• عدد المراجعات :
  • 573
  • 11/17/2011
  • تاريخ :

منهج سيد الشهداء في محاربة عنصرية الحكم الاموي

منهج سيد الشهداء فی محاربة عنصرية الحكم الاموي

الحق أن الحكم الاموي لم يكن حكماً أسلامياً يسوى فيه بين الناس ويكافأ المحسن عربياً كان أو مولى ويعاقب المجرم عربياً كان أو مولى وأنما الحكم فيه عربي والحكام خدمة للعرب وكانت تسود العرب فيه النزعة الجاهلية لا النزعة الاسلامية.

في تلك الفترة التي يصفها أحمد أمين بأنها صبغت بالنزعة الجاهلية كانت السلطات الاموية تحتقر الموالي - وهم كل من هو ليس بعربي - وقد زخرت كتب التاريخ بألاف القصص حول هذا الاحتقار والتعسف الذي يلاقيه الموالي من قبل الامويين، فكانوا يرزحون تحت نير الاضطهاد والتنكيل والقتل والاذلال والامتهان في كل البلاد الخاضعة لحكم بني أمية في تلك الفترة.

كان لسيد الشهداء منهجه الذي حارب هذه العنصرية المقيتة والطبقية البغيضة فأعاد فيه نهج الرسول الاكرم (ص) الذي يقول: ((الناس سواسية كأسنان المشط ))، وقوله (ص): (لا فضل لعربي على أعجمي إلا بالتقوى ).

كما أعاد فيه نهج ابيه أمير المؤمنين الذي يقول: (الناس صنفان أما أخ لك في الدين أو نظير لك في الخلق)، وقد توج سيد الشهداء (ع) ذلك النهج الخالد بمواقفه العظيمة يوم عاشوراء ففي ذلك اليوم جسد الامام الحسين (ع) منهج الرسول الاعظم (ص) وأمير المؤمنين بكل أبعاده الانسانية والاخلاقية من هذه المواقف موقفه الخالد الذي وقف فيه الى جانب هذه الطبقة المسحوقة - الموالي - فقد ذكر أصحاب السير والتواريخ أنه لما صرح أحد الموالي الذين قاتلوا الى جنبه (ع) وهو واضح التركي مولى الحرث المذحجي استغاث بالحسين لقد كان هذا الموالي يجد في روح الحسين الكبيرة البلسم الشافي لجراحه والمخفف عن آلامه ولبى الحسين نداءه، فمشى اليه ولكنه (ع) لم يقف عند رأسه ويخاطبه ببضع كلمات فيجزيه بها خيراً ويبشره بالجنة التي وعدها الله أياه واصحابه من الشهداء كما فعل (ع) مع أغلب الاصحاب، بل اراد الإمام الحسين أن يعيد لهذا المولى الصالح انسانيته في الدنيا قبل أن يموت شهيداً أراد أن يشعره بحريته بعد أن سلبها منه الامويون أراد ان يقول له أنه اطهر وأنقى وأسمى من هؤلاء الاجلاف الذين يتفاخرون بالانساب وهم في الحضيض الادنى من الخسة والوحشية فماذا فعل الحسين (ع) مع ذلك المولى؟

الموت في حياتكم مقهورين والحياة في موتكم قاهرين

لقد أنحنى عليه واعتنقه فهل هناك موقف أروع واعظم وانبل من هذا الموقف لقد كان هذا الموقف درساً لكل الانظمة العنصرية والعرقية التي تميز بين عرف و آخر قلد وجد ذلك المولى في الحسين الامل الذي يرفع عن الانسان الظلم ويزيح ربقة العبودية عن كاهله فتجده في آخر رمق من حياته تغمر قلبه الطمأنينة والحنان فتطفو على شفتيه ليخاطب نفسه: من مثلي وأبن رسول الله (ص) واضع خده على خدي وتفيض روحه الطاهرة الى بارئها راضية مرضية مطمئنة ويكرر الامام الحسين هذا الموقف العظيم مع اسلم مولاه فيعتنقه وبه رمق فيشرق وجهه وتعلو فمه ابتسامة وتفارق روحه الطاهرة الدنيا وهو يعانق الحسين وكانه يقول له: شكرا لك يا سيدي يا أبا عبد الله لأنك علمتنا معنى الحياة الحرة الكريمة وهي بالموت معك شكراً لك يا سيدي لأنك نبهتنا الى أن الحياة مع الظالمين هي الموت لقد علم الامام الحسين أصحابه معنى الحرية والكرامة والاباء.

كما ألهم الازمان معاني الحق والعدل والخير فتجسد الاسلام كله وبكل أبعاده في مواقف الحسين الخالدة فمنهجه هو منهج القرآن والرسول وأمير المؤمنين (ع) الذي يقول (الموت في حياتكم مقهورين والحياة في موتكم قاهرين) وتتوال المواقف العظيمة للأمام الحسين في ذلك اليوم لتشمل انسانيته وعطفه ورحمته ورفقه الكائنات الحية من غير البشر أن الانسان يمكن أن يرفق بالحيوان وهو في حالة الدعة والاستطاعة من غير أن يكون هذا الرفق أيثار على نفسه ولكن في ذلك الظرف العصيب كان سيد الشهداء قد أخذ منه الظمأ مأخذه وقد أحاطت به الاعداء وهم يرمونه بالسهام ليصدوه عن الماء ويشتد القتال ويشتد به العطش فيحمل من نحو الفرات وكان في هذه الناحية عمرو بن الحجاج الزبيدي على رأس أربعة ألاف فيكشفهم (ع) عن الماء وأقحم الفرس الماء فلما ولغ الفرس ليشرب قال الحسين (ع): (أنت عطشان وأنا عطشان فلا اشرب حتى تشرب ما أعظمك يا سيد الشهداء وما اروع مواقفك وما أجل ثورتك التي تعلمنا كل يوم درساً متجدداً فسلام على روحك العظيمة وسلام على نفسك الزكية وسلام على دمك الطاهر وسلام على خلقك النبوي العظيم.

اعداد : سيد مرتضي محمدي

القسم العربي - تبيان

 المصدر:

ضحى الاسلام ج 1 ص 27 :أحمد أمين عن الحكم الاموي


سر عظمة الإمام الحسين عليه السلام

ما المقصود بـ (الوتر الموتور) في زيارة الإمام الحسين (عليه السلام)؟

الإمام الحسين ( عليه السلام ) و الاعرابي

علم الإمام الحسين ( عليه السلام ) بأصوات الحيوانات

طباعة

أرسل لصديق

التعلیقات(0)