• عدد المراجعات :
  • 791
  • 1/9/2012
  • تاريخ :

السعيد نصر بن أحمد الساماني

السعيد نصر بن أحمد الساماني

وردت الأخبارُ عن خروج الياس بن اسحاق بن أحمد الساماني بفرغانه والذي كان قد ظهر سابقا قبل عدة سنين مع ابيه اسحاق بن أحمد شيخ السامانيه وبعد هزيمتهم هرب واختبأ في فرغانة. استعان عند خروجه بمحمد بن الحسين بن مت , وجمع من الترك فاجتمع معه ثلاثون الف عنان , وانه سيقصد سمرقند لأخذها. فسير إليه الأميرُ نصر الساماني أبا عمر محمد بن اسد في ألفين وخمسمئة رجل فقط من خاصة أتباعه وأمرهم أن يتحركوا بسرية تامه وأن يكمنوا له خارج سمرقند يوم ورود الياس إليها. فلما وردها الياس لم يكن يعلم بالكمين واشتغل هو ومن معه بالنزول فلما امسوا على غير تعبئه خرج الكمينُ عليهم من بين الشجر ووضعوا السيوفَ فيهم فانهزم الياس وأصحابُه وقـُتل من جماعته خلقٌ كثير من بينهم قائدُ جيوشِه محمد بن الحسين بن مت فقـُطعَ راسُه واُنفذ إلى بخارى،

في سنة ثلاثمئةٍ وثمانِ عشرة للهجرة خرج السعيد نصر بن أحمد الساماني من عاصمته بخارى قاصدا نيسابور. متولي الإطعام في سجن بخارى أبو بكر الخباز يُخرج أخوةَ السعيد بن أحمد الساماني ثلاثتـَهم يحيى ومنصور وإبراهيم من السجن .

ومن فورهم نهبوا دورَ الإمارة والخزائنَ وقصرَ أخيهم الأمير الساماني , وأطلقوا سراحَ السجناء. وجعلوا الخبازَ قائدا على جيوشِهم بعد أن اجتمعَ لهم خلقٌ كثير ممن وافقهم من جنود السامية والسجناء والمطوعة. وانتظم لهم الأمرُ في بخارى عاصمةِ السامانيين وقويت شوكتـُهم . والأمير السعيد لم يزل في نيسابور.

وأيضا كان أبو بكر محمد بن المظفر قائدُ جيوش السامانيين بجرجان. وصلت إنباءُ العاصمة بخارى المفاجأة إلى الأمير السعيد نصر بن أحمد الساماني في نيسابور فقفلَ راجعا إليها.بعد أن بعث إلى قائدِ جيوشِه أبي بكر محمد بن المظفر ليوافيه إلى بخارى. وصل نصرُ بن أحمد الساماني سريعا إلى النهر ليعبرَ إلى بخارى فوافته قواتُ الخباز التي اُوكل إليها مهاجمةُ عسكر الأمير حينما يعود إلى عاصمتِه, فاقتتلوا ساعة ولم تلبث جنودُ الخباز أن انهزمت وتركته وحيدا ليأسرَه الأميرُ ويأخذَه إلى عاصمتِه بخارى، وهناك القيَ الخبازُفي ذاتِ التنور الذي كان يخبزُ فيه للسجناء ,بعد أن أضرموا النارَ في جوفِه..........

خرج الامير السعيد الساماني بعد أن اعادَ سلطانـَه في بخارى. في إثر أخوته الذين هربوا صوبَ هرات وكان قد سبقه إليها قائدُ جيوشِه محمد بن المظفر فاجتمعوا هناك, فاستأمن أخواه منصور وإبراهيم إليه. وأما أخوه الثالث يحيى فقد هرب إلى نيسابور. فكان الأمير السعيد في إثره لا يُمكـّنـُه من الاستقرار, فحصره بها وبذل له الأمان فجاء إليه ,فأكرمه وأحسن إليه , فيما تمكن أخوه إبراهيم من الإفلات من قبضته والمضي إلى بغداد............

في رجب سنة ثلاثمئة وإحدى وثلاثين للهجرة توفي السعيد نصر بن أحمد الساماني صاحبُ خراسان وما وراء النهر بعد معاناته ثلاثة عشر شهرا من مرض السل، ولم يكن بقي من مشايخ دولتهم أحدٌ.

فقد سعى بعضُهم ببعض طلبا للرياسة والسلطان فهلك بعضُهم ومات البعضُ الآخر, وكانت ولايةُ السعيد ثلاثين سنه. وولي مكانه ابنـُه نوح بن نصر بن أحمد الساماني وبايعه الناسُ ولـُقبَ بالأمير الحميد , وفوض أمرَه إلى أبي الفضل محمد بن أحمد الحاكم. في سنة ثلاثمئة وأربع وثلاثين للهجرة الأمير الحميد نوح بن نصر الساماني يعزل والي خراسان أبا علي بن محتاج ويولي مكانه إبراهيم بن سيمجور.

المصدر: الكامل في التاريخ...ابن الاثير

 اعداد وتقديم : سيد مرتضى محمدي

القسم العربي - تبيان


المجتمع الإيراني تحت الحكم الساساني

السلالة الساسانية

أردشير الأول و توسّعِ الإمبراطورية الساسانية

الساساني شابور الثّاني

طباعة

أرسل لصديق

التعلیقات(0)