• عدد المراجعات :
  • 422
  • 11/22/2011
  • تاريخ :

مراسم الاحياء الحسيني و تحويل الأقلية الامامية الى كتلة اجتماعية فاعلة

مراسم الاحياء الحسيني و تحويل الأقلية الامامية الى كتلة اجتماعية فاعلة

يعتقد الامام الخميني ان مجتمعاتنا الإسلامية لم تعط بعد مجالس العزاء الحسيني وأشكال الاحياء الأخرى قيمتها الحقيقية ، وهي من ثم مازالت محرومة من عطاياها الاجتماعية وثمارها السياسية يقول (ره) : ( ان مجالس العزاء هذه لم تعط قيمتها في جميع أنحاء العالم ) وبعض أسباب ذلك تعود الى غفلة المجتمعات الإسلامية عن المعطيات السياسية والاجتماعية لهذه الشعائر لذلك دأب الامام الراحل في نصوصه العاشورائية ، على ان يشير الى بعض المعطيات الاجتماعية التي حققها المسلمون على قدر انفتاحهم على الشعائر الحسينية .

وقضية المراسم والشعائر الحسينية ينظر اليها اجتماعيا من خلال عدد وفير من مستويات البحث الاجتماعي اولها ما يدخل في مفهوم التنظيم الاجتماعي الداخلي ، اذ لا ريب ان هذه الشعائر أمدت الشيعة بإمكانات كبيرة على تنظيم صفهم الداخلي وتوفير عناصر التماسك في الجماعة (1) ثم هناك المعطيات الاجتماعية لممارسة الشعائر على مستوى البناء الاجتماعي ، وعلى مستوى ما توفره من إمكانات لقضية التغيير الاجتماعي (2) ، مضافا الى المعطيات الخصبة التي تساهم بها ( العلاقات الشعائرية ) (3) التي تنتظم الجماعة التي تمارس الشعائر الحسينية ، أو تلك الفئات الاجتماعية التي معها.

ومن مستويات البحث الاجتماعي ، المقارنة بين الجمهور الحسيني ( الحسينيين ) او الجماعة التي تمارس الشعائر الحسينية ، وبين الفرضيات التي يقوم التحليل الغربي لظواهر الجمهور، الجماعة ، السلوك الجمعي وغير ذلك ، في علم الاجتماع وعلم النفس الاجتماعي وحينئذ سنلمس فوارق كبيرة جدا ، تكشف لنا خطل بعض الباحثين وهم يصممون بحوثهم للمجتمع الإسلامي وممارساته الشعائرية على أساس فرضيات العلم الغربي ، ويستلهمون معاييره ويطلقون نتائجه دون نقد وتمحيص ،على أوضاعنا الاجتماعية وممارساتنا الشعائرية والدينية عموما (4) .

وثمة ملاحظات قبل ان ندخل في فقرات البعد الاجتماعي ، نشير فيها الى ان تأكيد نصوص الإمام والورقة هذه تبعا لها على المحيط الشيعي أكثر من غيره ، لا يعود الى ان قضية الحسين السبط ( عليه السلام ) هي قضية الشيعة وحدهم ، وانها منحصرة بهم ابدا ، وانما يعود السبب الى ان الشيعة امسوا تاريخيا وما زالوا أوثق صلة من غيرهم من بقية المسلمين بالاهتمام بقضية الحسين ، واحياء ذكراه ، واحتضان شعائر سيد الشهداء .

والا فقضية ابن بنت رسول الله ( صلى الله عليه واله ) هي قضية إسلامية عامة ، يسع نورها الجميع ، بشرط ان يتهيؤا للانفتاح عليها .

والان نعود الى نصوص الإمام التي نرى إنها تشير الى البعد الاجتماعي في الشعائر الحسينية ، امتلكت مجالس العزاء وسائر الشعائر الحسينية ، الكثير من العناصر اللازمة لتحويل الأقلية الشيعية الى كتلة اجتماعية فاعلة قادرة على تنظيم شؤونها الداخلية والحفاظ على لحمة تماسكها أمام التحديات التي واجهتها وتواجهها ومن خلال عناصر وحدتها وتماسكها وتنظيمها ، التي وفرتها لها مأتم السبط الشهيد ( عليه السلام ) استطاعت هذه الطائفة الإسلامية اداء دورها والقيام بمسؤوليتها .

