• عدد المراجعات :
  • 763
  • 11/8/2011
  • تاريخ :

الحمية الدينية

الحمیة الدینیة

الإنسان المسلم، الإنسان الذي يطيع الله ورسوله وأولي الأمر. الإنسان الذي يطيع الله، وولي الله، ويطيع (الذين يقيمون الصلاة ويؤتون الزكاة وهم راكعون) (المائدة/55). انطلاقتنا، وافعالنا، تنبثق منهم. هذا هو الإسلام، هذا هو التشيع هل هذا القلب ينبض قليلًا، عندما ترى المنكر وتعرف أن الله غير راضٍ، هل تزداد حرارة بدنك أم لا؟ بينما لو سمعت أحدهم يشتمك - وبينك وبين الله أنظر إلى أين وصلنا، حصل عندنا نوع من الجمود - الواحد منا، بمجرد ما يشتمه أحد، أو يشتم فردًا من عائلتنا، نحس بالدم يسرع في عروقنا، و لوننا يحمر، ونغضب, وتتغير الدنيا. هذا هو التأثير الصحيح. وإذا سبّ أحدهم الله أمامك، ألا تسمع؟ إذا أحدهم عصى الله أمامك، ماذا تفعل؟ تتغير؟ أو تشعر بالتغيير؟ لا، أبدًا! ليس هناك شيء من هذا عادي. فإذًا، ليس هناك شيء اسمه الإسلام عندك. بل هناك شيء اسمه إسلام ولكن ليس إسلامًا حقيقيًا، "سيأتي زمان على أمتي، لا يبقى من الإسلام إلا اسمه"، وهذا هو الوقت "ومن القرآن إلا رسمه".

الغيرة الدينية

المراد بالغيرة الدينية الحساسية تجاه أي خروج عن مسار الحق والعدل وتجاهل الأحکام الشرعية والتعامل بشدة وصرامة مع هذه الحالة بما يتناسب وحجمها والابتعاد عن اللامبالاة، ويفتقر لهذه الغيرة کل من تعامل ببرود مع هذه الاُمور ولم يبد أية حساسية تجاهها. وقد صرح القرآن الکريم بخصوص بعض المقاتلين المؤمنين الذين لا يمتلکون المعدات التي تؤهلهم للاشتراك في المعارك قائلاً (وَلا عَلى الَّذِينَ إِذا ما أَتَوْك لِتَحْمِلَهُمْ قُلْتَ لا أَجِدُ ما أَحْمِلُـکُمْ عَلَيْهِ تَوَلَّوْا وَأَعْيُنُـهُمْ تَفِـيضُ مِنَ الدَّمْعِ حَزَناً أَ لاّ يَجِدُوا ما يُـنْفِقُونَ)( التوبة / 92).

فالآية تشير إلى مسألة تجعل الأفراد الذين لا يمتلکون الوسائل المطلوبة في القتال وتحول دون التحاقهم بصفوف المقاتلين يتحولون إلى دموع غزيرة ; القضية لا يمکن تفسيرها سوى بالغيرة الدينية. وقد أشارالامام امير المؤمنين( عليه السلام)في نهج البلاغة إلى أحد مظاهر هذه الغيرة، حين قال (عليه السلام): «فلو أن امرأ مسلما مات من بعد هذا أسفاً ما کان به ملوماً، بل کان به عندي جديراً». فالغيرة تشکل أحد العوامل المهمّة من أجل الدفاع عن حريم القوانين الإسلامية وإحياء الأمر بالمعروف والنهي عن المنکر. فقد ورد عن الإمام الصادق (عليه السلام) عن بعض أصحابه قال: إنّ الله بعث ملکين إلى أهل المدينة ليقلباها على أهلها فلما انتهيا إلى المدينة وجدا رجلاً يدعو الله ويتضرع إليه، فقال أحدهما للآخر: أماترى هذا الداعي فقال: قد رأيته ولکن أمضي لما أمرني به ربي فقال: ولکني لا أحدث شيئاً حتى أرجع إلى ربّي، فعاد إلى الله تبارک وتعالى فقال: يا ربّ إني إنتهيت إلى المدينة فوجدت عبدك فلاناً يدعوک ويتضرع إليك فقال: إمض لما أمرتك فان ذلك رجل لم يتغيّر وجهه غضباً لي قط.

 و نموذج من الحمية والغيرة لدين الله واطاعة امام عصره هو ابالفضل العباس(ع) عندما أخذ عبد الله بن حزام ابن خال العباس ( عليه السلام ) أماناً من ابن زياد للعباس وأخوته من أُمِّه ، قال العباس وأخوته : لا حاجة لنا في الأمان ، أمانُ الله خير من أمان ابن سمية  .

