فصل في الاتّفاق في الأَخْذ والسَّرقة
والاستمداد والاستعانَة
اعلم أنّ الشاعرين إذَا اتفقَا، لم يخلُ ذلك من أن يكون في الغَرَض على الجملة والعموم، أو في وجه الدلالة على ذلك الغَرض، والاشتراك في الغَرَض على العموم أن يقصد كلُّ واحد منهما وصفَ ممدوحه بالشجاعة والسخاء، أو حُسن الوجه والبهاء، أو وصفَ فرسه بالسرعة، أو ما جرى هذا المجرى. وأمّا وجه الدِّلاَلة على الغرض، فهو أن يَذْكر ما يُستدلّ به على إثباته له الشجاعةَ والسخاء مثلاً، وذلك ينقسم أقساماً: منها التشبيهُ بما يوجَد هذا الوصف فيه على الوجهِ البليغ والغاية البعيدةِ، كالتشبيه بالأسد، وبالبحر في البأس والجود، والبَدْر والشَّمسِ في الحسن والبهاء والإنارة والإشراق، ومنها ذكر هَيْئاتٍ تدلّ على الصِّفة من حيث كانت لا تكون إلا فيمن له الصِّفة، كوصف الرَّجل في حال الحرب بالابتسام وسكون الجوارح وقلَّة الفكر، كقوله:
كأنّ دَنَانِيراً عَلى قَسماتِـهـم
وإنْ كان قَدْ شفَّ الوُجُوهَ لِقاءُ
وإنْ كان قَدْ شفَّ الوُجُوهَ لِقاءُ
وإنْ كان قَدْ شفَّ الوُجُوهَ لِقاءُ
سَلَبْنَ ظباءَ ذي نَفَرٍ طُلاهـا
ونُجْلَ الأَعيُن البَقَرَ الصِّوارا
ونُجْلَ الأَعيُن البَقَرَ الصِّوارا
ونُجْلَ الأَعيُن البَقَرَ الصِّوارا
إنَّ السحابَ لَتَسْتَحيى إذا نَظَرت
إلى نَداك فقاسته بما فِـيهـا
إلى نَداك فقاسته بما فِـيهـا
إلى نَداك فقاسته بما فِـيهـا
لم تَلْقَ هذا الوَجْهَ شمسُ نهارنا
إلاّ بوَجْهٍ لـيس فـيه حَـيَاء
إلاّ بوَجْهٍ لـيس فـيه حَـيَاء
إلاّ بوَجْهٍ لـيس فـيه حَـيَاء
وَاهتَزَّ في وَرَقِ النَّدَى فتحيَّرَتْ
حَرَكاتُ غصْنِ البَانَة المُتـأوِّدِ
حَرَكاتُ غصْنِ البَانَة المُتـأوِّدِ
حَرَكاتُ غصْنِ البَانَة المُتـأوِّدِ
فَأفْضيتُ من قُرْبٍ إلى ذِي مَهَابةٍ
إلى مُسْرفٍ في الجود لو أنّ حاتماً
لَدَيْه لأَمْسَى حاتمٌ وهو عـاذِلُـهْ
أُقابِلُ بَدْرَ الأُفْق حِين أقـابـلُـهْ
لَدَيْه لأَمْسَى حاتمٌ وهو عـاذِلُـهْ
لَدَيْه لأَمْسَى حاتمٌ وهو عـاذِلُـهْ
مررتُ بباب هِنْدَ فَكَلَّمَتْنِـي
فلا واللَّه ما نَطَقَتْ بحَرْفِ
فلا واللَّه ما نَطَقَتْ بحَرْفِ
فلا واللَّه ما نَطَقَتْ بحَرْفِ
يُرِي حِكْمةً ما فيه وَهْوَ فُكـاهةٌ
ويَقْضِي بما يَقْضِي به وهو ظالمُ
ويَقْضِي بما يَقْضِي به وهو ظالمُ
ويَقْضِي بما يَقْضِي به وهو ظالمُ
عَليمٌ بإبْدالِ الحروف وقامـعٌ
وقال ابن سُكّرة فأحسن:
وللقوافِي رُقىً لَطـيفـهْ
