• عدد المراجعات :
  • 1914
  • 12/2/2011
  • تاريخ :

الوسيلة إلى الله – العلماء

الوسيلة إلى الله – العلماء

إلى من ترجع الأمة في عصر الغيبة؟

إن أحدنا إذا أراد أن يسافر سفراً طويلاً بعيداً أو قريباً يعمد إلى من يثق به، فيودع الأمانات التي عنده ويوصيه بأهله وولده ويطلب منه رعايتهم، والقيام بحوائجهم في غيبته وسفره، والإمام المهدي عجل الله تعلاى فرجه الشريف الذي تسلّم زمام الإمامة بعد شهادة والده الإمام الحسن العسكري بأمر من اللَّه ومن دون أن يستطيع مباشرة مهامه علناً، والسبب هو ملاحقة الحكام العباسيين له ليقتلوه، وذلك لأنهم علموا بأنه الإمام الثاني عشر الذي يملأ اللَّه به الأرض عدلاً وقسطاً بعد ما ملئت ظلماً وجوراً، فحاولوا جاهدين أن يطفئوا هذا النور الإلهي، ولكن حقت كلمة اللَّه: (يُرِيدُونَ لِيُطْفِؤُوا نُورَ اللَّهِ بِأَفْوَاهِهِمْ وَاللَّهُ مُتِمُّ نُورِهِ وَلَوْ كَرِهَ الْكَافِرُونَ)1 وانقذ اللَّه الإمام من أيدي العباسيين وأخفاه عن أعينه، ليغيب غيبته الصغرى بعد أن صلى على والده العسكري عليه السلام. ولكن الأمة تحتاجه ولذلك عيّن للتواصل مع أبناء هذه الأمة من المؤمنين سفراء ليكونوا واسطة بينه وبينهم وهم.

1- عثمان بن سعيد العمري.

2- محمد بن عثمان العمري.

3- أبو القاسم الحسين بن روح النوبختي.

4- علي بن محمد السمري.

ولكن للَّه مشيئة وأي مشيئة... لا بد من غيبة تطول حتى يأذن اللَّه بالخروج... فهل انتهت حاجة الناس والدين إلى الحامي والمبين والقائد؟ كلا فالإمام أزمع سفراً ولا بد من إيداع أماناته بأيد أمينة، فمن هم يا ترى؟ تعالَ لنبحث في طيات كلام النبي وأهل البيت لا سيّما الإمام الحجة عجل الله تعالى فرجه الشريف لعلنا نعثر على الجواب الشافي والوافي.

وإذا رجعنا إلى السيرة نجد أن الإمام الحجة عجل الله تعالى فرجه الشريف قد عمد في أواخر حياة السفير الرابع "علي بن محمد السمري" إلى اصدار توقيع من الناحية المقدسة يعين فيه الإمام عجل الله تعالى فرجه الشريف إلى من ترجع الأمة بعد أن أبلغ السمري بأنه سيموت، ويودع هذه الحياة بعد ستة أيام، وبذلك تنتهي نيابة علي بن محمد السمري علي بن محمد السمري وتنتهي معها النيابة الخاصة وتقع الغيبة الكبرى.

ولكن من المرجع لهذه الأمة في أحكام دينها وفي أمورها؟.. هذا السؤال خطر في أذهان شيعة آل محمد فسألوا الإمام عجل الله تعالىفجه الشريف نفس السؤال لثقتهم بضرورة وجود وسيلة ما أو شخص ما يؤدي هذا الدور... لكن الرسول كان قد حدد إلى من يفترض أن توكل الأمانة: "العلماء أمناء الرسل"2.

فكيف لا يكونون أمناء الأئمة... وفعلاً جاء جواب الإمام الحجة عجل الله تعالى فرجه الشريف: "أما من كان من الفقهاء صائناً لنفسه حافظاً لدينه مخالفاً لهواه مطيعاً لأمر مولاه فللعوام أن يقلدوه"3. إذاً فالمرجع هم الفقهاء العدول.

ما هو التقليد؟

ورد في نص الجواب السابق عبارة "فللعوام أن يقلدوه" فما معنى التقليد؟..

نص الرواية يدل على معنى التقليد الذي هو الرجوع إلى العالم الفقيه المجتهد في أحكام الدين، حيث إن الإمام أرجعنا إلى العلماء الذين هم على هذه الصفة، ويملكون المؤهلات العلمية والعملية والسلوكية لنعرف منهم الحلال والحرام، ولنتعرّف على أحكام وتعاليم الإسلام العظيم، فبهم يستمر التواصل مع خط الإمامة ومع الإمام المهدي عجل الله تعالى فرجه الشريف.

