم الیوم؟ - نسخه متنی

موسی الزعبی

| نمايش فراداده ، افزودن یک نقد و بررسی
افزودن به کتابخانه شخصی
ارسال به دوستان
جستجو در متن کتاب
بیشتر
تنظیمات قلم

فونت

اندازه قلم

+ - پیش فرض

حالت نمایش

روز نیمروز شب
جستجو در لغت نامه
بیشتر
لیست موضوعات
توضیحات
افزودن یادداشت جدید

الفصل الحادي عشر:

أنظمة شمولية

يشعر كل فرد أن حجة التحديث تؤدي خدمة لكل عمل يدرج تحت شعار التقدم والتفاوت في مستويات الحياة.

ويوجب طراز الحياة من هذا النوع، إشاعة الثقافة الجماهيرية، عن طريق وسائل الإعلام.

فمن لاباز (LA PAZ) إلى أوغادوغو (OUGADOUGOU) ومن كيوتو (KYOTO) إلى سان بطرسبورغ (SAINT- PETERS- BOURG)، ومن أوران (ORAN) إلى أمستردام، تشاهد الأفلام نفسها، ومسلسلات التلفاز نفسها، ونقل المعلومات نفسها، ونشر الأغاني نفسها، والشعارات الدعائية نفسها، وطرح الموضوعات نفسها، ويتم ارتداء الألبسة نفسها، واستخدام السيارات نفسها، وتنظيم المدن نفسه، الهندسة نفسها، و طراز الشقق السكنية نفسه، ومفروشة غالباً و "مُزَّوقة" بالطريقة نفسها... وتخضع الأحياء الميسورة، في المدن الكبيرة من العالم، المتلائمة مع التنوع، إلى قبول التنوع أمام الهجوم الصاعق، من المعايرة، ومن المجانسة، ومن عمليات التوحيد، وتشعر بانتصار الثقافة العالمية (CULTURE WORLD) في كل مكان.

لقد أدت السرعة إلى تفجر معظم النشاطات الإنسانية، خاصة تلك المرتبطة بالنقل والاتصالات، على نحو غريب أو عجيب، وترجع بعد الآن إلى الكائن البشري، كل من الآنية، والرؤية المتكاملة، كلية الحضور، والقوى الفائقة الحديثة، ولم تفرض مطلقاً، على مدى تاريخ البشرية، كنماذج شاملة بسرعة أيضاً، نماذج سياسية واقتصادية وممارسات خاصة، وثقافة موحدة، كما هي اليوم إذ تسمح الديموقراطية البرلمانية، واقتصاد السوق، بعد اليوم وفي كل مكان تقريباً -كأوضاع أو حالات "مبنية على العقل" أو "طبيعية"- أن تسهم بالعمل على جعل العالم الحر غربياً (OCCIDENTALISATION). فهل هناك ما يدهش، أن تتضاعف ردود الفعل، على هذه الانتفاضة المتعلقة بالهوية، والتشنجات التقليدية؟ ثمة في كل مكان تنتشر النزعات التماميه (INTEGRISMES) أي المذاهب التي تحاول الاحتفاظ بتمام نظام الدين مثلاً، كموقف الكاثوليك، الذين يرفضون كل تطور، ويأبون مجاراة الحياة الاجتماعية الحديثة- وموقف الأصولية (FONDA MENTALISME) التي ترفض المفهوم المجرد للتحديث، مطالبة بتجذير أو ترسيخ النص التأسيسي تجاه النزعات القومية، مثيرة العواطف حول بعض الخطوط الثقافية والمقدسة، بشكل أعمى، لكن ردود الفعل هذه، التي تكون أحياناً "ظلامية، ماضوية، عتيقة"... ما الذي نستطيع عمله في مقابلة الحركة القوية، التي تشجع عولمة الاقتصاد وتدفع العالم إليه بشدة؟

/ 204