هَوت به أحْرُفٌ خَفيفـهْ
هَوت به أحْرُفٌ خَفيفـهْ
لكلِّ خطيبٍ يَقْمَع الحقَّ باطلُهْ
والشعر نارٌ بـلا دُخـانٍ
لو هُجِيَ المِسْك وهْو أهلٌ
كَمْ من ثقيلِ المحلِّ سـامٍ
هَوت به أحْرُفٌ خَفيفـهْ
قومٌ هُم الأَنْفُ والأذْنَابُ غيرُهُم
ومَن يُسَوّي بأَنْف النَّاقة الذَّنَبا
ومَن يُسَوّي بأَنْف النَّاقة الذَّنَبا
ومَن يُسَوّي بأَنْف النَّاقة الذَّنَبا
يا حاجبَ الوزراء إنّك عندَهم
سَعْدٌ ولكن أنتَ سَعْدُ الذابـحُ
سَعْدٌ ولكن أنتَ سَعْدُ الذابـحُ
سَعْدٌ ولكن أنتَ سَعْدُ الذابـحُ
لَوْ عَلِمَ اللَّه فِـيه خَـيْراً
ما قال لا خَيْرَ في كَثير
ما قال لا خَيْرَ في كَثير
ما قال لا خَيْرَ في كَثير
يا سارقَ الأنوار من شَمْس الضُّحَى
أمّا ضياء الشمسِ فيك فنـاقـصٌ
لم يَظْفَرِ التشبيهُ مـنـك بـطـائِل
مُتسَلِّخٌ بَهَقـاً كـلَـوْنِ الأَبْـرصِ
يا مُثْكِلي طيبَ الكَرَى ومُنَغِّصِـي
وأرَى حَرَارةَ نارِها لم تَنْـقُـصِ
مُتسَلِّخٌ بَهَقـاً كـلَـوْنِ الأَبْـرصِ
مُتسَلِّخٌ بَهَقـاً كـلَـوْنِ الأَبْـرصِ
عُلوٌّ في الحياةِ وفي المـمـاتِ
كأنّ الناسَ حَوْلَك حينَ قـامـوا
كأنك قائمٌ فـيهـم خـطـيبـاً
مددتَ يَدَيْك نحوهُمُ احـتـفـاءً
ولما ضاق بطنُ الأرض عن أنْ
أصَاروا الجوَّ قبرَك واستَنَابُـوا
لعُظْمك في النفوس تبيتُ تُرعَى
وتُشعَلُ عندك الـنـيرانُ لـيلاً
ركبتَ مَطِيَّة، مـن قَـبـلُ زيدٌ
وتلك فـضـيلةٌ فـيهـا تَـأسّ
أسأتَ إلى الحوادث فاستثـارت
ولَوْ أنّي قَدَرتُ على قِـيامـي
مَلأْتُ الأَرض من نَظْم القوافي
ولكنّي أُصَبِّر عنك نـفـسـي
وما لك تُرْبةٌ فأقول تُـسْـقَـى
عليك تحيّةُ الرَّحمـن تَـتْـرَى
برَحْـمَـاتٍ غـوادٍ رائحـاتِ
بحَقٍّ أَنت إحدى المعـجـزاتِ
وُفودُ نـداك أيّامَ الـصِّـلاتِ
وكلُّـهُـمُ قـيامٌ لـلـصَّـلاةِ
كمدِّهما إليهـم بِـالـهِـبَـاتِ
يَضُمَّ عُلاكَ من بعد المـمـاتِ
عن الأكفانِ ثوبَ السَّـافـياتِ
بحُـرَّاس وحُـفَّـاظٍ ِثِـقـاتِ
كذلـك كـنـتَ أيامَ الـحـياةِ
عَلاَها في السِّنين الماضـياتِِ
تُباعد عنك تَـعـييرَ الـعُـداةِ
فأنت قتيلُ ثَـأْرِ الـنـائبـاتِ
بفَرْضك والحقوق الواجبـاتِ
ونُحْتُ بها خِلال الـنـائحـاتِ
مخافةَ أن أُعَدَّ من الـجُـنَـاةِ
لأنّك نُصْبُ هَطْلِ الهاطـلات
برَحْـمَـاتٍ غـوادٍ رائحـاتِ
برَحْـمَـاتٍ غـوادٍ رائحـاتِ
وَمَا التأنيثُ لاسم الشمسِ عَيْبٌ
ولا التذكيرُ فخرٌ للـهـلال
ولا التذكيرُ فخرٌ للـهـلال
ولا التذكيرُ فخرٌ للـهـلال