فنحن إذا ابتلينا بمشكلة نريد أن نعـرف حلها، إلـى مـن نرجـع وإلـى من نلجأ في حلها؟.. فلو كانت المشكلة لها علاقة بالبناء نلجأ إلى المهندس، وإن كان لها علاقة بصحة الجسـد نلجـأ إلـى الطبيـب... وأمـا إن كانت المشكلة هي معرفة أحكام عباداتنا ومعاملاتنا فعلينا أن نلجأ إلى أهل ذلك وهم العلماء. فنحـن بالتقليد نجعـل مسـؤولية الحصـول على الحكم الشرعي في عنق الفقهاء، ليكونوا هم من يقوم بتحصيل الدليل عليها.

من نقلد؟

لكن إذا أردنا أن نقلد من نقلد؟.. فكما أننا إذا أردنا أن نعالج أبداننا نلجأ إلى الطبيب الخبير بصنعته والأمين على أبداننا وصحتها، علينا في تحصيل صحة ديننا وسلامة آخرتنا أن نلجأ إلى الخبير والأمين، ولذا يشترط في مرجع التقليد أمور منها:

1- أن يكون فقيهاً أي مجتهداً يعرف كيف يحصّل الحكم الشرعي من القرآن الكريم، وسنّة أهل البيت عليهم السلام بل أن يكون أعلم الفقهاء وأقدرهم على فهم القرآن والسنة.

2- أن يكون عادلاً (وهو ما عبرنا عنه بأنه أمين) أي أن يكون مؤمناً مطيعاً للَّه تاركاً لمعصيته.

3- أن يكون ممتلكاً لذاكرة جيدة بحيث لا يكون كثير النسيان.

4- أن يكون غير منكب على الدنيا بل أن يكون زاهداً فيها.

5- أن يكون طاهر المولد.

6- وهناك شروط أخرى غير ما ذكرنا تركناها اختصاراً.

كيف نعرف المرجع؟

بعد أن ذكرنا الصفات التي يفترض أن يتحلى بها المرجع، تبقى لدينا مشكلة كبرى، وهي كيف نستطيع أن نميز بين من هو حائز على هذه المواصفات من غير الحائز عليها، وكيف نميز من هو الأفضل من الحائزين عن المواصفات... فلا بد من طرق لذلك حددها الشرع الحنيف وهي:

1- شهادة عدلين من أهل الخبرة.

2- الشياع المفيد للعلم.

3- الاختبار الشخصي لكن هذا لا يكون إلا لعالم من أهل الخبرة.

عن الإمام علي عليه السلام: "إنما مثل العالم مثل النخلة تنتظرها حتى يسقط عليك منها شيء"4.

و"من ترك الاستماع من ذوي العقول مات عقله"5.

خلاصة

1- الإمام المهدي عجل الله تعالى فرجه الشريف عين سفراء ليكونوا واسطة بينه وبين الناس في زمن غيبته الصغرى.

2- وقبيل وفاة السفير الرابع أرجع الأمة إلى الفقهاء العدول.

3- يشترط في مرجع التقليد العلم والخبرة والعدالة وغير ذلك وطرق معرفتهم بشهادة عدلين من أهل الخبرة وبالاختبار والشياع المفيد للعلم.

 أسئلة

1-  ما هو التقليد؟

2- كيف نتعرّف على مرجع التقليد؟

3- أجب بـ(صح أم خطأ):

أ- يجـب عـلينا أن نـأخذ الأحكـام من الرســول والأئمـة بشـكل مباشر.

ب- المجتهد هو الذي درس فترة طويلة وقرأ الكثير من الكتب.

ج- كل مجتهد فهو مرجع.

د- ينبغي للمرجع أن يكون هاشمياً.

اعداد وتقديم : سيد مرتضى محمدي

القسم العربي – تبيان

هوامش

1- الصف: 8.

2- ميزان الحكمة، ج3، ص2088.

3- وسائل الشيعة، ج18، ص95، حديث20.

4- الكافي، ج1، ص37.

5- مستدرك الوسائل، ج11، ص207.


أبعاد الروح الإنسانية– العبادة

معني الايمان لغويا

معني الإيمان اصطلاحاً

ما هي الخطوات المعتبرة لمعرفة الدين؟

طباعة

أرسل لصديق

التعلیقات(0)