ولمَّا نادى شمر : أين بنو أختنا ؟ أين العباس وأخوته ؟ فلم يجبه أحد ، فقال الحسين ( عليه السلام ) : ( أجيبوه وإن كان فاسقاً ، فإنَّه بعض أخوالكم ) 

فأجابه العباس ( عليه السلام ) : ( ماذا تريد ) ؟ فقال : أنتم يا بني أُختي آمنون ، فقال له العباس ( عليه السلام ) : ( لعنك الله ، ولعن أمانك ، أتؤمِّننا وابن رسول الله لا أمان له)؟! وتكلَّم أخوته بنحو كلامه ، ثمَّ رجعوا وحاربوا في سبيل الله حتي انقضي نحبهم.

غضب موسي عليه السلام

وَلَمَّا رَجَعَ مُوسَي اِلَي قَوْمِهِ غَضْبَانَ اَسِفًا قَالَ بِئْسَمَا خَلَفْتُمُونِي مِن بَعْدِيَ اَعَجِلْتُمْ اَمْرَ رَبِّکُمْ وَاَلْقَي الالْوَاحَ وَاَخَذَ بِرَاْسِ اَخِيهِ يَجُرُّهُ اِلَيْهِ قَالَ ابْنَ اُمَّ اِنَّ الْقَوْمَ اسْتَضْعَفُونِي وَکَادُواْ يَقْتُلُونَنِي فَلاَ تُشْمِتْ بِيَ الاعْدَاء وَلاَ تَجْعَلْنِي مَعَ الْقَوْمِ الظَّالِمِينَ ( الاعراف/150)

إن موسي علي نبينا وآله و عليه السلام غضب من قومه و ذلک لانهم لم يطيعوه ثم أحدثوا ما أحدثوا (و ألقي الألواح ) و طرحها لما لحقه من فرط الدهش و شدة الضجر عند استماعه حديث العجل ، غضبا لله و حمية لدينه ، و كان في نفسه حديدا شديد الغضب (و أخذ برأس أخيه ) أي بشعر رأسه (يجره إليه ) بذؤابته ، و ذلك لشدة ما ورد عليه من الأمر الذي استفزه و ذهب بفطنته .وان غضبه بهذه الطريقة کان لاقترافهم الذنب العظيم مماجعلهم يتنبهون لذلك.

مقتضي الغيرة و الحمية في الدين ان يجتهد في حفظه عن بدع المبتدعين . . . و يسعي في ترويجه و نشر احکامه، و يبالغ في تبيين حلاله و حرامه، و لا يتسامح في الامر بالمعروف و النهي عن المنکر وعدم الغيرة و الحمية في محافظة ما يلزم محافظته من الدين و العرض و الاولاد و الاموال، و هو من نتايج صغر النفس و ضعفها، و من المهلکات العظيمة .

والتهاون و المداهنة في الامر بالمعروف و النهي عن المنکر و هو ناش اما من ضعف النفس و صغرها، او من الطمع المالي ممن يسامحه. و هو من المهلکات التي يعم فسادها و ضرها، و يسري الي معظم الناس اثرها و شرها، کيف و لو طوي بساط الامر بالمعروف و النهي عن المنکر اضمحلت الديانة . . . . قال رسول الله صلي الله عليه وآله:

ان الله تعالي ليبغض المؤمن الضعيف الذي لا دين له، فقيل له:

 و ما المؤمن الضعيف الذي لادين له؟قال:الذي لاينهي عن المنکر

و قيل له صلي الله عليه وآله : اتهلک القرية و فيها الصالحون؟ قال: نعم قيل: لم يا رسول الله صلي الله عليه وآله؟ قال: بتهاونهم و سکوتهم عن معاصي الله .

فلو امکن لمؤمن دين ان يغير هذه المنکرات کلا، او بعضا بالاحتساب فليس له ان يقعد في بيته، بل يجب عليه الخروج للنهي و التعليم و . . .

ثم ينبغي الا يتواضع للمتکبرين، اذ الانکسار و التذلل لمن يتکبر و يتعذر مع کونه من التخاس و المذلة المذمومة، يوجب اضلال هذا المتکبر، و تقريره علي تکبره، و اذا لم يتواضع له الناس و تکبروا عليه ربما تنبه و ترک التکبر . . . و لذا قال رسول الله صلي الله عليه وآله: اذا رايتم المتواضعين من امتي فتواضعوا لهم و اذا رايتم المتکبرين فتکبروا عليهم فان ذلک لهم مذلة و صغار)

المصادر:

بحار الأنوار 97 / 64 ح 60.

جامع السعادات

تفسير الکشاف

 عمدة الطالب : 357


تنمية القابليات في باطن الإنسان

القابليات الروحية لدى الإنسان

التربية البدنية من وجهة نظر الإسلام

مناقشة نظرية نسبية الأخلاق

طباعة

أرسل لصديق

التعلیقات(0)