لقد منحت مأتم الحسين ( عليه السلام ) هذه المجموعة لونا متسقا واحدا ومكنتها من السير وراء راية واحدة تصلها بلواء التوحيد يقول الامام الخميني في التعبير عن هذا المعطى وقيمة العزاء الحسيني في توفير أساس التنظيم الاجتماعي لصفوفها :

ان اجتماع الناس تحت ظلال هذا العلم الإلهي ، هذا العلم الحسيني هو الذي يوفر أساس هذا التنظيم

ولو قدر للباحثين ان ينفتحوا على القوة الهائلة التي تختزنها الشعائر الحسينية ، وكيف انها استطاعت ان تغذي المسار الشيعي بالشكل الذي تحوله الى قوة اجتماعية فاعلة ومؤثرة ، لامكن بلوغ نتائج غنية على صعيد خصوصية البحث الاجتماعي الإسلامي ، خصوصا مع ما لممارسة هذه الشعائر من سعة وامتداد زمنيين (6) .

اعداد : سيد مرتضى محمدي

القسم العربي – تبيان

المصادر:

1ـ ثم دراسات متنوعة في ذلك شط كثير منها عن جادة الصواب في تحليله لمفاهيم نشؤ الشيعة كجماعة ، ولاثر ثورة الحسين وما تبعها من أحداث في ذلك ولكن كدراسة يمكن التعاطي مع اطارها النظري في مفهوم (التنظيم الاجتماعي الداخلي ) ونناقش في محتواها، نشير الى : مفاهيم الجماعات في الإسلام : 47 فما بعد ، رضوان السيد ، بيروت 1984م

2ـ نفتقر على هذا الصعيد الى دراسات اجتماعية متخصصة تنطلق من اقلام باحثين إسلاميين ملتزمين ،وتتوفر على دراية مباشرة بالبحث الاجتماعي التخصصي ولكن لاحظت ان الكثير من الاطر البحثية النقدية الجديدة التي استخدمها الدكتور زهير الاعرجي في كتابه ( الابعاد الاجتماعية لفريضة الحج ) يمكن توظيفها والاستفادة منها في دراسة الجانب الاجتماعي لمراسم الاحياء الحسيني .

3ـ العلاقات الشعائرية مصطلح اقتبسناه من الدكتور محمود البستاني ويعني به : ( الجماعات التي تنتظم في علاقات خاصة تفرضها الشعائر الإسلامية ، مثل جماعة الصلاة ، جماعة الحج ) ونراه مفيدا في تحليل المعطيات التي تتوفر عليها الجماعة التي تمارس الشعائر الحسينية ، سواء في طبيعة علاقاتها فيما بينها وما يترتب عليها من آثار ، أو طبيعة علاقة الحسينيين ( الذين يمارسون الشعائر ) مع المجتمع ينظر: الإسلام وعلم الاجتماع : 213 ، د محمود البستاني ، بيروت 1994 .

4ـ تعرضت الكثير من هذه الفروضات لنقد جذري جاد في بعض الدراسات التي صدرت للدكتور زهير الاعرجي وفي كتابه عن الحج ثم نقد مهم كما اشرنا لنظريات الغرب في السلوك الجمعي طالتها من مختلف جوانبها وتلاحظ في الصدد نفسه دراسة الدكتور محمود البستاني المشار اليها .

5ـ قيام عاشورا : 10 .

6ـ من الجهة التحليلية الفكرية يمكن الرجوع في هذا المعطى للشعائر الى دراسة شمس الدين وكذلك ثم لمحات عجلى في : المواكب الحسينية مدارس ومعسكرات : 14 وأماكن أخرى .


كيف ما قبلته كأخيه الحسن ؟

تسابق الحسنين

إحياء الموتى بدعائه عليه السلام

قيام رسول الله صلي الله عليه واله وسلم لسقايته عليه السلام

طباعة

أرسل لصديق

التعلیقات(0)